تنبيه العقول بحقوق آل بيت الرسول

محمد بن سليمان المهوس
1444/01/10 - 2022/08/08 21:56PM

الخُطْبَةُ الأُولَى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِسَنَدِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بنُ مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إلَيْهِ قالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا؛ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ معهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سَمِعْتَ مِن رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قالَ: يا ابْنَ أَخِي، وَاللَّهِ لقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذي كُنْتُ أَعِي مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَما حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لاَ فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قالَ: قَامَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قالَ: وَأَهْلُ بَيْتي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي. فَقالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَن أَهْلُ بَيْتِهِ؟ يَا زَيْدُ، أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قالَ: نِسَاؤُهُ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ، قالَ: كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قالَ: نَعَمْ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ يُبَيِّنُ رَسُولُنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مَا لآلِ بَيْتِهِ مِنْ حُقُوقٍ عَلَى الأُمَّةِ! لِمَا لَهُمْ مِنْ كَرَامَةٍ وَشَرَفٍ وَسِيَادَةٍ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَيْنِ:

قِسْمٌ كُفَّارٌ، فَهَؤُلاَءِ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِنْ كَانُوا أَقَارِبَ لَهُ فِي النَّسَبِ؛ لأَنَّ اللهَ قَالَ لِنُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ حِينَ قَالَ: ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي﴾، وَكَانَ ابْنُهُ كَافِرًا قَالَ: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾، فَالْكُفَّارُ مِنْ أَقَارِبِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؛ فَأَبُو لَهَبٍ وَأَبُو طَالِبٍ لَمْ تَنْفَعْهُمْ قَرَابَتُهُمْ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- حِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ.

وَقِسْمٌ مِنْ قَرَابَتِهِ مُؤْمِنُونَ، هُمْ أَهْلُ بَيْتِهِ، وَمِنْهُمْ أَيْضًا زَوْجَاتُهُ، فَإِنَّ زَوْجَاتِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُنَّ مِنْ آلِ بَيْتِهِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، وَهَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ وَاضِحٌ جِدًّا بِأَنَّ زَوْجَاتِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مِنْ آلِ بَيْتِهِ، خِلاَفًا لِمَنْ قَالَ: إِنَّ زَوْجَاتِهِ لَسْنَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَالَ تَعَالَى فِي الآيَةِ الأُخْرَى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6]؛ أَيْ: أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ وَهَذَا بِالإِجْمَاعِ، فَمَنْ قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَيْسَتْ أُمًّا لِي، فَلَيْسَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قِيلَ لَهُ: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

وَلأَهْلِ بَيْتِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ الْمُؤْمِنِينَ لَهُمْ حَقَّانِ: حَقُّ الإِيمَانِ، وَحَقُّ الْقَرَابَةِ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-. وَعَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِي الصَّحَابَةِ عُمُومًا، وَفِي آلِ الْبَيْتِ خُصُوصًا: حُبُّ جَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَالتَّرَضِّي عَنْهُمْ، وَاقْتِفَاءُ أَثَرِهِمْ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَّ اللهَ اخْتَارَهُمْ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَيُمْسِكُونَ عَمَّا حَصَلَ بَيْنَهُمْ مِنَ التَّنَازُعِ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ مَأْجُورُونَ؛ لِلْمُصِيبِ مِنْهُمْ أَجْرَانِ، وَلِلْمُخْطِئِ أَجْرٌ وَاحِدٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ، وَيَرَوْنَ أَنَّ أَفْضَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَيُحِبُّونَ آلَ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَيَرَوْنَ أَنَّ لَهُمْ حَقَّيْنِ: حَقَّ الإِسْلاَمِ، وَحَقَّ الْقَرَابَةِ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَيُوَالُونَهُمْ، وَيَتَرَضَّوْنَ عَنْهُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَيَحْفَظُونَ حَقَّهُمْ، وَيُدَافِعُونَ عَنْهُمْ، وَيُبْغِضُونَ مَنْ يُبْغِضُهُمْ مِمَّن كَفَّرَ بَعْضَهُمْ أَوْ سَبَّهُمْ أَوْ غَلاَ فِيهِمْ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَحَبَّتَكَ، وَمَحَبَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمَحَبَّةَ صَحَابَتِهِ وَآلِ بَيْتِهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَحَبَّةَ آلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَمْرٌ تَهْفُو إِلَيْهِ النُّفُوسُ، إِخْلاَصًا للهِ تَعَالَى، وَحِفْظًا لِحُقُوقِهِمْ مِنْ دُونِ غُلُوٍّ فِيهِمْ، أَوْ بِأَحَدِهِمْ؛ مَعَ حُبِّنَا لِجَمِيعِ صَحَابَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- تَدَيُّنًا وَاعْتِقَادًا وَعَمَلاً بِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» [صححه الألباني].

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾، وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رواه مسلم].

المرفقات

1659984999_‎⁨تنبيه العقول بحقوق آل بيت الرسول⁩ 2.docx

المشاهدات 680 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا