مختارة عيد الأضحى المبارك لعام 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

اقتباس

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن على وصلت إليه أحوال الأمة الإسلامية اليوم، فمن يتابع نشرات الأخبار المحلية والعالمية، يقف على حقائق مرعبة، فلا تجد ملاجئ للمشردين، ولا قتلى بالبراميل المتفجرة، ولا تدمير عواصم، واجتياحات مسلحة إلا في بلاد المسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

لم يكن المتنبي شاعر العربية الفذ محلقًا بعيدًا عن الواقع عندما أنشد قائلاً: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ *** بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ؟!   وإن لنا -معاشر المسلمين- أن نردد هذا البيت من الشعر، ولا غرو فـ"إن من الشعر لحكمة"، ونتدبر في معانيه؛ نظرًا لما يجدده العيد -على عكس ما شُرع من أجله- من مواجع وآلام تقضّ مضاجع الغيورين من أبناء هذه الأمة..  

والمتأمل في أحوال الأمة المسلمة في هذا العيد، يُساء ولا يُسر، ولِمَ لا؟! وقد أراد لنا ربنا -سبحانه- أن نكون أمة متميزة متحدة، متفردة في أعيادنا ومناسكنا، وشرع لنا سبحانه العيدين –الفطر والأضحى- بعد مواسم العبادة الكبرى التي تجمع الأمة، الصيام والحج، وكأن العيد يذكّر المسلمين باتحادهم ووحدتهم في أصل الدين والرسول والقبلة والكتاب، والهدف، والعجيب بعد ذلك كله أن ترى فُرقة واختلافًا وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.  

 

إن مما يتميز به عيد الأضحى عن عيد الفطر أنه يوم يتفق عليه المسلمون في جميع أنحاء الأرض، فالملاحظ أنه في عيد الفطر تختلف الرؤى والاتجاهات، وينكفئ كل بلد على رؤيته أو حساباته الفلكية والسياسية الخاصة، وهذا ما لا يحدث في عيد الأضحى إذ يلتزم الجميع برؤية بلد النسك البلد الحرام.  

 

وينقسم المسلمون قسمين؛ فيتجمع مَن كتب الله لهم الحج في مكة وما حولها في أرجاء البلد الحرام، يؤدون مناسكهم، ويرابط المحرومون من الحج على ثغور العشر الأول من ذي الحجة، والكل يطمع في فضل الله ورحمته، حتى إذا جاء يوم النحر، يوم العيد، شمل العيد بظلاله وأفيائه جميع أركان المعمورة، فيشعر المسلمون بوحدة في المناسك والعيد، ويترابطون إيمانيًّا مهما تناءت أقطارهم وتباعدت ديارهم.  

 

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن على وصلت إليه أحوال الأمة الإسلامية اليوم، فمن يتابع نشرات الأخبار المحلية والعالمية، يقف على حقائق مرعبة، فلا تجد ملاجئ للمشردين، ولا قتلى بالبراميل المتفجرة، ولا تدمير عواصم، واجتياحات مسلحة إلا في بلاد المسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.  

 

وفي نفس الأخبار العالمية تنقل لنا اجتماعات الإخوة الأعداء المتخاصمين في أوكرانيا، وغيرها من دول العالم، يجلسون على مائدة مستديرة، يتوصلون خلالها لحلول لمشكلات معقدة، دون اللجوء للعنف والقتل والتشريد والتدمير.  

إنهم يبنون ويعمرون ونحن ندمر ونخرب!! ونبينا –صلى الله عليه وسلم- قال فيما صح عنه: " إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"(أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني).  

 

إننا في هذه الأيام المباركة بحاجة ماسّة إلى أن نتدارس أسباب الخلافات والمشكلات، ونتخلص من العصبيات والقوميات، ونفيء جميعًا إلى أخوة الدين، والترابط بين المسلمين، واستشعار الأخوة الإيمانية؛ تلك الرابطة التي تجمع الحجيج من أقصى بقاع الأرض وتؤلف بينهم وتزيل من بينهم الشحناء.  

 

ما أحوجنا إلى تدبر حكمة الله –تعالى- في تشريع الأعياد، وأهميتها في وحدة الصف، وقوة الكلمة، وصفاء النفوس، وألا يعمل المسلم إلا فيما يخدم دينه، فلا يرفع راية حزبية، ولا يقدم عصبية قومية، ولا يغالي بين نوعين من التطرف: تكفير أو إرجاء، فيرابط المسلم على ثغور الإسلام، مدافعًا عن مبادئه، معظمًّا لأوامره، متعاونًا مع الصالحين المصلحين من أبناء أمته، وعندها تتحقق لهذه الأمة الغلبة والنصر على أعدائها، وتتوحد صفوفها تحت راية دين الله رب العالمين.  

 

ولعل أول من يهنئ الناس بالعيد وأقدر من يستطيع -بما حباه الله- أن ينشر الفرحة والسعادة بالعيد في قلوب المسلمين هم فرسان المنابر من الخطباء المفوهين؛ فمن خلال كلماتهم يُذهب الله -تعالى- الحزن عن المحزونين ويُدخِل الفرحة والبهجة على السامعين... لذا فقد جمعنا اليوم عددًا من خطبهم لعام 1435هـ التي يفتح الله بها القلوب ويُبْهِج بها الأرواح ويُعلِّم بها العقول، فجاءت على الصورة التالية:  

العنوان

خطبة عيد الأضحى المبارك 1435هـ (ثبات المؤمن في أعاصير الفتن)

2014/10/01 7334 1305 194

عَلَى مَنْ أَرَادَ النَّجَاةَ مِنْ عَوَاصِفِ الْفِتَنِ أَنْ يَجْعَلَ إِيمَانَهُ أَغْلَى شَيْءٍ يَمْلِكُهُ، وَأَنْ لَا يَتَخَلَّى عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ مَهْمَا وَقَعَ لَهُ، وَأَنْ يَدْرَأَ عَنْ إِيمَانِهِ الْعَوَادِيَ مَا اسْتَطَاعَ، وَلَا يُحَمِّلُ نَفْسَهُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يُطِيقُ؛ فَإِنْ عُوفِيَ شَكَرَ، وَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ. مَعَ التَّتَرُّسِ بِكَثْرَةِ الْعِبَادَةِ؛ لِأَنَّهَا مَنْجَاةٌ فِي الْفِتَنِ، وَتَكْرَارِ الْأَدْعِيَةِ الَّتِي فِيهَا الْهِدَايَةُ لِلْحَقِّ وَاتِّبَاعُهُ، وَمَعْرِفَةُ الْبَاطِلِ وَاجْتِنَابُهُ، وَسُؤَالِ اللَّهِ –تَعَالَى- الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّهُ مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ شَيْئًا أَوْسَعَ مِنَ الْعَافِيَةِ. مَعَ ضَبْطِ اللِّسَانِ وَالْقَلَمِ، فَلَا يَحْكِي إِلَّا صِدْقًا، وَلَا يَنْطِقُ إِلَّا حَقًّا، وَلَا يَحْكُمُ إِلَّا عَدْلًا، فَلَا يُرَوِّجُ إِشَاعَةً، وَلَا يُثِيرُ فِتْنَةً، وَلَا يَنْشُرُ ظُلْمًا، وَلَا يَفْتَرِي كَذِبًا..

المرفقات

عيد الأضحى المبارك 1435هـ (ثبات المؤمن في أعاصير الفتن)

- خطبة عيد الأضحى المبارك 1435هـ (ثبات المؤمن في أعاصير الفتن)


العنوان

خطبة عيد الأضحى 1435هـ

2014/09/30 6680 749 103

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّهُ وَإِن كَانَ اجتِمَاعُ الكَلَمَةِ وَنَبذُ التَّفَرُّقِ وَاجِبًا عَلَى المُسلِمِينَ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ، لأَنَّهُ لا قُوَّةَ لَهُم وَلا غَلَبَةَ، وَلا عِزَّةَ وَلا سَعَادَةَ إِلاَّ بِذَلِكَ، وَلَيسَ سِوَاهُ إِلاَّ الضَّعفُ وَالذِّلَّةُ وَالشَّقَاءُ وَالمَهَانَةُ، فَإِنَّهُ لم يَكُنْ آكَدَ وَلا أَوجَبَ كَمِثلِهِ في هَذَا الوَقتِ العَصِيبِ، الَّذِي أَحَاطَت فِيهِ بِالمُسلِمِينَ الشَّدَائِدُ مِن كُلِّ جَانِبٍ، وَبَرَزَت لَهُمُ الفِتَنُ مِن كُلِّ جِهَةٍ، وَصَارَ مِنَ المُتَعَيِّنِ عَلَيهِم أَن يَستَجمِعُوا قُوَاهُم وَيَستَكمِلُوا عُدَّتَهُم، لِيَحفَظُوا حَوزَةَ الدِّينِ وَالمِلَّةِ، وَلِيَحرُسُوا سُورَ الأَخلاقِ وَالفَضِيلَةِ، وَلِيُنقِذُوا أَنفُسَهُم مِن كُلِّ عَدُوٍّ شَامِتٍ وَمُنَافِقٍ مُتَرَبِّصٍ.

المرفقات

عيد الأضحى 1435هـ


العنوان

خطبة عيد الأضحى المبارك 1435هـ

2014/10/02 4675 529 45

إِنَّ دُوَلَ الْغَرْبِ النَّصْرَانِيِّ دَرَسُوا أَحْوَالَ الْمُسْلِمِينَ وَجَمِيعِ الْفِرَقِ الْمُنْتَسَبِةَ إِلَيْهِ، وَعَرَفَوا أَنَّ الشِّيعَةَ بَعِيدُون َكُلَّ الْبُعْدِ عَنِ الْإِسْلَامِ الصَّحِيحِ، وَأَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ هُمْ عَلَى الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ، وَأَنَّ مَنْهَجَهُمْ صَارَ يَنْتَشِرُ فِي بِلَاِد الْغَرْبِ فَخَافُوا مِنْهُ وَعَادَوْهُ وَجَرَّبُوا مُوَاجَهَتَهُ بِالسِّلَاحِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمَاكِنِ فَفَشِلُوا.. فَبَحَثُوا عَنْ حَلٍّ آخَرَ لِيَسْلَمُوا هُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَيَقْضُونَ عَلَى عَدُوِّهِمُ الْحَقِيقِيِّ، فَوَجَدُوا هَذِهِ الدَّوْلَةَ الْخَبِيثَةَ الصَّفَوِيَّةَ الْمَجُوسِيَّةَ إِيرَانَ، فَدَعَمُوهَا، وَسَكَتُوا عَنْ أَفْعَالِهِمُ الْخَبِيثَةِ وَجَرَائِمِهِمُ الْمَكْشُوفَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ بُغْيَةَ أَنْ يُمَكِّنُوا لَهُمْ لِيَقْضُوا عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ، فَهَلَ عَرَفْنَا مَا يُدَارُ لَنَا وَمَا يُعِدُّه الْغَرْبُ الْكَافِرُ لَنَا عَلَى أَيْدِي مَنْ يَنْتَسِبُ لِلْإِسْلَامِ وَالْإِسْلَامُ مِنْهُمْ بَرَاءٌ؟!

المرفقات

عيد الأضحى المبارك 1435هـ


العنوان

التفاؤل في وقت الشدة - خطبة عيد الأضحى 1435هـ

2014/10/08 6050 600 31

إن من سمات العيد أنه يحمل معه التفاؤل، يحمل معه الرجاء؛ لأن الله -تعالى- أنعم علينا فأمد لنا في العمر حتى تكتب في صحائفنا قمم من الطاعات والعبادات التي لا تعود في كل عام إلا مرة واحدة، وفي ذلك مكسب أيّ مكسب، وغنيمة أي غنيمة ..

المرفقات

في وقت الشدة - خطبة عيد الأضحى 1435هـ1


العنوان

عيد الأضحى 1435هـ وقفة مراجعة ومحطة أمل

2014/10/02 5710 567 68

اليوم كم نحن بحاجة إلى مراجعة أخطائنا وأعمالنا وسلوكياتنا، وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كمسلمين!! وكم نحن بحاجة إلى إعادة بناء النفوس بالإيمان وقيم الخير والحب والتراحم والتسامح!! وكم نحن بحاجة إلى بثّ الأمل في النفوس ونشر التفاؤل!! لذلك يأتي العيد كمحطة تبث الفرح والسرور، وتعيد للأرواح الأمل والتفاؤل، وتوحي للنفوس أن بعد العسر يسرًا، وبعد الشدة فرجاً ومخرجاً، ويطرق في أذهان المسلمين أنهم أمة واحدة.

المرفقات

الأضحى.. وقفة مراجعة ومحطة أمل


العنوان

خطبة عيد الأضحى المبارك 1435هـ

2014/10/02 6742 527 34

لقد شَهِدَنا في الأسابيعِ والأيامِ القريبةِ فواجعُ ومآسي! جراءَ حوادثِ السيَّاراتِ والدَّراجاتِ النَّاريَّةِ! فَلَقَدْ صَليَّنا على عددٍ من شَبَابِنَا وأسَرِنا وفَلَذَاتِ أكبادِناَ, وقلوبُنا مِلؤُها الْحَزَنُ والأسى, وإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, نعم قدَّر اللهُ وما شاءَ فعلَ، ولكنَّ اللهَ –تعالى- جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ سَبَبَاً! فَلِما أضحتِ السَّياراتُ والدَّراجاتُ في كثيرٍ من الأحيان وبالاً وَدَمَارَاً على كثيرٍ من الأُسَرِ والبُيُوتِ؟! فلا تكاد تُمضي يومَاً إلا وتسمعُ عن أخبارٍ مُفجعةٍ وحوادثَ مؤلمةٍ! فنحنُ بِحَقٍّ أمامَ حَرْبٍ شرسةٍ..

المرفقات

عيد الأضحى المبارك 1435هـ1


العنوان

خطبة عيد الأضحى 1435هـ

2014/09/30 7754 739 128

نحن في أيام مباركات، يتسابق فيها الموفقون للخيرات، ويتنافس فيها المتنافسون، أيام بارك الله فيها، وضاعف فيها الأجور، وجعلها محلاً للعبادات كلها، فلا تجتمع العبادات كلها كما تجتمع في هذه الأيام.. الناس في هذه الأيام على قسمين؛ حجاج لبيت الله، وآخرون لم يُكتب لهم الحج، فأما الحجاج فلهم السبق بما وهبهم الله من الأعطيات، وأما أمثالنا ممن لم يكتب له الحج، فلقد جعل الله لنا عوضًا عن تلك الأجور التي تفوت بترك الحج، ولو لم نبلغ أجر الحجاج، ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله.

المرفقات

عيد الأضحى 1435هـ1


العنوان

خطبة عيد الأضحى المبارك 1435هـ

2014/11/18 8255 544 24

اتقوا الله حق تقاته، واعلموا أنكم في يوم عظيم القدر عند الله -تعالى-، يوم عيد الأضحى، وهو يوم الحج الأكبر، حيث انصرف الحجاج من عرفات وباتوا بمزدلفة، ثم ينصرفون صباح اليوم لرمي الجمرة الكبرى؛ امتثالاً واقتداءً برسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

المرفقات

عيد الأضحى المبارك 1435هـ2


العنوان

خطبة عيد الأضحى لعام 1435هـ

2018/08/13 4192 337 24

يوم الأضحى يوم للعبادة والتقرب إلى الله -تعالى- بأنواع القربات: من ذبح للأضاحي ابتغاء مرضاة الله -تعالى-، ويوم لكثرة ذكر الله -تعالى- بالتكبير وغيره، ويوم لمد يد السخاء بالعطاء للأقارب والأصدقاء والمحتاجين...

المرفقات

خطبة عيد الأضحى لعام 1435هـ


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات