شكر نعم الله

عبد الله بن محمد الخليفي

2022-10-08 - 1444/03/12
عناصر الخطبة
1/كثرة نعم الله وشموليتها 2/كيفية شكر الله على نعم الجوارح 3/نعمة الرزق وصفة شكر الله عليها 4/نعمة اللباس وكيفية شكر الله عليها 5/نعمة الإيمان وكيفية شكر الله عليها 6/نعمتا العلم والعقل وكيفية شكر الله عليهما

اقتباس

اشكروه تعالى على أعظم النعم الذي هو الإيمان؛ بالمحافظة على اتباع السنة والقرآن، ومكارم الأخلاق. وإياكم أن تلبسوه بالظلم، وتضييع حدود لله والاستهانة بمحارم لله. واشكروه تعالى على نعم العلم؛ بتبين الحلال والحرام، وتبليغها إلى الجاهلين من عباد الله في...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله المنعم الوهاب، والحمد لله بجميع محامده، وكما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله.

والحمد لله الذي أمر بشكره، ووعد عليه المزيد.

أحمده وأشهد أن لا إله إلا الله المبدئ المعيد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله الذي بعث بالقرآن المجيد، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

 

أيها الناس: إن نعم لله -تعالى- لا يحصيها لسان، وإن نعمه عليكم عظيمة.

 

إن نعمه تعالى تجل عن التعداد، وإن نعمة قد شملت الحاضر والباد.

 

فاشكروه على نعم الألسن؛ بكثرة الدعاء والاستغفار، وتلاوة الكتاب العزيز، فإن عجزتم عن ذلك فراقبوه من إطلاقها في الآثام والغيبة والنميمة والأيمان الفاجرة.

 

واشكروه تعالى على نعم الأبصار؛ بالنظر في آيات الليل والنهار، فإن قصرتم عن ذلك فاحذروا من النظر بها إلى محارم الله.

 

واشكروه تعالى على نعم الأسماع؛ بالإنصات لكلام لله، وصيانتها عن ما لا يحل من الملاهي والأغاني، والإصغاء بها إلى الخوض في الأعراض التي لا تحل بالإجماع.

 

واشكروه تعالى على نعم الأيدي المركبة في أحسن تقويم؛ كبسطها في مراضي الأفعال، ومحاب ربكم.

 

وإياكم وبسطها في الظلم، فالظلم ظلمات يوم القيامة.

 

واشكروه على نعم الأقدام؛ بالمشي إلى الطاعات، والسعي إلى الجمع والجماعات، فإن فرطتم في ذلك، فاحذروا من السير بها إلى الذنوب، والمشي بها إلى ما لا يرضاه علام الغيوب.

 

واشكروه تعالى على ما أنعم به من الأرزاق؛ لبذلها في وجوه البر والإحسان، ومواساة أولي الحاجات.

 

وإياكم ومعاصي الله؛ فإن المعاصي مغيرات النعم، وجالبات النقم.

 

واشكروا الله على ما خولكم من الملبوس؛ باستعماله لستر العورات.

 

واياكم أن تلبسوه للتكبر والاختيال، واذكروا ما أعد لأهل العصيان في الآخرة من سرابيل القطران، وما أعد لأهل الطاعة من السندس والاستبرق.

 

واشكروه تعالى على أعظم النعم الذي هو الإيمان؛ بالمحافظة على اتباع السنة والقرآن، ومكارم الأخلاق.

 

وإياكم أن تلبسوه بالظلم، وتضييع حدود لله والاستهانة بمحارم لله.

 

واشكروه تعالى على نعم العلم؛ بتبين الحلال والحرام، وتبليغها إلى الجاهلين من عباد الله في كل مقام.

 

فإن عجزتم فإياكم من خلط الحرام بالحلال، فقد جاء: أن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفع بعلمه" أو كما قال.

 

واشكروه على ما أنعم به من العقول، وما خصكم به من إرسال خير نبي ورسول، وما أمدكم به من الكتاب العربي المبين.

 

جعلني الله واياكم من الذاكرين، ولنعمائه من الشاكرين، وعلى بلائه من الصابرين.

 

(أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)[النحل: 17- 18].

المرفقات

شيء من خصال النفاق

شكر نعم الله

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات