على أعتاب المغفرة .. العشر الأواخر – خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

وها هي أيام العشر قد حلّت؛ فعلى الخطباء والدعاة أن يستجيشوا الهمم، ويطلقوا العزائم من أعِنَّتِها، لتستمر على الطاعة والبذل ولا تكسل؛ فالكسل في هذه الأيام هو قمة البوار والخسران؛ فعليهم تذكير الناس بفضائل العشر الأواخر، وما في ليلة القدر من جوائز للعابدين القانتين، لئلا يملوا بعدما مرت عشرون يومًا من الطاعة والاجتهاد، حتى لا يضيع فضلها سدى، ولا يتبخر إحسان عشرين يومًا بإساءة عشرة أيام ..

إذا كان أول رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة؛ فإن آخره عتق من النار.

 

إن اجتهاد العباد في أول شهر رمضان، بل واستعدادهم وتهيؤهم للعبادة قبل ولوجهم في ساعاته وأيامه، لهو مما يبشر بتنَزُّل رحمات الله -جل جلاله- على عباده، تلك الرحمة التي يزجيها الله الرحمن الرحيم لهم؛ لما يرى منهم من حرص على الطاعة، واجتهاد في أدائها وإقامتها على وجهها الأكمل.. فقيامهم بين يديه إلى أن تتفطر أقدامهم، وصيامهم النهار في الحر والقر إلى أن تتقطع حلوقهم عطشًا وأمعاؤهم جوعًا، وبذلهم أموالهم للفقراء واليتامى والمساكين إلى أن يوشك أحدهم على الحاجة والعوز، كل ذلك مما يراه الله -عز وجل- من عباده من بذل وتضحية في سبيل إرضائه والشعور بلذة القرب منه، فإنه يجعله -سبحانه- يرحم ضعفهم وفقرهم إليه، وإخباتهم بين يديه، وذلهم إليه، فتكون جائزة العشر الأول هي الرحمات التي تتنزل عليهم، فتزيدهم قوة وعزمًا على إتمام ما بدؤوه بدخول الشهر الكريم.

 

فإذا جاوزا العشر الأول، وغشيتهم العشر الأواسط، ولا يزالون في اجتهادهم في أعمالهم، واستنفادهم قوتهم لأجل إرضاء مولاهم -سبحانه وتعالى-، فلا يزالون في قيامهم، وإحسان صيامهم، وبذلهم وصدقتهم، ودعائهم وتضرعهم، وكانوا من قبل قد تنزلت عليهم الرحمات وغشيتهم سكينتها، فيأتي دور المغفرة، فبعد أن رحم الله تعالى ضعفهم ومسكنتهم بين يديه، فإنه يستر عن الناس ذنوبهم وعيوبهم، ويغفر لهم سيئاتهم؛ فلا يجدون لغصتها أثرًا، ولا لأثرها وقعًا، ولا لتنغيصها مآلاً، بل يتجاوز عن سيئاتهم، ويبدأ معهم صفحة جديدة من حياتهم، فتُمحى الزلات وتثبت الحسنات، وما ذلك لأحد إلا لمن نال رحمة العشر الأول.

 

فإذا جازوا الأول برحماتها، والأواسط بمغفرتها وسترها، ولا يزالون على حالهم من الاجتهاد والتطلع لنيل الرضا والرضوان والنعيم المقيم؛ فالأبدان لم تشعر براحة، والأقدام قد انتفخت عروقها من الوقوف بين يدي الله، والفاقة بدأت تسري فيما عند العباد من أثر الصدقات، وبُحَّت أصواتهم من دعائه الجنة والمغفرة بإذنه، ودخلت ليلة القدر، بخيرها وبركتها وعباداتها التي تعدل عبادة ما يقرب من قرن من الزمان، وتضرع الجميع: إلهنا وسيدنا: ملأتنا الذنوب والخطايا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، يا من تملك العذاب والنعيم، يا من بيده ملكوت كل شيء، اصرفنا عن النار واصرف النار عنا، باعدنا عن النار وباعد النار عنا، قربنا من الجنة وقرب الجنة إلينا، فيأتي يوم الجائزة، فبعد الرحمة والمغفرة، يَمُنُّ مَنْ يداه كلتاهما يمين، سحاء الليل والنهار، مبسوطتان ينفق كيف يشاء، يَمُنُّ بالإخلاف، وبالمزيد من مزايا الموسم وهدايا المغنم، فيعتق رقاب عباده الصائمين القائمين الركع السجود من الجحيم، تلك الجحيم التي جحيمها جحيم، ونعيمها جحيم، ويتحولون إلى النعيم المقيم، في دار البقاء ودار الزوال، فيعيشون ما بقي لهم من سنوات الدنيا في نعيم، ويتلذذون كل ساعة بذكره والقرب منه، وكلما كثرت عليهم منغصات الحياة علموا أن ذلك رفع لدرجاتهم، وتكفير لسيئاتهم، ثم عما قريب يتحولون إلى نعيم في نعيم، فينعمون ولا يبأسون، ويقيمون فلا يرتحلون، نعيمُ أقلِّهم شأنًا –وليس فيهم قليل- خير من أنعم أهل الأرض جميعًا.

 

وها هي أيام العشر قد حلّت؛ فعلى الخطباء والدعاة أن يستجيشوا الهمم، ويطلقوا العزائم من أعِنَّتِها، لتستمر على الطاعة والبذل ولا تكسل؛ فالكسل في هذه الأيام هو قمة البوار والخسران؛ فعليهم تذكير الناس بفضائل العشر الأواخر، وما في ليلة القدر من جوائز للعابدين القانتين، لئلا يملوا بعدما مرت عشرون يومًا من الطاعة والاجتهاد، حتى لا يضيع فضلها سدى، ولا يتبخر إحسان عشرين يومًا بإساءة عشرة أيام.

 

لذلك فهذه مجموعة مختارة من الخطب حول فضائل ليالي العشر والأواخر، وفضل ليلة القدر والاعتكاف، فلعل الله سبحانه ينفع بها، وتكون حاديًا لإفاقة النفوس من سكرتها، وحثها على مزيد من العمل والطاعات، فيُرحموا، ويُغفر لهم ما قد سلف، وتُعتق رقابهم من النار.

العنوان

نصائح في العشر الأواخر

2010/08/22 15864 2319 201

وحسب هذه الليالي شرفًا ورفعةً وفضلاً أن الله اختصّها بليلة القدر التي عظَّم سبحانه قدرها، وأعلى شأنها، وشرفها بإنزال الوحي المبين على سيد المرسلين، وفيها يُفرق كل أمر حكيم، والعبادة فيها تفضُل عبادة ألف شهر خلت من ليلة القدر، فهي ليلة عظيمة البركات، كثيرة الخيرات، لِما يتنزل فيها على العباد من عظيم المنح الربانية، وجليل النفحات الإلهية.

المرفقات

في العشر الأواخر


العنوان

فضل العشر وليلة القدر

2010/08/22 11236 1508 150

ليلة القدر ليلة شرف وفضل، ليلة رفع الله شأنها، وأعلى ذكرها، وجاءت آيات في كتاب الله تبين فضلها، يقول الله -جل وعلا-: (إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَـارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مّن رَّبّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

المرفقات

العشر وليلة القدر


العنوان

قربات في العشر الأواخر

2010/08/22 15826 2122 248

هذه أيام شهركم تتقلص، ولياليه الشريفة تتقضَّى، تتقلص تتقضى شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة، تدعون يوم القيامة: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ)، ينادي ربكم: "يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

المرفقات

في العشر الأواخر


العنوان

الجد في اغتنام ليلة القدر

2009/10/03 16732 1851 136

هذه أيام العشر المباركة كالتاج على رأس الزمان فراعوا حق هذه الأيام؛ فو الله لليلة القدر لا يكثر في طلبها عشر لا بالله ولا شهر لا تالله ولا الدهر ليلة القدر يفتح فيها الباب ويقرب فيها الأحباب ويُسمع الخطاب ويرد الجواب.. إنها ليلةٌ ذاهبةٌ عنكم بأفعالكم وقادمةٌ عليكم غداً بأعمالكم ..

المرفقات

732


العنوان

العشر الأواخر والدعاء (1)

2010/08/21 14052 1757 150

هذا غنى الله، وهذا عطاؤه، وهذه خزائنه، يعطي العطاء الكثير، ويجود في هذا الشهر العظيم، لكن أين السائلون؟! وأين من يحولون حاجاتهم من المخلوقين إلى الخالق؟! أين من طرقوا الأبواب فأوصدت دونهم؟! وأين من سألوا المخلوقين فرُدوا؟! أين هم؟! دونكم أبواب الخالق مفتوحة، يحب السائلين فلماذا لا تسألون؟!

المرفقات

الأواخر والدعاء (1)


العنوان

ودخلت العشر الأواخر

2009/10/01 14150 1980 185

.. بِسَبَبِ رَجُلَينِ فَقَطْ حُرِمَتِ الأُمَّةُ هَذَا الخَيرَ؛ فَمَا الحَالُ وَقَد كَثُرَ في المُجتَمَعِ المُتَلاحُونَ حَتى لا يَكَادُ يَخلُو مِنهُم مَسجِدٌ وَلا بَيتٌ وَلاسُوقٌ؟ أَلا يَخشَى أُولَئِكَ المُتَخَاصِمُونَ المُتَقَاطِعُونَ أَن يُمنَعُوا التَّوفِيقَ لِقِيَامِ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَيُحرَمُوا إِدرَاكَهَا، ثم أَلا يَخشَونَ إِن أَدرَكُوهَا أَلاَّ يُرفَعَ عَمَلُهُم كَمَا وَرَدَت بِذَلِكَ الأَحَادِيثُ الأُخرَى؟ ..

المرفقات

724


العنوان

ودخلت العشر الأواخر

2009/10/01 14150 1980 185

.. بِسَبَبِ رَجُلَينِ فَقَطْ حُرِمَتِ الأُمَّةُ هَذَا الخَيرَ؛ فَمَا الحَالُ وَقَد كَثُرَ في المُجتَمَعِ المُتَلاحُونَ حَتى لا يَكَادُ يَخلُو مِنهُم مَسجِدٌ وَلا بَيتٌ وَلاسُوقٌ؟ أَلا يَخشَى أُولَئِكَ المُتَخَاصِمُونَ المُتَقَاطِعُونَ أَن يُمنَعُوا التَّوفِيقَ لِقِيَامِ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَيُحرَمُوا إِدرَاكَهَا، ثم أَلا يَخشَونَ إِن أَدرَكُوهَا أَلاَّ يُرفَعَ عَمَلُهُم كَمَا وَرَدَت بِذَلِكَ الأَحَادِيثُ الأُخرَى؟ ..

المرفقات

724


العنوان

العشر الأواخر وليلة القدر

2010/08/21 10115 1895 93

ومن شرف هذه العشر -عباد الله- أن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر في وتر منها، قيل: في ليلة إحدى وعشرين، وقيل: في خمس وعشرين، وقيل: في سبع وعشرين، وهو أصحها وأشهرها دليلاً، وقيل: لا يبعد أن تكون ليلة القدر دائرة بين أوتار العشرة وليست في ليلة منها ولا تخرج عنها.

المرفقات

الأواخر وليلة القدر


العنوان

الاعتكاف.. التزكية الخاصة

2010/08/21 7198 1544 66

فيتأكد في هذه العشر قيام الليل لإدراك ليلة القدر، وهي في أوتار العشر الأواخر من رمضان؛ ففي حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين، فاستهلت السماء في تلك الليلة، فأمطرت، فوكف المسجد في مصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينًا وماءً".

المرفقات

.. التزكية الخاصة


العنوان

العشر الأواخر من رمضان

2009/10/01 24002 2005 131

المعتكف ذكر الله أنيسه، والقرآن جليسه والصلاة راحته، ومناجاة الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته، إذا أوى الناس إلى بيوتهم وأهليهم، ورجعوا إلى أموالهم وأولادهم لازم هذا المعتكف بيت ربه، وحبس من أجله نفسه، يقف عند أعتابه يرجو رحمته ويخشى عذابه ..

المرفقات

725


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات