خطبة عيد الأضحى (مشكولة ومختصرة) للشيخ يحيى بن جبران جباري
منصور بن هادي
خطبة عيد الأضحى 1442هـ (مشكولة ومختصرة) للشيخ يحيى بن جبران جباري
وفقه الله ونفع به وسدد خطاه ،،، اللهم آمين .
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، بها نُعلِي عَظيمَ الصَوتِ في الآفَاقِ كي تَكثُر، اللهُ أكبرُ بها كلُّ البَلايا حَولَنا مِنْ أَرضِنا نَدْحَر، اللهُ أكبرُ بها من كُّلِ فِرْعَونَ وَجَالوتَ ونَمْرُودَ يُريدُ أذيةً نقهر، الحَمدُ للهِ، لهُ حَمدٌ عَظيمٌ مِثلَهُ أَشْكرُ، وَمِنْهُ العَونُ أَطلبُهُ، وأَنَّ يَهْدِي وأَن يَغْفِر، وأشهد أنه اللهُ الإلهُ الواحدُ المعبودُ والأكبرُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدٌ رَسُولٌ صَاحِبُ الكُوثرِ، عَليهِ إِلَاهُنَا صَلَّى، عَليهِ إِلَاهُنَا سَلَّمَ، كَذا آلٌ وأَصْحَابٌ وأَتباعٌ إلى يَومٍ بهِ نُحشرُ.
ثمَّ أما بعدُ : يَاقَومِي، فَأُوصِيّكُم كَمَا أَوْصِي بها نَفْسِي، هي التَقْوى، بِهَا الاقْوَالُ تُسْتَقْصَى، بِهَا الأعْمَالُ تُستَصفَى، بِهَا أَرْواحُكُم أَنْقى ،بِهَا دُنْيَاُكُمْ أَهْدَى، بِهَا في قَبْرِكُم مَلْجَا، بِهَا أُخْرَاَكُمْ أبْقى، فَبِالتقوى لَكَ المْنجَى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾،97 آل عمران .
أَيُّها الْمُسْلِمُونَ : أَتَانا عِيدُنَا الأَضْحى، عَسَانَا ذَنْبُنا يُمْحى، فَيَّا سَعْدَ الَّذِي في الكَعْبَةِ الغَراءِ هَذا الْيَوْمَ قَدْ أَضْحَى، ويَبغِي مَروةَ المَسْعَى، ويَا فَوزَ الذي لبَّى، نِدَاءَ الوَاحِدِ الأَعْلَى
﴿ولِلَّهِ عَلى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلا﴾،102 آل عمران .
اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، عِبادَ اللهِ أَحْسَبُكم، عَلى خَيرٍ، فَدِيْنُ اللهِ يَجْمَعُكُم، بأَرْكَانِ لإِسْلامٍ وأرْكَانٍ لإيمانٍ، إلهُ الكَونِ يَأمرُكم، ومن شِركٍ يُحَذْرُكم ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْ تَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾،256 سورة البقرة
إعْلَمْ، أَخَا الإسْلامِ كَيْ تَسْلمَ، صَلاةَ اللهِ أدِّها، بِأرْكَانٍ أَتَتْ فِيها، هيَ الْمَغْنَمُ، وَبِالأَبَوينِ كي تُفْلحَ، أَخي فَاهْتَمْ، وآياتٍ مِنْ القُرآنِ فَاقْرَأْهَا، هُوَ المحْكَمُ، وأَكْرِمْ كُلَّ مُحْتَاجٍ ولا تَبْخَلْ، وفَرِّج هَمَّا، وَرَيَانًا إذا مَا شِئْتَ يا فَطنًا، فَدَومَا صُمْ، وَحَجَّ الْبَيْتَ تَعَرَّفَهُ، بهِ يُمْحَى جَمِيعُ الإثْمِ، ولا تَقْطَعْ مِنْ الأرْحَامِ أَدْنَاهُم وأَقْصَاهُم فَصِلْ تَسْلَمْ، وَجَارُ المرءِ صَفْوتُهُ، فَجَاءَ الأمرُ أنْ أَكْرَمْ، وأَعْداءٌ لِدينِ اللهِ، أَقْربُهم، لهُ خَاَصَمَ، وأَمْرُ الرِزْقِ عِنّدَ اللهِ، لا تَحْزنْ ولا تَغْتَمّْ، ولا تَحْسَبْ بِأَنَّ لِلْمَوْتِ مِنْ مَصْلٍ، فَإنَّ المَوْتَ مَكْتُوبٌ، بِبَطْنِ الأُمِّ، فَأَخْلصْ يَا أَخي للهِ، بِعَيْشٍ طَيبٍ تَنْعَمُ، وَصَايَا قُلتُها منْظُومَةً يَا سَامَعًا فَافْهَمْ، ومنْ فِتَنٍ سَتَأْتِيكُمْ أُحَذرِّكُمْ، بِقَولٍ للنّبيِّ أُتْمُمْ، عَنْ أبي هُرَيْرَة - رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( بَادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كَقِطَعِ الليل المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجلُ مؤمنا ويُمْسِي كافرا، ويُمْسِي مؤمنا ويُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا) رواه مسلم .
أَقُولُ هَذَا القَوْلَ لِلْرَحْمَنِ مُسْتَسْلِمًا، وَلِي وَلَكُمْ أودُّ العفوَ والغفرانَ مِنْ ربِّي هُوَ المُكْرِمُ .
اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد
الخطبة الثانية ...
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ بها الأَهْوَالُ تُسْتَصْغَرُ، اللهُ أَكبرُ بِهَا الرَحَمَاتُ تُسْتَحْضَرُ، اللهُ أكبرُ بِهَا العِبّادُ تَسْتَبْشِرُ، الحَمْدُ للهِ، عَسِيرُ الْأَمْرِ قَدْ يُسِّرُ، لَهُ حَقُّ كَمِثْلِ الحَمْدِ أَنْ يُشْكرَ، ونَعْبُدُه بِلَا نِدٍ ومَنْ يُشرِكُ بهِ يُحْقَرُ، وأنَّ مُحَمدًا عَبْدٌ رَسُوْلٌ، زَاغَ مَنْ أَنْكَرَ، صَلَاةُ اللهِ تَبْلُغُهُ كَمَا غَيْثٌ إِذَا اُمْطُرْ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾،119 التوبة .
عِبَادَ اللهِ : قَلَّ في النّاسِ اليَقِينُ، بِأَنَّ الرِّزْقَ بِيَدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وأنَّ اللهَ هُوَ الرزاقُ ذُو الْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ، وأَصْبَحْنا نَتَشَكَّى مِنْ غُلُوِّ الأَسْعَارِ، وَنَتَذَمَّرُ مِنْ فِعْلِ التُّجَّارِ، مَعَ أَننا نُلاحِظُ ونَرى بالأبْصَارِ، بأَنَّهُ لا تَبْذِيرَ منَّا قَلَّ، والنَّعْمَةُ لازَالتْ بَيّنَنَا تُرْمَى وتُهْمَلُ، وَجَمِيعُنا بِمَا بينَ يَدَيْهِ مِنْ خَيْرٍ يِتَسَاهلُ، فَهلْ هَذا يُعْقَلُ ؟؟ ألقَيّتُ بِهَا عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ الْمُرَاجَعَةُ وَالْحَلُّ .
وأَمْرٌ آخَرُ أَجْلُّ، والذي نَفْسِي بِيَدِه لنْ تَمُوتَ نَفْسٌ قَبلَ الأجَلِ، وَلَوِ اِجْتَمَعَ مِنْ أَجْلِ مَوْتِها جميعُ مَنْ في الكونِ، امرأةٌ ورجلٌ، فمَنْ يقولُ بأنَّ الناسَ سيموتونَ وقتَ كذا وبعدَ كذا، فَقَدْ تَألَّى على اللهِ وَكَذِبَ وافْتَرى ﴿قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾،69 يونس .
وجُلَّكُمْ لِمَا اقْصِدُ يَعْلَمُونَ ويَفْهَمُونَ، لِذَا، أُعْبُدُوا اللهَ كَمَا أَمَرَكم، وَسَيَرزُقُكُم كَمَا وَعَدَكم، وإنْ أردتُّمْ رَفْعَ الغَلاءِ، فَأَوقِفُوا العِصّيَانَ لربِّ السَمَاءِ، واعْلَمُوا : بأَنَّكُمُ مَاخَرَجْتُمْ منْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم، إِلا وَقَدْ كُتِبَتْ أَعْمَارُكم وآجَالُكُم، فَلَا يُشَكِّكَنَّكم جَاهِلٌ فِي عَقِيدَتِكُمْ، فَعِيشُوا الحَيَّاةَ بِفَألٍ وَبِشّرٍ، وانْشُرُوا الفَرحَ واتْرُكُوا الذُّعْرِ، وأكثِرُوا لِرَبِكُمْ الذِّكْرَ والشُكْرَ، واحْفَظُوا لِهذهِ الدَّوْلَةِ وَوُلاَةِ أَمْرِهَا، فَضْلَا عَلَيّكُمْ لَهُمْ يُذْكَرُ، اللَّهُمَّ أعْزَّ الدِّيْنَ وأَهْلَه في كُلِّ بِلَادٍ، واصْرِفْ عَنًا كُلَّ شرٍّ وفَسَادٍ، وارْفَعْ هَذا البَلاءَ عَنْ العِبَادِ، وانْصُرْ جُنُدَنَا الَّذِينَ بَايَعُوكَ على الجِهَادِ، واحْفَظْ وليَّ أَمْرِنا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، ووليَّ عَهْدِهِ، وارْزُقْهُم التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ، وأَعدْ الأمْنَ والأَمَانَ، إلى اليَّمَنِ والشَّامِ والعِراقِ وَفِلَسْطِينَ، وَاِرْأَفْ بِالْمُشَرِّدِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ في كُلِّ وَادٍ، وَاِهْدِ شَبَابَ وَشَابَّاتِ المُسّلِمِينَ، إلى الحَقِّ المُرَادِ، اللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا وارْحَمْ مَوْتَانَا واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا، وارْزُقْنا اللَّهمَّ الهُدى والرَشَادَ .
ضَحُّوا تَقَبَّلَ اللهُ ضَحَايَاكُمْ، وَكُلُوا وتَصَدَّقوا وَاهْدُوا، أعَادَ اللهُ عَليَّنَا العِيَّدَ، والْأُمَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ فِي عِزٍّ وَتَمْكِينٍ وَنَصْرٍ مَجِيدٍ .
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
المرفقات
1626664235_خطبة عيد الأضحى 1442هـ (مشكولة) للشيخ يحيى بن جبران جباري وفقه الله ونفع به.doc