نعمةُ التوحيدِ والوحدةِ بمملكتنا ( تعميم وزاري )
راشد بن عبد الرحمن البداح
الحمدُ للهِ تعالى حقَّ حمدِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، ولا معقبَ لحكمهِ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ومصطفاهُ من خلقِه. فاللهم صلِ وسلِمْعليهِ وعلى آلهِ وصحابتِه، ومن اهتدَى بهديهِ واستنَ بسنتهِ، أما بعدُ:
فهذا بيانٌ للناسِ عن دارِ النصرةِ والقبلةِ، عن الدارِ الأولى لظهورِالإسلامِ، والخطِ الأخيرِ في غرةِ الوجودِ الإسلامي: مملكتِنا المملكةِالعربيةِ السعوديةِ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}.
(وجديرٌ بمواطنَ عُمرتْ بالوحيِ والتنزيلِ، وترددَ بها جبريلُ وميكائيلُ، وعَرجتْ منها الملائكةُ والروحُ، وضَجتْ عرصاتُها بالتقديسِ والتسبيحِ، واشتملتْ تربتُها على جسدِ سيدِ البشر، وانتشرَ عنها دينُ اللهِ وسنةُرسولهِ؛ جديرٌ بها أن تُعَظّمَ عرصاتُها، وتُتَنسمَ نفحاتُها)().
قَالَ النبيُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، وَهُوَ يَأْرِزُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِىجُحْرِهَا. متفقٌ عليهِ().
فإن اعتدى باغٍ على بلادِنا انتفضَ لها الأسودُ الأشاوسُ بالدفاعِبأرواحِهم، وبالفداءِ بدمائِهم.
وفي المستقبلِ -على مشارفِ الفتنةِ الكبرى؛ فتنةِ المسيحِ الدجالِ؛ فإن الشابَّ المؤمنَ الذي تتحطَّمُ على يدِه هذه الفتنةُ هو من أهلِ هذهِ الجزيرةِ،وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ؛ كما في الصحيحينِ.
إنها حَرَمُ الإسلامِ، وللحَرَمِ حُرماتُهُ التي لا تُنتهكُ، ولن تكونَ دارَ كفرٍأبدًا، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.
ولهذا صارَ عَلَمُ الدولةِ يَحملُ كلمةَ التوحيدِ: "لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُاللهِ". والأعلامُ كلُها تُنكسُ إلا علمُ دولتِنا.
ومن نِعَم اللهِ علينا في دولتِنا دولةِ التوحيدِ والسنةِ: خلوُ المقابرِ من تعظيمِ القبورِ، والبناءِ عليها، وسائرِ مظاهرِ البدعِ والشركياتِ؛ لأن اللهَتفضل علينا بولاةِ أمرٍ يَحكمون بالشرعِ، وبعلماء يُحْيُونَ السُنةَ {مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}[يوسف38] ومن أعظمِ المظاهرِ على ذلكَ: ما نشهدهُ بالمقابرِ من تطبيقِ السنةِ في التجهيزِ والتكفينِ، والدفنِ، والتعزيةِ.
وهذا التوحيدُ هو الذي أدامَ الأمنَ ببلادِنا، ولذا دعا أبونا إبراهيمُ عليهِالسلامُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}[إبراهيم36]فتأملْ كيف قرنَ استتبابَ الأمنِ باستقرارِالتوحيدِ.
نَعَمْ؛ مملكتُنا هي مملكةُ التوحيدِ والسنةِ –بحمدِ اللهِ- والجماعةُواحدةٌ: جماعةُ المسلمينَ تحتَ عَلَمِ التوحيدِ، لا تتوازعُهم الفِرَقُ والأهواءُ،ولا تتنازعُهم الجماعاتُ والأحزابُ. يَدينونَ بالبيعةِ والطاعةِ لإمامِهم ووليِعهدِه، ويبذلونَ الدعاءَ لهم سرًا وجهارًا. فلنربِّ أجيالَنا على هذهِ المعاني الجليلةِ، والعقيدةِ الراسخةِ.
الحمدُ للهِ على نعمةِ التوحيدِ والسنةِ ببلدِ التوحيدِ والسنةِ، والصلاةُوالسلامُ على المبعوثِ نذيرًا وبشيرًا بالجنةِ، أما بعدُ:
فهذهِ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ قدْ رزقَها اللهُ بحكامٍ يَحكمونَ بالشرعِمنذُ ثلاثةِ قرونٍ، ويُنادونَ على الملأِ بذلك، بل ويفتخرونَ.
ولذا صارتْ هذهِ المملكةُ بمثابةِ الأمِ للدولِ الإسلامية: تختلفُ دولتانِفيَرضونَ بها حَكَمًا، وتشتعلُ حروبٌ فيأوونَ إليها، وتُزلزلُ بلادٌفيَمدونَ يدَ العونِ لها، ويَطغَى الماءُ في أخرى، فيُسرعونَ ويُشيدونَجسرَ المساعداتِ.
ومن النعمِ التي نفتخرُ بها تلكَ الحملاتُ الاستباقيةُ لردِ وردعِ الشرِوالأشرارِ: حملةُ الحربِ على المخدراتِ- حملةُ القضاءِ على الإرهابِوالأفكارِ الدخيلةِ- حملةُ مكافحةِ كورونا- حملةُ جمعِ التبرعاتِ للبلادِالمنكوبةِ- حملةُ القضاءِ على العمالةِ السائبةِ-حملةُ القضاءِ على الفسادِالماليِ والإداريِ، ومحاسبةِ كلِ مفسدٍ مهما كانت مكانتُه- مراقبةُ أسواقِالناسِ وطرقِهم ومساجدِهِم، وعلاجِهم ومصالحِهم وحدودِهم. فهل نحنُشاكرون: {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}[سبأ15]
ومن المفاخرِ التي سَبقْنا العالمَ فيها والحمدُ للهِ على السبقِ: تطبيقاتٌومنصاتٌ وفّرتْ جُهدًا ومالاً ووقتًا، وكفَتْ سفرًا وانقطاعًا وانشغالاً(منصةُ إحسانٍ- منصةُ تطوُعْ- منصةُ فُرجتْ– منصةُ مدرستي- تطبيقُأبشرْ-ناجزْ-صحتي -أمانة-نفاذْ-توكلنا ثم نُسك)
ومن النعمِ المتجددةِ تجدُدُ دعمِ الحرمينِ الشريفينِ، وتطورُ العنايةِ بهما، حيث يؤمُهما مئاتُ الملايينِ سنويًا: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[القصص57]
ألا فلتبقَ بلادُنا المصونةُ حصنًا منيعًا، وجبلاً أشمَّ مُنيفًا، تتحطمُ دونَهكلُ العادياتِ، ولتسلمْ مملكتُنا منارًا ودارًا وذمارًا.
• فاللهم احفظها من كلِ سوءٍ ومكروهٍ، وأدِمْ عليها نعمةَ الاستقرارِ والنماءِ والرخاءِ.
• اللهم يا من حفِظت بلادَنا طيلةَ هذهِ القرونِ، وكفيتَها شرَ العادياتِ الكثيراتِ المدبَّراتِ الماكراتِ، اللهم فأدم بفضلِك ورحمتِك حفظَها من كلِسوءٍ ومكروهٍ، اللهم عُم أوطانَ المسلمين بالخيرِ والسلامِ.
• اللهم واحفظ علينا دينَنا، وأعراضَنا ومقدساتِنا.
• اللهم واحفظ جنودَنا في ثكناتِهم وتفتيشاتِهم، واخلفهُم في أهليهِم بخيرٍ.
• اللهم وبارِك في عمرِ وليِّ أمرِنا ووليِ عهدِه، وزدهم عزًا وبذلاً في نصرةِ الإسلامِ، واجزِهم خيرًا على خدمةِ المسلمين وراحةِ رعيتِهم.
• اللهم باركْ في أرزاقِنا واقضِ ديونَنا، وبارك في أهلِينا ومن يلِينا.
• اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ.
• اللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ.
• اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ.
• اللهم صلِ وسلِم على عبدِك
المرفقات
1695263504_نعمة التوحيد والوحدة ببلادنا.docx
1695263513_نعمة التوحيد والوحدة ببلادنا.pdf