الرجل الأول بعد الأنبياء (أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-).

عبدالله الغامدي
1445/11/22 - 2024/05/30 18:39PM

الخطبة الأولى:

إنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إلَيْهِ، ونعوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فلا مضلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلا اللَّهُ وَحَدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} أما بعد

كانَ رجلًا أبيضَ البشرة، بارزَ الجبهة، غائرَ العينين، خفيفَ شعرِ اللحية والعارضين، دقيق السَّاقين، نحيلَ الجسم جدًّا حتَّى أنَّ ملابسه كانت تسقطُ منه ولا تستمسكُ عليه!

هذهِ الأوصافُ التي تبدو باديَ الأمرِ أنَّها لرجلٍ عاديٍّ أو شخصيَّةٍ اعتياديَّة، هي في الحقيقةِ للرجلِ الذي قالَ عنهُ الإمامُ النوويُّ رحمه الله بعد أن عدَّدَ وسردَ العشراتِ من مناقبهِ وفضائلهِ: "ومَن "يُحصي مناقبَه غيرُ اللهِ -جلَّ ذكره-؟!"وهي للرجلِ الذي قالَ عنهُ الإمامُ ابنُ كثير رحمه الله: "أفضلُ رجلٍ بعدَ الرُّسلِ والأنبياء!

  تلك هي صفاتُ عبدِالله بنِ عثمانَ بنِ عامرَ بنِ عمرو، المشهور بأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- 

أبو بكرٍ الصدِّيق -رضي الله عنه- هذا الصحابيُّ الجليلُ لو قلَّبتَ في سيرتهِ وفتَّشت عن أخباره؛ فلن تجده إلا الرَّقم واحد بعدَ النبيِّ ﷺ دائمًا، فلا يمكن أن تجد أبو بكر رضي الله عنه الثاني أبدًا!

-أولُ مَن آمنَ بالنبيِّ ﷺ من الرّجالِ: أبو بكر، أولُ مَن جمعَ القُرآنَ: أبو بكر، أول من واسى النبيَّ ﷺ بنفسهِ ومالهِ معًا: أبو بكر، أولُ مَنْ أسلمَ أهلُه جميعًا: أبو بكر -رضي الله عنه.

وهكذا لن تجدَ أبو بكرٍ رضي الله عنه دائمًا إلا الأول، ولذلك كانَ هو الرَّجلَ رقم واحد!

 النبيُّ ﷺ صلَّى مرةً صلاةَ الفجرِ، فلمَّا قضى صلاته التفتَ إلى الصَّحابةِ رضي الله عنهم وسألهم: مَن أصبحَ منكم اليومَ صائمًا؟ فسكتَ الجميعُ، وقالَ أبو بكر رضي الله عنه: أنا يا رسولَ الله، مَنْ عادَ منكم اليومَ مريضًا؟ أبو بكر: أنا يا رسول الله! مَنْ تبعَ منكم اليومَ جنازة؟ أبو بكر: أنا يا رسول الله! مَن أطعمَ منكم اليومَ مسكينًا؟ أبو بكر: أنا يا رسولَ الله 

هكذا كانَ أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يسبقُ الجميعَ في كلِّ خير، ولذلك كان الرَّجلَ رقم واحد!

أبو بكر الصِدِّيق رضي الله عنه- دخلَ عليه غلامُه مرةً بطعامٍ، فقدَّمه إليه فأكلَ منه، فلمَّا فرغَ منه، قالَ لهُ الغلام: هل تعلمُ مِن أينَ أتيتُ بثمنِ هذا الطَّعام؟ فقال له: مِن أين؟ فقال الغلام: كنتُ قدْ تكهّنتُ في الجاهليّة كهانةً -يعني أخذتُ مالًا من إخباري لرجلٍ بأمورٍ مستقبليَّة- فاشتريتُ هذا الطعام من ثمن تلك الكهانة.

وكانَ أبو بكر -رضي الله عنه- قد سمعَ رسولَ الله ﷺ قبلَ ذلك يقول: (حلوانُ الكاهنِ خبيث)؛ فما كانَ مِنْ أبي بكرٍ إلا أنْ أدخلَ إصبعهَ في فَمِه، وأخرجَ جميعَ الطَّعام مِن بطنه!

نعم لقد كانَ أبو بكرٍ -رضي الله عنه- معذورًا في أكله من ذلك الطَّعام لجهله؛ لكنَّ هذا الاحتياطَ العالي والورعَ الشديدَ في الدينِ؛ هو الذي جعل أبا بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه الرّجل رقم واحد!

أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه كانَ على هذا الاهتمامِ الشَّديدِ بعباداته الخاصَّة، واحتياطه العالي في دينه، إلا أن همَّهُ لم يكن يقتصرُ على نفسهِ فقط، بل كان يحترقُ لأجلِ الدين، ويحملُ همَّ  -نشرهِ وتبليغهِ على عاتقه؛ حتَّى استطاعَ بهمِّه هذا أن يأتي بكبارِ الصَّحابة: عثمانُ بن عفّان، عبدالرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقّاص، طلحة بن عبيدالله، الزبير بن العوّام -رضي الله عنهم-

هذهِ الأسماءُ الكبيرةُ، المبشَّرةُ بالجنَّة، المخلَّدُ ذكرُها في التَّاريخِ بعشراتِ المواقفِ والفضائلِ؛ كانوا جميعًا حسنةً من حسناتِ أبي بكرٍ -رضي الله عنه-؛ بدخولهم الإسلامَ عن طريقه!

 كانَ رضي الله عنه أكثرَ رجلٍ يحملُ همَّ الدين بعدَ رسول الله ﷺ، ولذا كان الرجل رقم واحد.

أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه مع اهتمامهِ العالي بأمرِ دينهِ وعنايتهِ الفائقةِ بشأنِ الدَّعوةِ -كما سمعنا- إلا أنَّ ذلكَ لم يمنعه يومًا مِن أنْ يهتمَّ بأمرِ رزقه ودُنياه، بل قالت عائشة -رضي الله عنها- عنه: "كان أتجرَ قريش!" فلم يكن تاجرًا فحسب، بل كانَ أعلمهم بالمال والتَّجارة!

ولذلكَ لـمـَّا احتاج الدَّينُ إلى المالِ، ونادى رسولُ الله ﷺ بالصَّدقةِ، زوَّر عمرُ رضي الله عنه في نفسه أنَّه سيسبق أبا بكرٍ -رضي الله عنه- في ذلكِ اليوم، فجاء بنصف ماله، ولم يتخيَّلْ حينها أنَّ "أحدًا مِنْ الصَّحابةِ سيأتي بمثلِ هذا المال أبدًا، فضلًا عن أن يأتي أحدٌ بأكثرَ منه!؛ فإذا بعمرَ يجدُ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- يأتي بماله كُلِّه، ويقول: "أبقيت لأهلي اللهَ ورسولَه!!

ولذلكَ قالَ النبيُّ ﷺ عَنْ مالِ أبي بكرٍ -رضي الله عنه-: ((ما نفعني مالٌ قَطّ إلا مالُ أبي بكر! فبكى أبو بكرٍ رضي الله عنه، وقالَ : وهلْ نفعني اللهُ إلا بك ؟ وهلْ نفعني اللهُ إلا بك؟))؟.([1])

أمَّا الموقفُ الذي لا يُمكن أن يُتجاوز في سيرةِ أبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- فهو ذاكَ الموقفُ؛ حينما خرجَ الصَّحابةُ رضي الله عنهم جميعًا من مكَّة، وهاجروا إلى المدينة، لكن أبا بكر رضي الله عنه في هذه المرة على غيرِ العادة لم يسبق أحدًا! بل كانَ آخر رجلٍ يخرجُ من مكَّة!

لكنه حتَّى في تأخَّره رضي الله عنه، كان يتأخَّر ليسبقَ الجميع، ويفوزَ بصحبةِ رسول الله ﷺ!

فيأتيه النبيُّ ﷺ في وقتِ الظَّهيرة، فيقولُ أبو بكرٍ رضي الله عنه: واللهِ ما أتى رسولُ اللهِ ﷺ إلَّا لأمرٍ! يعني لأمرٍ جليلٍ وعظيم.

فيقولُ رسولُ اللهِ ﷺ ويخبره الخبر: يا أبا بكر، إنّه قد أُذِنَ لي بالهجرة!

 فيقولُ له أبو بكر رضي الله عنه والفرحُ ينسابُ على صفحاتِ وجهه: الصحبةَ يا رسولَ الله؟!!

فقال رسولُ اللهِ ﷺ: الصحبةَ يا أبا بكر، الصحبةَ يا أبا بكر!

فسالتْ دموعُ أبي بكرٍ رضي الله عنه على خدَّيهِ مِن شدَّة الفَرح، حتَّى قالتْ ابنتُه عائشة: "والله ما ظننتُ أنَّ أحدًا يبكي من الفرح، حتَّى رأيتُ أبي يبكي يومَ الهجرة"!

وإن تعجبْ فاعجبْ مِن كون أبي بكرٍ رضي الله عنه يبكي فرحًا بأخطرِ رحلةٍ في التَّاريخ، هذه الرحلةُ التي تعني الموت! فالنبيُّ ﷺ هو المطلوبُ الأولُ لجميعِ قبائلِ العَرب، وقد رُصِدت أكبرُ مكافأةٍ في ذلك الحين لمن يأتي به حيًّا أو ميّتًا، وهما سيمشيان ما يقربُ من خمسِ مئةِ كيلو متر، والقبائلُ كلُّها تطلبهم على هذهِ المسافةِ الطويلةِ؛ فما هو إذنْ إلا الموتُ المحقَّق!

ومع ذلك يفرحُ أبو بكرٍ رضي الله عنه هذا الفرحَ العظيم، ولا يُبالِي بشيءٍ مِنْ ذلك كُلِّه، ما دامَ أنَّه سيظفر بمصاحبةِ رسولِ اللهِ ﷺ في تلكِ الرَّحلة!

وفي طريقِ الهجرةِ إلى المدينةِ، كانَ أمرُ أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه عجبًا!

فمرةً يتقدَّمُ على رسولِ الله ﷺ، ومرةً يتأخَّرُ عنه، ومرةً يأتي من يمينه، ومرةً يأتي عن شماله، فاستغربَ النبيُّ ﷺ وقال: ما لك يا أبا بكر؟!

قال: يا رسولَ الله، أتذكَّرُ أنهم قد يأتون من أمامك، فأخاف، فأتقدَّم عليك خوفًا عليك، ثُمّ أتذكَّرُ أنَّهم قد يأتون من الخلف فأتأخَّرُ عنكَ لأحميكَ، ثُمّ أتذكَّرُ أنَّهم قد يأتونَ عن اليمينِ أو الشِّمالِ، فأفعلُ مثلَ ذلك!

ثُمَّ لما وصلا للغار تقدَّمَ أبو بكرٍ رضي الله عنه على النبيِّ ﷺ -ولم يكن رضي الله عنه يتقدَّم على النبيِّ ﷺ إلَّا ليحميه- فكانَ ينظرُ إنْ كان هناك عقربٌ أو حيَّةٌ؛ فتناله هو بالأذى، قبلَ أن تنالَ رسولَ الله ﷺ! فيجهَّزُ رضي الله عنه المكانَ لرسولِ اللهِ ﷺ ويُغطِّي كلَّ جُحرٍ وحُفرةٍ رآها بثيابه.

ثُمّ يُلقي فخذه لينامَ عليه رسولُ اللهِ ﷺ، فيرى أبو بكر رضي الله عنه بعد ذلك حُفرةً لم تُسد، فلا يجدُ شيئًا يسدُّها بهِ، فيغطيها برجله خوفًا مَن أن يخرج منها شيءٌ يؤذي رسولَ اللهِ ﷺ، فلا يستقيظ ﷺ إلا من دمعاتٍ يتساقطن على وجهه الشريف من عيني أبي بكر

فيقول رسولُ اللهِ ﷺ: ما لك يا أبا بكر؟!! فيقول: لا شيء يا رسولَ اللهِ، أكملْ نومك، لا شيء يا رسول الله، أكمل نومك!

لا يريدُ أن يزعج رسولَ الله ﷺ بأدنى أدنى شيء يُزعجه، ولو كان هو يتألمُ أعظمَ وأشدَّ الألم!

فهل سمعتْ الدُّنيا كلَّها حبًّا كحبِّ أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه للنبيِّ ﷺ؟!

وواللهِ لو لم يكن مِنْ مواقفهِ رضي الله عنه إلا هذهِ المواقفُ في رحلةِ الهجرة، وحمايته لرسول الله بنفسه، وإعانته له بماله فيها؛ لكان ذلك كافيًا وكفيلًا بأن يجعله الرقم واحد مِن بين الجميع!

وسُمّيتَ صِدِّيقًا وكلُّ مهاجرٍ*** سواكَ يُسمّى باسمه غيرُ منكَرِ

سبقتَ إلى الإسلامِ واللهُ شاهدٌ *** وكنتَ جليسًا بالعريشِ المُشهّرِ

وبالغارِ إذ كنتَ في الغارِ صاحبًا *** وكنتَ رفيقًا للنبيِّ المطهّر

ولأجل ذلك كُلِّه كانَ ﷺ يحفظُ هذا الجميلَ الكبيرَ لأبي بكر رضي الله عنه، ويريدُ للأُمَّة جميعًا أن تعرفَ قدره فيقول:"أمنُّ النَّاسِ عليَّ بماله وصُحبته أبو بكر"، "كلُّ بابٍ يُسدُّ إلا باب أبي بكر"، "كلُّ خَوخَةٍ تُسدُّ إلا خَوخَةُ أبي بكر"، "مروا أبا بكرٍ فليصلِّ بالنَّاس!

ومع هذه الإشاراتِ المتظاهرةِ على فضلِ أبي بكرٍ الصدِّيق، الدالَّةِ على عظيمِ مكانتهِ في قلبِ النبيِّ ﷺ؛ إلا أنَّكَ لن تجدَ موقفًا أدلَّ على تلكِ المكانةِ لأبي بكر -رضي الله عنه-، من ذلكَ الموقفِ الذي يحكيه لنا أبو الدرداءِ رضي الله عنه فيقول: كنت جالسا عند النبي ﷺ إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه ، حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ﷺ: أما صاحبكم فقد غامر، فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي فأبى علي ، فأقبلت إليك ، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر! يغفر الله لك يا أبا بكر! يغفر الله لك يا أبا بكر! ، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر ، فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا ، فأتى إلى النبي ﷺ فسلم، فجعل وجه النبي ﷺ يتمعَّر، حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم ، والله أنا كنت أظلم! فقال النبي ﷺ: إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت ، وقال أبو بكر: صدق. وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟!! فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟!!

 قال الراوي: فما أوذي بعدها أبدا.([2])

فاللهمّ ارضَ عن أبي بكر الصديق، وعن سائرِ صحابةِ نبيِّك الكريم، واجمعنا بهم ونبيّنا في جناتك جنّاتِ النعيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين؛ فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

point.pngpoint.pngpoint.png

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وذريته ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ) أما بعد:

علَّمنا أبو بكرٍ -رضي الله عنه- من مسابقته في الخيرات: أن نسارعَ إلى كلِّ بابٍ من أبوابِ الخَير، وأن يكونَ شعارُنا في هذهِ الحَياة: لن يسبقني إلى الله أحد!

علَّمنا أبو بَكرٍ رضي الله عنه مِن موقف الطَّعام: أن يحتاط الإنسانُ لدينه وماله من كلّ شبهةِ.

علَّمنا أبو بَكرٍ -رضي الله عنه- مِن تضحياته مع النبيِّ ﷺ في الهجرةِ: أن يُقدّمَ الإنسانُ حُبَّ رسولِ اللهِ ﷺ على نفسهِ وأهلهِ ومالهِ والنَّاسِ أجمعين.

علَّمنا أبو بَكرٍ -رضي الله عنه- من تجارتهِ مع عبادته: أنَّ الإنسانَ يستطيعُ أن يجمعَ بين الدين والدنيا، فيكونَ أغنى الناس ثراءً ومالًا، ويكونَ معَ ذلك أعظمَهم عبادةً وإيمانًا.

علَّمنا أبو بَكرٍ-رضي الله عنه- مِنْ دخول ثُلَّةٍ مِنْ العشرةِ المبشَّرين بالجنة للإسلام على يديه: أن يحمل الإنسانُ همَّ الدين وتبليغه ودعوة الناس إليه، وألَّا يكون همُّه مقتصرًا على نفسه فقط.

علَّمنا أبو بَكرٍ -رضي الله عنه- كلَّ ذلك، وسنظلُّ نتعلَّمُ مِنه، ومِنْ قدواتِنا الكبارِ مِنْ صحابةِ نبيِّنا ﷺ إلى أن نلقى الله؛ فالسعيدُ مَن جعلَ هؤلاءِ الكبار هم قدوته في حياتهِ وسيرهِ إلى الله!

فاللهمَّ ارزقنا محبَّة الصَّحابةِ الكِرام، واتباعَ هديهم، والاقتداءَ بهم، واجمعنا بهم وبنبيِّنا الكريم في جناتك جنَّاتِ النَّعيم.

اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين،  وانصرْ اللهمَّ من نصر الدين، واخذلْ اللهمَّ من خذلَ الدين، واجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًا وسائرَ بلادِ المسلمين.

وآخر دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا الكريم وعلى الآل والصَّحبِ والتَّابعين.

line.png

([1]) أحمد في "مسنده" (2 / 1845) برقم: (8912)
([2]) أخرجه البخاري في "صحيحه" (5 / 5) برقم: (3661)

المرفقات

1717085283_أبو بكر الصديق (ملتقى الخطباء).docx

1717085372_خطبة أبي بكر الصديق.pdf

المشاهدات 533 | التعليقات 0