العيد فرح وجوائز!
أسامة بن سعود عبد الله التميمي
1446/09/29 - 2025/03/29 21:30PM
- العيد فرح وجوائز!
خطبة عيد الفطر المبارك
الخطبة الأولى.
الحمد لله، الحمد لله وهو الولي الحميد، والله أكبر ما هلَّ هلالُ العيدِ، والحمدُ للهِ ما تكرَّم بنِعَمِه وفضلِه على العبيدِ، والله أكبر ما هدَى ووفَّق للسبيل الرشيد، والحمد لله ما أشرقت بأنوار الطاعات القلوب والجباه، والله أكبر ما تعطرت بالذكر المجالس والأفواه، والحمد لله على ما تفضل بالجزاء الأوفر، والله أكبر؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
أحمَدُه سبحانه، جعَل خاتمةَ شهرِ الصيامِ عيدًا، وأشكره -سبحانه- وأسأله في الدارين عيشًا سعيدًا، وفضلًا مزيدًا، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ثبتنا على كلمة التوحيد دومًا، ووفَّقَنا لصالح العمل، صلاة وزكاة وحجًّا وصومًا، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، خير مَنْ سبَّح وهلَّل وكبَّر، وأفضلُ مَنْ ذَكَرَ وشَكَرَ وذَكَّرَ، اللهُمَّ صل وسلم عليه، في هذا اليوم الأغر، وزدنا به حبًّا، وحقِّق لنا يوم القيامة مِنْ عَلِيِّ مقامِه قربًا، وصلِّ وسلِّم على آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، والتابعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، ما تعاقب الليل والنهار.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناسُ- ونفسي بتقوى الله؛ فاتقوا الله -رحمكم الله-، واعلموا أنَّ الوُدَّ بين الإخوة نعمة، والتواصلَ بينَهم رحمةٌ؛ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الْحُجُرَاتِ: 10]، والنعمةُ يزيدُها الشكرُ، والبلاءُ يُخفِّفُه الصبرُ، والذنبُ يمحوه الاستغفارُ.
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
عيدُكم مبارَكٌ، كتَب اللهُ لكم سعادةَ إهلالِه، ورزَقَكم بركةَ كمالِه، وزادَكم مِنْ فضلِه ونوالِه، وقَرَنَ عيدَكم بالقَبولِ، والفوز بالمأمول، وقَبِلَ اللهُ بالقَبول صيامَكم، وبعظيم المثوبة قيامَكم.
الله أكبر على ما حَبَى، واللهُ أكبرُ على ما أنعَم وأَوْلَى.
أيها الصائمون القائمون! :
أثمر صبركم بإذن الله تعالى
ذهب التعب وبقي لذة الأجر!
افرحوا الله أكبر..
افرحوا وهللوا الله أكبر..
افرحوا واستبشروا خيرا.. الله أكبر!
افرحوا واشكروا الله، الله أكبر
افرحوا ففرحكم اليوم عبادة!
افرحوا ففرحكم اليوم شعيرة..
افرحوا وتناسوا أحزانكم..
فوالله إن المؤمن في خير في جميع أحواله وإن مآله إلى خير بل خيرات بإذن الله تعالى..
عباد الله!
انتشلوا الحزن من قلوبكم...
فإن الحزن يضعف القلب ويوهن العزيمة..
انتشلوه مستبشرين بالفرج القريب..
عباد الله!
كل واحد منكم لديه من الهموم الشيء الكثير..
لكن لا تجعل هماً واحداً ينسيك ألفاً من النعمِ
الله أكبر، قَدَّمَ مَنْ شاء بفضله، وأَخَّرَ مَنْ شاء بعدله.
معاشرَ الأحبةِ! :
العيد مناسبة طيبة لتصفية القلوب وإزالة الشوائب عن النفوس وتنقية الخواطر مما علق بها من بغضاء أو شحناء، فلنغتنم هذه الفرصة، ولتجدد المحبة وتحل المسامحة والعفو محلّ العتب والهجران مع جميع الناس، من الأقارب والأصدقاء والجيران، وتذكر قول النبي : ((وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزاً)) رواه مسلم، وقوله : ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية عند أبي داود: ((فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)) صححه الألباني. واستمع إلى حديث تقشعّر منه الجلود، قال : ((من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)) رواه أبو داود وصححه الإمام الألباني.
ألا فاتقوا الله معاشر المتباغضين، وسارعوا إلى إصلاح ذات بينكم، وكونوا عونًا لأنفسكم وإخوانكم على الشيطان، ولا تكونوا عونًا للشيطان على أنفسكم وإخوانكم.
الله أكبر، من اعتصم به لا يضل، ومن اعتز به لا يذل، والله أكبر، له الكبرياء في السماوات والأرض، -تبارك وتعالى- و-عز وجل-.
عباد الله!
إن لأمواتكم حق عليكم
فلا تنسوهم من صالح الدعاء
فإن الدعاء لهم فرح تدخلون عليهم
فأفرحوهم بدعواتكم الصادقة!
ولا تحزنوا لمفارقتهم فقد ذهبوا
لمن هو أكرم مني ومنكم..
وتذكر من فارقونا لا يعني
الحزن والألم..
فوالله لن ينفعهم حزننا وألمنا
وإنما ينفعهم منا الدعاء والصدقة عنهم.
ومن الخطأ أن يبقى الإنسان
يتذكر أحزانه في يوم عيد وفرح
بل عليه أن يدعو لمن فارقوه
ولا يحزن! فوالله إن لنا ربٌ
لن يخيب ظننا بأن يجمعنا بهم
في جنات ونهر في مقعد صدق
عن مليك مقتدر عز وجل.
الله أكبر، جامع الناس ليوم لا ريب فيه، والله أكبر يسمع ما يبديه العبد وما يخفيه.
عباد الله!
أرئيتم أثر الطاعات
هل لاحظتم تلك السعادة!؟
هل شعرتم بذلك الأنس!؟
إنه القرب من الله
كلما اقتربنا منه عز وجل
شعرنا بالسعادة والخير..
بالله عليك أي حياة تلك
التي نكون فيها بعيدين عن الله
والله إنه الشقاء والعناء والنصب..
لنستمر على الطاعات ولنواصل الصالحات.
فإن من هدي نبيكم المواصلة بالخير ولذلك كان يصوم رمضان ثم يتبعه ستا من شوال وكان يبشر بأن ذلك صيام الدهر.. فلا يفوتكم صيامها لتواصلوا الخيرات وتداوموا على الطاعات..
عبادَ الله : أَبْشِروا فلَنْ يُعدَمَ مُسلمٌ مِنْ رمضانَ خيراً ؛ صِيامٌ وصَلاةٌ وقُرآنٌ ، وصَدَقةٌ وبِرٌّ وإِحسَانٌ، فَما
بَينَ مُستَقِلٍّ ومُستَكْثِرٍ ، ومَا بين خَيِّرٍ وأَخْيَر، زَالَ النَّصَبُ، وذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّه ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾التوبة : 120.
وقَالَ صلى الله عليه وسلم «قَالَ اللهُ تعالى: " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ "رواه مسلم .
وَقَالَ الإمامُ مُجاهِدٌ رَحمهُ اللهُ: فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ الحاقة:24.
إِنَّ الأَيَّامَ الْخَالِيَةَ هِيَ أَيَّامُ الصِّيَامِ، أَيْ: كُلُوا وَاشْرَبُوا بَدَلَ مَا أَمْسَكْتُمْ عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ لِوَجْهِ اللهِ تعالى .أ.هـ .
معاشرَ الأحبةِ: صِلُوا أرحامَكُم بِالزَّيارات، والهدايا، والنَّفَقات، صِلُوهُمْ بالعَطْفِ والحَنانِ، ولِينِ الجَانِبِ، وبَشاشَةِ الوَجْهِ والإِكْرامِ والاحْتِرام. فَمَنْ وَصَلَ رَحِمَه؛ فَلْيُبْشِرْ بِسَعادَةِ الدُّنيا والآخِرَة، فإِنَّ صِلَةَ الأرحام سببٌ لِزِيادةِ المالِ، وسَعَةِ الرِّزْقِ، وطُولِ العُمُر، فثَوابُها مُعَجَّلٌ في الدُّنيا، ونَعِيمٌ مُدَّخَرٌ في الآخرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ البَيْتِ لِيَكُونُوا فَجَرَةً، فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ، وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا» صحيح – رواه ابن حبان. وفي رواية: «لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعُ اللهَ فِيهِ؛ أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ» صحيح – رواه البيهقي.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» متفق عليه. قال عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ رحمه الله: (مَا مِنْ خُطْوَةٍ بَعْدَ الفَرِيضَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خُطْوَةٍ إِلَى ذِي رَحِمٍ).
وصِلَةُ الأرحامِ سَبَبٌ لِدخولِ الجِنَان؛ قال تعالى – في وَصْفِ أهلِ الجَنَّة: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ ثم ذَكَرَ جزاءَهُم: ﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 21-24]. وفي الحديث: «أَفْشِ السَّلاَمَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الأَرْحَامَ، وَصَلِّ وَالنَّاسُ نِيَامٌ؛ ثُمَّ ادْخُلِ الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» صحيح – رواه أحمد.
مِنْ صلةِ الرحمِ نشرُ التغافلِ، ومِنْ دعائمِ الاستقرارِ في البيوتِ التغافلُ، ومِنَ المعاشرةِ بالمعروفِ التغافلُ، وذو الرحم لا يستقصي مِنْ ذوي رحمه؛ فإنَّ الاستقصاءَ فُرقةٌ.
أيها المسلمون: أما نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيقول سفيان الثوري -رحمه الله-: "ما استقصى كريم قط، ألم تسمع لقوله -عز وجل- في حق نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)[التَّحْرِيمِ: 3]".
الله أكبر -جل جلاله-، وتباركت أسماؤه، وكرمت فعاله.
ومن مأثور أهل العلم والحكمة: بلَغ الإمامَ أحمدَ -رحمه الله- أنَّ عثمانَ بنَ زائدة قال: "العافيةُ عَشْرُ أجزاءٍ؛ تسعةٌ منها في التغافل"، فقال الإمام أحمد: "العافيةُ عشَرةُ أجزاءٍ، كلُّها في التغافل".
ومن جميل ما قيل: "مِنْ سُوءِ خُلِقِكَ وقوعُ بصرِكَ على سُوء خُلُقِ غيرِكَ".
واعلموا -رحكم الله-: أن من تمسَّكَ بزمامِ التغافلِ مَلَكَ زمامَ المروءةِ، وما الفاضلُ إلا الفَطِنُ المتغافلُ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الْأَعْرَافِ: 199].
عبادَ اللهِ : إنَّ هَذهِ النِّعمَ الرَّبَّانيةَ، والعَطايَا الإِلهِيَّةَ ، التي فِيهَا تَتَقَلَّبُونَ، وعَلَيهَا تُمْسُونَ وَتُصْبِحُون، وبِهَا تَغدُونَ وَتَرُوحُون ، تَوْحِيدٌ وإيمَانٌ ، أَمْنٌ في الأوْطانِ ، وعَافِيَةٌ في الأَبدَانِ ، وسَعَةٌ في الأرزَاقِ ، جَمَعَكُمْ ربُّكمْ ، وكثَّركُمْ بعدَ القِلَّةِ ، وأَغنَاكُمْ بعدَ العَيْلَةَ ، وآمَنَكُمْ من الخَوْفِ ، نِعَمٌ إلهيةٌ عَظِيمَةٌ ، وشُكْرُ اللهِ عزَّ وَجَلَّ ؛ هوَ الحَافِظُ لهذهِ النِّعَمِ المَوْجُودَةِ ، والجَالِبِ للنِّعَمِ المفقُودةِ ، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾إبراهيم : 7 .
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ
عباد الله!
إياكم والتشدد في الدين
فقد هلك المتنطعون!
فعنْ أُمِّ المؤمنينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ – يعني يَومَ أنْ لَعِبَ الحَبشةُ في المَسجِدِ : " لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ "
رواه أحمد بسند حسن .
ديننا دين فسحة وسرور
ديننا دين بهجة وحُبُور..
ففسحوا على أهليكم في عيدكم
أدخل عليهم الفرح..
تبادلوا الهدايا والعطايا
استقبلوا التهاني وانشروا البهجة؛
ولا تنسوا العمال والمساكين من حولكم
أسعدوهم؛ يسعدكم الله بهم!
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الخطبة الثانية!
الحمدُ للهِ حَمداً كَثيراً طَيِّباً مُبَاركَاً فِيهِ ، كَمَا يُحبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلى آلهِ وَصَحْبهِ وسَلَّمَ تَسلِيماً كَثِيراً ، أمَّا بَعد :
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ،
واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ .
إلى تلك الأم المباركة!
وتلك الأخت الكريمة!
هنيئا لكنّ تلك الأجور الفضيلة!
فقد حزتن ثَوابَ تَفْطِيرِ الصَّائِمِ ، بِإِعْدَادِكم الطَّعَامَ لِأَهْلِ بَيْتِكم، وكُلُّ مَنْ شَارَكَ فِي الإِعدَادِ فَهُوَ مُشَارِكٌ فِي الْأَجْر -إِنْ وُجِدَتْ النَّيةُ -، قال صلى الله عليه وسلم : " من فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ": رواه الترمذي بسند صحيح .
كما أطعمتم غيركم؛ نسأل الله أن يطعمكم من ثمار الجنة ونعيمها وشَكَرَ اللهُ سَعْيَكُنَّ ، وتَقَبَّلَ الموْلَى طَاعَتَكُنَّ ، وجَعَلَ اللهُ أَعْلَى الجِنَانِ مَنَازِلِكُنَّ ، أَطِعْنَ اللهَ ورَسُولَهَ ، وأَحْسِنَّ إلى أَزْوَاجِكُنَّ ، ولَا تُرْهِقُوا أَنْفُسَكُنَّ بِالُمقَارَنَاتِ ، فَكُلَّمَا اتَّسَعَتْ العَيْنُ ضَاقَ الصَّدرُ .
ولْتَعْلَمْ المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ :
أنَّ في لُزُومِ الحِجَابِ ، وطاعة الأزواج في المعروف خير عظيم لها.
قال صلى الله عليه وسلم :
" إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا ، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ" رواه أحمد وحسنه الألباني.
أيها الآباء
أيتها الأمهات!
اعلموا أن أبناءكم أمانة في أعناقكم؛ عنهم ستسألون وعليهم ستجازون.. فالله الله أن تحتسبوا الأجر في تربيتهم على الصلاح ، والتَمَسُّكِ بِقِيَمِ الدَّينِ القَوِيمِ ، والتَّخَلُّقِ بِأَخْلاَقِ القُرآنِ العَظِيمِ.. وشجعوهم على الصلة والإِحْسَانِ إلى الأقارب والجِيرَانِ ،
وهنيئا والله لمن ربى أولاده على ذلك
فإن له مثل أجورهم!
الله أكبر ولله الحمد.
وكل ما يعمله الأولاد من الخير
هو في ميزان حسنات والديهم
إن هم ربوهم على الخير
والعكس كذلك!
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ
اللَّهُمَّ أَسْعِدْ في هَذا العِيدِ قُلُوبَنَا، وفَرِّجْ هُمُومَنَا، واشْفِ مَرضَانَا ، وارْحَمْ مَوْتَانَا ، وأَصْلِحْ أَحْوَالَنَا وأَحْوَالَ المُسْلِمينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ .
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَليِّ أَمْرِنَا وَوَليِّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَخُذْ بِنَواصيهم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَاجْعَلْ بِلَادَنَا بِلَادَ إِيمَانٍ وَأَمَانٍ ، وَرَخَاءٍ وَسَعَةِ رِزْقٍ ، وَاصْرِفْ عَنْهَا الشُّرُورَ وَالْفِتَنَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
أسألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَهُ عِيدَ خَيرٍ وَبَرَكةٍ ، وأنْ يُعيدَهُ عَلِينَا وَعَلَيْكُمْ أَعْوَاماً عَدِيدَةٍ وَأَزْمِنَةٍ مَدِيدَةٍ ، في صِحَّةٍ وعَافِيةٍ ، وفي عِزٍّ للإِسْلامِ والمُسْلِمِينَ ، وسَلَامَةٍ وأَمْنٍ وطُمَأْنِينَةٍ ، إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٍ.
وصَلِّ اللهم ُوسَلِّم عَلىَ نبَينّا محُمَّدٍ وَعَلىَ آلهِ وَصَحْبِهِ أَجمْعَيِن
وَالحْمَْدُ للهِ رَبِّ الْعَاْلمَيِن
- وكل عام وأنتم بخير...
المرفقات
1743273983_العيد فرح وجوائز ..docx
1743274000_العيد فرح وجوائز ..docx