الأمنيات

عبدالباري بن عواض الثبيتي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ سخَّر اللهُ –سبحانه- هذا الكون وجعله ميدانا لأمنيات الإنسان التي لا تنقطع 2/كل أمنية تُمَنَّى لفعل الخير فهي ممدوحة 3/ الأماني الطيبة من أبواب الثواب العظيمة 4/الأمنيات وحدها لا قيمة لها، ما لم يصاحبها عمل صالح بنية صادقة 5/ يتمنى الموتى الرجوعَ إلى الدنيا ليتصدّقوا

اقتباس

ومن كانت أمنيته تَسْبَح في بحار الأحلام يقظةً ونومًا بلا عمل، وأحاط جسدَه بالكسل، فلن يجنيَ إلا السرابَ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَهَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ".

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله الذي هدى القلوبَ، والقلوبُ بالإيمان تَتَرَقَّى، أحمده وأشكره، أَنْعَمَ علينا بما نشتهى ونتمنى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنذرنا نارا تلظى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، نصر الحق وللباطل تصدَّى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن زكى وتزكى.

 

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله –تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].

 

سخَّر اللهُ –سبحانه- هذا الكون وجعله ميدانا لأمنيات الإنسان التي لا تنقطع، والناس فيها ما بين مستقلّ ومستكثر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ نَخْلٍ لَتَمَنَّى مِثْلَهُ ثُمَّ مِثْلَهُ حَتَّى يَتَمَنَّى أَوْدِيَةً وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ".

 

وكل أمنية تُمَنَّى لفعل الخير فهي ممدوحة، وما كان منها اعتراضًا على القدر وفي تحصيل المستحيل فهي مذمومة، التمني يدل على الهَمِّ الذي يحمله الإنسانُ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي"، فهناك مَنْ يرنو بأمنيته إلى ذرى العز والمجد، وهناك من يهوي بأمنيته إلى مهاوي الحُفَر، أصحاب الهمم والعزائم تتسع أمانِيُّهم وبها تَزِينُ حياتُهم، فهذا عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "تَمَنَّوْا"، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ، وَقَالَ رَجُلُ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ زَبَرْجَدًا وَجَوْهَرًا فَأُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: "تَمَنَّوْا" فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: "أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ".

 

واجتمع في الحِجْر مصعب وعروة وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، فقالوا: "تَمَنَّوْا"، فقال عبد الله بن الزبير: "أما أنا فأتمنى الخلافة" وقال عروة: "أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم"، وقال مصعب: "أما أنا فأتمنى إمرة العراق"، وقال عبد الله بن عمر: "أما أنا فأتمنى المغفرة"، فنالوا كلُّهم ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غُفِرَ له، وعمر بن عبد العزيز -رحمه الله- رافقته همة عالية تحققت له بفضل الله، ويرجى أن ينال آخرها، يقول -رضي الله عنه-: "إن لي نفسا تواقة؛ تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها وقد تاقت إلى الجنة فأرجو أن أُدْرِكَهَا إن شاء الله تعالى".

 

الأماني الطيبة -عباد الله- من أبواب الثواب العظيمة؛ ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة رجال، "رَجُلٍ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ يُنْفِقُهُ فِي حَقَّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مثْلُ مَالِ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ بِالَّذِي يَعْمَلُ"، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَالِ فُلَانٍ عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ"، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ".

 

الأمنيات وحدها لا قيمة لها، ما لم يصاحبها عمل صالح بنية صادقة ومتابعة ومثابرة قال الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)[آلِ عِمْرَانَ: 133].

 

بل إن الأماني ضرب من ضروب الدعاء تتحقق بالاستجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَكْثِرْ؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ"، وقال: "إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ"، كما أن العاقل لا يتمنى الفتن ولقاء العدو، قال صلى الله عليه وسلم: "لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ".

 

ينبذ الإسلام السلبية ولا تليق به الأمنيات السوداء وتمني الموت وإن اشتدت الفتن، إذا قال صلى الله عليه وسلم: "لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ نَزَلَ بِهِ وَلَكِنْ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي" متفق عليه.

 

تعبّر الأمنيات الفاضلة عن حسن ظن العبد بربه، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظنّ عبدي، فليظنّ بي ما شاء". رواه ابن حبان؛ أي: أنا قادر على أن أفعل بعبدي ما ظن أني فاعل به، وإذا أحسن العبد ظنه بربه انعكس ذلك أمنياته فكانت رفيعة القدر علية القصد.

 

العاقل ينسج أمنياته مستشعرًا نعمة الله عليه، دون حسد لإخوانه، أو تمني ما في أيديهم، قال الله تعالى : (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)[النِّسَاءِ: 32].

 

ويدرك المسلمُ بإيمانه أن تحقُّق الأمنيات يرجع إلى مشيئة الله وحده، فلا يتضجَّر، ولا يحزن لعدم تحقيق الأمانيّ التي يتمناها، والخير فيما اختاره الله، ويشكر العبد ربه في كل أحواله، قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 216].

 

إبليس هو مصدر الأمنيات الواهية، وقد تعهَّد بالسعي لإغراق عباد الله في بحار الأمانيّ الكاذبة من لذة عاجلة، وسعادة موهومة، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)[النِّسَاءِ: 119-120].

 

وإذا اقتصرت أمنيات الإنسان على ظاهر الدنيا، وخلت من الدار الآخرة، فقد تنكَّب الطريق وضلَّ عن سواء السبيل، قال الله تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)[الْإِسْرَاءِ: 18-119].

 

ومن كانت أمنيته تَسْبَح في بحار الأحلام يقظةً ونومًا بلا عمل، وأحاط جسدَه بالكسل، فلن يجنيَ إلا السرابَ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَهَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ".

 

ومن يسلك السُّبُل المحرّمة لتحقيق الأماني باللجوء إلى السحرة والمشعوذين فقد ظلَم نفسَه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، ثُمَّ صَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ: كَانَ كَمَنْ كَفَرَ بِمَا نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه الطبراني،

 

وفي القبور التي تبدأ فيها حياة البرزخ ترد فيها أشدُّ الأمنيات حرجًا، فأمنية المؤمن في قبره أن تقوم الساعة لِمَا يرى وينتظره من السرور والنعيم، أما الكافر فأمنيته في قبره ألا تقوم الساعة لما يرى وينتظره من العذاب الأليم.

 

يتمنى الميّت العودة للحياة، لإدراك ما فات من الطاعات، وليصليَ ولو ركعتين، مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبر فقال: "مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟" فقالوا: فلان، فقال: "رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ".

 

يتمنى الموتى الرجوعَ إلى الدنيا ليتصدّقوا، وليذكروا الله ولو بتسبيحة واحدة، ولو بتهليلة واحدة، قال –تعالى-: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)[الْمُنَافِقُونَ: 10].

 

الأمنية المؤلمة التي لا مَحِيدَ عنها، نداءُ أهل العذاب حسرة يوم القيامة؛ فالكافر العاصي حينما يأخذ كتابه بشماله، ويرى مصيره، يتمنى لو كان ترابًا: (ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)[النَّبَإِ: 39-40].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله المنعم بالخيرات، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب البريات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، المؤيَّد بالمعجزات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في سائر الأوقات.

 

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.

 

وأشرف موقف في رحلة الأمنيات، ما يناله أهل الجنة من نعيم الأمنيات، وربّهم يجود عليهم ويزيدهم بكرمه، يدخل آخِر أهل الجنة دخولًا الجنة وقد انْفَهَقَتْ له وتزيّنت، فيقال له: تمنَّ، فيتمنى فيقال له: "لك الذي تمنّيت وعشرة أضعاف الدنيا".

 

ألا وصلوا عباد الله على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين ودمر اللهم أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين

 

اللهم من أردانا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشلغه بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم من أردانا وأراد الإسلام والمسلمين  وبلادنا بسوء فأشلغه بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم من أردانا وأراد الإسلام والمسلمين  وبلادنا بسوء فأشلغه بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر يا رب العالمين، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أعلنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، اللهم إنا نسألك حسن الختام والعفو عما سلف وكان، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضك ورزقك، اللهم بارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأزواجنا وذرياتنا وأهلنا وأموالنا وصحتنا، واجعلنا مباركين أينما كنا يا رب العالمين.

 

اللهم كن للمسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا وظهيرا، اللهم إنهم جياع فأطعمهم وحفاة فاحملهم وعراة فاكسهم، ومظلمون فانتصر لهم ومظلمون فانتصر لهم يا أرحم الراحمين يا قوي يا عزيز، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يا أرحم الراحمين، اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي عهده لكل خير يا رب العالمين، وخذ بناصيته للبر والتقوى، يا أرحم الراحمين، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا أرحم الراحمين.

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

 

المرفقات

الأمنيات

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات