الهموم أخطر الأمراض النفسية ..التشـخيص والعـلاج
جابر السيد الحناوي
1431/06/11 - 2010/05/25 04:41AM
عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهقَالَ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَوَاتٌ لَا يَدَعُهُنَّ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَالدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ " ( [2] )
قال الكرماني : هذا الدعاء من جوامع الكلم ؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة : نفسانية وبدنية وخارجية ، فالأولى بحسب القوى التي للإنسان وهي ثلاثة :العقلية والغضبية والشهوانية ، فالهم والحزن يتعلق بالعقلية ، والجبن بالغضبية ، والبخل بالشهوانية . والعجز والكسل بالبدنية . والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى، والأول عند نقصان عضو ونحوه ، والضلع والغلبة بالخارجية فالأول مالي والثاني جاهي ، والدعاء مشتمل على جميع ذلك . ( [3] )
وإذا أمعنا النظر في الحديث نجد أن كل الرذائل الواردة فيه ، والتي كان يتعوذ منها الرسول الكريم ، والتي نصح الأمة بالتعوذ منها ، إنما هي نتاج طبيعي للهم والحزن ، أو هي من باب التعميم بعد التخصيص ، فلكل منها همه ، وصدق من قال : مَا دَخَلَ هَمّ الدَّيْن قَلْبًا إِلَّا أَذْهَبَ مِنْ الْعَقْلِ مَا لا يَعُودُ إِلَيْهِ . ( [4] ) وقل مثل هذا وأكثر عن بقية الرذائل ، فالهـم وهو أخطر الأمراض النفسية خاصة في العصر الحديث ، هو موضوعنا معكم اليوم ، نتجاذب فيه ـ بإذن الله تعالي ـ أطراف الحديث حول التشخيص والعلاج من وجهة النظر الإسلامية .
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْهَمّ وَالْحَزَن "قال الخطابي : أكثر الناس لا يفرقون بين الهم والحزن إلا أن الحزن إنما يكون على أمر قد وقع والهم فيما يتوقع . ( [5] ) فالحزن يكون علي الماضي ، والهم يكون علي المستقبل .
وأيام المرء حبل ممدود لا يدري متى ينقطع ، وطرفا هذا الحبل ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ ، فلربما التفت إلى الماضي يتحسر عليه فيقنط أو يحزن عليه فيكسل ، ولربما التفت إلى المستقبل مشرئبا إلى معرفته قبل أوانه ، والواقع أنه ليس للإنسان له إلا الحاضر الذي يعيش فيه ؛ لأن الماضي لا يجد لذته ولا يحس بشدته ، ولأن المستقبل غيب والأمر فيه على خطر ؛ فما للمرء إذن إلا الساعة التي يعيش فيها .. فلن يستطيع رد الأمس ولا تعجيل الغد .
وهو ما دام يدب علي الأرض فهو يعيش على أمر قد قُدِر .. لا يخلو فيه من مصيبة وقلما ينفك عن عجيبة ، فدوام الحال من المحال ؛ إذ المنغصات كثيرة ، والأنس في الحياة ذو فتح وذو إغلاق ، فمن هذه المخاطر والحادثات ينشأ هاجس أقلق القلوب وأفزع الرجال والنساء .. ألا إنه الهمُّ .
نعم الهم .. الذي هو شعور يعتري المرء فيودع في نفسه الحزن والاضطراب واليأس ليزاحم الأنس والاستقرار ؛ فلا يهنأ حينها بنوم ولا يلتذ بطعام ولا يستسيغ شرابا .
نعم إنه الهم .. الذي يشعر المرء بأن النهار لن يدرك الليل ، وأن الليل لن يعقبه نهار ليجعل الدقيقة ساعات طوال .. وما أطول الليلَ على من لم ينم !
الهم .. يخترم الجسيم نحافة ، ويُشيب ناصية الصبي ويُهرم .
الهم .. يجعل البال مشتتا والفكر مشغولا ..يضيق على المرء الواسعةَ بما رحبت ، ولو سكن القصور أو الأبراج ؛ فيصير صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ، حتى يكون حرضا أو يكون من الهالكين .
ومن منا يا ترى الذي عاش عمره كله بلا همٍّ ، إلا من شاء الله ؛ صاحب المنصب والشرف يتوجس فقده كل لحظة فيصيبه الهم ، والأبوان همومهما كثيرة بسبب حاضر الأولاد ومستقبلهم ..
والهم .. ليس من شيمة أناس دون أناس ، وقد يظن البعض أن الهم حكر على ذوي الفقر والمسكنة ؛ ولاشك إنه لمخطئ أشدَّ الخطأ مَنْ يعتقد ذلك ؛ لأننا نرى كبراء مهمومين وأغنياء مضطربين .. كما أننا نرى فقراء سعداء راضين ..
وإذا كان بعض الفقراء يصاب بالهم من فراغ بطنه إبان إملاقه .. فإننا نرى من الأغنياء من يصاب بالهم بسبب تخمة بطنه إبان إغداقه ، وقولوا مثل ذلكم في الصبي والشاب ، والذكر والأنثى ، والصحة والسقم ، والغني والفقـر .
إن الكثيرين ـ في الواقع ـ يتبرمون بالزوابع التي تحيط بهم والمعضلات التي تفاجئهم بين الحين والآخر .. مع أن المتاعب والآلام تربة خصبة تنبت على جوانبها بذور القوة والنشاط ؛ إذ ما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشاق والجهود المضنية ..
ولو رجع المرء إلى نفسه قليلا لاتهم مشاعره تُجاه ما ينزل به ، فمن يدري رُبَّ ضارةٍ نافعة ، وربما صحت الأجسام بعد العلل ، ورب محنة في طيها منحة ، وكم بسمة كانت بعد غصة ، ورب فرحة بعد ترحة ، ".... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " ( [6] )
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمه : " احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ " ( [7] )
إن الحوادث والخطوب – مهما شرقت وغربت – فلن ينالك منها أيها المرء إلا ما كتب لك ، ولن يصرف عنك منها إلا ما كتب أن يصرف عنك ؛ فعلام الهم إذن ؟ فعلام الهم إذن – عباد الله - ؟ ..
مر إبراهيم بن أدهم على رجل مهموم فقال له : إني سائلك عن ثلاثة فأجبني ، قال : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ أو ينقص من رزقك شيء قدره الله ؟ أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟ فقال الرجل : لا ، قال إبراهيم : فعلام الهم إذن ؟
عباد الله .. إن الهم جند من جنود الله يبتلي به عباده لينظر ما ذا هم فاعلون ، وهو وإن كان شعورا وليس مادة ، بمعني أنه يمكن تصنيفه علي أنه مرض نفسي وليس مرضا عضويا ، إلا أنه أشد أثرا من المؤذيات المادية ، ويؤكد ذلك ما ذكره علي بن أبي طالب رضي الله عنهحينما سئل :
" من أشد جند الله ؟ فقال : الجبال ، والجبال يقطعها الحديد .. فالحديد أقوى ، والنار تذيب الحديد .. فالنار أقوى ، والماء يطفئ النار .. فالماء أقوى ، والسحاب يحمل الماء .. فالسحاب أقوى ، والريح تعبث بالسحاب .. فالريح أقوى ، والإنسان يتكفأ ـ أي يمنع أذي ـ الريح بيده وثوبه .. فالإنسان أقوى ، والنوم يغلب الإنسان .. فالنوم أقوى ، والهم يغلب النوم ؛ فأقوى جند الله هو الهم .. يسلطه الله على من يشاء من عباده " ، ولقد صدق الله تعالي : " فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ " ( [8] )
ففيهذه الكلمات من كتاب الله تعالىيبينسبحانهلعباده علامة سعادة العبد وهدايته ، وعلامة شقاوته وضلاله : إن من انشرح صدره للإسلام ، أي : اتسع وانفسح ، فاستنار بنور الإيمان ، فاطمأنت بذلك نفسه ، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه ، ومَنَّ عليه بالتوفيق ، وسلوك أقوم الطريق .
وأن علامة من يرد الله أن يضله ، أن يجعل صدره ضيقا حرجا ، أي : في غاية الضيق عن الإيمان والعلم واليقين ، فلا يصل إليه خير، لا ينشرح قلبه لفعل الخير كأنه من ضيقه وشدته يكاد يصعد في السماء. ( [9] )
*** *** ***
إن من سمات شريعة الإسلام الدلالة إلى ما فيه الخير ، والتحذير مما فيه الشر .. تصف المرض وتضع له العلاج ، وإن مما وجهت به شريعتنا الغراء أن الهموم المفرطة خطر على كيان الأمة وإنتاجها ؛ لأنه خيرٌ للمجتمع المسلم أن يستقبل الحياة ببشر وأمل كي يستفيد من وقته وكافة إمكاناته ، ولا يظن بعاقل أن يزهد بالأنس :
فاسْتأنِســـــــــوا يا إخوتي في اللهِ *** إنَّ الهمومَ لَموحِشاتُ اللاهِي
ويلُ العبادِ من الهمـــــــــومِ وإنها *** تخبُو لدى مســــــــتأنسٍ باللهِ
فإذا ما غلبت المرءَ أعراضٌ قاهرة فسلبته الطمأنينة والرضا فإنه يجب عليه أن يجنح إلى الدواء الناجع الذي دل عليه ديننا الحنيف ، حتى لا يكون الاستسلام لتيار الهم الذي يولد انهيار الأعمال بالعجز والكسل ؛ وقد رأينا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ بالله " مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَالدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ " ، فهذه أولي مفردات الوصفة العلاجية لهذا المرض النفسي الخطير ؛ فإنه لن ينفعَ أحدَنا جنوحُه إلى فلان أو شكواه لعلان ما دام لم يطرق باب أرحم الراحمين المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور ؛ لأن من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ، ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد .. ففر من همومك – أيها العبد – إلى ربك خالقك ومولاك ..
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ : " يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ؟ " قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ " قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ "قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي ( [10] )
أما الدواء الثاني :في قائمة الوصفة العلاجية ، فتتمثل في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا " ( [11] )
والثالث :أن ترطِّب لسانك بذكر الله لتخرج من عنق الزجاجة إلى الفضاء والسعة ، وإن زوال الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه كما قالصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ "( [12] )
والرابع عباد الله :فإن اللجوء إلى الله تعالى إذا كان سببا في انسلال الهموم الجاثمة على صدرالمرء فإن ذكر الحبيب المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سببٌ في الأنس وكفاية الهم ؛
فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ أي كم أجعل لك من دعائي صلاة عليك بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي ؟
فَقَالَ : " مَا شِئْتَ "
قَالَ قُلْتُ :الرُّبُعَ ؟ أي أجعل ربع أوقات دعائي لنفسي مصروفا للصلاة عليك ؟
قَالَ :" مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "
قُلْتُ النِّصْفَ ؟
قَالَ :" مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ."
قَالَ قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "
قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي ؟
قَالَ :" إِذًا تُكْفَى هَمُّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ " ، يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي أعطيت مرام الدنيا والآخرة .( [13] )
وفي رواية لأحمد عنه قال : قال رجل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ ؟(أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي) ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ( [14] )
فاتقوا الله – عباد الله – وأحسنوا التعامل مع الهموم تفلحوا ، وحذارِ أن تكون همومكم من نسيج خيالكم والواقع منها براء ، وخذوا أمور الدنيا بأسهل ما يكون ، وغضوا الطرف عن مذكيات الهموم بالتغابي عنها ؛ فإن الغبي ليس بسيد في قومه .. لكن سيد قومه المتغابي ..
واعملوا على تخليص همكم من همكم لهمكم الأخروي ، وإياكم وكثرةَ المعاصي فإنها كلاليب الهموم .. أجارنا الله وإياكم منها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )
[1] عن خطبة للشيخ / سعود الشريم بالحرم المكى
[2]سنن النسائي 16 / 323
[3] فتح الباري لابن حجر 18 / 147
[4] عون المعبود 3 / 463
[5] شرح سنن النسائي 7 / 147
[6]216 سورة البقرة
[7] سنن الترمذي 9 / 56
[8]125 سورة الأنعام
[9]تفسير السعدي 1 / 272 بتصرف
[10] سنن أبي داود 4 / 353
[11]سنن أبي داود 13 / 275
[12]سنن أبي داود 4 / 314
[13] سنن الترمذي 8 / 497 وتحفة الأحوذي 6 / 249
[14]مسند أحمد 43 / 250