فضل الحج وأهمية التقيد بالأنظمة التي وضعت لتيسيره
خالد خضران الدلبحي العتيبي
خطبة عن فضل الحج والتقيد بالأنظمة التي وضعت لتيسير الحج كتبها : خالد بن خضران العتيبي
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
فالحمدُ لله الذي فرض على عباده حجَ بيته الحرام وجعله ركناً من أركان الإسلام ومن مبانيه الجِسام ودعائمه العِظام يقول الله تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران : 97 )
عبادَ الله إن الحجَ فضائلُه عظيمةٌ جداً وإليك يا عبدَالله شيئاً من فضائل الحج لأن الإنسان إذا علم فضائل الشيء حرص عليه أكثر
فمن فضائل أن الحجُ أنهُ ركنٌ من أركان الإسلام ففي الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ "
ومن فضائل الحج أن الحجَ إذا كان مبروراً ليس له جزاءٌ إلا الجنة جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : الحجُ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة ) متفق عليه
والحج المبرور له أوصاف :
الوصف الأول : أن يكون خالصاً لوجه الله عز وجل
والوصف الثاني : أن يكون موافقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
والوصف الثالث : أن تكون النفقةُ حلالاً ( إن الله طيبٌ لا يقبلُ إلا طيبا ) مسلم
والوصف الرابع : البعدُ عن المعاصي والآثام
ومن فضائل الحج أن الحجَ سببٌ للعتقِ من النار ففي صحيح مسلم عن عائشة َ رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ "
والحجُ فضائله كثيرة جداً ولكن ما ذكرتُ هو بعضُ فضائل الحج .
والمسلم الذي يريد الحج يجب عليه أن يتعلم صفة الحج فقد حج النبي صلى الله عليه وسلم وقال [لتأخذوا عني منساككم ] وإنكَ لتَعجبُ من حال كثيرٍ من الحجاجِ جاء من مسافاتٍ بعيدة ودفع أموالاً كثيرة ليؤدي الحج ولكن لم يقرأ كتاباً في الحج ولم يسمع محاضرةً عن الحج ولم يسأل عن الحج وصفته فكيف سيؤدي الحج؟
فالجاهلُ سيؤدي الحج مع أخطاءِ كثيرةٍ وسيلحقه مشقةً شديدة فربما شدّد على نفسه .
والحجُ عباد الله لا يجب إلا بشروط منها أن يكون الإنسانُ قادراً في بدنه وماله ويكون هذا المال الذي يحج به زائداً على الديون والنفقات الشرعية والحوائج الأصلية .
وإذا كان الإنسانُ لا يقدر في بدنه على الحج كالكبير والمريض مرض لا يُرجى الشفاءُ منه فإنه ينيبُ من يحج عنه إذا كان قادراً في ماله ويشترط في هذا النائب أن يكون قد حج عن نفسه .
وأما إذا كان مرضه يُرجى الشفاء منه فينتظر حتى يشفيه الله ثم يحج ولا يجوز له أن يُنيب .
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
عبادَ الله إن هذه الدولةَ وفقها الله لكل خير من الوجبات عليها تنظيمُ الحج ومنعُ الفوضى التي يحصلُ بها ضررٌ على الحجاج خاصةً مع كثرة الناس ووجود من يتربصُ بهذه البلاد ومن الأمور التي يحصل بها تنظيمٌ الحج الحصولُ على التصاريح فمن لم يستطعْ الحصولَ على التصريح فإن الحج ليس واجباً عليه ولا يأثم بتركه وبهذا صدرت الفتوى من هيئة كبار العلماء .
عباد الله إن هذه الدولة (السعودية ) وفقها الله لكل خير هي الأحق بتنظيم الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام لأمور كثيرة منها خاصية المكان فهم أهل المكان وأهل المكان أعرف به وبما يصلح لمن يأتيه وهذا الخاصية لا توجد في الدول الأخرى وهذه الدولة تملك القوة المادية لتقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام فالحج يحتاج إلى نفقاتٍ كثيرة لا أقول ملايين بل مليارات فكيف تستطيع دولة غارقة في ديونها ومشاكلها الاقتصادية أن تقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام ومن الأمور المهمة التي تؤهل هذه الدولة لتنظيم الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام أنها دولة سنية فعقيدتها عقيدة أهل السنة والجماعة فهي ليست دولة رافضية أو دولة صوفية أو غير ذلك من العقائد الفاسدة ولك أن تتخيل عظم الضرر لو قام بتنظيم الحج دولة أخرى من نظر في عقيدتها وجدها إما رافضية أو صوفية أو غير ذلك من أهل الأهواء والبدع ما ذا سينشرون بين الحجاج ؟
سينشرون البدع والضلال ويرجع الحجاج بدل ما يقولون لبيك اللهم لبيك يقولون لبيك يا حسين
فاحمدوا الله عباد الله على نعمة التوحيد والسنة (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس : 58 )
وعلى من حج بيت الله الحرام أن يتقيد بالأنظمة التي وضعت لتنظيم الحج ففي هذه مصلحةٌ كبيرة له ولغيره فيؤدي المسلمون حجهم بيسر وسهولة .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر على حجاج بيت الله حجهم وأن يجنبنا جميعاً الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
المرفقات
1715859216_خطبة عن الحج وأهمية التقيد بالأنظمة التي وضعت لتيسيره.docx