سلسلة أمراض على طريق الدعوة (8) التنطع والغلو

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-09 - 1444/03/13
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

ومظاهر الغلو والتنطع كثيرة، أبرزها المبالغة في التطوع المفضي إلى تضييع الواجب أو ترك الأفضل والاشتغال بالمفضول، كمن بات يصلى الليل كله وأضاع صلاة الفجر، أو اشتغل بقراءة القرآن في وقت الآذان، أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل صلاة الجنازة، وأمثلة على ذلك كثيرة، وإنما يؤتى المرء من قلة فهمه للنصوص الشرعية، ومن مظاهر الغلو أيضا كثرة...

 

 

 

 

هناك على طريق الدعوة أدواء تعيق العمل، وتعطل السير، وتسبب في هدر كثير من الطاقات والإمكانات، ولكن هناك أدواء أخرى أشد خطرا وضررها من الأولى، لأنها تهوي بأصحابها في أودية الهلاك، ومهاوي الضلال، على رأس هذه الأدواء؛ التنطع والغلو في الدين. هذا الداء الخطير الذي تسبب في تنفير كثير من الناس من الدعوة والدعاة والالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسهم بقوة في تشويه صورة الدين الصحيح، حيث لا إفراط ولا تفريط، لذلك كان لابد من التعرف على أسبابها ومظاهرها وكيفية علاجها.

التنطع في اللغة مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى في الفم، أو الجلدة الملتزقة بآخر الفك العلوي من الفم، وعندها موقع اللسان في الحنك، واستعمل اللفظ لتعبير عن كل تعمق في القول والفعل، فيقال: تنطع في الكلام وتنطس، إذا تأنق فيه وتشدق وتقعر، وتنطع في العمل إذا تكلف فيه، وأتى بما يشق به على نفسه، وعلى غيره، والنطع أيضا يطلق على الجلدة الغليظة المرتفعة التي يقوم عليها الحدود.

أما الغلو في اللغة: هو الارتفاع، أو الإفراط، ومجاوزة الحد أو القدر في كل شيء، تقول: غلا القدر بالماء، إذا ارتفع فيه الماء وفار، ومنه غلا في الدين، وغلا في الأمر غلوا، أي جاوز حده، قال تعالى ( لا تغلوا في دينكم ) [ النساء: 171] أي لا تفرطوا فيه، ولا تتجاوزا حد الاعتدال، أو حد التوسط.

أما في الاصطلاح فالتنطع والغلو مقارب لمعناه في اللغة، فهو: التعمق والإفراط ومجاوزة الحد في الأقوال والأفعال، وتحميل الأقوال والنصوص فوق ما تحتمله، فإذا كان هذا التنطع والغلو في الدين كان مساويا للتشدد والشطط، وهو مذموم بالكلية، لا خير فيه مطلقا، وعرفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما هو في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم " بأنه: "مجاوزة الحد بأن يزاد في الشيء في مدحه وذمه على ما يستحق "، وقد ذكر ذلك وقريباً منه الشاطبي في كتابه "الاعتصام"، والحافظ ابن حجر في الفتح وصاحب كتاب تيسير العزيز الحميد، وقالوا: إن الغلو " هو الزيادة سواء كانت هذه الزيادة اعتقادية، أو عملية أو حكماً على الآخرين ". وورد ذمه في الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، قال تعالى ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق. .. ) [ النساء: 171]، وقال ( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق. ..) [ المائدة: 77]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " هلك المتنطعون " قالها ثلاثا، ويعلق راوي الحديث ابن مسعود رضي الله عنه على الحديث بقوله: " والذي لا إله إلا هو، ما رأيت أحدا كان أشد على المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت أحدا كان أشد عليهم من أبي بكر، وإني لأرى عمر كان أشد الناس عليهم "، وكان عمر يتتبع الغلاة والمتنطعين ويوجعهم ضربا بدرته الشهيرة، كما فعل مع صبيغ العراقي الذي كان يقول بالمتشابهات.

وكان السلف رضوان الله عليهم يكرهون البحث في المسائل التي لم تقع، ويعتبرونه نوعا من التنطع والغلو، فقد قال مسروق: كنت أمشي يوما مع أبي بن كعب، فقال فتى: ما تقول يا عماه في كذا وكذا، فقال: يا ابن أخي، أكان هذا ؟، قال: لا، قال: فاعفنا حتى يكون. ويقول الصلت بن راشد: سألت طاووسا عن مسألة، فقال لي: كان هذا ؟ قلت: نعم، قال: آلله ؟ قلت: آلله، ثم قال: : إن أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل، أنه قال: أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله، فيذهب بكم هنا وهنا، فإنكم إن لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله، لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد، وإذا قال وفق. وقال حماد بن يزيد المقرئ: حدثني أبي، قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن شيء لا أدري ما هو، فقال ابن عمر: لا تسأل عما لم يكن، فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من يسأل عما لم يكن.

ومظاهر الغلو والتنطع كثيرة، أبرزها المبالغة في التطوع المفضي إلى تضييع الواجب أو ترك الأفضل والاشتغال بالمفضول، كمن بات يصلى الليل كله وأضاع صلاة الفجر، أو اشتغل بقراءة القرآن في وقت الآذان، أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل صلاة الجنازة، وأمثلة على ذلك كثيرة، وإنما يؤتى المرء من قلة فهمه للنصوص الشرعية، ومن مظاهر الغلو أيضا كثرة الافتراضات، والسؤال عما لم يقع، وكثرة التفريعات، والتنقيرات، خاصة فيما سكت الله عز وجل عنه تفضلا منه وتكرما، ورحمة بعباده المؤمنين، وكتب الفقه المتأخرة والتي كتب معظمها في عهود التقليد والجمود الفقهي مليئة بأمثال هذه الافتراضات المرهقة والمسائل العجيبة التي ربما لم ولن تقع في تاريخ البشر، ومن جنس ذلك الاشتغال بالمسائل الفرعية على حساب الأصول، أو استفراغ الجهد في المختلف فيه، مع إهمال محل الإجماع، وقد قال الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور رحيم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين ) [ المائدة: 105 ـ 106 ]، وكان الرجل يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن النقير والقطمير، والصغير والكبير، والحاضر والغائب، حتى أنهم كانوا يسألونه عن دوابهم إذا ضلت، ومصائرهم ومصائر آبائهم، فقد جاءه رجل يسأله: أين أبي ؟ يقصد في الجنة أم في النار ؟ وجاءه آخر يقول: أين أنا ؟ وثالث يسأله: من أبي ؟ وهكذا حتى أكثروا عليه في الأسئلة واشتد غضب النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة أسئلتهم العجيبة والغريبة، فأنزل الله عز وجل هذه الآيات.

ومن مظاهر الغلو أيضا الإعراض عن الرخص بالكلية والإصرار على الأخذ بالعزائم، كمن يصر على الصيام وهو مريض بمرض يجوز معه الفطر، والصوم يؤخر برءه، فيعرض عن الفطر ويصر على الصيام، وكمن يباح له التيمم لعجز ما عن استعمال الماء، فيصر على استخدام الماء، فيفضي إلى ضرر في بدنه، وقد وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم من أصر على الصيام ورفض رخصة الفطر في إحدى الغزوات، حتى أصابهم التعب الشديد، وصفهم بالعصاة، والله عز وجل يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.

أما أبرز مظاهر الغلو فهو الغلو في التكفير والمسارعة في التفسيق، وتكفير المخالف هو شعار أول طائفة غالية في الإسلام، وهي طائفة الخوارج الذين خرجوا على المسلمين أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهؤلاء قد كفروا جمهور المسلمين والصحابة الكبار، ومع الوقت زاد غلوهم وتنطعهم، فكفروا بالمعصية، وكفروا من لم يوافقهم في منهجهم، واستحلوا دماء مخالفيهم وسبوا نساءهم، وجعلوا الأصل في الأشياء الحظر وليس الإباحة، ثم انقلبوا يكفرون بعضهم بعضا. وأصبحت فرق الغلو والتكفير حظا وقسما لهذه الأمة، فما من جيل وعصر إلا ويوجد فيه أمثال هذه الفرق الضالة التي تكفر المسلمين وتستحل حرماتهم، ولعل ذلك كان السر وراء عشرات الأحاديث التي حذرنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الغلاة، والتي أفاض فيها في وصفهم ووصف عبادتهم وأخلاقهم وعلاماتهم وكيف وقعوا في هذا الغلو والتنطع.

ولوقوع بعض الدعاة والمصلحين في الغلو والتنطع أسباب كثيرة، من أبرزها:

1 ـ التكوين النفسي

فبعض الدعاة قد يكون عنده استعدادا نفسيا وفكريا للوقوع في الغلو والتنطع، حيث يميل للعزلة أو يكون سريع الغضب، أو يكون متسرعا في إصدار الأحكام، أو يكون ضيق الأفق، سريع النزق، أو ميالا للأخذ بالشدائد والعزائم من الأمور، أو يكون ذكيا ولكنه لا يعرف كيف يوظف ذكاءه، وكأن يحرم من المربي والمعلم الصالح الذي يضع يديه على مواطن العيوب البشرية، منذ الصغر، فينصحه ويرشده لترك هذه الأمور المفضية للوقوع في التنطع والغلو، أو يكون الداعية ممن يحبون الشهرة والذيوع، أو الثناء والتكريم، أو المغنم والوجاهة، وهذه الصفات المقيتة في بعض الأحيان دافعة للوقوع في الغلو، والغلو والتنطع يحمل كل شاذ وغريب، وكلاهما يكسب الشهرة والذيوع، من باب " خالف تعرف ".

2 ـ البيئة المحيطة

فقد ينشأ الداعية في أجواء يغلب عليها التشدد والغلو في السلوكيات والأخلاقيات والمعاملات والعبادات، وليس مقصود بالبيئة الأسرة فحسب، فالأسرة هي البيئة الداخلية أو القريبة، وأما البيئة الخارجية أو البعيدة فهي أشد تأثيرا مثل الصحبة والرفقة والمدرسة أو الجامعة، وقد يقابل مع أثر البيئة غياب الحصانة العلمية، والمناعة الفكرية، التي تمكنه من رد شبهات الغلو والتنطع، وعندها يبدأ في محاكاة من يعتقد صوابهم، والتأسي بهم في المواقف والمشاهد والطباع، والطباع سرّاقة، ووقتها يقع في هذا الداء الوبيل، ويحمله مع بعد انتقاله إلى مرحلة الدعوة، وهكذا تنتقل الأفكار والأدواء من جيل إلى جيل عبر منظومة المحاكاة والاقتداء

3 ـ غياب المنهجية العلمية

معظم من وقع في الغلو والتنطع أوتي من قبل سوء علمه، وقلة فهمه، وغياب المنهجية الصحيحة في التكوين والبناء العلمي، فالجهل رأس كل بلية في الدنيا والآخرة، وهذا الغياب له صور عديدة منها:

الاعتماد على النفس في التحصيل والتعلم، فقد يعتمد بعض الدعاة على أنفسهم في طلب العلم وتحصيله، وهو لا يمتلك أدوات التحصيل، ولم يخبر دروب التعلم، فيكون كمن أبحر في بحر لجي، في مركب بلا شراع، فيجعل جلّ اهتمامه الكتب كبيرها وصغيرها، فتجنح به الكتب ذات اليمين وذات الشمال، وتقوده لا محالة للغلو والتنطع بسبب غياب الفهم، فتجد الواحد منهم يقرأ الكتب الكبار، ولكنه لا يحسن تخريج الفروع على الأصول، ولا استنباط الأحكام من القواعد، فتجده بسبب قلة الفهم وغياب الفقه يجنح ناحية التشدد والغلو، ويتوسع في التحريم عملا بظاهر الدليل، دون النظر في سياقه ودلالاته.

ومن صور غياب المنهجية العلمية؛ أخذ العلم من الجاهلين والمدعين وضعف العلم، فقد يكون لدى البعض رغبة ملحة في طلب العلم، ولكنه لا يعرف ممن يأخذ العلم والمعرفة، وتدفعه رغبته الملحة ونهمته في طلب العلم وتسرعه للانجرار وراء أي مدعي علم أو متحذلق بمعسول الكلام، فيحسبه ماءً وهو سرابا، والأخذ من الجهال، يورث الخبال، وتقلب الأحوال، والوقوع في التنطع والغلو، ولعل هذا هو عين ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد إليه في قوله: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق علماء، اتخذ الناس رءوسا جهالا، فأفتوا بغير علم، فضلوا، وأضلوا " والجهل المفصود ليس الجهل البسيط أو المطلق، ولكنه الجهل المركب، الذي يجهل فيه صاحبه أنه جاهلا، وهو الذي يقود إلى الغلو والتنطع، وهذا الأمر يعظّم التبعة والمسئولية على العلماء العاملين، إذ عليهم واجب النصح والإرشاد وبيان صحيح الدين، ومحاربة مظاهر التشدد والتنطع، والتميز بين التمسك بشعائر الدين، الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وبين الغلو والتنطع والتشدد في الدين.

4 ـ الضغوط والإكراه

ففي الدول التي يتسلط فيها أعداء الإسلام والدعوة على رقاب العباد، يضطهد الطغاة والجبارين الدعاة لدين الله عز وجل، ويحاولون منعهم عن أداء وظيفتهم الدعوية في النصح والإرشاد والتربية، وهذا المنع قد يكون بالإيذاء النفسي كالإكراه والتهديد والابتزاز والإغراء، وأما أن يكون بالتنكيل والسجن والاضطهاد، ولقد قامت ثورات الربيع العربي، وسجون الطغاة ملئ بالدعاة والمخلصين والمجاهدين الذين سجنوا لسنوات طويلة، لا لشيء إلا لأنهم يدعون لدين الله وينصرونه، وهذه الضغوط الشديدة قد تدفع ببعض الدعاة للغلو والتطرف وتكفير الحاكم والمحكوم على حد السواء، ولعل ما حدث في ستينيات القرن الماضي في مصر، وظهور جماعات التكفير والهجرة من رحم غياهب وظلمات الزنازين في هذه المعتقلات، أبلغ دليل على أثر هذه الضغوط والاضطهادات على الجنوح ناحية الغلو والتطرف

5 ـ الرغبة في التنسك

كثير من المخلصين أصحاب العاطفة الإسلامية المتقدة والجياشة، يرغبون في تحصيل الحسنات، وتحقيق المزيد من القرب إلى الله عز وجل، وقد يري أن التقرب إلى الله لن يتم كماله إلا إذا شدد على نفسه، وغالي في تنسكه، حتى يخرج به الغلو والتشدد لئن يحرم نفسه من كثير مما أحله الله عز وجل، مثلما وقع مع الثلاثة نفر من الصحابة رضوان الله عليهم الذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما عرفوها كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟، قال: أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء، فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه سلم إليهم فقال: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب سنتي فليس مني ".

الغلو والتنطع من أحاد الناس مذموم مكروه، فما بالك لو كان من داعية لدين الله عز وجل، يفترض أن يكون عنصر جذب وتحبب في دين الله وشريعته، يفترض أن يكون أسلوبه وطريقته ومنهجه أدواته في نشر الدعوة، فالداعية الغالي والمتنطع معول من معاول هدم الدعوة والدين من حيث لا يدري، فالنفس البشرية لا تحتمل التنطع والغلو، ولا تصبر عليه، لأنه في الأساس يخالف الفطرة البشرية التي فطر الله عز وجل الناس عليها، وفي حديث ابن مسعود أمارة على خطورة الغلو وأثره في تنفير الناس من الدعاة، فقد قال رضي الله عنه: إن رجلا قال يا رسول الله: إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان، مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: " إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف، والكبير وذا الحاجة " ، لذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " لا تبغضوا الله إلى عباده، فيكون أحدكم إماما، فيطوّل على القوم الصلاّة حتى يبغّض إليهم ما هم فيه "

أيضا لزوم طريق الغلو والتشدد، يورث الفتور والانقطاع لا محالة، فالتشدد عمره قصير، لا يقوى عليه معظم الناس، فالإنسان ملول، وطاقته محدودة، وإن صبر على الغلو يوما فسرعان ما تكل دابته، وتنهار عزيمته، فالبدن مطية الروح، ولو قويت الروح على الغلو والتشدد، فلن يقوى البدن، لأن قدراته وطاقاته محدودة، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه، وإن قل " وقال أيضا: " إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى "، ومن كان على طريق الغلو والتنطع سائرا، فقد أضاع كثيرا من عمره بلا فائدة، فقد عبد الله عز وجل ودعا إلى من طريق يخالف طريق النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه، فطريقته غير مرضية، وعمله مردود، وأمره إلى بوار.
 

سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (1) التصدر وطلب الرئاسة

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (2) العجلة في الحكم وعدم التثبت

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (3) اليأس والقنوط

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (4) رد النصيحة ورفض النقد

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (5) المراء والجدل

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (6) سوء الظن

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (8) إتباع الهوى

سلسلة أمراض على طريق الدعوة (9) العجب بالنفس

أمراض على طريق الدعوة (10) تنافس الدنيا

أمراض على طريق الدعوة (11) الفتـور

أمراض على طريق الدعوة (12) الغضب

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات