عداوة الكفار : حقيقة ودروس . ( بالصيغتين : وورد - pdf
محمد بن سليمان المهوس
« عداوة الكفار ( حقيقة ودروس ) »
محمد بن سليمان المهوس / جامع الحمادي بالدمام
الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾
[آل عمران :102].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: سُنَّةُ الصِّرَاعِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ مَاضِيَةٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؛ فَمُنْذُ بُزُوغِ فَجْرِ الإِسْلاَمِ وَأَعْدَاؤُهُ لَهُ بِالْمِرْصَادِ يَتَرَبَّصُونَ بِهِ فِي كُلِّ حَاضِرٍ وَبَادٍ، وَيَتَحَالَفُونَ عَلَيْهِ بِالْجُمُوعِ وَالأَعْدَادِ؛ عَدَاوَةً وَكَيْدًا وَمَكْرًا بِهَذَا الدِّينِ؛ كَمَا أَخْبَرَنَا اللهُ عَنْ هَذِهِ الْعَدَاوَةِ بِكِتَابِهِ، فَقَالَ: ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217] وَقَالَ: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾ [الطارق: 15- 16]، وَقَالَ: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46]، وَقَالَ: ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) [التوبة: 10]، وَقَالَ: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة: 120]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].
وَلَنَا مَعَ هَذَا الصِّرَاعِ الدُّرُوسُ وَالْعِبَرُ، وَالَّتِي مِنْهَا:
أَوَّلاً: أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْقَاهِرُ الْمُدَبِّرُ، لَهُ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ، ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾
[الشورى: 12] لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَقَدْ كَتَبَ الْغَلَبَةَ وَالنَّصْرَ لِدِينِهِ وَأَوْلِيَائِهِ، فَقَالَ: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [ المجادلة : 21 ]، وَوَعَدَ أَوْلِيَاءَهُ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ، فَقَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 7-8].
وَكَتَبَ اللهُ الْخِزْيَ وَالذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ حَارَبَ دِينَهُ، وَظَلَمَ أَوْلِيَاءَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [الأنبياء: 11].
وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».
فَالْعَاقِبَةُ يَقِينًا لأَهْلِ الْحَقِّ وَالتَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ؛ لأَنَّ اللهَ لاَ يُمْكِنُ بِحَالٍ أَنْ يَنْصُرَ أَعْدَاءَهُ وَيَذِلَّ أَوْلِيَاءَهُ؛ وَهُوَ الْقَائِلُ سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ [النساء: 141]، وَالْقَائِلُ: ﴿إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج: 38] .
وَلاَ بُدَّ أَنْ نَعْلَمَ يَقِينًا أَنَّ نَصْرَ اللهِ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ لأَنَّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ النَّصْرَ لِلْمُؤْمِنِينَ فَقَطْ فِي الآخِرَةِ، وَهَذَا ظَنٌّ خَاطِئٌ؛ وَاللهُ تَعَالَى قَالَ: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51].
ثَانِيًا: مَنْ ظَنَّ أَنَّ النَّصْرَ عَلَى أَعْدَاءِ اللهِ غَيْرُ مَشْرُوطٍ فَقَدْ أَخْطَأَ؛ وَمَا أَكْثَرَ مَنْ يُخْطِئُ هَذَا الْخَطَأَ! إِذِ النَّصْرُ عَلَى أَعْدَاءِ اللهِ مَشْرُوطٌ بِشَرْطٍ مُهِمٍّ عَظِيمٍ وَهُوَ: تَحْقِيقُ الإِيمَانِ وَالتَّقْوَى وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ [ النور: 55 ]، وَقَالَ: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83].
فَاللهُ سُبْحَانَهُ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّالِحِينَ بِالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ؛ كَمَا قَالَ جَلَ شَأْنُهُ: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْـمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 19]، وَقَدْ وَعَدَهُمْ بِالدِّفَاعِ عَنْهُمْ، وَضَمِنَ لَهُمْ إِنْ حَقَّقُوا الإِيمَانَ اعْتِقَادًا وَقَوْلاً وَعَمَلاً أَلاَّ يَجْعَلَ لِلْكَافِرِينَ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً.
وَكُلَّمَا فَرَّطَ الْمُؤْمِنُونَ فِي بَعْضِ أَسْبَابِ النَّصْرِ كَانَ النَّصْرُ لِلأَعْدَاءِ فِي بَعْضِ الْمَوَاطِنِ وَالأَوْقَاتِ؛ لَكِنَّ سُنَّةَ اللهِ الَّتِي لاَ تَتَخَلَّفُ بِنَصْرِ الْمُؤْمِنِينَ كَامِلِي الإِيمَانِ عَلَى أَعْدَائِهِمْ؛ بِالْغَلَبَةِ إِنْ قَاتَلُوهُمْ، وَبِالْحُجَّةِ إِنْ نَاظَرُوهُمْ، وَبِالاِنْتِقَامِ مِنْهُمْ إِنْ قَتَلُوهُمْ وَظَلَمُوهُمْ.
ثَالِثًا: كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ يَظُنُّ بِرَبِّهِ ظَنَّ السَّوْءِ؛ إِمَّا جَهْلاً أَوْ شَكًّا أَوِ اسْتِعْجَالاً! وَهُوَ أَنَّ اللهَ قَدْ يُخْلِفُ وَعْدَهُ بِنَصْرِ أَهْلِ الإِيمَانِ؛ وَهَذَا ظَنُّ سُوءٍ بِرَبِّهِ الْقَائِلِ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾
[ آل عمران : 9 ] وَعَنْ خَبَّابِ بْن الأَرَتِّ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: شَكَوْنَا إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا له: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَن قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ له في الأَرْضِ، فيُجْعَلُ فِيهِ، فيُجَاءُ بالمِنْشَارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُشَقُّ باثْنَتَيْنِ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، ويُمْشَطُ بأَمْشَاطِ الحَدِيدِ ما دُونَ لَحْمِهِ مِن عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عَنْ دِينِهِ، واللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأمْرَ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخَافُ إلاَّ اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ » [رواه البخاري ].
اللَّهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ وَعِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنَ الظَّنِّ الْخَطَأِ، وَالْفَهْمِ الْقَاصِرِ: مَنْ يَظُنُّ أَنَّ النَّصْرَ الْمَوْعُودَ بِهِ وَاقِعٌ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ بِطَوَائِفِهِمُ الْمُخْتَلِفَةِ وَأَحْزَابِهِمُ الْمُتَنَوِّعَةِ!
وَهَذَا لاَ شَكَّ أَنَّهُ خَطَأٌ! إِذِ النَّصْرُ لِمَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدَ، وَابْتَعَدَ عَنِ الشِّرْكِ، وَأَخْلَصَ فِي جَمِيعِ أَعْمَالِهِ لِرَبِّهِ، وَاتَّبَعَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ كَمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: 40 - 41].
فَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ، وَاثْبُتُوا عَلَى دِينِكُمْ، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رواه مسلم].
المرفقات
1713325190_عداوة الكفار.doc
1713325220_عداوة الكفار.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق