الغزو الفكري (3) محاربة اللغة العربية

ناصر بن محمد الأحمد

2014-12-08 - 1436/02/16
التصنيفات: الفكر والثقافة
عناصر الخطبة
1/محاربة الأعداء للغة العربية الفصحى 2/بعض وسائل الأعداء في محاربة اللغة العربية 3/حفظ الله لكتابه وللغة العربية 4/حث الأمة على التمسك بالإسلام والعناية باللغة العربية
اهداف الخطبة

اقتباس

عباد الله: لقد أدرك أعداء الإسلام: أن المسلمين ما داموا على صلة وثيقه باللغة العربية، فستظلون مرتبطين بالإسلام وبالقرآن، ومن أجل ذلك أخذ أعداء الإسلام يوجهون مختلف القوى، ويتابعون ألوان الجهود، ويتخذون شتى الوسائل الممكنة لهم؛ لصد الشعوب الإسلامية عن اللغة العربية الفصحى، وتغذية اللهجات الإقليمية المحلية، وتشجيع أبناء الشعوب الإسلامية على...

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: ذكرنا في الجمعة الماضية أحد وسائل هذا الغزو، وهي: التنصير في أرض الخليج.

 

نواصل معكم حديثنا عن الغزو الفكري، ونتعرف -بمشيئة الله- في هذه الجمعة على وسيلة أخرى من وسائلهم، وهي: محاربة اللغة العربية الفصحى.

 

إن اللغة -يا عباد الله- تمثل الصورة التعبيرية الثابتة لثروات الأمة الفكرية والحضارية والدينية.

 

ونستطيع أن نقول عند التحليل: أن اللغة هي الوطن المعنوي، وهي تشبه صور الأرض التي تحوي داخل محيطيها الوطن المادي، ورقي لغة من اللغات عنوان رقي الأمة الناطقة بها.

 

كما أن انحطاط لغة من اللغات عنوان انحطاط الأمة الناطقة بها.

 

ولدى البحث المقارن في تاريخ اللغات العالمية: نلاحظ أن اللغة العربية الفصحى أكبر نصيب عرفته لغة واسعة الانتشار في العالم، والتي يقع في منزلة الرأس منها كتاب الله المنزل، ثم من دونه كلام الرسول العربي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

ومع الأسف الذي يدمي قلب كل مسلم غيور: أن نجد هذه الأمة قد وصلت إلى مرحلة تاريخية، رمت فيها هذا التاج العظيم عن رأسها، وذلك لأسباب شتى، بعضها كان بسبب إهمالها وتقصيرها، وبعضها كان بسبب الغزو المركز المحكم الذي تداهمها به جيوش أعداء الإسلام المسلحة بالأسلحة الحديثة المشحونة بدهاء ومكر شديدين.

 

عباد الله: لقد أدرك أعداء الإسلام: أن المسلمين ما داموا على صلة وثيقه باللغة العربية، فستظلون مرتبطين بالإسلام وبالقرآن، ومن أجل ذلك أخذ أعداء الإسلام يوجهون مختلف القوى، ويتابعون ألوان الجهود، ويتخذون شتى الوسائل الممكنة لهم؛ لصد الشعوب الإسلامية عن اللغة العربية الفصحى، وتغذية اللهجات الإقليمية المحلية، وتشجيع أبناء الشعوب الإسلامية على أن تكون لغاتها المحلية، ولهجاتها الإقليمية العامية، البعيدة كل البعد عن اللغة العربية الفصحى، هي اللغات المستعملة في كتاباتها المتنوعة، في العلوم والفنون والآداب، وغيرها.

 

ولكنها الخطة المدبرة التي تهدف إلى محاربة الإسلام عن طريق تقليص ظل اللغة العربية الفصحى عن المسلمين.

 

فهل يكون المسلمين على بصيرة مما يدبر ضدهم، فيحذرون من خطط أعدائهم، وأعداء دينهم؟.

 

أيها المسلمون: منذ أن دخلت القوات الاستعمارية عدداً كبيراً من البلاد الإسلامية، صارت تعمل على محاربة اللغة العربية بمختلف الوسائل، بغية إبعاد شعوب هذه البلاد عن مصادر الشريعة، وفي مقدمتها كتاب الله -عز وجل-، والسنة المطهرة، وذلك في خطتها لمحاربة الإسلام، وهدم وحدة المسلمين.

 

فمن الوسائل التي اتخذوها -يا عباد الله-: محاولة صهر الشعوب الإسلامية المغلوبة، بالشعوب الغالبة، وذلك بأن فرض المستعمر لغته في تلك البلاد، وقد أخذ هذا عدة أشكال وصور:

 

من ذلك أن جعل المستعمر لغته لغة إجباريه في المدارس منذ المرحلة الابتدائية، حتى المرحلة الجامعية.

 

وهذا قد حدث -أيها الإخوة- في عدد من الدول العربية، فلا يمر عقد من السنين حتى ينشأ فيه جيل ينطق بلغة المستعمر، مثلما ينطق بها أهلها، وأما لغته العربية الأساسية فتصبح لغة منسية، أو شبه منسية، حتى إذا أراد أن يتكلم بها يتكلم بها مثل الأعاجم.

 

ومن الوسائل أيضاً والتي بذلها أعداء الإسلام في محاربة اللغة العربية: هو جعل كل شعب من الشعوب يتكلم باللهجة العامية المحلية، حتى صار لكل شعب لهجته الخاصة به.

 

فتعددت بذلك اللهجات، حتى صار التشجيع أن يكتب بها المسلمون في علومهم وآدابهم وأشعارهم وقصصهم وتاريخهم وعقودهم، وسائر معاملاتهم.

 

فهل تعلمون بعد ذلك -يا عباد الله- ما هي النتيجة؟.

 

النتيجة أن ينشأ جيل من المسلمين لا يتقن لغته الأصلية، وإذا ما أتقنها، فكيف به بعد ذلك أن يفهم دينه؟.

 

وسأضرب لكم مثلاً؛ كم منا نحن -أيها الإخوة- يحسن قراءة كتاب الله -عز وجل- بضبط حروفه ومخارجه، ونطقه النطق الصحيح!.

 

ناهيك أن يعرف معنى ما يقرأ، حتى أولئك الذين يحسنون القراءة، يخفى عليهم كثيراً من معاني كتاب -عز وجل-، لماذا؟.

 

لأنهم لا يعرفون لغتهم، وهي: اللغة العربية الفصحى؛ فكيف بهم -بعد ذلك- أن يتعرفوا على أحكام الله -عز وجل- في الحلال الحرام من القرآن، أو حتى من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟

 

فنقول -أيها الإخوة-: إنهم بعملهم هذا في محاربة اللغات، لهي وسيلة خطيرة جداً، وقد لا تظهر آثارها إلا بعد سنوات طويلة، وهذا هو الذي حدث بالفعل في البلاد الإسلامية -والله المستعان-.

 

ومن الوسائل أيضاً -أيها الإخوة- والتي استخدموها في محاربة اللغة العربية الفصحى: إيجاد بعض أنواع من الفنون والآداب؛ مثل الشعر الحر، أو ما يسمى ب"الشعر العمودي".

 

هذا النوع من الشعر الذي لا يعرف له أصل، ولا يعرف له ضابط، ولا يعرف له قافية، كلمات تجمع بعضها مع بعض، وليس لها معنى يفهم، ولا مدلول واضح، كل هذا باسم الشعر الحر، والذي من خلاله نُشر كثير من الضلالات والخرافات، وكثير من الأفكار السافرة، والغزل المذموم.

 

ومن العجيب: أنك ترى بعض المسلمين قد أعجبهم هذا اللون من الشعر، ولم يعلموا أن هذا يؤثر تأثيراً مباشراً على أصالة اللغة العربية.

 

أيها المسلمون: ومن الوسائل أيضاً التي استخدمت في محاربة لغة القرآن: دغدغة العواطف القومية القديمة عند بعض الشعوب، للتحول عن العربية الفصحى إلى لغات قديمة؛ فمثلاً قام الاستعمار في الهند، وأثاروا فيهم القومية الهندية، وأظهروا حماستهم للحضارة الهندية القديمة، ونشروا بذلك اللغة الأردية.

 

ولا شك -أيها الإخوة- لو بقيت العربية في الهند منذ الفتوحات الإسلامية، لكان ذلك خيراً لهم؛ لأنه كلما كان الإنسان متقناً للغة العربية، سهل عليه، فهم الدين من الذي لا يجيدها.

 

مثال آخر؛ ما فعلوه في شمال أفريقيا، حيث أثاروا بين سكانها القومية البربرية، وتظاهروا بالحماسة للهجاتها، وأسرعوا يضعون مختلف الكتب التي تتضمن دراسة اللهجات البربرية وقواعدها، لإحلالها محل اللغة العربية الفصحى.

 

مثال ثالث؛ في تركيا أثاروا بين الأتراك عواطف القومية التركية الطورانية، وصوروا لهم أن المدينة والحضارة التركية من أقدم الحضارات، فهي تتصل بالمدينات والحضارات البابلية والآشورية القديمة، ولا صلة لها بالحضارة الإسلامية.

 

وقد استجابت بعض الأحزاب في تركيا لذلك، وعندما تولى كمال أتاتورك الحكم في تركيا، ألغى الخلافة الإسلامية، وحرّم على الشعب التركي النطق باللغة العربية، حتى في عباداته الدينية، وألغى الكتابة بالرسم العربي، وجعل مكانه الكتابة بالحروف اللاتينية، حتى وصلت حال تركيا كما تشاهدونه في واقعكم؛ تحول شعبها من شعب عربي مسلم، كانت اللغة العربية هي لغتها، إلى شعب حياته أقرب ما تكون من الحياة الأوربية -والله المستعان-.

 

وما زالوا يواصلون مسيرتهم في تحريك عواطف الشعوب، لتحريك قومياتهم القديمة، كل هذا من أجل محاربة اللغة العربية؛ لأنهم يعلمون أنه بنبذ اللغة العربية، معناه بنبذ الإسلام.

 

ومن محاولاتهم الحالية ما نقرأه في المجلات، وما نسمعه في الإذاعات، من تحريك العواطف عند الشعب المصري، ومحاولاتهم احتلال العواطف الفرعونية عندهم، فأحيوا بينهم تاريخ "رمسيس" وبناء الأهرامات.

 

وزعموا أن العامية المصرية ذات جذور قديمة، لا صلة لها بالعربية، وأن تقدمهم الحضاري الآن متوقف على إحياء كل ماله صلة بالآثار الفرعونية.

 

وكذلك لهم محاولات جادة في أرض الشام، في سوريا ولبنان والأردن، يحاولون إثارة القومية الفينيقية والكنعانية؛ لأن أرض الشام كان يعيش عليها منذ عهد بعيد جداً الفينيقيين والكنعانيين.

 

وكذلك يفعلون؛ ففي كل شعب لهم وجهة، وفي كل أمة لهم طريقة، وفي كل حالة لهم لبوس.

 

فنسأل الله أن يكفينا شرهم ...

 

بارك الله لي ولكم ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

عباد الله: ومن الوسائل أيضاً التي استخدمها أعداء هذا الدين في محاربة اللغة العربية: إدخال المفردات الأجنبية الدخيلة على اللغة العربية، وقد نفّذ هذا الغزو بكل دقة، وتكسّر أسوار الحصون الفكرية عند المسلمين.

 

وقد تعمّد هؤلاء أن تبقى هذه الألفاظ الدخيلة لها ظلها الغامض، حتى يبقى لها شعاعها السحري، وامتلأت الكتب الحديثة، والصحف والمجلات والخطابات، والمحاضرات في الأندية والإذاعات، وسائر وسائل الأعلام بهذا السيل المتدفق على متن اللغة العربية، من المفردات الدخيلة من الشرق والغرب.

 

وإليكم طرفاً من هذه الألفاظ والتي يرددها المسلمون -ويا للأسف- مثل الببغاوات، ولا يدركون معانيها ولا خطورتها؛ فمثلاً كلمة: "بيولوجي" لست أدري ما حاجة اللغة العربية لها، لكي نشاهدها في كتبنا، وفي صحفنا ومجلاتنا، مع إمكان ترجمتها بما يساوي معناها، وهو: "علم الحياة".

 

لا تعليل لذلك، إلا أنه الغزو الفكري المقنّع.

 

وكلمة أخرى مثل: "سكيولوجي" مع أن معناها: "علم النفس".

 

ونظيرها كلمات كثيرة؛ مثل: جيولوجي، أيديولوجي، سيسيولوجي، ديكتاتوري، ديمقراطي، أورستقراطي، فولكلور، كوكتيل، إلى آخر هذا الحشد من المفردات الدخيلة التي بدأت تغزو متن اللغة العربية، من غير حاجة إليها.

 

ومن المؤسف جداً: أنك تسمع وتشاهد بعض المثقفين من العرب، إذا صار يتكلم في مكان عام؛ فإنك تسمعه يدخل هذه المصطلحات في ثنايا كلامه، ليبين لمن يسمعه: أنه مثقف، وتجده يتنطع في الكلام بترديد هذه الألفاظ الدخيلة، لكي يوهم الآخرين أنه صاحب معرفة واطلاع واسع بالعلوم الحديثة.

 

والمحذور الخطير في الأمر من ترديد هذه الكلمات وتداولها بالأسماع، هو: تهيئة الجو المناسب لها، كي تنتشر، ثم بعد فترة تصبح محفوظة، وبعد حقبة من الزمن تنسى ترجمتها بالعربية، ويصير الدخيل، هو الأصيل، صاحب الدار.

 

وعند ذلك يرى أعداء اللغة العربية: أن الفرصة قد سنحت لهم لإقامه الجدار الغليظ بين الشعوب العربية وبين لغتها.

 

وبإقامة هذا الجدار يرون أنهم قد ظفروا بعزل العرب المسلمين عن المصادر الإسلامية التي ما تزال تجدد فيهم شباب العقيدة والتعاليم الإسلامية العظيمة.

 

ولكن الله -تبارك وتعالى- سيحفظ كتابه، رغم مخططات أعداء الإسلام، وسيحفظ اللغة العربية التي أنزل كتابه بها، حتى يظل نوره مشرقاً، ويستمر تعليمه حجة على الناس، ويبقى صلة دائمة بين الله وبين من يريد أن يسلك سبيل الهداية عن عباده: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[الصف: 8].

 

أيها المؤمنون: تحرص كل الشعوب على لغاتها، وتحاول الاحتفاظ بها، ونشرها بين الناس؛ فنلاحظ مثلاً: أن اليهود يتمسكون تمسكاً شديداً بالعبرية، ضمن دوافع دينية عرقية قوية، وقد يصل التعصب ببعض اليهود إلى رفض تعلم أي لغة أخرى.

 

فجدير بهذه الأمة: أن تتمسك بهذا الشرف العظيم الذي منحها الله إياها: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)[الزخرف: 43- 44].

 

كيف وقد اختار الله اللغة العربية أن تكون لغة آخر الكتب السماوية، الذي هو زبدة ما في الكتب السابقة من هداية وحكمة؟

 

ولا شك أن وراء ذلك حكمة عظيمة؛ قال الله -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)[الشعراء: 193- 195].

 

وقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[يوسف: 2].

 

وقال سبحانه: (وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ)[الأحقاف: 12].

 

وقال عز من قائل: (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[فصلت: 1- 3].

 

وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا)[طـه: 113].

 

وقال تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)[الزمر: 27- 28].

 

أيها المسلمون: ومع اعترافنا بأن الخطة التي سلكها الأعداء كانت ذكية، ومع اعترافنا أيضاً بأن بعض أبناء المسلمين الذين تربوا في أحضان الكفار، قد تأثروا بهم وبلغتهم، وصاروا معاول هدم في جسم الأمة الإسلامية، ومع ذلك فنحن مسؤولون أمام الله -عز وجل- في صد هذا الهجوم، والسمو بلغة القرآن، فهذا واجب إسلامي يُطالب به جميع المسلمين، وتتحمل مناهج التعليم وبرامجها وخططها الدراسية، وكتبها المدرسية والمدارس التي تطبق ذلك أثقل الأعباء، تجاه هذه المسؤولية الخطيرة.

 

اللهم ...

 

الغزو الفكري (1) المقدمة

الغزو الفكري (2) مهمة التبشير في الخليج

الغزو الفكري (4) إفساد الأخلاق

الغزو الفكري (5) إلقاء الشبهات

 

 

 

المرفقات
الغزو الفكري (3) محاربة اللغة العربية.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life