تَنَزّهُوا ولكنْ تَنَزّهُوا ( حسب التعميم)

راشد بن عبد الرحمن البداح
1444/05/28 - 2022/12/22 16:16PM

الحمدُ للهِ فارجِ الهمِ، كاشفِ الغمِ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ذو العطاءِ والفضلِ الأتمِ،وأشهد أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، الذي أمتُه خيرُ الأممِ، وعلى آلهِ وصحابتِه أهلِالشيمِ والشممِ، أما بعدُ:

فاتقوا اللهَ تعالى، واعلموا أننا لم نُخلقْ عبثًا، ولن نُتركَ سدىً.

معاشرَ المسلمينَ: إن من نعمِ اللهِ الظاهرةِ أن سخرَ أنواعًا من المرفهاتِ والمراكبِالفارهاتِ: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّرَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

ومع هذه الراحةِ الميسرةِ -إخوةَ الإسلامَ- إلا أن أضرارَ وأخطارَ هذهِالمراكبِ المبثوثةِ في البرِ والبحرِ تتزايدُ، مما يؤكدُ في حقِ العبدِالاحتماءَ باللهِ وارتقابَ لطفهِ واللجوءَ إليه، وعدمَ مبارزتهِ بالمعاصي، وعدمَ التفريطِ بالأسبابِ الواقيةِ، والجوالَ الجوالَ فهو المتهمُ الأكبرُ.

وثمتَ توجيهاتٌ مهمةٌ للخارجينَ للرحلاتِ البريةِ خصوصًا، فمنها:

الأذانُ للصلاةِ في الفلاةِ، فله فضلٌ خاصٌ؛ لقولهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ، وَلاَ إِنْسٌ، وَلاَ شَيْءٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ.. رواهُ البخاريُ.

ومن الآدابِ: ذِكْرُ الدعاءِ عند النزولِ وتذكيرُ الكبارِ به، وتعويدُالأطفالِ عليهِ، فقد روى مسلمٌ وابنُ ماجةَ واللفظُ له: أنه قيلَ للنبيِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنَّ فُلانًا لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَلَمْ يَنَمْلَيْلَتَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْشَرِّ مَا خَلَقَ، مَا ضَرَّهُ لَدْغُ عَقْرَبٍ حَتَّى يُصْبِحَ.

ومما ينبغي مراعاتُه في البرِ: الحذَرُ من تقذيرِ أماكنِ النزهةِ،فهذا من الإيذاءِ المحرمِ لقولهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اتَّقُوا الْمَلاَعِنَالثَّلاَثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ. رواهُ أبو داودَ بسندٍصحيحٍ.

ويُقاسُ عليهِ رميُ مخلفاتِ الأكلِ الورقيةِ والبلاستيكيةِ والمعدنيةِ.وأقبحُ منه ما تفعلُه بعضُ النساءِ من رميِ حفائظِ الأطفالِ. وليس الحلُ هو إحراقُ المخلفاتِ قبلَ الارتحالِ من المكانِ، ولكن بجمِعها في كيسٍ وربِطها ثم إلقائِها بأقربِ حاويةٍ؛ ليسلمَ مِن أذاها مَن أتاهامن إنسانٍ أو حيوانٍ. وإلا فقد ماتتْ حيواناتٌ بسببِ ابتلاعِها لهذه المخلفاتِ!

ألا ما أجملَ أن يَظهرَ المسلمُ بصورةِ الواعيِ الذي لا يفكرُ فينفسهِ فقط، بل يفكرُ فيمن يأتي بعدَه، ولا يؤذيْ مشاعرَ من يجلسُبجوارهِ.

فاحذَروا أذيّةَ إخوانِكم مرتادِي المتنزهاتِ والبراري: بأيِّ نوعٍ منأنواعِ الأذى، فتَنزَّهُوا ولكنْ تَنزهُوا. ورسولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يقولُ: مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ. أخرجهُ الطبرانيُبسندٍ حسنٍ().

ومن الإيذاءِ للمسلمينَ في طرقِهم: أولئكَ الشبابُ الذين يُروعونَأهالِيهمْ والمتنزِهينَ بالمخاطراتِ والاستعراضاتِ العبثيةِ، بعبورِ السيولِبالسياراتِ، وصعودِ كثبانِ الرملِ المرتفعةِ، مما يسببُ فواجعَ تُفسدُجمالَ النزهةِ، وأُنسِ الرحلةِ.

ومن آدابِ التنزهاتِ الحذرُ من الإسرافِ في المشترياتِ المطبوخةِوالمأكولةِ، ولنسألْ أنفسَنا: هل من شُكرِ النعمةِ الإسرافُ بشراءِأطعمةٍ زائدةٍ عن الحاجةِ، ثم إهانتُها بإلقائِها في الأرضِ، بحجةِأن البهائمَ والطيورَ تأكلُها؟! فاللهم اجعلنا منَ الشاكرينَ.

 

الحمدُ للهِ وكفى، وصلاةً وسلامًا على النبيِ المصطفَى، أما بعدُ:

فإليكم  أيُها المتنزهونَ وصايا موجَزةً وملخِصةً لما سبقَ، وكلُها داخلةٌ في قولِ ربِنا: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة2]

1. التحذيرُ من المبيتِ أو المكثِ في الأوديةِ والشعابِ، أو قطعِها بالسيارةِ أثناءَ جريانِها، لما فيهِ من تعريضِ النفسِ والمالِللهلاكِ. وقد أحسنتِ الجهاتُ الأمنيةُ، بفرضِ غرامةٍ على المخالفينَ. كما تُشكرُ جمعيةُ فزعةٍ التطوعيةُ، لجهودِها في إنقاذِ العالِقينَ والبحثِ عن المفقودينَ.
2. أهميةُ المحافظةِ على الغطاءِ النباتيِ، وعدمُ إفسادِ العشبِأثناءَ الرحلاتِ.
3. عدمُ قطعِ الأشجارِ والاعتداءِ عليها. بل علينا المساهمةُ في التشجيرِ، وشكرًا لجمعيةِ أصدقاءِ البيئةِ جهودَهم الظاهرةَ في التشجيرِ والتوعيةِ.
4. إشعالُ النارِ بالطرقِ المسموحِ بها، وإطفاؤُها قبلَ مغادرةِالمكانِ.
5. الحرصُ على نظافةِ المتنزَّهِ عند مغادرتهِ، واستشعارُ ما يترتبُعلى تركِ المخلفاتِ والقاذوراتِ من إفسادٍ للبيئةِ وإيذاءٍ للناسِ.
6. مراعاةُ الأنظمةِ التي أقرّتْها وزارةُ البيئةِ والزراعةِ والمياهِوالمديريةُ العامةُ للدفاعِ المدنيِ، والتي تُحققُ المصلحةَ العامةَللجميعِ، وتحققُ رؤيةَ عشرينَ ثلاثينَ.
• فاللهم أصلحنا وأصلح الشبابَ والفتياتِ، للمحافظةِ على دينِهم وقيمِهم وعاداتِ بلدِهم ومكتسباتِ وطنِهم.
• اللهم إنا نعوذُ بك مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ. اللهم احفظْ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ.
• اللهم وأيد بالحقِ إمامَنا، ووليَّ عهدِه، ووفقهما لما تحبُّ وترضَى، وخُذْ بناصيتِهِما للبرِّ والتقوى. وارزقهمْ بِطانةَ الصلاحِ والفلاحِ.
• اللهم لكَ الحمدُ يا مَن هو للحمدِ أهلٌ. اللهمَ لكَ الحمدُ على ما أنزلتَ من خيراتِ السحابِ، وأجريتَ من وديانٍ وشِعاب.
• لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ.
• اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْعِبَادِ وَالْبِلَادِ وَالْبَهَائِمِ مِنَ اللَّأْوَاءِ وَالْجَهْدِ مَا لَا نشْكُوهُ إِلَّا إِلَيْكَ.
• اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
• اللهم ص

المرفقات

1671714948_تنزهوا ولكن تنزهوا (حسب التعميم).docx

1671714960_تنزهوا ولكن تنزهوا (حسب التعميم).pdf

المشاهدات 1616 | التعليقات 0