(خطبة) فضل التكبير في عشر ذي الحجة وتوجيهات صحية للحجاج

خالد الشايع
1445/11/29 - 2024/06/06 18:11PM

خطبة ( فضل التكبير في عشر ذي الحجة وتوجيهات صحية للحجاج) 1/12/1445

أما بعد فيا أيها الناس : أنتم في عشر ذي الحجة أفضل أيام السنة على الإطلاق ، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من أي وقت آخر ، فاجتهدوا رحمكم الله ، فإنما هي عشرة أيام .

عباد الله : من أبرز الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يلزمها في هذه العشر والتي نوه النبي صلى الله عليه وسلم بذكرها ، هي التكبير وذكر الله .

ويسن التكبير في عشر ذي الحجة قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28] قالوا: هي عشر من ذي الحجة.

فيبدأ التكبير من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة ، وذلك عند رؤية هلال شهر ذي الحجة .

وقد كان السلف الصالح يحيون التكبير، فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يغدو إلى السوق وليس له حاجة في السوق فيكبر، فيكبر أهل السوق بتكبيره؛ إحياءً لهذه السنة.وكذا أبو هريرة وغيرهما من السلف .

فينبغي للإنسان أن يحرص على إحيائها، وأن يرفع صوته إحياءً لهذه الشعيرة؛ علّ الله أن يرفعه، فما رفع عبد شعيرة إلا رفعه الله عز وجل بها.

ومن أحيا سنة أحياه الله كما أحياها، فلذلك ينبغي إحياء هذه السنن، والحرص عليها والدلالة عليها، وقد كان الناس إلى عهد قريب يكثرون من ذكر الله في هذه العشر لفضلها .

والتكبير هو تعظيم الرب تبارك وتعالى وإجلاله، واعتقاد أنّه لا شيء أكبرُ ولا أعظمُ منه، فيصغر دون جلاله كلُّ كبير، فهو الذي خضعت له الرقاب وذلَّت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كلَّ شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوّه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره المخلوقات.

 أخرج مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال بينما نحن نصلي مع رسول الله ﷺ إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله ﷺ: “من القائل كلمة كذا وكذا؟” قال رجل من القوم: أنا، يا رسول الله، قال: “عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء”. قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله ﷺ يقول ذلك.  

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : “ولهذا كان شعار الصلوات، والأذان، والأعياد هو: التكبير، وكان مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة، وإذا علا الإنسان شرفا أو ركب دابة ونحو ذلك، وبه يطفأ الحريق وإن عظم، وعند الأذان يهرب الشيطان.”.

وصفة تكبيرات العشر من ذي الحجة هي :

إما أن يكبر شفعاً، فيقول: ((الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)).

أو يكبر وتراً فيقول: ((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)).

أو يكبر وتراً في الأولى، وشفعاً في الثانية، فيقول: ((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)). يفعل هذا مرة، وهذا مرة، والأمر في ذلك واسع.

عباد الله : كبروا الله فهو للتكبير أهل ، كبروا حتى يبلغ تكبيركم عنان السماء .

تنقسم تكبيرات العشر من ذي الحجة إلى قسمين: التكبير المطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائماً، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت. فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة (أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة) إلى آخر يوم من أيام التشريق (وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة).

و التكبير المقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات .ويبدأ التكبير المقيد من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق – بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ” بدأ بالتكبير وهذا لغير الحاج، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر.

قال  النووي رحمه الله : “واعلم أنه يستحب الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادة على غيره، ويستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر”

اللهم سلم الحجاج والمعتمرين وتقبل منا ومنهم يارب العالمين

الخطبة الثانية

أما بعد فيا أيها الناس : يجب على الجميع أن يتعاونوا في إنجاح حج هذا العام ، كل على حسب جهده ، وكذلك الحجاج يجب أن يتساعدوا في ذلك ، فتقيدهم بالتعليمات سبب رئيس في نجاح الحج بإذن الله

ومن التوصيات في ذلك : الالتزام بارتداء الكِمامة للحماية من الأمراض التنفسية التي تعتبر الأكثر انتشاراً، إذ يكون الحاج أكثر عرضة لها من غيرها بسبب الاكتظاظ الناتج عن الأعداد الكبيرة.

اصطحب معك فيتامين سي ، ومسكنات للحرارة ، ولزق جروح

التأكد من نظافة الطعام قبل تناوله، حيث أن التسمم الغذائي شائع جداً بين زائري الكعبة المكرمة، ويجب الابتعاد عن الأطعمة المكشوفة حيث تتعرض للحشرات والتلوث، كما ينصح بغسل الفواكه والخضروات قبل تناولها، والتحقق من تاريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية المعلبة.

احرص على الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم قبل وأثناء الحج، لأن تأدية مناسك الحج تحتاج نشاط وجهد بدني كبير.

استخدم المظلة الشمسية ، ولا تمش في الشمس قدر الإمكان

ابتعد عن أماكن الزحام والتدافع .

تناول أغذية صحية مثل الخضار والفواكه، وخاصة تلك الغنية بمضادات الأكسدة قبل السفر.

قد تواجهك العديد من المشاكل غير متوقعة، وعليك التحلي بالصبر دائماً.

 الالتزام بوضع رباط المعصم الذي يحمل الاسم والعمر والمرض إن وجد وعلاجه وعنوان السكن.

الاهتمام بنظافة الملابس وتغييرها يوميا، ويفضل استخدام الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة التي تتميز بعدم امتصاصها للحرارة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.

تجنب استخدام أغراض الآخرين أو كثرة الاحتكاك المباشر معهم تفادياً لانتقال الأمراض المعدية التي قد تصيب البعض.

 استخدام القطرات المرطبة للعين أو النظارات الشمسية تفادياً لجفاف العيون الناتج عن أشعة الشمس والغبار.

حافظ على أذكار الصباح والمساء ليحفظك الله من كل سوء .

اللهم وفقنا لهداك .....

المرفقات

1717686697_فضل التكبير في عشر ذي الحجة وتوجيهات صحية للحجاج.docx

المشاهدات 1456 | التعليقات 0