الصحة النفسية - خطب مختارة

الفريق العلمي
1444/03/17 - 2022/10/13 10:35AM

كثيرًا ما نهتم بصحة أجسادنا وأجساد أولادنا وأهلينا، لكن القليل هم من يهتمون بصحتهم النفسية وأولادهم، مع أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، بل قد تزيد عليها.

 

ومصدر الصحة النفسية وانشراح الصدر وطمأنينة القلب وراحة البال وهناءة الضمير يكمن  في ظل الإسلام مع الإيمان وما يتضمن ذلك من طاعة الرحمن ومجانبة النفس والشيطان، يقول الله -تبارك وتعالى-: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)[طه: 123-125]، ويقول -سبحانه-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الأنعام: 82].

 

ومخطئ من ظن أن الماديات هي من تجلب الطمأنينة والسعادة النفسية؛ بل قد يمتلك الإنسان من الأموال ما ملكه قارون، ومن السلطان ما امتلك فرعون، لكنه -بغير الإيمان- يعيش معذب النفس ممزق الفؤاد خاوي الوجدان يعصف به القلق ويقعده الحزن وتحوطه التعاسة من كل مكان، وسل عن ذلك أغنى أغنياء الأرض وأقواهم سلطانا وقوة وشهرة؛ فإن منهم من عاش تعيسًا ومات حزينًا، ومنهم من كان يشكو خواء الروح وفراغ النفس، ومنهم من قتل نفسه فمات منتحرًا كارهًا لدنياه...

 

فهذا الملياردير الروسي "ديمتري بوسوف" وهو من أغنى رجال الأعمال في روسيا، ويمتلك اثنتين من أكبر شركات الفحم هناك، يقتل نفسه بمسدسه ويموت منتحرًا.

 

وهذه "كريستين أوناسيس" ابنة الملياردير اليوناني أوناسيس ووريثته الوحيدة، والتي ورثت من والدها الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات، عُثر عليها على أحد الشواطئ الأرجنتينية منتحرة وقد ابتلعت كمية كبيرة من الحبوب المنومة، وهي لم تتجاوز السابعة والثلاثين من عمرها!

 

وهذا "لورنس سميدلي" أغنى أغنياء بريطانيا، اختار أن يموت هو الآخر منتحرًا رغم نعيمه وثرائه وشهرته...

 

ثم القائمة بعد ذلك طويلة من "الفنانين" والمشاهير والأثرياء ممن اختاروا إنهاء حياتهم بأيدهم رغم ما يملكون من متاع دنيوي يتمناه كثيرون من أهل الأرض: (يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[القصص: 79]!

 

***

 

وأسباب تحصيل الطمأنينة والصحة النفسية كثيرة، نذكر منها هذه الأمور:

 

ثانيًا: البعد عن المعاصي: ويكفينا هنا قول عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما-: "إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق"(الداء والدواء، لابن القيم).

 

ثالثًا: الإقبال على الآخرة والإدبار عن الدنيا: فعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من جعل الهموم همًا واحدًا؛ هم آخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك"(رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني)، فمن كانت الآخرة همه صغُرت عنده جميع هموم الدنيا، فارتاح قلبه.

 

رابعًا: حسن التوكل والإيمان بالقضاء والقدر: فكم من الراحة والتسليم يسكن ويستقر في قلب المؤمن حين يعلم أن كل شيء بقدر الله وبأمره، وأنه مقضي منذ الأزل، فهذا عبادة بن الصامت يقول لابنه: يا بني، إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة".

 

ويفسر عبد الله بن مسعود قول الله -تعالى-: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)[التغابن: 11]، فيقول: "هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي وعرف أنها من الله"(رواه البخاري).

 

خامسًا: الإحسان إلى خلق الله، لوجه الله: فكل عمل صالح يوطد في نفس المؤمن التفاؤل والثقة في موعود الله للطائعين: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 97]، ولما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله -عز وجل-؟  أجاب -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة، شهرًا"(رواه الطبراني).

 

وفيما يلي عدد من الخطب المنتقاة تؤصِّل للأمر وتفصِّله وتجلِّيه:

 

الصحة النفسية - عبدالباري بن عواض الثبيتي.

 

 

السعادة النفسية - مصطفى بن محمد الشفيري.

 

 

الإيمان وأثره في علاج الأمراض النفسية - عبد العزيز بن داود الفايز.

 

 

العقد النفسية عند الشباب وأسبابها - زيد بن مسفر البحري.

 

 

الأمن النفسي أين نجده - حسان أحمد العماري.

 

 

الهم والحزن والغم والكرب - ملتقى الخطباء - الفريق العلمي.

 

 

الهموم أخطر الأمراض النفسية التشـخيص والعـلاج - جابر السيد الحناوي.

 

 

الهم والحزن - إسماعيل القاسم.

 

 

دفع الهم - تركي بن علي الميمان.

 

 

الهم والحزن - أحمد بن محمد العتيق.

 

 

الهم والحزن والاكتئاب - عقيل بن محمد المقطري.

 

 

أسباب انشراح الصدر وذهاب الهم والغم - حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ.

 

 

اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن - عبد الله بن محمد البصري.

 

 

المشاهدات 1537 | التعليقات 0