محاسبة النفس

علي عبد الرحمن الحذيفي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ فلاح الإنسان وسعادته في التحكُّم في نفسِه ومُحاسبتها 2/ مبدأَ الخير والشرِّ من خطَرَات القلوب ووارِداتها 3/الاحتِراس من نزَغَات الشيطان 4/ حادث الحدود الشمالية 5/ عملٌ إجراميّ كبيرٌ وفساد عظيم.

اقتباس

المؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسن الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العبادات وفي الطاعات ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاص، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداع والرياء، والعُجب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة. ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِق لِسانَه بالكلام بالباطِل والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبان كلَّ ما نطَقَ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَب.. ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزام بدوام العمل، واستِمراره بلا رِدَّةٍ ولا انقِطاع.

 

ألقيت مجددا بتاريخ 21/11/1439

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله الذي يقبلُ التوبةَ عن عباده ويعفُو عن السيئات، وسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا، ضاعَفَ بفضلِه الحسنات، ورفعَ لأصحابِها الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض والسماوات، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه أيَّدَه الله بنصرِه وبالمُعجِزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه السابِقين إلى الخيرات.

 

أما بعد: فاتقوا الله تعالى بالتقرُّب إليه بما يُرضِيه، والابتِعاد عما يُغضِبُه ويُؤذِيه؛ فقد أفلَحَ وفازَ من اتَّقَى، وخابَ وخسِرَ من اتَّبَعَ الهوَى.

 

عباد الله: اعلموا أن فلاحَ الإنسان وسعادتَه في التحكُّم في نفسِه ومُحاسبتها، ومُراقبتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في الأقوال والأفعال. فمن حاسَبَ نفسَه وتحكَّم في أقواله وأفعاله، وخطَرَاته بما يحبُّ الله ويرضَى فقد فازَ فوزًا عظيمًا.

 

قال الله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40، 41]، وقال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: 46]، وقال - عز وجل -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18]، وقال - عز وجل -: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)[الأعراف: 201]، وقال تعالى: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة: 2].

 

قال المُفسِّرون: "أقسمَ الله بالنفس اللوَّامة التي تلومُ على التقصيرِ في الواجِبات، وتلومُ على اقتِرافِ بعضِ المُحرَّمات، فتلومُ كثيرًا حتى يستقيمَ أمرُها".

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت»؛ (رواه البخاري ومسلم). وهذا لا يكونُ إلا بمُحاسَبَة النفس.

 

وعن شدَّاد بن أوسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الكيِّسُ من دانَ نفسَه وعمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ من أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على الله» (حديثٌ حسن).

 

وقال عُمرُ بن الخطَّاب - رضي الله عنه -: "حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، وتأهَّبُوا للعرضِ الأكبر".

 

وقال ميمونُ بن مِهران: "المُتَّقي أشدُّ مُحاسبةً لنفسِه من الشريكِ الشَّحيحِ لشريكِه". وقال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: "إن المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أن يقعَ عليه، وإن الفاجِرَ يرَى ذنوبَه كذُبابٍ طارَ على أنفِه فقال به هكذا - أي: أطارَه بكفِّه -" (رواه البخاري).

 

والمؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسن الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العبادات وفي الطاعات ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاص، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداع والرياء، والعُجب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة. ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزام بدوام العمل، واستِمراره بلا رِدَّةٍ ولا انقِطاع.

 

قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69]، وقال تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 6]، وقال - عز وجل -: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) [الزمر: 2، 3]، وقال - تبارك وتعالى -: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )[آل عمران: 31].

 

وعن سُفيان الثوريِّ قال: "ما عالَجتُ شيئًا أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنها تتقلَّبُ عليَّ". وقال القُطرُ بن زياد: سألتُ الإمام أحمد عن النيَّة في العمل، قلتُ: كيف النية؟ قال: "يُعالِجُ نفسَه إذا أرادَ عملاً لا يُريد به الناس".

 

وعن شدَّاد بن أوسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلَّى يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن صامَ يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن تصدَّقَ يُرائِي فقد أشرَكَ»؛ (رواه أحمد في "المسند"، والحاكم، والطبراني في "الكبير").

 

ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِق لِسانَه بالكلام بالباطِل والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبان كلَّ ما نطَقَ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَب.

 

قال الله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: 10- 12]، وقال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18]. عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: "يكتُبُ كل ما تكلَّم به من خيرٍ وشرٍّ، حتى إنه ليكتُبُ قولَه: أكلتُ، شرِبتُ، ذهبتُ، جئتُ، رأيتُ".

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمة من رِضوان لا يُلقِي لها بالاً يرفعُه الله بها درجات، وإن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة من سخَط الله لا يُلقِي لها بالاً يهوِي بها في جهنم»؛ (رواه البخاري).

 

وقال ابن مسعودٍ: "والله الذي لا إله إلا هو؛ ما على الأرض أحقُّ بطُولِ سجنٍ من اللِّسان". وكان أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يأخُذُ بلِسانِه ويقول: "هذا الذي أورَدَني الموارِد".

 

كما يجبُ على المُسلم أيضًا أن يُحاسِبَ نفسَه ويُجاهِدَها في الخطَرَات والوارِدات على القلب، والوساوِس؛ فإن مبدأَ الخير والشرِّ من خطَرَات القلوب ووارِداتها، فإن تحكَّم المُسلمُ في الوارِدات على قلبِه، ففرِحَ بوارِدات الخير واطمأنَّ لها ونفَّذَها أفلحَ وفازَ، وإن طرَدَ وساوِسَ الشيطان ووارِداته واستعاذَ بالله من وساوِسه نجا وسلِم من المُنكرات والمعاصِي. وإن غفِلَ عن وساوِسه وتقبَّلَها أوردَه المُحرَّمات، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[فصلت: 36].

 

وأمرَ الله بالاستِعاذة في سُورة الناس من هذا العدوِّ المُبين. قال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: "إن الشيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدم، فإن ذكرَ اللهَ خنَس، وإن غفِلَ وسوَس".

 

وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطانَ واضِعٌ خَطمَه على قلبِ ابنِ آدم، فإن ذكرَ اللهَ خنَس، وإن نسِيَ التَقَمَ قلبَه، فذلك الوسواس الخنَّاس»؛ (رواه أبو يعلَى الموصِلي).

 

فالحِفظُ من الذنوبِ برصدِ وساوِس الشيطان أولاً، والاحتِراس من نزَغَاته، قال الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 151].

 

وأولُ النهي عن قُربانها هو الوسوسةُ بها؛ فمن حاسَبَ نفسَه وجاهَدَها كثُرَت حسناتُه، وقلَّت سيئاتُه، وخرجَ من الدنيا حميدًا، وبُعِثَ سعيدًا، وكان مع النبي - عليه الصلاة والسلام - الذي أُرسِلَ شهيدًا.

 

ومن اتَّبعَ هواه، وأعرضَ عن القرآن، وارتكَبَ ما تشتَهِيه نفسُه، واستلَذَّ الشهوات، وقارَفَ الكبائِرَ، وأعطَى الشيطانَ قِيادَه أوردَه كل إثمٍ عظيم، وخلُدَ معه في العذابِ الأليم. قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، الذي وفَّق المُتَّقين، وخذلَ الكافِرين والفاسِقين، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

 

أما بعد: فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكُوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى. أيها المسلمون: احذَروا مداخِلَ الشيطان على الإنسان، قال الله تعالى: (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر: 5، 6].

 

قد اتخذَ هذا العدوُّ المُبين المُفسِدين مطايا، يُنفِّذُ بهم مقاصِدَه، ويأخُذُ بهم ثأرَه، وينتقِمُ بهم من المُؤمنين، ويعيثُ بهم في الأرض فسادًا. وإن حادِثَ الحُدود الشمالية، والفَجيعة بثلاثةٍ من رِجال الأمن وهم يُؤدُّون واجِبَهم الديني، ويُدافِعُون عن الوطن حَوزَة الإسلام - غفَرَ الله لهم، وتقبَّلَهم في الشهداء، ورفعَ درجاتهم في جنات النعيم -، إن هذا الحادِث الأليم عملٌ إجراميٌّ كبيرٌ، وفسادٌ عظيم.

 

ولقد استعظَمَ العلماء والعُقلاءُ قُبحَ الظلم والعُدوان على رِجال أمنِ هذه البلاد، وعدُّوه جريمةً نكراء، جمعَت كبائِرَ من الذنوبِ.

 

وكان هؤلاء القتَلَة الذين قادَهم الشيطانُ لهذا العمل المُهلِك المُدمِّر، قدَّرُوا أن يُحقِّقُوا بعضَ أهدافِهم، فانعَكَسَت تلك الأهداف وأعطَى هذا الحادِثُ دلائِلَ على يقظَة رِجال الأمن، والتحسُّب لكل حالةٍ بما يُناسِبُها، من إطفاء في فتنتها.

 

حفِظَ الله حُرَّاسَ الوطن، وحفِظَ الله المُسلمين من مُضِلاَّت الفتن، ومن شرِّ الأشرار في كل مكانٍ. فمن تُسوِّلُ له نفسُه بالأعمال الإرهابية الظالِمة العُدوانيَّة فالله له بالمِرصاد، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، وقال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 14].

 

ألا يتذكَّرُ أمثال هؤلاء أنهم موقوفون بين يدي رب العالمين؟! ألا يُحاسِبُون نفوسَهم؟! ألا يُفكِّرون بعقولِهم؟! قال تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».

 

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

 

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحبِ والآل أجمعين، اللهم وارضَ عن التابعين وتابِعِيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الكفر والكافرين والمنافقين يا رب العالمين. اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، ولا تجعَله مُلتبِسًا علينا فنضلَّ، برحمتك يا أرحم الراحمين. (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].

 

اللهم احفَظنا والمُسلمين من مُضلاَّت الفتن، اللهم احفَظنا والمُسلمين من مُضلاَّت الفتن، اللهم فقِّهنا والمُسلمين في الدين يا رب العالمين. اللهم إنا نسألُك أن تغفِر لموتانا، اللهم اغفِر لموتانا، اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين، اللهم نوِّر عليهم قبورَهم، وارفع درجاتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم تولَّ أمرَ كل مسلمٍ ومسلمة، ومؤمنٍ ومؤمنة برحمتك يا أرحم الراحمين، يا عزيز يا غفور.

 

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك يا رب العالمين. اللهم أعِذنا يا رب العالمين، اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وجنوده وشياطينه، اللهم أعِذنا من شياطين الإنس والجن يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أعِذ المسلمين من إبليس وذريَّته وشياطينه يا رب العالمين.

 

اللهم عليك بالسَّحَرة، اللهم عليك بالسَّحَرة، اللهم أبطِل كيدَهم، اللهم عليك بالساحِر، اللهم أبطِل كيدَه ومكرَه واجعَله عليه يا رب العالمين، اللهم إن السَّحَرة قد طغَوا وبغَوا في الأرض، اللهم كُفَّ شرَّهم يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير. اللهم أعِذنا والمُسلمين من شياطين الإنس والجن برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم وأِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ برحمتِك يا أرحم الراحمين. نسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل. اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وفُجاءَة نقمتِك، وتحوُّل عافيتِك يا رب العالمين.

 

اللهم الطُف وارحَم أمةَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، اللهم الطُف وارحَم أمةَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، اللهم آوِ مُشرَّدَهم، وأطعِم جائِعَهم، وأغنِ فقيرَهم يا رب العالمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم انصُرهم على من ظلمَهم وشرَّدهم من ديارِهم، اللهم انصُرهم على من ظلمَهم وشرَّدهم من ديارِهم، وعرَّضَهم يا رب العالمين، عرَّضهم للبلاء، وعرَّضَهم للشدائِد، وعرَّضهم للثُّلوجِ، وأذلَّهم.  برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم الطُف بهذه الأمة، اللهم اجعَلها مُتراحِمة مُتعاطِفة مُتعاوِنةً على الخير والبرِّ والتقوى، يرحمُ بعضُهم بعضًا، ويمُدُّ بعضُهم يدَه إلى بعضٍ بالإحسانِ والبرِّ والتعاطُفِ والتعاوُن يا رب العالمين، فإنهم أمةٌ واحدة، اللهم ارحَم هذه الأمة يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألُك أن تكشِفَ البلاءَ والكُرُبات عن المُسلمين في الشام، اللهم اكشِف البلاءَ والكربَ والشدَّةَ عن المسلمين في الشام يا رب العالمين، اللهم اكشِف البلاءَ والكربَة والشدَّةَ عن المسلمين في الشام كلِّه إنك على كل شيء قدير، اللهم واكشِف البلاءَ والكُرَب والشدائِد عن المسلمين في كل مكانٍ، اللهم ارحَمهم، اللهم انصُرهم على من ظلمَهم وابتلاهُم يا رب العالمين في دينِهم.

 

اللهم أبطِل كيدَ أعداء الإسلام، اللهم أبطِل كيدَ أعداء الإسلام، اللهم أبطِل خِططَ أعداء الإسلام التي يَكيدُون بها الإسلام يا رب العالمين. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاةَ أمورنا، اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم وفِّق عبدَك خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، وأعِنه على الخيرِ يا رب العالمين، وألبِسه ثوبَ الصحة إنك على كل شيء قدير، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ يا رب العالمين، وألبِسهما الصحةَ والعافيةَ. اللهم إنا نسألُك أن تُؤتِيَنا في الدنيا حسنة، اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذابَ النار.

 

 

المرفقات

النفس4

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات