تعظيم الصلاة للشيخ سلطان العويد رحمه الله
عبدالله اليوسف
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أمـــا بـعــد:
فيا عباد الله: اتقوا الله حق التقوى، فإن من أراد النجاة يوم القيامة فليلزم التقوى{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة: 281]
أيها الأخوة المؤمنون:
الصلاة شأنها عظيم عظيم عند الله، هي ركن الإسلام، وكل عملٍ قد يعتريه ما يجعله غير واجب في بعض الأوقات أو الأحيان إلا الصلاة؛ فالزكاة مثلا: لا تجب إلا على من ملك نصابًا ولابد من مرور الحول في كثير من أنواعها، وبعض الزكاوات تجب مرة في العمر. الصوم: يعذر فيه المريض والمسافر والكبير، والحائض. وكذلك أيضًا الحج: لا يجب إلا في حال الاستطاعة من وجود الزاد والراحلة.
الصلاة: فريضة العمر، هي الوظيفة التي لا يستثنى أحدٌ منها، خمس مرات في اليوم والليلة، كانت خمسين!
تأمل يا عبد الله: لو أن الأمر لم يخفف، وقد ثبت في الصحيح أن الصلاة أول ما فرضت خمسين صلاة، فخففها رب العزة سبحانه وتعالى رحمة بنا ورأفة بعباده فجعلها خمس مرات. من منا يطيق أن يصلي خمسين مرة في اليوم والليلة؟! أرأيتم كيف يرحم الله عباده سبحانه وتعالى؟
ثم إن هذه الصلاة ما فرضت إلا رحمة بنا؛ كما سترون من خلال النصوص التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أيها الأخوة: هذه الصلاة العظيمة لم يسقطها الله عز وجل حتى في حال الحرب، حتى والجند المسلم يقاتل في سبيل الله تجب عليه! ألم تقرأ القرآن؟! في صلاة الخوف يقول الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 102]
هذه الصلاة -أيها الأخوة- لا تسقط أبدا إلا في حالة واحدة؛ إذا زال العقل، المريض يصلي؛ وهو مستلقٍ على ظهره لا يتحرك يصلي!، المشلول يصلي!
هذه الصلاة هي وظيفة العمر أيها الأخوة الكرام، قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَـــــالٌ } [النور: 36،37] هذا معنى الرجولة –أيها الأخوة-، ليست الرجولة كما يفهمها كثير من السفهاء!؛ يفسرون الرجولة بالاعتداء على الآخرين!، يفسرون التهور بالرجولة! لا والله؛ الرجولة في بيوت الله {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَــــالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ } [النور: 36،37] لمـــاذا؟! ما الذي حملهم على الذهاب للمساجد؟ {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور: 37، 38]
أيها الأخوة المؤمنون: ورد من النصوص الكثيرة ما يدل على أن تارك الصلاة لا حظ لها في الإسلام، والله إننا لنعجب!: كيف يدعي إنسان أنها مسلم ثم لا يصلي؟! كيف يقول: إني أعبد الله، ومستسلم له فأنا مسلم، ثم لا يصلي؟!
اسمعوا أيها الأخوة بعض النصوص:
* يقول الله تبارك وتعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]، الذي لم يصلِ ليس أخانا في الدين! إذًا هو ليس بمسلم.
*ويقول جل وعلا حكاية عن حوار سيحصل يوم القيامة يقينًا لأن الله تبارك وتعالى هو الذي نقله، قال جل وعلا: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } [المدثر: 42]؟ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}؟ دخلوا جهنم –نسأل الله لنا ولكم العافية ولوالدينا ولإخواننا المسلمين- {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } [المدثر: 42، 43] جواب مباشر، هل فيه مجال للف والدوران؟ لا. {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ } [المدثر: 42 - 45] -نخوض- مع الناس!؟ لا؛ كن مع الله سبحانه وتعالى، (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ)؟ قالوا أول شيء: (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)!
أما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد اختصر الموضوع في كلمات:
· فقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث جابر في صحيح مسلم : «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ –الكفــر- تَرْكُ الصَّلَاةِ» وفي رواية : «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلَاةِ». ليس بين الإنسان وبين أن يقال عنه: كافر، إلا أن يترك الصلاة.
· ويقول عليه الصلاة والسلام: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ [أي بيننا وبين الكفار] الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ». [حديث صحيح، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه]
أيها الأخوة الكرام: الصحابة رضي الله عنهم لم يُنقل عنهم وهم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، ورضي الله عنهم، لم يُنقل عنهم أن شيئًا من الأعمال –يعني من أعمال الإسلام- إذا تركها الإنسان يكفر إلا الصلاة. يقول عَبْدُ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ العُقَيْلِيِّ رحمه الله [وهو تابعي]: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ» [رواه الترمذي (2622) وصححه الألباني] هذا كالإجماع على أن تارك الصلاة لا حظَ له في الإسلام.
صلاة الجماعة -أيها الأخوة- بالنسبة للرجال –بالنسبة للذكور البالغين- ورد فيها من النصوص الإنسان يحتار! كيف يقول قائل: إن صلاة الجماعة ليست بواجبة؟! أدلــــة كثيرة من الكتاب والسنة، ذكر جزءًا منها –وهو كثـــيرٌ، كثــير- صاحب كتاب "تعظيم قدر الصلاة"، وأنصح جميع طلبة العلم ومن له نَفَسٌ في القراءة أن يقرأ هذا الكتاب؛ ليعرف قدر الصلاة، اسم الكتاب: "تعظيم قدر الصلاة"، للحافظ محمد بن نصر المروزي –رحمه الله تعالى- ذكر فيه من النصوص والآثار شيئًا عظيمًا تقشعر له أبدانُ المؤمنين.
صلاة الجماعة –أيها الأخوة- واجبة ولا تسقط إلا بعذر، والأدلة متكاثرة:
· قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، من هم الراكعون؟ الصلاة في المساجد (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).
· وقال سبحانه وتعالى في صلاة الخوف {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ } [النساء: 102] إلى آخر الآية. حتى في الخوف يصلون جماعة! وهم يقاتلون يصلون جماعة! هذا يدل على ماذا؟ لو كانت صلاة الجماعة ليست واجبة، أتجب أفراد الجيش وهم يقاتلون؟؟!! أبــدًا، لو لم تكن واجبة لما أوجبها الله على هؤلاء.
· وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة « أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَــمُــونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا». صلاة العشاء ما كان هناك كهرباء وأنوار، وكذلك الفجر. فالمنافق إذا غاب لا يشعر به أحد. من المسلمين اليوم من لا يصلي إلا في مناسبة! إذا هناك مناسبة وسيراه فلانٌ وفلان، ربما يصلي! أما إذا كان الدافع هو الخوف من الله: يجلس في بيته! انتبه يا أخي المسلم من أن يكون فيك شبهٌ بالمنافقين.
· ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «.. وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ [هذا الحديث يا أخوة في الصحيحين] حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ». هل هذا يدل على أن صلاة الجماعة سنة؟! الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعدهم بأن يحرق بيوتهم بالنار! وكان سيفعل عليه الصلاة والسلام لولا خوفه على الذراري والنساء الذين لا تجب عليهم الصلاة [الجماعة].
· وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في صحيح مسلم: أن رجلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أَعْمَى –رجل أعمى-! فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ –عليه الصلاة والسلام-، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، -كأن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه الوحي- دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ». وفي رواية قال: «لا أجد لك رخصة». وهو أرحم البشر بالبشر! {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]
مَنْ أرقُّ قلبًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ومع ذلك لم يرخص لهذا الأعمى!؛ لأنها فريضة من الله، الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى عباده يصلون.
· وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يجب، فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ».
· اسمعوا ماذا يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن.
أيها الأخوة الكرام: اعلموا -رحمني الله وإياكم- أن هذه الصلاة رحمة من الله.
يقول قائل: كيف تكون رحمة من الله ؟! أنا نائم، لم أنم إلا منذ ساعة، ويؤذن الفجر وأستيقط وأنا في شدة النوم، وفي استغراق عظيم، كيف تكون رحمة بي؟!
اسمع يا أخي المسلم: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تحترقون، تحترقـون، تحترقــون، [أي تقعون في الهلاك والعذاب بسبب كثرة الذنوب] فإذا صليتم الصبح [أي الفجر] غسلتها [يعني غسلت الصلاةُ تلك الذنوب] ثم تحترقون، تحترقــون، فإذا صليتم الظهر غسلتها. ثم تحترقون، تحترقــون، فإذا صليتم العصر غسلتها. ثم تحترقون، تحترقــون، فإذا صليتم المغرب غسلتها. ثم تحترقون، تحترقــون، فإذا صليتم العشاء غسلتها. ثم تنامون فلا يُكتب عليكم حتى تستيقظوا» [رواه الطبراني، وهو حديث حسن، حسنه الإمام الألباني وغيره].
فبأي شيء يا عبد الله ستطفئ ذنوبك إذا كنت مفرطًا في الصلاة!؟!
أيها الأخوة المؤمنون كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلاة الصلاة»!
لا يوجد عبادة يُضرب الصغير من أجلها وأنت تحب ابنك، من أحب إليك من أبنائك؟! ومع ذلك تضربهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ضربا غير مبرح من أجل أن يصلوا! بعض الناس لو قطع ابنه جزءا من قماش في بيته، أو أفسد شيئًا في البيت، ضربه! أما أن يمكث سنة أو سنتين لم يدخل المسجد، ربما لم يسأل عنه؟؟!!
أرأيتم كيف تُضيع الصلاة ؟!
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقيم الصلاة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
*********
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعـــد:
فيا عبـاد الله ، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] ، وقال جل وعلا: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [فصلت: 33]، وقال جل وعلا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125].
ومن أحسن الأعمال، وأثقل الأعمال في الميزان الدعوة إلى الله، فكيف إذا كانت الدعوة إلى الصلاة؟! ومن جملة الأعمال الصالحة التي وفق الله بعض عباده في هذه البلاد إليها: ما تقوم به مراكز الأحياء –جزاهم الله خيرا- فقد قام مركز الحي في هذا الحي بإطلاق حملة عن الصلاة، أسماها: "صلاتي حياتي" ، إيّ والله، فإن الحياة لا قيمة لها بدون الصلاة، وقد تضمنت هذه الحملة أنشطة كثيرة، كالدروس والمحاضرات، وتوزيع بعض الكتب والكتيبات، والأذكار، إلى آخره.
فنرجو أيها الأخوة أن نكون كلنا دعاة إلى الصلاة، والله أيها الأخوة، لئن صلى أحد من الناس أخرجتها من الظلمات إلى النور، بكلمة أو بكتاب أو بحتى بريال شاركت به في هذه الحملة، فأنت على خير عظيم؛ إنك تخرج أحدا من الناس من الكفر إلى الإسلام، أسمعتم النصوص كيف أن الذي لا يصلي –نسأل الله العافية- يقع في الكفر؟
ولذلك ينبغي علينا جميعا أيها الأخوة أن نتواصى وأن نتداعى إلى هذه الحملات الطيبة المباركة، الصلاة والدعوة إليها، أبناؤنا ما أوضاعهم مع الصلاة؟ نساؤنا ؟ -كل من نعلم – جيرانا، ما أوضاعهم مع الصلاة؟! يجب علينا أن نكون دعاة خير!
واعلموا أن هذه الأعمال المباركة مما يحفظ الأمن على بلادنا! والله، إن الله يدفع عن بلادنا شرورا عظيمة بمثل هذه الأعمال! نعم أيها الأخوة؛ فإن النعم لا تستبقى إلا بشكر الله، ومن أعظم الشكر أن يسعى الإنسان في تثبيت هذه الفريضة في قلوب وعقول الناس.
أيها الأخوة اعلموا أنه ليس بين الإنسان وبين الجنة والنار إلا أن يموت، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الجنة أو النار أقرب إلى أحدنا من عنق رحله.
نحن أيها الأخوة ليس بيننا وبين الجنة والنار إلا أن نموت. الإنسان إذا مات بدأت قيامته، إذا كان لا يصلي ما وضعه؟ إننا نرى الموت يتخطف الناس من حولنا، صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، فما المانع أن يكون الدور قد جاء علينا ونحن لا ندري {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } [لقمان: 34]
فأسأل الله عز وجل أن يحسن لنا ولكم الخاتمة، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة آجالنا، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك بكل اسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أن تجعل هذه الصلاة قرة عين لنا، اللهم حببها إلى قلوبنا وإلى أبنائنا.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تهدي ضال المسلمين، اللهم اهدى ضال المسلمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا، اللهم أعز الإسلام وأهله، وأذلك الكفر والنفاق وأهلهما، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا.
اللهم عجل فرج إخواننا المستضعفين المظلومين في بلاد الشام، اللهم عجل نصرهم وفرجهم، اللهم احفظهم بحفظك، احقن دماءهم، واشف مرضاهم، وتقبل شهداءهم، وداوي جرحاهم، اللهم عليك بطاغية الشام وأعوانه وجنوده إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألك خير العمل وخير القول وأن تختم لنا بخير إنك على كل شيء قدير.
اللهم ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المشاهدات 7406 | التعليقات 15
حياك الله ياأخ أحمد
لاتوجد للشيخ خطب مفرغة
ممكن نتواصل عبر البريد [email protected]
وجزاك الله خيرا
سلام عليكم ..
سبق أن دعوت في هذا الرابط إلى الإفادة من خطب ثلة من المشايخ الأفاضل ومنهم الشيخ سلطان رحمه الله رحمة واسعة :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/135610
وفي موضوع آخر أبديت استعدادي لتفريغ خطب الشيخ سلطان على هذا الرابط :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/138543
وأنا بالفعل أوفيت بهذا الوعد وبدأت قبل وفاة الشيخ بالإشراف على تفريغ مجموعة من خطب الشيخ رحمه الله .. ولا أظنها كلها .
فلذا آمل التواصل حتى لا يتكرر العمل ويزدوج وحتى تصرف الجهود في إنتاج شيء جديد أو تكملة بقية خطيب الشيخ .
وفقكم الله ، ورحم الله الشيخ الفاضل رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم .
أخي الفاضل أبو العنود
أشكر لك جهدك وحرصك على تفريغ خطب الشيخ سلطان رحمه الله وتنسيق الجهود أمر مطلوب
وإن أحببت التواصل عن طريق البريد الالكتروني فلدي بعض الخطب المفرغة للشيخ
بارك الله في جهودك وواصل في هذا المشروع المبارك
أسأل الله لك العون والسداد
وعليكم السلام ..
جزاكم الله خيرا الأخ أبو العنود على جهودكم ومبادرتكم
وكما قال الشيخ عبدالله لابد من التنسيق سويا حتى لا يتم التكرار ، ونحن بالفعل قد نشرنا للشيخ (ثلاث) خطب وهم على الموقع حاليا ألا وهم :
الدعاء على من يحادّ الله ورسوله
علاج الهموم
فتنة ترك الصبر والاستعجال في الإصلاح
وجارى تدقيق خطبة (تعظيم الصلاة ) الذي تفضل بها الشيخ عبدالله ونشرها
وجاري تفريغ خطبة (الإسلام خيارنا) ..
وسيتم التواصل معكم بإذن الله لعدم التكرار ..
بارك الله فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم ،
ونسأل الله ان تكون هذه الخطب من العلم النافع الذي ينتفع به ويصل ثوابه للشيخ رحمه الله
وجزاكم الله خيرا ..
أنا لدي قائمة من قرابة (117) خطبة ..
وإذا تكفل أحد الشيخين الفاضلين بالعمل عليهما لتخرج بصورة مميزة فممكن أزودكما بها .
لأنه من جهتي ليس في الإمكان أكثر مما كان ؛ فالصوارف والأشغال كثيرة ، والحمد لله .
والذي تم في هذه الخطب ما يلي :
1- التفريغ والإدخال مباشرة على الوورد .
2- المراجعة على الصوت .
ثم لم أطمئن إلى دقة المراجعة فأوعزت إلى شخص للمراجعة الصوتية والمطابقة على الصوت فأصلح بعض الأخطاء .
وما زلت غير واثق من دقتها تماما حيث إني اطلعت على عينات عشوائية فوجدت بعض الأخطاء ولكن أظنها كلها في حكم الخفيفة والمقدور عليها .
أقترح أن تكون هناك خطة واضحة للعمل على الخطب حتى تخرج بصورة مميزة .. على النحو التالي :
1- مراجعة دقيقة للصوت على النص .
2- ترتيب كل خطبة بملف مستقل معنوناً باسمها حتى لو كانت خطبتان فترقم لنفس الموضوع الواحد ولا تدمجان .
3- ينبغي معرفة الفواصل وبدايات الجمل والفقرات فلها أثر مباشر على المعنى وفهمه للمتلقي والملقي كذلك .
4- تخريج الآي والحديث .
5- من المستحسن تمييز بداياة الكلمات مثل ( عباد الله ) ( أيها المسلمون ) وغيرها مما يقوم مقامها بتظليل .
6- أقترح بعد نهاية العمل الإجمالي أن تبرز هذه المجموعة كلها ببنر دعائي في الصفحة الرئيسة للمنتدى والملتقى لمدة لا تقل عن شهر .
7- والإعلان عنها في الفيس بوك وتويتر كذلك .
جزى الله الجميع خيرا
ورحم الشيخ وأسكنه جنات النعيم .
ونرجو ترك بريدكم للتواصل ، وبالنسبة لتدقيق الخطب فهذا موجود عندنا ضمن فريق العمل في ملتقى الخطباء والحمد لله
أخي الفاضل أحمد الشحات بالنسبة لخطبة الاسلام خيارنا فهي عندي مفرغة لاداعي لتفريغها إن أحببت زودتك بها
وأخي الفاضل ابو العنود جزاك الله خيرا على هذا العمل الجبار أسأل الله عزوجل أن يكتب لك الاجر والثواب
واقترح لو الملتقى يشكل لجنة مصغرة للتنسيق وإخراج الخطب بصورة نهائية
وأخيرا أشكرك أخي ابو العنود وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك ورحم الله شيخي وصديقي الشيخ سلطان رحمه واسعة وأسكنه فسيح جناته
رحم الله الشيخ وجزاكم خير الجزاء
شكر الله لكم جهودكما ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
وهذا بريد العلمية للتواصل بالخطب:
[email protected]
الفريق العلمي
السلام عليكم
الشيخ عبدالله اليوسف ، جزاكم الله خيرا على نشر خطب للشيخ سلطان رحمه الله ، وكنت أريد ان استفسر هل للشيخ خطب مفرغة ؟ لأننا بحثنا فلم نجد له إلا الخطب الصوتية فقط ، ونحن بصدد تفريغ خطب للشيخ رحمه الله ونشرها قريبا بإذن الله ..
بارك الله فيكم
تعديل التعليق