عناصر الخطبة
1/إنعام الله علينا 2/ ضعف البشر 3/ عظيم قدرة الله في الزلازل والأعاصير 4/ آثار الزلازل والأعاصير 5/ سبب وقوع عذاب الله 6/ طريق النجاة من عذاب الله 7/ موقف وسائل الإعلام من الزلازل والأعاصير 8/ لو عذبنا الله جميعا لكان عادلاًاهداف الخطبة
التخويف من عذاب الله / التنفير من المعاصي والآثام / التنبيه إلى أسباب هذه الحوادث الحقيقية .عنوان فرعي أول
لا مكان في العالم آمنعنوان فرعي ثاني
خرج عارياًعنوان فرعي ثالث
أهي الطبيعة أم قدرة الله؟اقتباس
وكل هذه وقعت -ولا تزال تقع- رأي العين في مشارق الأرض ومغاربها، وهي تزداد كل يوم، والمهتمون بشأن الزلازل والأعاصير يذكرون في إحصاءاتهم لها أنها في ازدياد، وأن وقوعها في القرن الأخير أكثر من وقوعها فيما سبقه من القرون، وأن وقوعها في العقدين الأخيرين تميز عما قبله بكثرتها وانتشارها في الأرض، وقوتها التدميرية، وكثرة ما خلفته من القتلى والجرحى والمشردين
الحمد لله الولي الحميد؛ يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، له الحكمة الباهرة في شرعه، وله الحجة البالغة في حكمه، وهو القادر على خلقه، القاهر فوق عباده (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ) [الأنعام:17-18].
نحمده كما ينبغي له أن يحمد، ونشكره على نعمه فقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التغابن:1].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أعلم الخلق بالله تعالى، وأتقاهم له، وأشدهم خوفا منه، قال أَنَسٌ رضي الله عنه: خَطَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً ما سمعت مِثْلَهَا قَطُّ قال: " لو تَعْلَمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، قال: فَغَطَّى أَصْحَابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وُجُوهَهُمْ لهم خَنِينٌ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحذروا المعاصي؛ فإنها سالبة النعم، موجبة النقم، ينزل البلاء بسببها، وتُرفع العافية بظهورها وعلو أهلها (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود:117] وفي الآية الأخرى (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) [القصص:59].
أيها الناس: امتن الله تعالى على البشر بالخلق والرزق والرعاية والكفاية والإمداد والإمهال .. خلقهم سبحانه من العدم، ورباهم بالنعم.. خلقهم وهو غني عن خلقهم، ورزقهم وليس محتاجا إليهم، ولو شاء لأهلكهم وأبدل بهم غيرَهم (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا) [النساء:133].
فهم فقراء إليه، وهو سبحانه غني عنهم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى الله وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) [فاطر:15-17].
والعباد فقراء مساكين، ضعفاء عاجزون؛ يأكلون أرزاقهم، وينتظرون آجالهم، ولا يدرون ماذا سيحل بهم، ولا متى يموتون، ولا كيف يموتون، وربهم سبحانه قادر عليهم، وهم عاجزون عن نفع أنفسهم؛ فلا يزيدون في أرزاقهم، ولا يملكون مدَّ آجالهم، ولا دفع السوء عنهم، ولا منجاة لهم من الله تعالى إلا بطاعته، ولا فرار لهم منه إلا إليه سبحانه، فالأصل فيهم الضعف والعجز (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء:28].
إن الله عز وجل قادر على إهلاك خلقه في لمح البصر، ولكنه يعفو ويرحم، ويمهل ويملي، وينذر ويعذر، وقد قال سبحانه في المشركين: (وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون:95]، وقال تعالى في المنافقين: (وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة:20].
واهتزاز الأرض بالزلازل المدمرة، وموج البحر بالأعاصير المغرقة ما هما إلا من مظاهر قدرة العليم القدير، وإنذاره لعباده المؤمنين؛ تهتز الأرض بأمر ربها سبحانه في ثوان فتدمر زلزلتها مدنا كاملة، وتقتل خلقا كثيرا، وتشرد أمما من الناس؛ فلا مأوى لهم، وتوقع خسائر فادحة في الأموال والمتاع.
ويموج البحر بأمر ربه عز وجل فتبتلع موجتُه مدنا وقرى بأهلها ومساكنهم ومتاجرهم وشوارعهم، فتكون تحت الوحل والماء بعد أن كانت فوق الأرض.
وعلماء الأرض ودارسو أحوالها يقررون أنه لا مكان في العالم يمكن أن يكون آمنا من الزلازل والأعاصير، ولا سيما أن الزلازل قد تقع تحت سطح البحر لكن لا تظهر آثارها المدمرة إلا على بعد آلاف الأميال.
وفي الأيام القليلة الماضية أهلك إعصار مانيمار مئة ألف إنسان أو يزيدون، وابتلع مدنا وقرى كاملة، وشرد مليونا ونصف، فقدوا مساكنهم وأملاكهم في لمح البصر، وقد شيدوها في سنين طويلة، وكثير من المشردين معرضون للهلاك بالأوبئة التي نتجت عن جثث الموتى.
وبعد هذا الحدث بأيام وقع زلزال الصين فقتل ما يقارب ثمانين ألفا أو يزيدون، وشرد مئات الألوف، فسبحان من قدَّر ذلك عليهم، وسبحان من خوَّف عباده وأنذرهم بالنذر والآيات (وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الإسراء:59].
وكثرة الزلازل دليل على قرب الساعة؛ كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وهو الْقَتْلُ الْقَتْلُ " رواه البخاري.
وكل هذه وقعت -ولا تزال تقع- رأي العين في مشارق الأرض ومغاربها، وهي تزداد كل يوم، والمهتمون بشأن الزلازل والأعاصير يذكرون في إحصاءاتهم لها أنها في ازدياد، وأن وقوعها في القرن الأخير أكثر من وقوعها فيما سبقه من القرون، وأن وقوعها في العقدين الأخيرين تميز عما قبله بكثرتها وانتشارها في الأرض، وقوتها التدميرية، وكثرة ما خلفته من القتلى والجرحى والمشردين.
وقد تبلغ قوة الزلازل درجة تشق أخاديد في الأرض فتقسمها إلى أجزاء تبتلع ما كان عليها، وهو ما يسمى بالخسف، نسأل الله تعالى العافية.
والزلازل والأعاصير ينتج عنها هلاك البشر، وتدمير المنازل والمدن، وتغيير مستوى الأرض، وقد تشتعل الحرائق من جرائها، ومن نجا من الهلاك فهو معرض للإصابة بأزمات نفسية حادة نتيجة الهلع والخوف، ورؤية الدمار والموت أمام عينيه، ولا سيما الأطفال والنساء.
لقد وضع دارسو الزلازل والأعاصير والقائمون على الإنقاذ والطوارئ عشرات الدراسات والإرشادات لمن أصيبوا بها يرشدونهم كيف يفعلون؟ ويدلونهم أين يذهبون؟ وما أغنى ذلك عنهم شيئا؛ فمن رأى العذاب بعينيه ليس كمن تخيله وسمع وصفه.
وفي بعض الزلازل التي وقعت في تركيا خرج رجل من منزله أمام الناس عاريا، ومكث معهم وهو لا يدري أنه خرج بلا لباس من هول الصدمة وشدة المفاجأة حتى ستره الناس؛ فمن أصيبوا بذعر كهذا هل يتذكرون في إعصارهم أو زلزالهم إرشادات المنظرين وقواعدهم؟!.
وإن من ضعف الإنسان أن الحيوان والطير تحس بالزلازل والأعاصير قُبيل وقوعها فتفرُّ عن أرضها، والمحبوسة منها تضطرب في أقفاصها، والبشر لا يشعرون بها حتى تبغتهم؛ فسبحان من علم العجماوات التي لا تعقل!!
وما أضعف الإنسان وأعجزه وقد شيَّد العمران، وابتنى المدن، وصعد إلى الفضاء، وغاص في أعماق المحيطات، واكتشف الذرة، وصنع الطائرة، وبطش في الأرض بطش الجبارين، ما أعجزه أمام جند الله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ) [المدَّثر:31] (وَلله جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [الفتح:7].
وأشدُّ ما يكون الإعصار والزلزال حين يقعان والناس نيام آمنون غافلون، فيبغتهم وهم لا يشعرون، فمن نجا جسده لم يسلم عقله من الصدمة والمفاجأة.
ومن كفروا نعم الله تعالى عليهم فحري أن ينزل بهم العذاب وهم عنه غافلون؛ كما في قول الله تعالى (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) [الأنعام:44].
وقد أمر الله تعالى عباده بالتزام دينه، وإقامة شريعته، والانتهاء عن معصيته قبل أن يحل بهم العذاب والدمار وهم عنه غافلون (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) [الزُّمر:55].
إن الله تعالى قادر على البشر ولو تحصنوا بحصونهم، واحتاطوا لكل حدث بما يناسبه، ولن تغني عنهم حصونهم من الله تعالى شيئا، وعذاب الله تعالى ينزل في لمح البصر فينتهي كل شيء، تذهب النعم التي رتع الناس فيها طويلا، ويصابون في أعزِّ ما لديهم من أهل وولد ومال.
وكم من أغنياء أصيبوا بإعصار أو زلزال ذهب بأموالهم فاستجدوا من كانوا من قبل ينفقون عليهم!!
وكم من مسرور في أهله وولده أضحى بعد الفاجعة مكلوم القلب، جريح الفؤاد، يتمنى الموت ولا يجده، قد فقد أهله وولده في لحظة واحدة!! نعوذ بالله تعالى من الفواجع، ونسأله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
فخذوا حذركم -يا عباد الله- واعتبروا بما حلَّ بغيركم قبل أن يصل إليكم؛ فإن ربكم قادر عليكم، غيور على محارمه أن تنتهك، يمهل ولا يهمل، ويملي ولا ينسى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام:65].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله ربكم وأطيعوه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
أيها الناس: كثرت في زمننا هذا الزلازل والأعاصير، وقلَّت الأمطار، وجفت العيون، وغارت الآبار، وغلت الأسعار، واشتعلت الحروب في كل مكان، وتفاقمت الفتن، وتوالت المحن، وعظمت المشكلات السياسية والاقتصادية، ومع كل هذه البلايا العظيمة، فإنها لم تحرك في الناس ساكنا!!
بل إن الكوارث تدق على الناس أبوابهم، والأخطار الجسيمة تحيط بهم من كل جانب وهم في سكرتهم وغفلتهم، لم يقلعوا عن لهوهم ولم يتركوا لعبهم، فما سبب غفلتهم؟!
لقد كان الناس إلى وقت قريب أكثر إحساسا، وألين قلوبا، وأشدَّ فزعا إلى الله تعالى؛ فما أصابهم قحط، أو سمعوا بزلزال أو إعصار، أو رأوا كسوفا أو خسوفا - إلا تحركت قلوبهم، فوجلوا وخافوا، ولجئوا إلى ربهم، وأقلعوا عن معاصيهم، وأقبلوا على طاعة الله تعالى.
لقد أطبقت الغفلة على كثير من القلوب، وتسربت إلى الناس المناهج الإلحادية في النظرة إلى النوازل والكوارث فأماتت إحساسهم، وأفسدت قلوبهم وأخلاقهم، فلا يتعظون ولا يعتبرون وقد جاءتهم النذر من بين أيديهم ومن خلفهم (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطَّففين:14].
لقد أصبحت وسائل الإعلام الحديثة نقمة على العباد؛ إذ أغرقتهم في الشهوات المحرمة حتى في حال الشدة والأزمة، وأَصَّلَت لهذه الموبقات بتقرير الكفر والإلحاد تحت شعارات الحرية، والاستمتاع بالحياة بلا قيود ولا ضوابط.
وإذا نَقَلَت لهم أخبار هذه الأعاصير والزلازل وضحاياها، وذَكَرَت لهم أسبابها ونتائجها - فإنها تنقلها مجردةً عن قدرة الله تعالى على خلقه، فلا تُذَكِّرهم بشدة انتقامه، وأليم عقابه، وغيرته سبحانه على محارمه، بل تنسب ذلك للطبيعة أو لأسباب مادية مجردة عن قَدَرِ الله تعالى وقُدْرته.
وكثيرا ما ينقل أخبار الزلازل والأعاصير في نشرات الأخبار نساءٌ سافرات متبرجات، فيُعصى الربُ جل جلاله حتى في نقل آثار قَدَرِه، ودلائل قُدْرَتِه، ثم يعقب النشرة الإخبارية فلم خليع، أو غناء رقيع، أو برنامج ساقط، أو حوار زندقة، وكأن أخبار الزلازل والأعاصير التي فتكت بالآلاف من البشر، ودمرت المدن والقرى في منأىً عنهم ولا تعنيهم شيئا، وكأن عذاب الله تعالى لا يطالهم، أو لا يستحقونه، وهذا من أعظم ما يرسخ المعصية في الأذهان، ويسوغها للناس، بتربية المشاهدين على الفصل بين المعاصي والعقوبات.
إن الله تعالى لو عذب الناس كلهم، وضرب الأرض جميعا بالزلازل، وأغرقها بالأعاصير، وأحرقها بالنار؛ لكان ذلك عدلا منه (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:49] (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [يونس:44].
ولما عبدت النصارى المسيح عليه السلام قال الله تعالى: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ الله شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلله مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة:17].
وروى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْ يُؤَاخِذُنِي اللهُ وَابْنَ مَرْيَمَ بِمَا جَنَتْ هَاتَانِ -يَعْنِي الإِبْهَامَ وَالَّتِي تَلِيهَا- لَعَذَّبَنَا ثُمَّ لَمْ يَظْلِمْنَا شَيْئًا " رواه ابن حبان.
فواجب على العباد أن يخافوا الله تعالى، ويستشعروا قدرته، ويخافوا نقمته، ويهرعوا إليه بالأوبة والتوبة، فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل:61].
وصلوا وسلموا.....
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم