شرف العبودية لله تعالى

عبدالباري بن عواض الثبيتي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ دلائل نداء الله تعالى لعباده في القرآن الكريم 2/ فضائل العبوديَّة لله تعالى 3/ أهمية وصف المُؤمنين بالعبوديَّة 4/ ثمرات عبودية الله تعالى 5/ سمات عباد الله وصفاتهم.

اقتباس

يطرَبُ القلبُ، وتسمُو الحياةُ حين يطرُقُ السمعَ وصفُ الله لخلقِه: (يَا عِبَادِيَ)، ومَن انضوَى تحت هذا النداء، ونالَ هذا الشرفَ (يَا عِبَادِيَ) فقد فازَ فوزًا عظيمًا. (يَا عِبَادِيَ) تسكُبُ السَّكِينةَ في القلبِ، وتُؤمِّنُ مِن الخوف، وهي علامةُ رِضا الربِّ وفضلِه وإنعامِه.. يصِفُ اللهُ خلقَه بـ"عبادِي"؛ ليُؤنِسَ وحشَتَهم، ويُبشِّرَهم بأنَّه قريبٌ، وليبسُط المرءُ حاجتَه، ويبُثَّ هُمومَه، ويرفع شَكوَاه إلى ربِّه ومولاه...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ لله، الحمدُ لله جمدًا لا حدَّ له، فالفضلُ والِنعامُ والمِنَّةُ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه شرحَ الله صدرَه، ورفعَ ذِكرَه له، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومَن اقتَفَى أثَرَه.

أما بعد: فأُوصِيكم ونفسِي بتقوَى الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

 

في هذه الأيام والليالي نرَى العبوديَّة تتجلَّى في أبهَى صُورها ومعانِيها، مُتعةُ الصيام، ولذَّةُ القرآن، وجمالُ القيام، صَدقةٌ وإنفاق، وألسُنٌ تلهَجُ بذِكرِ الرحمن، خضَعَت لله الجوارِحُ والمشاعِرُ والقلوبُ.

 

عبادةٌ طوعِيَّة بمحبَّةٍ قلبيَّة تُفضِي إلى سعادة الدنيا والآخرة؛ فالعبادةُ لا تُفارِقُ المُسلمَ أينما حلَّ وفي أي وقتٍ كان، في كل مراحل حياتِه حتى يُوافِيَه الأجلُ المحتُومُ وهو على حالٍ حسنةٍ، قال الله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99].

 

يطرَبُ القلبُ، وتسمُو الحياةُ حين يطرُقُ السمعَ وصفُ الله لخلقِه: (يَا عِبَادِيَ)، ومَن انضوَى تحت هذا النداء، ونالَ هذا الشرفَ (يَا عِبَادِيَ) فقد فازَ فوزًا عظيمًا.

 

(يَا عِبَادِيَ) تسكُبُ السَّكِينةَ في القلبِ، وتُؤمِّنُ مِن الخوف، وهي علامةُ رِضا الربِّ وفضلِه وإنعامِه، قال تعالى: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ) [الزخرف: 68- 70].

 

النَّفسُ المُطمئنَّةُ التي استقرَّ الإيمانُ في أعماقِها، واطمأنَّت بإخلاصِها، وتوكَّلت على خالِقِها، شرَّفَها ربُّها بالبِشارة العظيمةِ في قولِه تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27- 30].

 

يصِفُ اللهُ خلقَه بـ"عبادِي"؛ ليُؤنِسَ وحشَتَهم، ويُبشِّرَهم بأنَّه قريبٌ، وليبسُط المرءُ حاجتَه، ويبُثَّ هُمومَه، ويرفع شَكوَاه إلى ربِّه ومولاه، قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186].

 

(يَا عِبَادِيَ) تشرَحُ الصُّدور، وتلفِتُ النَّظرَ إلى رحمةِ الله التي سبَقت غضَبَه، ورأفَتَه بعبادِه ولُطفَه بهم، قال تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) [الحجر: 49، 50].

 

ذكَرَ - سبحانه - الرحمةَ والمغفِرةَ، لما ذكَرَ - سبحانه - الرَّحمةَ والمغفِرةَ بالَغَ في التأكيدِ بألفاظٍ ثلاثةٍ: "أنِّي"، و"أنا"، وإدخالُ الألِفِ واللامِ (أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، ولما ذكَرَ العذابَ لم يقُل: إنِّي أنا المُعذِّب، وما وصَفَ نفسَه بذلك؛ بل قال: (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ).

 

يُنادِي الله تعالى المُؤمنين بقولِه: (يَا عِبَادِيَ)؛ ليتفيَّؤُوا ظِلالَ عبادتِه على أي أرضٍ وتحت أي سماء، قال تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) [العنكبوت: 56].

 

(يَا عِبَادِيَ) كلمةٌ رقراقةٌ تُحفِّزُ على العمل، وبها نادَى الخالِقُ عبادَه المُؤمنين ليُعلِّمَهم آكَدَ العبادات وعِمادَها، وأجَلَّ الطاعاتِ وأفضَلَها، قال تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) [إبراهيم: 31].

 

يُنادِي اللهُ المُؤمنين بقولِه: (يَا عِبَادِيَ) فيرسُمُ لهم دُرُوبَ التقوَى، ويُوجِّهُهم إليها بقولِه: (يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) [الزمر: 16]، ويُثنِي عليهم ثناءً لا نظيرَ له بقولِه: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا) [الفتح: 26].

 

وامتِثالُ التقوَى السِّمةُ البارِزةُ لشهر رمضان، قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

 

التقوَى في رمضان تُثمِرُ تطهيرَ النفسِ وتهذيبَها وتزكِيَتَها عن الأخلاق السيِّئة، وتعوِيدَها الأخلاقَ الكريمَةَ، قال الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [الإسراء: 53].

 

حين يسمَعُ المُؤمنُ وصفَ الله لخلقِه بـ "عبادِي" يشعُرُ أنه يأوِي إلى رُكنٍ شديدٍ، وحِصنٍ عَتِيدٍ، وحمايَةٍ له مِن كل شيطانٍ مَرِيدٍ، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) [الإسراء: 65].

 

فالقلبُ المُتَّصِلُ بالله الذي غمَرَت حياتُه العبادةَ والمحبَّةَ لا سُلطانَ للشيطانِ على ذلك القلبِ، ويستحِقُّ أن ينالَ العِصمةَ، وعلى عتَبَتِه يبطُلُ كَيدُ الشيطان.

 

يصِفُ اللهُ الصالِحِين مِن خلقِه بـ "عبادي"، فيبعَثُ فيهم قُوَّةَ التفاؤُل والتمكِين، ونُورَ الأمل بالنَّصر، وكفَى بالله نَصِيرًا، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105].

 

(يَا عِبَادِيَ) عبارةٌ طيبةٌ، وأسلُوبٌ لطِيفٌ، ولمسَةٌ حانِيةٌ تستوعِبُ كلَّ المُذنِبِين والمُقصِّرِين إذا تابُوا وأنابُوا، قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].

 

وعن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما -، أن ناسًا مِن أهل الشِّرك كانُوا قد قتَلُوا وأكثَرُوا، وزنَوا وأكثَرُوا، فأتَوا مُحمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنَّ الذي تقولُ وتدعُو إليه لحَسَنٌ لو تُخبِرُنا أن لِما عمِلنَا كفَّارة، فنزَل: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ) [الفرقان: 68]، ونزل: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ).

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله: يا ابنَ آدم! إنَّك ما دعَوتَنِي ورجَوتَنِي غفَرتُ لك على ما كان فِيكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدم! لو بلَغَت ذُنُوبُك عَنانَ السَّماء ثم استغفَرتَنِي، غفَرتُ لك ولا أُبالِي، يا ابنَ آدم! إنَّك لو أتَيتَنِي بقُرابِ الأرضِ خطايَا، ثم لقِيتَنِي لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتَيتُك بقُرابِها مغفِرةً».

 

بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه مِن الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله، الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ينطِقُ بها اللسانُ مُقِرًّا ومُلبِّيًا، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه قائِدًا وقُدوةً وسيِّدًا، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِه ومَن سارَ على نَهجِه مُخلِصًا.

 

أما بعد: فأُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله.

 

هؤلاء الذين يُنادِيهم ربُّهم بقولِه: (يَا عِبَادِيَ) مِن صِفاتِهم: حِرصُهم على قِيام الليل والاجتِهاد فيه، قال الله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) [الفرقان: 63، 64].

 

ومِن أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم: قِيامُ الليل، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن قامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه».

 

وقد كان قِيامُ الليل دأبَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه.

 

ومِن صِفاتِ عباد الرحمن: التوازُن في الإنفاقِ، فلا إسرافَ ولا تقتِيرَ، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) [الفرقان: 67]، والإسرافُ في شهر رمضان المُبارَك وغيرِه منهِيٌّ عنه، فإنفاقُ الأموال على هذه النِّعم، ومِن ثَمَّ إهدارُها أمرٌ يُنكِرُه الشرعُ ويُحرِّمُه، قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].

 

ألا وصلُّوا - عبادَ الله - على رسولِ الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آل مُحمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على محمدٍ وعلى آل مُحمدٍ، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

 

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصحبِ الكرام، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، واحفَظ الإسلامَ وأهلَه في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه يا أرحم الراحمين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا، وسائرَ بلاد المُسلمين.

 

اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلامَ والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلامَ والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.

 

اللهم كُن للمسلمين المُستضعفين في كلِّ مكان، اللهم كُن لهم مُؤيدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم يا أرحم الراحمين.

 

اللهم ألِّف بين قُلوبِ المُسلمين، ووحِّد صُفوفَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.

 

اللهم اكتُب لنا في هذا الشهر صِيامًا مقبُولًا، واكتُب لنا في هذا الشهر قِيامًا مقبُولًا، وبلِّغنا ليلةَ القَدر يا أرحم الراحمين، اللهم اجعَلنا مِمَّن صامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا، ووفِّقنا لقِيامِ رمضان إيمانًا واحتِسابًا، ووفِّقنا لبُلُوغِ ليلةِ القَدر إيمانًا واحتِسابًا برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم إنا نسألك الجنةَ، ونعوذُ بك من النار، اللهم إنا نسألك من الخير كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا وما لم نعلَم.

 

اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك الهُدى والتُّقَى والعفافَ والغِنَى.

 

اللهم إنا نعُوذُ بك من العَجزِ والكسَل، والجُبن والبُخل، وغلَبَة الدَّين وقَهر الرِّجال.

 

اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه وجوامِعَه، وأوَّلَه وآخرَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.

 

اللهم إنك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا، اللهم إنك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا، اللهم إنك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا.

 

اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على مَن بغَى علينا.

 

اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنِيبِين.

 

اللهم تقبَّل توبَتَنا، واغسِل حَوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنَتَنا، واسلُل سَخيمةَ قُلوبِنا.

 

اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافِيَتك، وفُجاءة نقمتِك، وجميعِ سخطِك يا رب العالمين.

 

اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك.

 

اللهم لا تدَع لنا ذنبًا إلا غفرتَه، ولا همًّا إلا فرَّجتَه، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفَيتَه، ولا مُبتلًى إلا عافَيتَه، اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، وتولَّ أمرَنا.

 

اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكِلنا إلى أنفُسِنا طرفةَ عينٍ.

 

اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمورِ كلِّها، وأجِرنا مِن خِزيِ الدُّنيا وعذابِ الآخرة، اللهم إنا نسألُك حُسنَ الخِتام، والعفوَ عما سلَفَ وكان.

 

اللهم وفِّق إمامَنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا أرحم الراحمين.

 

(لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286].

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].

 

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]؛ فاذكُرُوا اللهَ يذكُركُم، واشكُروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

 

 

المرفقات

العبودية لله تعالى

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات