شهر الله المحرو وعاشوراء

محمد بن سليمان المهوس
1443/01/02 - 2021/08/10 16:33PM

الخُطْبَةُ الأُولَى

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى ؛ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ، وَوَفَّقَ الْعِبَادَ لِلْهُدَى ، فَمِنْهُمْ مَنْ ضلَّ وَمِنْهُمْ مَنِ اهْتَدَى ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلائِهِ ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ ، فَالْخَيْرُ مِنْه وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وِسِلَّمَ تَسْلِيِماً كَثِيِراً .

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ جَعَلَ اللهُ الزَّمَانَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ وَهِيَ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَشَهْرٌ مُفْرَدٌ وَهُوَ :  رَجَبٌ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ.

فَهَذِهِ الشُّهُورُ الْأَرْبَعَةُ مُحْتَرَمَاتٌ مُعَظَّمَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، خَصَّهُنَّ اللهُ تَعَالَى بِالنَّهْيِ عَنْ ظُلْمِ النَّفْسِ فِيهِنَّ، فَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾  [التوبة: 36].

فَنَهَانَا رَبُّنَا تَعَالَى أَنْ نَظْلِمَ فِيهِنَّ أَنْفُسَنَا، وَالنَّهْيُ عَنْ ظُلْمِ النَّفْسِ يَشْمَلُ جَمِيعَ الْأَحْوَالِ وَالْأَزْمَانِ !

لَكِنَّ لِهَذِهِ الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ خُصُوصِيَّةً؛ يَكُونُ ظُلْمُ النَّفْسِ فِيهَا أَشَدَّ، وَلِذَلِكَ نَهَى اللهُ عَنِ الظُّلْمِ فِيهَا بِخُصُوصِهَا، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»

[رَوَاهُ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

وَمِنْ حِكْمَتِهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أَنْ جَعَلَ فَاتِحَةَ العَامِ الهِجْرِيِّ شَهْرًا عَظِيمًا مُبَارَكًا هُوَ شَهْرُ اللهِ الْمُـحَرَّمِ ، أَحَدُ الأَشْهُرِ الحُرُمِ ؛ وَالَّذِيِ فِيهِ مُنَاسَبَةٌ عَظِيمَةٌ يَوْمَ أَنْ نَجَّى اللهُ مُوسَى وَقَوْمَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، فَإِنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- دَعَا فِرْعَونَ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ، فَاسْتَكْبَرَ وَأَبَى وَقَالَ: ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى )

ثُمَّ اسْتَطَالَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْأَذَى، فَخَرَجَ بِهِمْ مُوسَى يَسِيرُ بِأَمْرِ اللهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ وَوَجَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ غَادَرُوا بِلَادَهُ، اغْتَاظَ لِذَلِكَ، فَحَشَرَ جُمُوعَهُ وَأَجْنَادَهُ، فَخَرَجَ بِهِمْ مِنَ الْجَنَّاتِ وَالْعُيُونِ وَالْكُنُوزِ وَالْمَقَامِ الْكَرِيمِ يُرِيدُ مُوسَى وَقَوْمَهُ، لِيَسْتَأْصِلَهُمْ وَيُبِيدَهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ، فَوَصَلَ إِلَيْهِمْ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء: 61]؛ لِأَنَّ الْبَحْرَ أَمَامَهُمْ وَفِرْعَوْنَ بِجُنُودِهِ وَرَاءَهُم؛ فَأَجَابَهُمْ مُوسَى إِجَابَةَ ذِي الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ: ﴿قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 62].

فَلَمَّا وَصَلُوا الْبَحْرَ وَهُوَ الْبَحْرُ الْأَحْمَرُ أَمَرَ اللهُ نَبيَّهُ مُوسَى -عليه السلام-: ﴿أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ﴾ [الشعراء: 63]، فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ فَكَانَ اثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقًا بِعَدَدِ الْأَسْبَاطِ، فَصَارَ الْمَاءُ بَيْنَ الطُّرُقِ كَالْجِبَالِ، وَصَارَ الطَّرِيقُ يَبَسًا، فَسَلَكَهُ مُوسَى وَقَوْمُهُ لَا يَخَافُ دَرَكًا مِنْ فِرْعَوْنَ وَلَا يَخْشَى غَرَقًا.

فَلَمَّا تَكَامَلَ مُوسَى وَقَوْمُهُ خَارِجِينَ، إِذَا بِفِرْعَوْنَ بِجُنُودِهِ قَدْ دَخَلُوا أَجْمَعِينَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى الْبَحْرِ فَانْطَبَقَ فَصَارَتْ أَجْسَادُهُمْ لِلْغَرَقِ وَأَرْوَاحُهُمْ لِلنَّارِ وَالْحَرَقِ.

فَانْظُرُوا كَيْفَ نَصَرَ اللهُ مَنْ نَصَرَهُ وَاتَّبَعَ رِضْوَانَهُ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ النَّصْرُ مِنْ كَثْرَتِهِم وَلَا كَانَ هَذَا النَّصْرُ يَدُورُ لَهُمْ فِي خِيَالٍ، وَلَا يَخْطُرُ لَهُمْ عَلَى بَالٍ، وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ وَعَدَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: 47]

فَهَذِهِ هِيَ الْمُنَاسَبَةُ الَّتِي ذُكِرَتْ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ»، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، وَفِي آخِرِ حَيَاتِهِ قَالَ: «لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ -إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ- لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»، فَمَاتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ.

وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلَ صِيَامِ هَذَا الْيَوْمِ وَرَغَّبَ فِي صِيَامِهِ كَمَا ثَبَتَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ مِنْهَا : مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ».

وَلَفْظُهُ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه بِسَنَدٍ صَحِيحٍ: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».

وَفِي «الصَّحِيحَيْنِ», مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ».

وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءِ عَلَى مَرَاتِبٍ مِنْهَا :

صِيَامُهُ مَعَ يَوْمٍ قَبْلَهُ فَقَطْ، أَوْ صِيَامُهُ مَعَ يَوْمٍ بَعْدَهُ فَقَطْ؛ لِتَحْقِيقِ مُخَالَفَةِ اليَهُودِ.

أَوْ صِيَامُهُ مَعَ يَوْمٍ قَبْلَهُ وَيَوْمٍ بَعْدَهُ ، أَوْ صِيَامُهُ وَحْدَهُ؛ لِفِعْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ تَوْبَةً نَصُوُحاً تَمْحُو بِهَا ذُنُوبَنَا ، وَتَسْتُرُ بِهَا عُيُوبَنَا وَتَهْدِيِنَا بِهَا سُبُلَ الرَّشَادِ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِيِنَ ؛ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا..

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وِاعْلَمُوا أَنَّ الطَّوَائِفَ اِخْتَلَفَتِ فِي نَظْرَتِهِمْ لِيَوْمِ عَاشُورَاء: فَمِنْهُمْ مَنْ يُعَظِّمَهُ وَيَجْعَلَهُ عِيدًا، يَلْبَسُونَ فِيهِ أَجْمَلَ الثِّيَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّخِذُ ذَلِكَ اليَوْمَ مَأْتَمًا وَحُزْنًا؛ لِكَوْنِ الحُسَيْنِ يَنِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قُتِلَ فِيهِ، فَيَجْعَلُونَهُ مَأْتَمًا وَعَوِيلًا وَنِيَاحَةً وَلَطْمًا لِلصُّدُورِ ، وَضَرْباً بِالسُّيُوفِ عَلَى الرُّؤُوسِ ،وَإِسَالَةٍ لِلدِّمَاءِ ، وَوَضْعًا لِلسَّلَاسِلِ فِي الأَعْنَاقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْرَحُ بِذَلِكَ اليَوْمَ شَمَاتَةً بِقَتْلِ الحُسَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ ضَلَّ وَأَضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَهَدَى اللهُ أَهْلَ السُّنَّةِ وِالْجَمَاعَةِ لِلحَقِّ، فَصَامُوا ذَلِكَ اليَوْمَ اِقْتِدَاءً بِنَبِيِّهِمْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَصْحَبُوا ذَلِكَ بِنَوْعٍ مِنَ المـُحْدَثَاتِ الَّتِي مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانَ ؛ كَالتَّهْنِئَةِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ ، أَوْ بِدُخُولِ الْعَامِ الْهِجْرِيِّ الْجَدِيدِ ، أَوْ تَخْصِيصٍ دُعَاءٍ لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ هُوَ دُعَاءٌ مُخْتَرَعٌ مَصْنُوعٌ ، وَمَا وَرَدَ مِنَ التَّوْسِعَةِ عَلَى الْعِيَالِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ, وَأَنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ عَامَّةَ سَنَتِهِ -يَعْنِي: بَقيَّةَ سَنَتِهِ-؛ فَهَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ, بَلْ هُوَ مَوْضُوعٌ مَكْذُوبٌ عَليْهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

وَمِنَ الْبِدَعِ : مَا رُوِيَ فِي فَضْلِ الِاكْتِحَالِ وَالِاخْتِضَابِ وَالِاغْتِسَالِ فِيهِ ؛ فَاتَّقُوْا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاحْتَسِبُوا فِي اِسْتِغْلَالِ مَوَاسِمِ الخَيْرِ وَأَيَّامِهَا وَالَّتِي مِنْهَا هَذَا اليَوْمُ العَظِيمُ بِصِيَامِهِ رَجَاءَ أَنْ تَشْمَلَكُمْ رَحْمَةُ اللهِ وَمَغْفِرَتُهُ  ؛ هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» رَوَاهُ مُسْلِم.

 

المرفقات

1628613224_شهر الله المحرم وعاشوراء.doc

المشاهدات 2016 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا