اليوم العالمي للمعلم - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

وفي الجملة: فإننا ندعي أن حق المعلم على طلابه أعظم من حق آبائهم وأمهاتهم عليهم، يؤيد ذلك الإمام الغزالي إذ يقول: "... ولذلك صار حق المعلم أعظم من حق الوالدين؛ فإن الوالد سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، ولولا المعلم لانساق ما حصل من جهة الأب إلى الهلاك الدائم"، ولما قيل لبرزجمهر: ما بال تعظيمك لمعلمك أشد من تعظيمك لأبيك؟ أجاب: "لأن أبي كان سبب حياتي الفانية، ومعلمي سبب حياتي الباقية"...

أيها المعلم الخريت وأيها المربي الفاضل، يا من تكسو العقول بنور العلم، وتهدي الأخلاق جميل الأدب، وتُعلِّم الأشبال رائع السمت، يا من نأتمنك على فلذات أكبادنا؛ فأنت في المدرسة أبًا لهم مع أبيهم.   أيها المعلمون: أنتم نور الدنيا وضياؤها، وأنتم دفئها وسكينتها، وأنتم عافيتها ودواؤها، أنتم أقمار تنير ظلام الليالي، وشموس تجعل النهار نهارًا.   لُعِنَت الدنيا وما فيها ونجيتم أنتم -ومن تُعلِّمون- من لعنتها، فعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالمًا، أو متعلمًا" (ابن ماجه).   والله يثني عليك، والملائكة وجميع المخلوقات تدعوا لك، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير" (الطبراني في الكبير)، قال أبو العالية: "صلاة الله الثناء والملائكة الدعاء" (فتح الباري لابن حجر).   وإن لك مثل أجر كل طالب علَّمته فعمل بما علَّمته، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" (مسلم).   وبتعليمك الصبيان العلم تمنع عنا عذاب الله؛ يقول ثابت بن عجلان الأنصاري: "كان يقال: إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان الحكمة صرف ذلك عنهم"، قال مروان يعني بالحكمة القرآن (سنن الدارمي).   وهذا الحسن البصري يقول: "لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم"، ويشرح الغزالي قائلًا: "أي أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية" (إحياء علوم الدين للغزالي).   ***   أيها المعلم الفاضل: لك علينا حقوق، ولنا عليك حقوق، فأما حقوقك على الناس فهي كثيرة لا نستطيع هنا حصرها، ومنها:   أولًا: أن يجلُّوك ويوقِّروك ويحترموك: يقول طاوس -رحمه الله-: "من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد" (المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي)، فمن لم يفعل ذلك فليس من أمتنا؛ فعن عبادة بن الصامت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه" (أحمد)، وقال أحد الحكماء: "لا يستخف أحدٌ بمن تعلم منه علمًا إلا وضيع خامل أو رفيع جاهل" (محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني)، وكان يُقال: "أربعة لا يأنف منهن الشريف: قيامه من مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على فرَسِه وإن كان له عبيد، وخدمته العالم ليأخذ من علمه" (جامع بيان العلم وفضله).   ثانيًا: ألا يزعجوك في كل حين وألا يحمِّلوك فوق طاقتك: متأدبين معك بأدب أبي عبيد الزاهد الذي قال عن نفسه: "ما دققت بابًا على عالم قط حتى يخرج في وقت خروجه"، ولقد رأينا كيف كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يأتي الصحابي ليتعلم منه فيجده نائمًا فيكره أن يوقظه فيجلس على عتبة داره تسفي الريح التراب في وجهه حتى يستيقظ الرجل فيأخذ منه العلم! واستمعها على لسانه إذ يقول: "إن كان الحديث ليبلغني عن الرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فآتيه فأجلس ببابه، فتسفي الريح على وجهي، فيخرج إلي فيقول: يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جاء بك؟ ما حاجتك؟" فأقول: "حديث بلغني ترويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" فيقول: "ألا أرسلت إلي؟" فأقول: "أنا أحق أن آتيك" (الحاكم).   ثالثًا: أن يعرفوا لك جميلك ويحفظوا لك حقك: فهذا هارون بن زياد يدخل عليه معلمه، فيبالغ في إكرامه وإجلاله، فسئل عن ذلك، فأجاب: "هو أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله" (ربيع الأبرار للزمخشري)، ولما حُجِب المعلِّم العتابي على باب المأمون، وكان مؤدبه، فكتب إليه: إن حق التأديب حق الأبوة *** عنه أهل الحجاز أهل المروة وأحق الأنام أن يحفـــــــــظـــوها *** ويعــــــوها لأهـــــل بــيــت النبـــوة فدعا به وأحسن صلته، وآلى على الحاجب أن لا يعاود حجبه وزبره. (ربيع الأبرار للزمخشري).   رابعًا: أن يحبوك ويحفظوا ودَّك: وهذه قد استفدناها من كلام علي بن أبي طالب إذ يقرر قائلًا: "ومحبة العالم دين يدان بها" (حلية الأولياء لأبي نعيم)، يقول ابن القيم شارحًا: "قوله محبة العلم أو العالم دين يدان بها؛ لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثتهم؛ فمحبة العلم وأهله محبة لميراث الأنبياء وورثتهم، وبغض العلم وأهله بغض لميراث الأنبياء وورثتهم، فمحبة العلم من علامات السعادة وبغض العلم من علامات الشقاوة... وأيضًا فإن محبة العلم تحمل على تعلمه واتباعه وذلك هو الدين، وبغضه ينهى عن تعلمه واتباعه وذلك هو الشقاء والضلال... وأيضًا فإن الله -سبحانه- عليم يحب كل عليم، وإنما يضع علمه عند من يحبه، فمن أحب العلم وأهله فقد أحب ما أحب الله وذلك مما يدان به" (مفتاح دار السعادة لابن القيم).   وفي الجملة: فإننا ندعي أن حق المعلم على طلابه أعظم من حق آبائهم وأمهاتهم عليهم، يؤيد ذلك الإمام الغزالي إذ يقول: "... ولذلك صار حق المعلم أعظم من حق الوالدين؛ فإن الوالد سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، ولولا المعلم لانساق ما حصل من جهة الأب إلى الهلاك الدائم" (إحياء علوم الدين للغزالي)، ولما قيل لبرزجمهر: ما بال تعظيمك لمعلمك أشد من تعظيمك لأبيك؟ أجاب: "لأن أبي كان سبب حياتي الفانية، ومعلمي سبب حياتي الباقية" (ربيع الأبرار للزمخشري)، يقول الشاعر:   أقدِّم أستاذي على نفس والــدي *** وإن نالني من والدي الفضل والشرف فذاك مربي الروح والروح جــوهـــر *** وهـذا مربي الجسم والجسم من صدف   ***   وأما حقوقنا وحقوق أولادنا عليك، فهي الأخرى متعددة، نسرد منها ما يلي:   فالأولى: أن تقدِّم لطلابك القدوة العملية، فتكون لهم معلمًا بأفعالك قبل لسانك، فإنك إن لم تفعل وخالف عملُك قولَك، كنت لهم فتنة وتركت فيهم أسوأ الأثر! ولقد قالوا: "حال رجل في ألف رجل، أبلغ من مقال ألف رجل لرجل"، ولقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع" (مسلم)، وقديمًا قال الشاعر عائبًا وعاتبًا:   يــــــا أيـــــــهـــــــا الــــرجــــــــــــل الـــــمــــــــعـــــــلــم غــيــره *** هــلا لــنــفــســـك كـــــان ذا الـتـعـلـيم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ***  كيــمـا يـصــح بــــــه وأنــت ســـقــيـــم ونـــراك تـــــصلـــــــــــــح بالــــــــــرشـــــــــــــاد عــــقــولـنــا *** أبــدًا وأنـت مــــــــن الــرشــاد عــديـــم فــابــدأ بـنـفـــــســــك فـانــــــهــــهــــــا عــن غـيـهـا *** فــإذا انـتـهـت عـنــه فـأنـت حـكيـــم فـــــهــــــنـــــاك يـــــقـــــبـل مــــــا تـقـــــول ويـهـتـدى *** بـالــــــقــــــــــول مـنـك ويـنـفــع الـتـعـليـــم لا تـنــه عـــــــــن خــــــــــــــلــــــــــق و تــأتــي مـثـلـــه *** عــــــــــار عـــلـيــك إذا فـعـلـت عـظـيـــم   وأما الثانية فهي: أن تتعاهد أولادنا وتُحسن متابعتهم: فقد كان هذا هو حال المعلم والمربي الأعظم -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألهم: "من أصبح منكم اليوم صائمًا؟" قال أبو بكر: أنا، ثم سألهم: "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟" قال أبو بكر: أنا، ثم سألهم: "فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟" قال أبو بكر: أنا، ثم سألهم: "فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟" قال أبو بكر: أنا، فقال: "ما اجتمعن في امرئ، إلا دخل الجنة" (مسلم)، فحثهم على الفضائل وكافئهم عليها.   ومن متابعته -صلى الله عليه وسلم- وتعاهده لأصحابه ما قاله لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: "يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، فترك قيام الليل" (متفق عليه)، وعن أنس قال: كان غلام يهودي يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمرض، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فأسلم، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار" (البخاري)، فهو -صلى الله عليه وسلم- يتابع الغلمان ويعودهم ويحرص على الخير لهم... فلك -أيها المعلم- في النبي -صلى الله عليه وسلم- القدوة والأسوة.   وأما الثالثة: فالترفق بهم والشفقة عليهم: فالمربي بمنزلة الوالد؛ شفوق حنون رفيق رقيق، ولقد سمعنا إمام المعلمين -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد، أعلمكم" (أبو داود)، ولعله كان شعور الخضر لما قال لموسى -عليهما السلام-: (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) [الكهف: ٦7-68]، ولخص النبي -صلى الله عليه وسلم- مهمته التربوية في قوله: "إن الله لم يبعثني معنتًا، ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا" (مسلم).   ولقد كان -صلى الله عليه وسلم- يخطب الجمعة فدخل الحسين يتعثر في ثوبه، فنزل -صلى الله عليه وسلم- فحمله، ثم صعد به المنبر ثم قال: "ابني هذا سيد" (البخاري)، ويأتيه أخرى وهو ساجد فيعتلي ظهره، فيطيل النبي -صلى الله عليه وسلم- سجوده، فيُسأل، فيقول: "ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" (النسائي)، وجاءه -صلى الله عليه وسلم- رجل فرآه يُقبِّل الأطفال، فقال متعجبًا: أتقبلون صبيانكم! إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدًا منهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة" (متفق عليه)، فهي الشفقة والرحمة والرفق والحنو... فالزمها.   وأما الرابعة: فالحكمة في معالجة أخطائهم: أيضًا كما كان يصنع قدوة المعلمين والمربين -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي أمامة قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غلام شاب فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا فصاح به الناس وقالوا: مه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذروه، ادن" فدنا حتى جلس بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أتحبه لأمك؟" قال: لا، قال: "فكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لابنتك؟" قال: لا، قال: "وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، أتحبه لأختك؟" قال: لا، قال: "فكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لعمتك؟"، قال: لا، قال: "فكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم، أتحبه لخالتك؟" قال: لا، قال: "وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم، فاكره لهم ما تكره لنفسك، وأحب لهم ما تحب لنفسك" فقال: يا رسول الله ادع الله أن يطهر قلبي، فوضع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده على صدره فقال: "اللهم أغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه" قال: فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء (مسند الشاميين للطبراني).   وكلنا يعرف جيدًا كيف تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأعرابي الذي تبول في المسجد، فأراد الصحابة أن ينالوا منه، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزرموه دعوه" فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر؛ إنما هي لذكر الله -عز وجل- والصلاة وقراءة القرآن"، ثم أمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه (متفق عليه)... والنماذج كثيرة، وأنت -أيها المربي الفاضل- أدرى بها.   ***   ويا معلمنا الجليل: إنه لو استغنى أحد عن النصح والتذكير لكنت أنت، لكن الله -عز وجل- أمرنا فقال: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55]، ونحب هنا أن نذكرك بعدة أمور:   أما الأول: الإخلاص لله وأنت تُعلِّم أولادنا: فإنك تُعلِّم العلم، وتعليمه قربة إلى الله -عز وجل-، فيكن تعليمك إياه خالصًا لوجه الله ليبارك الله فيه ويؤتي ثمرته فنراها شاخصة في أخلاق أولادنا وعقولهم وقلوبهم، ثم ترى أنت الأجر العظيم عند الله والذي شرط حصولك عليه هو أن تعمل العمل لوجهه -تعالى-، فعن أبي أمامة الباهلي قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا شيء له" فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا شيء له" ثم قال: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه" (النسائي).   وأما الأمر الثاني: التحلي بمكارم الأخلاق، والترفع عن الدنايا: فهذا ابن المبارك يقول: قال لي مخلدة بن الحسين: "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث" (الآداب الشرعية لابن مفلح)، لذا فقد قالوا: "الأدب مقدَّم على العلم"، وقال الحسن البصري: "إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين" (الإعلام بحرمة أهل العلم للمقدم)، وعن مالك بن أنس قال: قال ابن سيرين: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم" قال: "وبعث ابن سيرين رجلًا فنظر كيف هدي القاسم وحاله" (الجامع لأخلاق الراوي للبغدادي)... فإنما نريد أن يتعلم أولادنا من هديك وسمتك ومكارم أخلاقك قبل أن ينهلوا من علمك.   والأمر الثالث: أن تتعفف عما في أيدي الناس: يقول الثوري: "العالم طبيب هذه الأمة، والمال الداء، فإذا كان الطبيب يجر الداء إلى نفسه كيف يعالج غيره؟!" (الآداب الشرعية لابن مفلح)، ونصح عيسى -عليه السلام- أصحابه فقال: "يا معشر الحواريين: ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا" (الآداب الشرعية لابن مفلح)، أما أبو حازم فيقرر قائلًا: "لا يكون العالم عالمًا حتى يكون فيه ثلاث خصال: لا يحقر من دونه في العلم، ولا يحسد من فوقه، ولا يأخذ دنيا" (الآداب الشرعية لابن مفلح).   أما الأمر الرابع فهو: الاستزادة الدائمة من العلم: وهل أكثر من أن يأمر الله -تعالى- بذلك سيد الأنبياء والمرسلين، فيقول له: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه: 114]...   ***   وللدور الخطير الذي يقوم به المعلم، ولأن صلاحه صلاح للمجتمع بأسره، وفساده فساد للمجتمع كله، ولما نحمله في قلوبنا من إجلال وإكرام وعرفان له... من أجل هذا وغيره قد قمنا بجمع بعض الخطب التي تدندن حول فضل المعلمين والمربين ومكانتهم، والتي تقدم لهم النصح والتوجيه، والتي تضع على كواهلهم -بجانب غيرهم- مهمة إصلاح الأجيال الناشئة وحسن تربيتها، وقد جاءت في الصورة التالية:

الخطبة الثانية:
الخطبة الثالثة:
الخطبة الرابعة:
الخطبة الخامسة:
الخطبة السادسة:
الخطبة السابعة:
الخطبة الثامنة:
الخطبة التاسعة:
الخطبة العاشرة:
الخطبة الأولى:
الخطبة الأولى:
العنوان
فضل العلم والمعلم 2017/10/14 54944 1053 89
فضل العلم والمعلم

إن المُربِّيَ الناجِحَ هو الذي يُوظِّفُ جميعَ الطاقات، فيُربِّي الأبناءَ والبناتِ على تحمُّل الأعباء والقِيام بالمسؤوليَّات، ويبُثُّ فيهم رُوحَ المُشارَكة والعطاء، والتشييد والبِناء؛ ليكُونُوا لبِنةً صالِحةً في أوطانِهم، فليس هناك فِئةٌ مُهمَلَةٌ في المُجتمعات المُسلِمة، حتى الضُّعفاءُ والمساكِينُ بِهم تُنصَرُ الأمة.

المرفقات

فضل العلم والمعلم

المرفقات
143-01-صورة-اليوم-العالمي-للمعلم-1.jpg
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life