خطبة: تَعْظِيْمُ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ

بندر المقاطي
1443/04/01 - 2021/11/06 10:20AM
 

تَعْظِيْمُ اللهِ جل جلاله

 


        ﴿الخُطْبَةُ الأُوْلَى﴾

الحَمْدُ للهِ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ، وَلَهُ النِّعْمَةُ وَالفَضْلُ، وَلَهُ المُلْكُ وَالحَمْدُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ وَالمَجْدُ، أَوَّلٌ لَيْسَ قَبْلَهُ شَيءٌ، وَآخِرٌ لَيْسَ بَعْدَهُ شَيءٌ، ظَاهِرٌ لَيْسَ فَوْقَهُ شَيءٌ، بَاطِنٌ لَيْسَ دُوْنَهُ شَيءٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ١٠٢﴾.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ U؛ اْتَّقُوهُ وَتَأَمَّلُوْا فِي آيَاتِهِ، وَتَفَكَّرُوا فِي مَخْلُوْقَاتِهِ، وَتَذَكَّرُوا آلاَئَهُ، وَجَزِيْلَ عَطَاءِهِ وَنَعْمَاءِهِ.

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّ فِي زَمَانِنَا هَذَا قَدْ كَثُرتْ فِيْهِ الأَشْغَالُ، وَتَغَيَّرَتْ فِيْهِ الأَحْوَالُ، وَانْبَهَرَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا مِنْ مُلْهِيَاتٍ، وَنَسُوا عِبَادَةً مِنْ أَعْظَمِ العِبَادَاتِ، وَهِيَ التَّفَكُرُ فِيْمَا أَبْدَعَ اللهُ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ، فَنَقَصَ تَعْظِيْمُ اللهِ فِي الخَلَوَاتِ.

فَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنا بِبَدِيْعِ صُنْعِ رَبِّ البَرِّيَاتِ، وَأَنْ نَتَأَمَّلَ آثَارَ عَظَمَتِهِ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، فَإِنَّ التَّفَكُرَ فِي مَخْلُوْقَاتِ اللهِ تَعَالَى، مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ تَعْظِيْمِ الرَّبِّ U فِي القُلُوبِ، ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ١٩٠ ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ١٩١﴾ .

اِسْأَلْ نَفْسَكَ؛ مَنْ خَلَقَ تِلْكَ السَّمَاوَاتِ الشِّدَادِ؟ وَمَنْ جَعَلَ الأَرْضَ مَبْسُوطَةً كَالمِهَادِ؟ وَمَنْ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً، فَأَخْرَجَ بِهِ أَشْجَاراً وَفَوَاكِهَ وَزُهُوراً؟ فَالمَاءُ وَاحِدٌ، وَالتُّرَابُ وَاحِدٌ، وَتَخْتَلِفُ الأَصْنَافُ لَوْناً وَحَجْماً، وَرَائِحَةً وَطَعْمَاً، ﴿أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهۡجَةٖ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ يَعۡدِلُونَ٦٠ أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَجَعَلَ خِلَٰلَهَآ أَنۡهَٰرٗا وَجَعَلَ لَهَا رَوَٰسِيَ وَجَعَلَ بَيۡنَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ٦١﴾ .

مَنْ يُجِيْبُ الدَّعَوَاتِ؟ وَمَنْ يَكْشِفُ الكُرُبَاتِ؟ وَمَنْ يَعُوْذُ بِهِ الخَائِفُ؟ وَمَنْ يَلُوذُ بِهِ الحَائِرُ؟ ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ٦٢ أَمَّن يَهۡدِيكُمۡ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَمَن يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦٓۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ تَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ٦٣﴾.

مَنْ خَلَقَ الكَائِنَاتِ مِنَ العَدَمِ؟ وَمَنْ يُعِيْدُهَا لِيَوْمٍ لاَ يَنْفَعُ فِيْهِ النَّدَمُ؟ مَنْ يَرْزُقُ الجَنِينَ فِي ثَلاَثِ ظُلُمَاتٍ؟ وَمَنْ يَعْلَمُ غَيْبَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ؟ ﴿أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ٦٤ قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ٦٥ بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ٦٦﴾ .

 

مَنْ خَلَقَنَا مِنْ تُرَابٍ؟ وَمَنْ يَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَالأَصْلابِ؟ كُلُّ ذَلِكَ وَمَنْ يُوْلَدُ وَمَنْ يَمُوْتُ فِي كِتَابٍ، ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَٰجٗاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ١١﴾ .

مَنْ يَأْتِيْنَا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؟ وَمَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ مُظْلِماً لِلسُّكُونِ وَالقَرَارِ؟ وَمَنْ جَعَلَ لِلْمَعَاشِ ضَوْءَ النَّهَارِ؟ وَمَنْ يَأْتِ بِهِمَا لَوْ أَذْهَبَهُمَا العَزِيْزُ القَهَّارُ؟ ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِضِيَآءٍۚ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ٧١ قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ٧٢﴾.

مَنْ رَزَقَنَا مِنَ الثَّمَرَاتِ وَالطَّعَامِ؟ وَمَنْ سَخَّرَ الفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ كَالأَعْلاَمِ؟ وَمَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ يَسِيْرَانِ بِانْتِظَامٍ؟ نِعَمٌ لاَ تُحْصَى مِنَ اللهِ ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ لِتَجۡرِيَ فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡهَٰرَ٣٢ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ٣٣ وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ٣٤﴾ .

فَاللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْبُدُكَ حَقَّ العِبَادَةِ، وَيَشْكُرُكَ حَقَّ الشُّكْرِ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَفَكَرُ فِي آلاَئِكَ وَيَعْتَرِفُ بِنَعْمَائِكَ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.

وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ

.
﴿الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ﴾

الْحَمْدُ للهِ ذِي العَظَمَةِ وَالجَلالِ، الَّذِي تَفَرَّدَ بِكُلِّ جَمَالٍ وَكَمَالٍ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى رَسُوْلِهِ؛ خَيْرِ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى رَبِّهِ بِالإِعْظَامِ وَالإِكْبَارِ وَالإِجْلاَلِ.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ: فَاتَّقُوا اللهَ الْمَلِكَ العَلاَّمَ، ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ٢٨١﴾.

يَا أَهْلَ الإِيْمَانِ: لاَ يَنْبَغِي لِجَمَادَاتٍ أَنْ تَكُوْنَ أَكْثَرَ تَعْظِيْماً للهِ تَعَالَى مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، فَهَذِهِ كَلِمَةٌ قَالَها أَهْلُ الكُفْرِ كَذِباً وبُهتاناً وَاغْتِرَاراً، كَانَ لَهَا الأَثَرُ العَظِيْمُ عَلَى المَخْلُوقَاتِ غَضَباً وَتَسْبِيْحاً وَاعْتِذَاراً، ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا٨٨ لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡ‍ًٔا إِدّٗا٨٩ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا٩٠ أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا٩١ وَمَا يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا٩٢ إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا٩٣﴾ .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي تَفْسِيْرِ هَذِهِ الآيَاتِ: "اقْشَعَرَّتِ الجِبَالُ وَمَا فِيْهَا مِنَ الأَشْجَارِ، وَالبِحَارُ وَمَا فِيْهَا مِنَ الحِيْتَانِ، وَفَزَعَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَجَمِيْعُ المَخْلُوقَاتِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ، وَكَادَتْ أَنْ تَزُوْلَ؛ وَغَضِبَتِ المَلائِكَةُ، وَاسْتَعَرَتْ جَهَنَّمُ، حِيْنَ قَالُوا: اِتَّخذَ اللهُ وَلَداً".

وَالعَجِيْبُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ لَمْ يُعَظِّمِ اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّعْظِيْمِ، فَخَاطَبَهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَائِلاً: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ٦٧﴾، قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ e هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهوَ يَقُولُ: «يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّ تَعْظِيْمَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لَا يَكُوْنُ بِالتَّمَنِّي، بَلْ لَا بُدَّ مِنِ اتِّبَاعٍ صَادِقٍ لِنَبِيِّهِ e، وَالعِلْمِ بِاللهِ تَعاَلَى، وَالمُحَافَظَةِ عَلَى تَوْحِيْدِهِ، وَالقِيَامِ بِشَرِيْعَتِهِ، وَاجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ، قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الخَطِيْئَةِ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى عَظَمَةِ مَنْ عَصَيْتَ".

فَيَا عَبْدَ اللهِ: إِذَا أَحْسَسْتَ بِضَعْفٍ فِي تَعْظِيْمِكَ للهِ U، فَتَأَمَّلْ فِي مَخْلُوقَاتِهِ الكَثِيْرَةِ، وَنِعَمِهِ الوَفِيرَةِ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ، فِي يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ، فَإِنْ كَانَ فِي طَاعَةِ الكَرِيْمِ؛ فَاثْبُتْ فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ ثَمَرةُ التَّعْظِيْمِ.

الشَّمْسُ وَالْبَدْرُ مِنْ آيَاتِ قُدْرَتِهِ

وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَاهُ

الطَّيْرُ سَبَّحَهُ وَالْوَحْشُ مَجَّدَهُ

وَالْمَوْجُ كَبَّرَهُ وَالْحُوتُ نَاجَاهُ

وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ

وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُ

وَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ جَهْرًا فَيَسْتُرُهُمْ

وَالْعَبْدُ يَنْسَى وَرَبِّي لَيْسَ يَنْسَاهُ

فَاللَّهُمَّ امْلأْ قُلُوبَنا إِعْظامًا وَإِجْلاَلاً لَكَ، واجْعَلْنَا مِنَ الرَّاغِبِينَ الرَّاهِبِينَ الخَاشِعِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ، وَجَنِّبْنا مَعْصِيَتَكَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الرَّاشِدِيْنَ، يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِيْنَا وَلِجَمِيْعِ الـمُسْلِمِيْنَ وَالْـمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عِبَادَ اللهِ:  اذْكُرُوا اللهَ العَظِيْمَ الجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ عَلَى آلَائِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿..وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ٤٥﴾. 

المرفقات

1636193964_تَعْظِيْمُ اللهِ جل جلاله.doc

1636193968_تَعْظِيْمُ اللهِ جل جلاله.pdf

المشاهدات 1095 | التعليقات 0