"نبيها أربع"..حملة سعودية للتعدد

"نبيها أربع"..حملة سعودية للتعدد

ملتقى الخطباء: أطلق مجموعة من الشباب السعوديين مع بداية الإجازة الصيفية حملة تحت عنوان "نبيها أربع" لتحفيز الرجال على تعدد الزوجات على موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني "فيس بوك".


وقد انتسب إلى عضوية الصفحة على الموقع حتى الآن 368‏ شابًا وفتاة ما بين مؤيد ومعارض.


وأوضح القائم على الحملة تركي الصاعدي بعدما نظمها بمشاركة خمسة شباب آخرين أن الحملة تهدف لتصحيح النظرة الخاطئة المنتشرة في المجتمع السعودي تجاه تعدد الزوجات، مؤكدًا بناء كيان الحملة على منظور الشريعة الإسلامية والسنة، إلى جانب تركيز الحملة على تحفيز الشباب على التعدد للقضاء على العنوسة ومحاربة غلاء المهور وتكاليف حفلات الزفاف الباهظة.


وقال الصاعدي: "إن فكرة إطلاق الحملة جاءت بعد إقبال عدد من الفتيات على الزواج من غير السعوديين بغرض الستر، ومن هنا خطرت لنا فكرة إطلاق هذه الحملة عبر توجه الشباب السعودي للزواج من أربع نساء للقضاء على العنوسة"، واصفًا إياها بأخطر المشكلات التي تواجه المرأة السعودية خاصة في ظل وجود عادات وتقاليد تفرض عليها الزواج من أقاربها وتندرج هذه العادات ضمن مسمى العصبية العائلية أو القبلية التي يرى البعض أنها تهدد المجتمع السعودي.


وأشار الصاعدي إلى أن هذا النوع من الحملات يحتاج إلى متابعة لكثرتها على الشبكة العنكبوتية، موضحًا أن أحد أسباب قيام هذه الحملات هو شغل أوقات الشباب بأمور تفيد المجتمع.


ردود أفعال:


من جانبه عدّ العضو المشارك في الحملة إبراهيم الحاجي هذه الحملة أفضل حملة أطلقت على الشبكة الإلكترونية، واصفًا إقامتها بأنفع استخدام لهذه الشبكة، ودافع عن عدم عدل بعض الأزواج بين زوجاتهم، مرجعًا أسبابه إلى الجهل بماهية العدل والحقوق الزوجية، نافيًا استحالة تطبيقه.


ولكن العضو أحمد العياشي نصح قبل التفكير في الزواج بالخضوع أولاً لدورات مكثفة في تعاملات الحياة الزوجية وأخرى في فن حل المشكلات والعدل والصبر والتعاون، مؤكدًا إمكانية التعدد بعد اجتياز ذلك لحل مشكلة العنوسة.


وعلق الشاب المؤيد للحملة طلال فارس بقوله: "رأيي الشخصي أتزوج أربعًا من أجل تحقيق أهداف كثيرة: منها على سبيل المثال لا الحصر القضاء على العنوسة والقضاء على ارتكاب المحرمات وتجنب معصية الله وزيادة في الحركة الاقتصادية وزيادة تعداد السكان"، وقال الشاب عمر باحكيم مؤيدًا: "إذا كانت القدرة موجودة فأين الخطأ".


كما اتخذ الشاب محسن العمودي موقفًا محايدًا وقال: "من رأيي تزويج العزاب والاطمئنان عليهم أولاً وبعدها نفكر في التعدد".


المصدر: مفكرة الإسلام
المشاهدات 2573 | التعليقات 4

التعدد نعمة وليس نقمة
دار ابن خزيمة



الحمدلله الذي أباح لعباده الزواج مثنى وثلاث ورباع، والصلاة والسلام على خير من طبق هذا التشريع وأفضل من عدل فيه. أما بعد:


فإن الله لا يشرع شيئاً إلا وفيه الصلاح والنفع للخلق، فالله سبحانه وتعالى حكيم خبير، بعباده روؤف رحيم. وكذلك الرسول ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فقوله حق وفعله كذلك، لأنه لا يعمل عملاً ما إلا بأمر من الله تعالى ولا يقر شيئاً يراه من أحد أصحابه إلا بأمر من الله، ومن ذلك تعدد الزوجات، فقد شرعه الله عز وجل وأباحه لحكم باهرة وغايات نبيلة وأهداف سامية، تطهيراً للمجتمع من الفساد واستبعاداً للرذائل وأماناً من القلق وحفظاً للحياة، كي تبقى سليمة من أدارن الأمراض ونتن الفواحش والآثام، لأن زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والحيرة والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك.

وليتصور كل واحد أخته أو ابنته إذا فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب.. أو لنتصور حال تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن سيقدم على الزواج من تلك النساء؟! هل سيقدم عليهم شاب في مقتبل عمره؟ وماذا لو أن الله لم يشرع التعدد ماهو مصير أولئك النسوة اللاتي ينتظرن نصف أو ربع رجل؟ فلهذا يتبين أن التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل وأنه ليس ظلماً للمرأة كما يظنه البعض، فالذي شرع التعدد هو الله - سبحانه وتعالى - الذي يقول في الحديث القدسي: { ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا } [رواه مسلم].


أيمكن أن يحرم الله الظلم ثم يبيح التعدد وفيه ظلم للمرأة؟ لايمكن ذلك أبداً! لأن الله هو الذي خلق المرأة وهو أعلم بحالها ويعلم أن التعدد لا يضرها أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14]، قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ [البقرة:140]. والله تعالى قد أباح التعدد لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه، ولمصلحة الأمة بكثرة نسلها، فهو تشريع من حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بكفر أو نفاق أو عناد.


التعدد في المجتمعات الأخرى

لسنا لوحدنا الذين نرغب في التعدد ونطالب فيه، بل حتى الدول الكافرة بدأت الآن تطالب فيه وتدعوا إلى تطبيقه بعدما رأت ماحل بمجتمعاتها من فساد وانحراف نتيجة كثرة النساء فيه ومحاربتهم لتعدد الزوجات وسماحهم باتخاذ العشيقات حتى أثر ذلك على بعض مجتمعات تلك الدول فضعف نسلها وقلت مواليدها قلة تهدد بالانقراض، ونتيجة لذلك فقد صرح من يعرف شيئاً عن الديانة الإسلامية منهم بتمني الرجوع إلى تعاليمها المرضية وفضائلها الحقيقية ومنها التعدد، بل إن بعض المثقفات من نساء الأفرنج صرحن بتمني تعدد الزوجات للرجل الواحد لكي يكون لكل امرأة قيم وكفيل من الرجال تركن وتأوي إليه وليزول بذلك البلاء عنهم وتصبح بناتهم ربات بيوت وأمهات لأولاد شرعيين. ويقول الكاتب الإنجليزي "برتراندرسل": ( إن نظام الزواج بامرأة واحده وتطبيقه تطبيقاً صارماً قائم على افتراض أن عدد أعضاء الجنسين متساوٍ تقريباً، وما دامت الحالة ليست كذلك فإن في بقائه قسوة بالغة لأولئك اللاتي تضطرهن الظروف إلى البقاء عانسات ).


الأسباب الداعية إلى التعدد

لا شك أن طريقة التعدد هي أقوم الطرق وأعدلها لأمور يعرفها العقلاء بعيداً عن العواطف والمجاملات منها:


1- أن الله أجرى العادة على أن الرجال أقل دائماً من النساء في كل احصائيات الدنيا تقريباً وأكثر تعرضاً للهلاك في جميع ميادين الحياة كالحروب وحوادث السيارات ونحو ذلك، مما يجعل دائماً عدد النساء أكثر من الرجال، فلو قصر الرجل على امرأة واحدة لبقي عدد كبير من الناس من غير زواج، فلربما يحصل بسبب ذلك وقوع شيء من الفواحش كما هو موجود الآن في كثير من البلاد الأجنبية الأخرى.


2- منها أيضاً أن الرجل قد يتزوج واحدة وهذه الواحدة لا تنجب وهو يريد الأولاد، أو قد يتزوج بإمرأة ثم تمرض مرضاً طويلاً فماذا يعمل الرجل حينها؟ هل يطلقها لأنها مريضة أو لأنها لا تنجب؟ أو يبقيها ويبقى هو مريضاً معها أو بدون أولاد؟ إنه إن طلقها لأحد هذه الأسباب فإن هذا من سوء العشرة وظلم للمرأة وإذا بقي هو معها على هذه الحال فهو ظلم له أيضاً، فالحل إذاً تبقى زوجة له معززة مكرمة ويتزوج بأخرى.


3- أيضاً فإن بعض النساء لاتريد الجنس لأن رغبتها محدودة وبعض الرجال رغبته الجنسية كبيرة، أو قد يكون الرجل ليس لديه ميلاً جنسياً قوياً لزوجته لسبب من الأسباب فماذا يعمل؟ هل يبقى محروماً من الحلال ومكبوتاً مراعاة لشعور زوجته الأولى، أو يذهب يبحث عن الحرام، أو يتزوج، أيهما أفضل وأصوب؟!


4- كذلك أيضاً فإن النساء دائماً مستعدات للزواج في أي وقت لأنه ليس عليهن تكاليف مادية أما كثير من الرجال فقد لا تكون له قدرة على متطلبات الزواج إلا بعد وقت طويل، فإذا كان كذلك فهل تتعطل النساء بدون زواج وهن جاهزات؟ إنه إن كان البعض لايجد مهراً فإن هناك من عنده القدرة على المهر ممن هو متزوج ويرغب بأخرى، فهل تتعطل المرأة لهذا السبب؟ إن هذا فيه ظلم كبير للمرأة.


أنانية المرأة

إننا إذا تكلمنا عن التعدد وطالبنا فيه فإننا نطالب بالتعدد بإمرأة مسلمة مسكينة عاطلة لم تجد زوجاً وتبحث عن نصف أو حتى ربع زوج، لكن بعض النساء المتزوجات لايرغبن ذلك، بل لسان حالهن يقول: اتركوها تجلس بدون زوج حتى لو كانت مسلمة، اتركوها تموت محرومة لا تأخذ مني زوجي، هذه هي الأنانية، هذا هو عدم الشعور بالرحمة للمسلمات، ذلك نتيجة العاطفة والرغبة القلبية دون نظر ولا اعتبار للمصالح الشرعية التي تضمنها التعدد. فهل من الخير أن تتمتع بعض النساء مع أزواجهن وتبقى الأغلبية محرومات من عطف الرجل والعائل؟ وماهي الجريمة التي ارتكبنها حتى يطبق عليهن هذا العقاب الصارم من أناس فقدوا العطف والرحمة، إنْ هذه إلا أنانية في النساء المتزوجات ومن يجاريهن من الرجال الأزواج الذين أسرتهم زوجاتهم فلا يدورون إلا في فلكهن ولا ينظرون إلى بمنظارهم، وإلا فما الذي يضير المرأة المتزوجة أن يضم إليها زوجها زوجة ثانية وثالثة ورابعة، مادام قادراً على النفقة عليهن والعدل بينهن في كل شيء؛ أهو حب الزوج وعدم القدرة على الصبر عنه وهي التي تصبر عنه أياماً طويلة في سفره وعند غيابه عن البيت؟! أهو التملك والاستئثار به؟ أم هو الحسد والأنانية فقط؟ لتتصور كل زوجه نفسها مكان المرأة المحرومة التي لم تجد زوجاً لتعرف مدى المعاناة التي تعانيها تلك المرأة المحرومة؟!


إن من الإنصاف والعدل والمساواة وتحكيم العقل أن تفكر المرأة في أختها من بني جنسها وفي مصيرها وواقعها المؤلم الذي تعيشه، وما فعلت ذنباً تستحق بموجبه هذه العقوبة القاسية وهي "حرمانها من الزوج والعائل والوالد" سوى أنها كانت ضحية أختها المتزوجة وأنانيتها!!


فضلاً عن المخاطر والمفاسد التي قد تنشأ من بقائها بلا زوج ولا معيل إذ قد تضطرها الظروف وتلجئها الحاجة إلى ارتكاب الإثم والفاحشة فتهدر بذلك كرامتها وتضيع إنسانيتها وتبيع بُضعها بأرخص الأثمان على مذبح الفاقة والحاجة؟!


العدل بين الزوجات

العدل من أوجب الواجبات وقد أمر الله - عز وجل - به في قوله تعالى إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ [النحل:90] فيجب على المسلم أن يتحرى العدل في جميع شئونه الدينية والدنيوية، والعدل بين الزوجات كما هو معلوم أمر أساسي يوجب على الزوج أن يعطي كل ذات حق حقها متأسياً برسول الله الذي هو أعدل الناس في كل شيء ولا سيما بين زوجاته.


وما يحصل الآن من ممارسات سيئة من قبل بعض الأزواج المعددين ينبغي أن لا تحسب على التعدد وإنما تحسب عليهم وحدهم وهؤلاء هم الذين أساءوا للتعدد وجعلوا منه بعبعاً مخيفاً لكثير من النساء. لأن الرجل لو عدل بين زوجاته لسعدن بذلك ولانتفت المشاكل، فأكثر النساء يكرهن التعدد لأن أزواجهن لم يعدلوا معهن، فالخطأ ليس بالتشريع وإنما الخطأ في التطبيق، ولو أن الرجال إذا تزوجوا عدلوا لاستقامت الحياة وقلة المشاكل ورضي الجميع ولربما دعت النساء إلى التعدد.


وإذا كان هناك من لا يعدل بين زوجاته فهذه قضية تحتاج إلى علاج يستأصل الداء ويداوي السقم، لكن استئصال الداء لا يكون بمنع التعدد الذي فيه الكثير من الفوائد.


وهل يقول عاقل بالغاء التعامل بين الناس تجنباً للمشكلات التي يقوم بها البعض ممن فسدت أخلاقهم وفقدوا السجايا الحميدة، وإذا كانت إساءة قسم من هؤلاء الجهلة قد تحققت في أمر تعدد الزوجات فإن هذه الإساءة لاتعد شيئاً يذكر إذا نظرنا إلى الفوائد العظيمة التي نجنيها من هذا النظام وإلى المفاسد الكبيرة التي تنجم عن تركه.


الطعن في التعدد ردة عن الإسلام

لقد أجمع علماء المسلمين عن ردة من أنكر شيئاً من كتاب الله أو كرهه، وهؤلاء الذين ينكرون التعدد أو يرون فيه ظلماً أو هضماً للمرأة أو يكرهون هذا التشريع لاشك في كفرهم ومروقهم من الدين لقوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9]. لذا فإننا نحذر هؤلاء المتلاعبين، كما نخاف على أولئك الذين يشوهون قضية التعدد ويخوفون الناس منها، ويتحدثون كثيراً عن سلبياتها دون الإيجابيات.


همس في أذن كل زوجة

نحن لا نطالب من المرأة أن لا تغار على زوجها وترضى أن زوجة أخرى تشاركها فيه فذاك أمر طبيعي وفطري لايمكن سلامة النفوس منه، لكن ما نريده من الزوجة الأولى هو أن لا تدفعها هذه الغيرة الغريزية إلى أن تقف أمام رغبة الزوج في الزواج من أخرى أو المكر والكيد بشتى الوسائل لتحقيق إخفاق هذا الزواج والضغط على الزوج ليطلق الأخرى، أو التصرف بطريقة تجبر الزوجة الأخرى على الإحساس بأنها متطفلة، وأنها قد سرقت زوجاً من زوجته وأباً من أطفاله وبيته مما يدفعها إلى الانسحاب وطلب الطلاق أو الشعور بالخزي بسبب موافقتها على الزواج من متزوج، كذلك ينبغي أن تعرف كل واحدة حدود ما أباح الله وأن تحذر تعدي هذه الحدود متعذرة بما فطرها عليه من خصال الأنوثة، ولتكن الغيرة الفطرية أيتها الأخت "الزوجة الأولى" دافعاً لك لارضاء الله أولاً ثم إرضاء الزوج ثانياً بموافقته والابتعاد عما يثير غضبه وحزنه كي تستأثري بمودته وحبه ورحمته، فأنت بزواجك منه لم تمتلكيه إلى الأبد، أما اتخاذ المواقف المناقضة لذلك والمنافية للشرع وادعاء المحبة للزوج فلا تعود عليك إلا بخلافات زوجية لا تنتهي وحياة أسرية قلقة لا تستقر، وخنق للزوج وإثارة لحفيظته وإيغار لصدره، وكل ذلك ينحت من الحب المستقر في القلب ويضفي على المودة والرحمة ظلالاً قائمة ويحيل السكن إلى بيت للعنكبوت، ولك في أمهات المؤمنين زوجات النبي والصحابيات الجليلات أكبر قدوة في ذلك. فقد عدد النبي وكذلك الخلفاء الراشدون وعدد كبير من الصحابة ولم يعلم عن أحد من تلك النساء غضب أو اعتراض على التعدد أو كره له أو هروب من المنزل أو طلب للطلاق بسببه كما هو الحال عند بعض نساء هذا الزمن ممن قل علمهن وضعف إيمانهن.


ضرورة تأصيل موضوع التعدد والترغيب فيه

مما تقدم يتبين لنا أهمية التعدد وحاجة المجتمع إليه وضرورة الاهتمام به والكتابة عنه كثيراً وتعاون الجميع لتأصيله والترغيب به رجاء تصحيح ماراج بين المسلمين من تصور خاطيء عن تعدد الزوجات واعتباره عند البعض ظلماً للمرأة وهضماً لحقها وخيانة لها، لاسيما والحاجة اليوم ماسة لذلك وغداً ستكون أشد حاجة.


وهناك ثلاث جهات تقريباً هي التي تستطيع بإذن الله تبني هذا الموضوع واحتوائه والتوعية به والدعوة إليه وهي:


1- وسائل الإعلام: بجميع مجالاتها وذلك بالكتابه عنه وإعداد الدراسات والندوات التي تعالج هذا الموضوع، وأيضاً رفض ومقاطعة كل ما يتعارض معه من خلال ما يكتب في الصحف أو يعرض في المسلسلات والأفلام ونحوها.


2- الرئاسة العامة لتعليم البنات: وذلك بإدارج هذا الموضوع ضمن المناهج الدراسية في المراحل المتقدمة وجعله ضمن إحدى المواد الإسلامية لكي تتعرف الطالبات على أهميته وفوائده وينشأن على عدم كراهيته والخوف منه.


3- أئمة المساجد: وذلك بالحديث عنه وعن فوائده وعن حاجة بعض النساء إليه في خطب الجمعة وفي الأحاديث اليومية بين حين وآخر، أو في أحاديث رمضان عندما يكون هناك حضوراً نسائياً كبيراً.


فإنها إذا تضافرت الجهود وتعاون الجميع في هذا الموضوع فإنه سيصبح - بإذن الله - أمراً عادياً ومألوفاً بين الناس كما كان في المجتمعات السابقة فيسهل بذلك تعدد الزوجات وتخف وطأته على النساء، وتتحصن المحرومات ويُقضى على العوانس والأرامل والمطلقات ويسعد الجميع بإذن الله.


وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.


المصدر: موقع كلمات


سحر خان هي ناشطة سعودية تطالب بالزوجة الثانية

دور الجمعيات والمؤسسات في السعودية

ميس حمّاد - جدة



تأخر سن الزواج أو ما يُعرف في مجتمعاتنا الشرقية بـ «العنوسة»، لم يكن في الماضي منتشراً. لكنه صار اليوم وباء يفتك بالشباب والفتيات ويحرمهم الزواج وتكوين الأسرة. غلاء المهور وارتفاع أسعار المعيشة، تدهور الحالة الاقتصادية وارتفاع مستوى التعليم، جعلت لهذه الظاهرة انتشاراً واسعاً في المجتمع السعودي. والواقع أن هناك جهوداً من أفراد وجمعيات تحاول مد يد العون والمساعدة للشباب والفتيات الراغبين في الزواج وتقف معهم في بداية طريق حياتهم، مقدمة لهم التسهيلات التي يحتاجونها. حملات تُنادي بتعدد الزوجات وأخرى تُهدد بـ «خلوها تعنس» وإعلانات في المواقع الالكترونية تُشجع على زواج المسيار وجمعيات تنادي بالزواج الجماعي، جهود تبذلها مختلف الشرائح العمرية في المجتمع السعودي علها تجد من يُغلق هذا الباب ويفتح أمام الشباب باب الخير وتذليل العقبات. «لها» التقت الناشطة السعودية ومؤسسة حملة «لا للعنوسة نعم للتعدد» سحر خان التي تحدثت عن الحملة والحملات التي شنها المجتمع ضدها شخصياً. كما تحدثنا مع نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري في جدة الشيخ أنس بن عبد الوهاب زرعة عن دور الجمعية في الحد من انتشار العنوسة وتفعيل الزواج بصورة صحيحة.


الكاتبة سحر خان هي ناشطة سعودية تطالب بالزوجة الثانية من خلال حملة أطلقتها بعدما ازداد بنسبة كبيرة عدد المطلقات والأرامل والفتيات غير المتزوجات ممن تجاوزن الخامسة والعشرين. وتقول إن بداية الحملة كانت بعدما كتبت مقالاً عن التعدد في صحيفة محلية وأشارت إلى دور التعدد في محاربة العنوسة وانه أفضل الحلول لتزويج الفتيات والعوانس والمطلقات والأرامل، لأجد بعدها أن المجتمع انقسم قسمين فمنهم من أيد الفكرة وغالبيتهم من الرجال الذين كانوا سعداء بهذا الحل، في حين أن السيدات عارضنني، وخصوصاً بعدما ذكرت أنني لست مع زواج السعوديات من أجانب غير مضمونين. وأقيمت حملة سموها «لا لحملة سحر خان ونعم للزواج من أجنبي»، سرعان ما انتشرت على المواقع الالكترونية بشكل كبير. الذكور كانوا مساندين لحملتي ووجدت طلبات كثيرة من شباب يرغب في الزواج من زوجة ثانية، وقد امتلأ بريدي الالكتروني بهذه الطلبات. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الرجال تجاوبوا كثيراً مع الحملة. لكني قررت أن لا أساعد أياً منهم لسببين، الأول أنا لست خطابة وليس الهدف من حملتي تزويج الشباب عن طريقي، فمن أراد زوجة ثانية فليبحث عنها بنفسه وحتما سيجدها. والسبب الثاني أن النساء تضررن من حملتي وأصبحن يمقتنني. ووجدت كثيراً من الرجال من عامة الشعب ومن اختصاصيين اجتماعيين يريدون مساعدتي في حملتي وطالبوا بتأسيس جمعية تنادي بالتعدد، ولكن ذلك ليس بالأمر السهل».
عن فوائد التعدد أضافت خان: «للتعدد فوائد كثيرة، منها محاربة العنوسة وتوفير احتياجات النساء للزواج من عوانس ومطلقات وأرامل. أما الفائدة الأساسية فهي راحة الزوجة التي يُعدد زوجها حيث أن لها يوما لا يبيت فيه الزوج في بيتها فترتاح من عناء المسؤولية وفي الوقت نفسه لن يكون عناء الحمل والولادة عليها فقط، فهناك زوجة ثانية تساعد في تكاثر النسل. ثالثاً يمكن أن تنشأ علاقة صداقة وأخوة بين الزوجتين فتصبحان كأختين تساعدان الزوج في قضاء حياته بأسلوب مريح بالتعاون مع بعضهما في شتى مجالات الحياة الزوجية والمنزلية».

وأشارت إلى أن هناك إحصائيات دقيقة توضح نسبة العنوسة في السعودية إلا أنها لا تعلم النسب الصحيحة لها، «ولكن مقابل كل فتاة تتزوج هناك فتاتان تحرمان فرصة الزواج. وأسباب العنوسة كثيرة منها غلاء المهور وتدهور الاقتصاد ورفض العريس المتزوج من زوجة أولى ،فليس كل فتاة تقبل الزواج من رجل متزوج، أما السن الحقيقية للعنوسة فهي 30 سنة، بعدها تنخفض فرص الفتاة في الزواج».
وعن تجربتها الشخصية قالت: «تردد في المجتمع النسائي السعودي أقاويل بأنني أطالب بتزويج الإناث من متزوجين ولا أسمح لزوجي بذلك... وأنا أعترف بأني تزوجت مرتين قبل الآن وفي كل مرة كنت أشجع زوجي على الزواج من أخرى، وقد قمت شخصياً بخطبة صديقاتي لزوجي الأول والثاني. وكانت رغبتي شديدة في تزويج زوجي والسبب الذي دفعني إلى ذلك كوني امرأة لا تغار من امرأة أخرى، وهذه صفة شبه مفقودة عند معظم النساء ولا تتوافر سوى في نساء قلة. والسبب الثاني أنني لا أرغب في الإنجاب كثيراً، فرأيت أنه من العيب والظلم أن أحرم زوجي نعمة الأطفال، لذلك فإن وجود زوجة ثانية سيساهم في سد الخلل والنقص ويوفر لزوجي حياة سعيدة . وأكرر وأؤكد للجميع إني في حالة زواجي مرة ثالثة فسوف أخطب لزوجي وأزوجه بواحدة أو ثلاث لا فرق عندي وأنا على استعداد للزواج من رجل متزوج فلا عيب فيه طالما توافرت فيه شروط الزوج العادل والذكي اجتماعياً».

ولفتت خان إلى أنها بعد الحملة التي لم تلقَ استحساناً بين النساء، نادت بحملة جديدة حملت شعار «لا تغتالوا زوجاتكم» أوضحت فيها الغرض الصحيح والهدف الأساسي من الحملة التي «سال لها لعاب الرجال للزوجة الثانية وأخذوا من الحملة دافعاً وحافزاً لهم للزواج من أخرى، دون أن يفهموا طبيعة المرأة و ماهي واجباتهم الزوجية تجاه الزوجة الأولى».
وأضافت: «وجدت زوجة على وشك الطلاق من زوجها بسبب الحملة التي أطلقتها! كان هدفي من الحملة تزويج العوانس والمطلقات والأرامل، لكن الزوجة هذه كانت عاطفية، وأظن أن معظم النساء عاطفيات جداً ولا يقبلن بمن يشاركهن أزواجهن. لكن هذه المرأة كانت تبكي، فقد خيرها زوجها بين قبول التعدد أو الطلاق، فاختارت الطلاق. وتقول الزوجة إنها مستعدة لأن تعطي زوجها عينيها وروحها لقاء ألا يتزوج عليها، وأنه رغم تقصيره في حقها وفي بيته أراد أن يفتح بيتاً ثانياً».
وذكرت خان أنه في الشريعة الإسلامية ليس من حق الزوج أن يتزوج على زوجته الأولى إلا برضاها، «فإن لم توافق وتزوج عليها من حقها طلب الطلاق، والسبب في ذلك مراعاة الله في عاطفة المرأة وإخلاصها في حبها لزوجها. فكما يوجد رجال يرحبون بالتعدد توجد نساء لديهن قابلية للتعدد إما لأنهن عقلانيات أو لأنهن لا يتفقن مع أزواجهن. وهناك صنف من النساء لا يقبلن بالتعدد لأنهن يعتبرن، الزوج كل شيء، فهو الأب والأخ والصديق والحبيب والزوج، لذلك أتمنى على الزوج الذي يوشك على طلاق زوجته ليتزوج عليها أن يتراجع عن هذا القرار. وأنا بدوري تراجعت عن إقامة جمعية للتعدد، لأن الأزواج أصبحوا يفكرون في سعادتهم وغريزتهم على حساب زوجاتهن الضعيفات. وقبل أن تغتال أيها الزوج زوجتك وتطعنها في قلبها الذي يحبك يجب أن تخاف الله ولا تقدم على التعدد وأنت مقصر في حق زوجتك وبيتك وأبنائك، ولتنظر إلى نفسك هل أنت موفِ حقوق زوجتك أولاً؟ هل قصرت زوجتك في واجباتها؟ هل هناك عيوب كبيرة في زوجتك توجب الزواج عليها؟ «هل أخذت موافقتها قبل أن تتزوج الزوجة الجديدة؟ أيها الرجل أرحم من في الأرض يرحمك من في السماء».

المصدر: لها


حملة التعدد لإنقاذ المجتمع بقلم الكاتبة ســـــــــحر خـــــان

إنني أشن هذه الحملة ،لإنقاذ المجتمع ،وترشيد المرأة لأهمية التعدد لمساعدة اخوتها المسلمات من شر العنوسة ،وشر الطلاق ،وشر الأرملة ،والحملة ليس هدفها تحريض الرجل على التعدد ،ولكنها توعية بأهمية التعدد ،وقريبا سأفتح صفحة على الفيس بوك ،لمناقشة فوائد التعدد ،وتكوين حلقة ربط بين المشجعين للتعدد وتكوين مشروع ايجابي لمشجعي التعدد ،لست المرأة الوحيدة التي تشجع على التعدد ،فهناك نساء أخريات عاقلات يرضين ويشجعن على التعدد وهذا ماسأكتشفه من خلال هذه الحملة ،كما يوجد هناك جمعية نسائية مصرية، تشجع أيضا على التعدد وتكون علاقات بين الرجال الراغبين في التعدد والنساء الراغبات في الزواج مرة أخرى من رجل متزوج،تعدد الزوجات ليس مسلسلا بطوليا فحسب كما في مسلسل الحاج متولي ،لإن تطبيق التعدد ليس أمرا سهلا ،وليست أي امرأة ترضى أن يتزوج عليها زوجها ،لكني من وجهة نظر اجتماعية أرى أن للتعدد أهداف وفوائد منها على سبيل المثال ،القضاء على العنوسة ومساعدة المطلقات والأرامل ،فالهدف من التعدد مساعدة هؤلاء النسوة الذين يعيشون بلا رجل يحميهم ويصرف عليهم ويعينهم على الفقر والعوز بطريقة شريفة ،فكم من عانس ومطلقة وأرملة ،تعاني من الفقر والعوز والحاجة لدرجة تجعلهم يسألون في الطرقات ،أو يسألون فاعلي الخير بعض المال ،خاصة غير المتعلمات وغير العاملات ،كما أن المتزوجة من رجل متزوج قبلها أو بعدها ،فهي لها يوم راحة لاتطهو فيه ولاتتكبد عناء اعداد وجبات لزوجها ولها حرية التصرف في يوم اجازتها ،اضافة الى أن المرأة المتزوجة من رجل متزوج ليس عليها أن تنجب طفلا كل سنة ،فضرتها تساعدها في هذا الأمر ،فمعروف أن الرجل المتعدد الزوجات تتنافس زوجاته على إرضاءه ،فيتنافسن في عدد الأبناء ،وحتى في ارضاء الزوج من كل النواحي لكسب رضاه وحبه ،فهل عرف الناس فوائد التعدد،أعتقد أن التعدد سيحل أزمات اجتماعية لايمكن حلها بطرق أخرى ،فلماذا تحارب المرأة التعدد وهو حلال من عند الله ،أليس التعدد أفضل من الخيانات الزوجية والزواج السري والمسيار ؟؟أليس الزواج الصريح وتربية أبناء بطريقة عادلة كريمة أفضل من انجابهم في السر وعدم الإعتراف بهم ؟؟المرأة التي ترضى بالتعدد هي امرأة ذكية عاقلة بلا ريب.

مع تحيات امرأة في خدمة الشعب
الكاتبة / ســـــــــحر خـــــان