عناصر الخطبة
1/ فضائل نعمة الأمن والاستقرار 2/ ثمرات تحقق الأمن في المجتمعات 3/ أسباب تقويض الاستِقرار وتهديد دعائِمِه 4/ كيفية تحقيق الأمن والاستِقرار.اقتباس
شُؤونُ الحياة جميعُها مُرتبِطةٌ بالاستِقرار، ولا يُمكنُ أن تستقيمَ حياةٌ بدونِها، فهو مطلَبٌ منشُودٌ، وحاجةٌ مُلِحَّة، ولا يستغنِي عنه أحد، والإنسانُ لا يهنَأُ له عيشٌ، ولا تنتظِمُ له سعادةٌ، ولا ينشَطُ لعِمارة الأرضِ إلا في ظلِّ الاستِقرار الذي هو أغلَى مطلَبٍ، وأعزُّ عطايا المعبُود،.. فجِماعُ نعيمِ الدنيا ومتاعِها، واحتِضانُ أطرافِ سعادتها مرهُونٌ بتوافُر مُقتضيَات الاستِقرار، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبحَ منكم آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسَده، عنده قُوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَت له الدنيا»..
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي منَّ علينا بنعمةِ الأمنِ والاستِقرار، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه وأسألُه العِظةَ والاعتِبار، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) [الرعد: 8]، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه دعَا إلى الله بحكمةٍ واقتِدار، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه ما تعاقَبَ الليلُ والنهار.
أما بعد: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله.
قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا) [غافر: 64]؛ أي: جعلَها لكم مُستقرًّا، أي: مكانًا لاستِقرارِكم وحياتِكم تعيشُون عليها، وتتصرَّفون فيها، وتمشُون في مناكبِها.
شُؤونُ الحياة جميعُها مُرتبِطةٌ بالاستِقرار، ولا يُمكنُ أن تستقيمَ حياةٌ بدونِها، فهو مطلَبٌ منشُودٌ، وحاجةٌ مُلِحَّة، ولا يستغنِي عنه أحد، والإنسانُ لا يهنَأُ له عيشٌ، ولا تنتظِمُ له سعادةٌ، ولا ينشَطُ لعِمارة الأرضِ إلا في ظلِّ الاستِقرار الذي هو أغلَى مطلَبٍ، وأعزُّ عطايا المعبُود، قال الله تعالى: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة: 36].
فجِماعُ نعيمِ الدنيا ومتاعِها، واحتِضانُ أطرافِ سعادتها مرهُونٌ بتوافُر مُقتضيَات الاستِقرار، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبحَ منكم آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسَده، عنده قُوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَت له الدنيا».
والمُؤمنُ مأمورٌ بالسعي في الأرض طلبًا للاستِقرار والأمان، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) [النساء: 97].
للاستِقرار شأنٌ كبيرٌ، وقدرٌ جليلٌ، جعلَه الله وصفًا لثوابِ أهل الجنة ونعيمِهم، قال تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) [الفرقان: 24]، وقال - سبحانه -: (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 76].
رتَّبَ الإسلامُ أشدَّ الوعيدِ على الإفسادِ في الأرضِ بعد إصلاحِها واستِقرارها، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [البقرة: 204- 206].
فمن أفسدَ في الأرض، وقوَّضَ معاني الاستِقرار بدعوَى الصلاح والإصلاح، وأنه من أهل الحقِّ فهو مُفسِد، كما قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11، 12].
الإسلام بمنهَجه الربَّانيِّ ينبُوع الاستِقرار ومصدرُه، الاستِقرارُ النفسيُّ، الاستِقرارُ الأمنيُّ، الاستِقرارُ الاجتماعيُّ، فهو يُزيلُ أسبابَ القلقِ والتوتُّر، قال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: 125].
ويضعُ الإسلام كل ما أودعَه الله في الأرض من ثرَواتٍ كبيرة، وموارِد ضخمَة تحت يدِ البشرية لتحقيقِ معنى الاستِقرار، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: 15].
وكل تكاليفِ ومقاصِدِ الشريعة وضروراتِها جاءَت لتثبيتِ دعائِمِ الاستِقرار في حياةِ البشر، ذلك أن تكاليفَ الشريعةِ ترجِعُ إلى حفظِ مقاصِدها في الخلق، وهذه المقاصِدُ لا بُدَّ منها في قيامِ مصالِح الدين والدنيا؛ بحيث إذا فُقِدت لم تجرِ مصالِحُ الدنيا على استِقامةٍ؛ بل على فسادٍ وتهارُجٍ وفَوتِ حياةٍ، وهي: حفظُ الدين، والنفس، والنَّسل، والمال، والعَقل.
المُجتمعاتُ التي تنشُدُ النهضةَ والرُّقِيُّ تبدأُ بإرساء قواعِد الاستِقرار، وهو أولُ ما نطقَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخُولِه المدينة مُهاجِرًا، فقد سطَّر معاني الاستِقرار بكلماتِ الحبِّ والسلام، حين قال: «يا أيها الناس! أفشُوا السلام، وأطعِموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نِيام؛ تدخُلوا الجنةَ بسلامٍ».
أرسَى الإسلامُ منهَجًا في الاستِقرار أساسُه التعامُل الذي يقوم على المُؤاخاة، ونبذ العُنف والتطرُّف، وتعزيز التعاوُن، فأصبحَ مُجتمعُ المدينة أنموذجًا في السِّلم والوِئام والاستِقرار.
والمُتأمِّلُ في أحوال المُجتمعات التي فقدَت الاستِقرار لا تُخطِئُ عينُه انتشارَ القلق والتوتُّر؛ بل غدَا الناسُ غيرَ آمنين على أموالِهم وأعراضِهم، وأعرفُ الناسِ بقيمة الاستِقرار ما ابتُلِي بفَقده، فتغرَّبَ عن وطنِه، أو تشرَّد بعيدًا عن أهله، فذاقَ مرارةَ الجُوع، وذُلَّ المجاعة، أو سقطَت بلدُه في فوضًى دهماءَ فنزفَت على ترابِها الدماء، وسقطَت على ثَراها الجُثُ والأشلاء، وعمَّ السَّلبُ والنَّهبُ.
وبهذا نعلَم أن استِقرارَ الأمن في الديار والأنفُس والأموال والأعراض جنَّةُ الله، ومِنحَتُه للمُؤمنين في الدنيا، وأعزُّ ما امتَنَّ الله به على الأُمم والمُجتمعات، قال الله تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش: 3، 4].
بل لا يشُكُّ عاقلٌ أن الاستِقرار أساسُ الازدِهار، والبيئةُ الخَصبةُ للبناءِ والتنميةِ وعِمارةِ الأرض.
مما يُقوِّضُ الاستِقرارَ ويُهدِّدُ دعائِمَه: انتشارُ الإشاعات، وفُشُوُّ الأراجِيف، وتلقِّيها بدون روِيَّةٍ ولا تبصُّر، وهذا يُثيرُ الفتنَ، ويبذُرُ الفُرقةَ والخلاف.
كما أن الأسلوبَ الخاطِئ السيِّئ في التعاطِي مع وسائل التواصُل الاجتماعي الحديث الذي أخذَ مكانَ الصَّدارَة في اهتمامات الناس، أفرزَ تناقُضًا في التربية، وزعزَعَ بعضَ العقائِد، وحطَّم كثيرًا من الثوابِتِ والقِيَم، واختطَفَ الشبابُ، فغدَت هذه الوسائلُ بهذا المفهُوم مِعوَلاً هدَّامًا للاستِقرار.
التساهُلُ في تداوُل الحرام، والتشبُّعُ من الرِّبا يمحَقُ قواعِدَ الاستِقرار الماليِّ، قال الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة: 276].
الطُّغيانُ والبطَرُ في النعمة، وقلَّةُ الشكر، مع السَّرَف والبُخل تُهدِّدُ الاستِقرارَ الاجتماعيَّ، قال الله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) [القصص: 58].
إن الأحداثَ من حولِنا علَّمَتنا وتُعلِّمُنا أن الاستِقرارَ أمرٌ لا مُساومَة عليه، والسعيُ لترسيخِ دعائِمِه وتقويةِ أركانِه، والضربُ بيدٍ من حديدٍ على كل مُخرِّبٍ ومُفسِدٍ واجبٌ شرعيٌّ، ومطلَبٌ وطنيٌّ.
تتحقَّقُ المُحافظةُ على الاستِقرار بترسيخِ الإيمان، والاعتِصام بالكتابِ والسنَّة، وتحقيق مبادئ الوَحدة، ونبذ أسبابِ الفُرقةِ والخلاف، قال الله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 115].
يتحقَّقُ الاستِقرارُ ويدومُ بنشر العلم الذي يُنيرُ الظُّلمةَ، ويكشِفُ الغُمَّة، ويبعَثُ النَّهضَة، ويُحصِّنُ من الأفكار والشُّبُهات والوقع في الإفراط والتفريط. العلمُ أساسُ سعادة الفرد ورخاء الشعوب، قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9].
ويدومُ الاستِقرار بذِكرِ فضلِ الله تعالى وشُكرِه، قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله الذي خلقَ فسوَّى، والذي قدَّر فهدَى، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على نعمِه التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الأعلى، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعِي إلى كل خيرٍ وهُدى، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومن اهتَدَى.
يتحقّقُ الاستِقرارُ ويدومُ بعنايةِ المُجتمع بالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، ونمُوِّ ميادين العمل الخيريِّ، قال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104]، فأثبتَ الخيريَّةَ للأمة التي هي أساسُ الاستِقرار بتحقيقِ التكافُل والترابُطِ والأُلفَة والمحبَّة.
والعملُ الخيريُّ سببٌ لازدِهار المُجتمع ورخائِه واستِقرارِه؛ حيث تستقِرُّ الحياةُ لليتيم والمسكين والأرمَلة والمرضَى، ويحُولُ العملُ الخيريُّ دون نُشوبِ صِراع الطبقَات وتحاسُدِها، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
ألا وصلُّوا - عبادَ الله - على رسولِ الهُدى، فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم اجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا رخاءً سخاءً وسائرَ بلاد المُسلمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ ونعوذُ بك من النار.
اللهم إنا نسألُك من الخيرِ كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجات العُلَى من الجنة يا رب العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اغفِر لنا ولوالدِينا وللمُسلمين والمُسلمات يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتَلانا، اللهم ارحم موتانا يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا لما تحبُّ وترضَى، وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا أرحم الراحمين.
اللهم احفَظ جنودَنا المُرابِطين على الثُّغور، اللهم احفَظ رِجالَ أمنِنا في كل مكان، اللهم احفَظهم جميعًا بحفظِك، واكلأهم برعايتِك، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا يا رب العالمين، اللهم احفَظهم في أهلِيهم وذُريَّاتهم وأولادهم وأموالهم، إنك على كل شيء قدير.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكُروا الله يذكُركُم، واشكُروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم