اقتباس
وكما ينصحون بصيام نهار الشتاء لقصره، فإنهم أيضًا ينصحون بقيام ليله لطوله، فهذا عبيد بن عمير كان يقول إذا جاء الشتاء: "يا أهل القرآن طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصيامكم، فاغتنموا"(مصنف ابن أبي شيبة)، وأنا أضم صوتي إلى أصواتهم جميعًا وأدعو المسلمين في هذا الشتاء: أن قوموا ليله وصوموا نهاره
لله -عز وجل- هو ملك الملوك وهو مالك الملك، وكل الكون ملكه ولا شريك له في شيء من ملكوته، يدبر الأمر ويجري الرياح ويسخر البحر وينزل المطر ويسوق الأفلاك ويقلب الليل والنهار...
وكل ما في الكون من أحداث تقع إنما هي بأمر الله وبقدرته وبإذنه وتقديره، ومن جملة ما قدَّره الله -تعالى- في هذه الأرض تعاقب فصول السنة الناتج عن دوران الأرض حول الشمس؛ فربيع يليه صيف يليه خريف ثم يأتي فصل الشتاء، الشتاء ذلك الفصل الذي اختصه الله -عز وجل- في بلادنا بنزول المطر، وبقلة ظهور الشمس، وبالسحب التي تملأ السماء، وبتناقص درجات الحرارة الذي يشعرنا بذلك الزمهرير والبرد القارس، وقد أخبرنا نبينا -صلى الله عليه وسلـم- عن علته، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قالت النار: رب أكل بعضي بعضًا، فأذن لي أتنفس، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فما وجدتم من برد، أو زمهرير فمن نفس جهنم، وما وجدتم من حر، أو حرور فمن نفس جهنم"(متفق عليه).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم