الدولة الصفوية (7) الطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم

الْدَّوْلَةُ الْصَّفَوِيَّةُ (7)
الْطَّعْنُ فِيْ عِرْضِ الْنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
22/10/1431هِـ

الْحَمْدُ لله الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ؛ يَبْتَلِي عِبَادَهُ عَلَى قَدْرِ دِيْنِهِمْ، فَمَنْ قَوِيَ دَيْنُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ؛ لِيَعْظُمَ أَجْرُهُ، وَتَعْلُوَ مَنْزِلَتُهُ، وَمَنْ ضَعُفَ دِيْنُهُ كَانَ ابْتِلاؤُهُ عَلَى قَدْرِهِ، نَحْمَدُهُ فِي الْسَّرَّاءِ وَالْضَّرَّاءِ، وَنَسْأَلُهُ الْشُّكْرَ فِي الْنَّعْمَاءِ، وَالْصَّبْرَ عَلَى الْبَلَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ مَا أُوْذِيَ أَحَدٌ مِنَ الْنَّاسِ كَمَا أُوْذِي، وَلَا صَبْرَ أَحَدٌ كَصَبْرِهِ، هُدِّدَ نُوْحٌ بِالْرَّجْمِ، وَرُجِمَ مُحَمَّدٌ حَتَّى أُدْمَيَ، وَهَاجَرَ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ قَوْمِهِ، وَأُخْرِجَ لُوْطٌ مِنْ قَرْيَتِهِ، وَهَاجَرَ مُحَمَّدٌ مِنْ مَكَّةَ وَهِيَ أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَيْهِ، وَقُتِلَ قَومُ مُوْسَىْ وَقُتِلَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، وَطُوْرِدَ عِيْسَى لِقَتْلِهِ فَرَفَعَهُ اللهُ تَعَالَىْ إِلَيْهِ، وَتَآمَرَ المُشْرِكُوْنَ عَلَى قَتْلِ مُحَمَّدٍ غَيْرَ مَرَّةٍ فَنَجَّاهُ اللهُ تَعَالَىْ، وَطُعِنَ عَلَى عِيْسَى فِيْ أُمِّهِ الْعَذْرَاءَ الْبَتُوْلِ، وَطُعِنَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيْ زَوْجِهِ الْصِّدِّيقَةِ الْطَّاهِرَةِ، وَمَا مِنْ أَذَىً نَالَ نَبِيَّاً إِلَّا وَمِثْلُهُ أَوْ نَحْوُهُ أَوْ أَعْظَمُ مِنْهُ نَالَ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً ^ فَصَبَرَ عَلَى كُلِّ ذَلِكَ امْتِثَالَاً لِأَمْرِ الله تَعَالَىْ [فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوْ الْعَزْمِ مِنَ الْرُّسُلِ]
{الْأَحْقَافِ:35} صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِوَعَلَى إِخْوَانِهِ الْنَّبِيِّيْنَ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّيِنِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَىْ وَأَطِيْعُوْهُ، وَعَظِّمُوا حُرُمَاتِهِ، وَقِفُوا عِنْدَ حُدُوْدِهِ، وَانْتَصَرُوْا لِأَنْبِيَائِهِ، وَكُوْنُوْا مِنْ أَوْلِيَائِهِ [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوْا الَّذِيْنَ يُقِيْمُوُنَ الَصَّلَاةَ وَيُؤْتُوْنَ الْزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوْا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ] {الْمَائِدَةِ:56}.

أَيُّهَا الْنَّاسُ: الِابْتِلَاءُ سُنَّةُ الله تَعَالَى فِيْ عِبَادِهِ [أَحَسِبَ الْنَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُوْلُوْا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُوْنَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِيْنَ صَدَقُوْا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِيْنَ] {الْعَنْكَبُوْتِ:3}

وَالْأَنْبِيَاءُ هُمْ أَوْفَرُ الْنَّاسِ حَظَّاً مِنَ الْبَلَاءِ؛ لِأَنَّهُمْ أَقْوَى الْنَّاسِ إِيْمَانَاً، وَأُرْسَخُهُمْ يَقِيْنَاً، وَأَمْضَاهُمْ عَزِيْمَةً، فَضُعِّفَ الْبَلَاءُ عَلَيْهِمْ؛ كَمَا قَالَ الْنَّبِيُّ ^:«إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الْنَّاسِ بَلْاءً الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ»رَوَاهُ أَحْمَدُ.


وَلمَّا قِيلَ لَهُ ^:«مَا أَشَدَّ حُمَّاكَ يَا رَسُوْلَ الله! قَالَ ^: إِنَّا كَذَلِكَ مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا الْوَجَعُ لِيُضَاعَفَ لَنَا الْأَجْرُ»رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

وَالْبَلَاءُ المَعْنَوِيُّ أَشَدُّ عَلَى الْنُّفُوْسِ مِنَ الْبَلَاءِ الْجَسَدِيِّ؛ لِأَنَّهُ بَلَاءٌ يَجْلِبُ الْهُمُومَ وَالْغُمُومَ، وَيَفْتِكُ بِالْقُلُوْبِ، وَيَطْرُدُ الْنَّوْمَ، وَيُمْنَعُ الْأَكْلَ، وَيَشْغَلُ الْفِكْرَ، وَرُبَّمَا قَتَلَ صَاحِبَهُ..

وَالْأَجْسَادُ تَتَحَمَّلُ عَظِيْمَ الْأَذَى وَالْنَصَبِ إِذَا كَانَتِ الْقُلُوْبُ رَاضِيَةً مُطْمَئِنَّةً، فَلَا شَقَاءَ إِلَّا شَقَاءُ الْنَّفْسِ، وَلَا عَذَابَ إِلَّا عَذَابُ الْقَلْبِ.

وَالْطَّعْنُ فِي الْعِرْضِ هُوَ أَشَدُّ شَيْءٍ عَلَى الْنَّفْسِ الْبَشَرِيَّةِ؛ لِأَنَّ الْعِرْضَ هُوَ شَرَفُ الْإِنْسَانِ، وبِتَدْنِيسِهِ تَكُوْنُ الْوَضَاعَةُ وَالمَهْانَةُ وَالْتَّشْهِيْرُ وَالْتَّعْيِّيرُ؛ وَلِذَا فَإِنَّ اللهَ تَعَالَىْ قَدِ ابْتَلَى الْرُّسُلَ بِكُفْرِ آَبَائِهِمْ كَالْخَلِيْلِ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ، وَبِكُفْرِ أَبْنَائِهِمْ كَنَوْحٍ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ، وَبِكُفْرِ أَزْوَاجِهِمْ كَنَوْحٍ وَلُوْطٍ عَلَيْهِمَا الْسَّلامُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَبْتَلِ أَحَدَاً مِنْهُمْ بِدَنَاسَةِ عِرْضِهِ، وَتَلْوِيْثِ شَرَفِهِ، وَخِيَانَةِ زَوْجِهِ فِيْ فِرَاشِهِ، حَتَّى قِيلَ: لَمْ تَزْنِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ؛ ذَلِكَ أَنَّ كُفْرَ أَحَدٍ مِنْ آلِ النَّبِيِّ ضَرَرُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إِلَى الْنَّبِيِّ، وَأَمَّا خِيَانَةُ الْنَّبِيِّ فِيْ فِرَاشِهِ فَضَرَرُهَا وَاقِعٌ عَلَى الْنَّبِيِّ، فَحَمَى اللهُ تَعَالَىْ رُسُلَهُ مِنْ وُقُوْعِ ذَلِكَ؛ لِئَلَّا يَنْقُصَ قَدْرُهُمْ، وَتُضْعُفَ دَعَوْتُهُمْ، وَيَسْتَطِيْلَ الْفَسَقَةُ فِيْهِمْ .


وَمَا حَكَاهُ اللهُ تَعَالَىْ عَنْ امْرَأَتِيْ نُوْحٍ وَلُوْطٍ عَلَيْهِمَا الْسَّلامُ مِنَ الْخِيَانَةِ فِيْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ [ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِيْنَ كَفَرُوَا امْرَأَةَ نُوْحٍ وَامْرَأَةَ لُوْطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا]
{الْتَّحْرِيْمُ:10} فَلَيْسَتْ خِيَانَةَ الْعِرْضِ وَالْشَّرَفِ، وَإِنَّمَا هِيَ خِيَانَةُ مُمَالَأَةِ الْأَعْدَاءِ، وَإِطْلَاعِهِمْ عَلَى أَسْرَارِ الْأَنْبِيَاءِ، وَكَلِمَةُ المُفَسِّرِيْنَ مُجْتَمِعَةٌ عَلَى ذَلِكَ.

وَالْيَهُوْدُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْطَّعْنَ فِيْ أَعْرَاضِ الْأَنْبِيَاءِ حِيْنَ رَمَوْا مَرْيَمَ الْعَذْرَاءَ الْبَتُوْلَ بِالْزِّنَا؛ كَمَا حَكَى اللهُ تَعَالَىْ ذَلِكَ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ [وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانَاً عَظِيْمَاً] {الْنِّسَاءِ:156} وَهَذَا الْبُهْتَانُ الَّذِي افْتَرَوْهُ هُوَ المَذْكُوْرُ فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَى [فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوْا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئَاً فَرِيَّاً * يَا أُخْتَ هَارُوْنَ مَا كَانَ أَبُوْكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيَّاً] {مَرْيَمَ:27-28} فَكَانَتِ المُعْجِزَةُ الْرَّبَّانِيَّةُ بِكَلَامِ المَسِيْحِ فِيْ المَهْدِ لِيُبَرِّئَ أُمَّهُ الْعَفِيفَةَ [فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوْا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِيْ المَهْدِ صَبِيَّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ الله آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً] {مَرْيَمَ:29-30} فَطَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ بَرَّأَتْ مَرْيَمَ، وَآمَنَتْ بِالمَسِيْحِ وَاتَّبَعَتْهُ، وَطَائِفَةٌ أُخْرَى كَفَرَتْ بِهِ وَاتَهَمَتْ أُمَّهُ، وَمِنْ هَذِهِ الْطَّائِفَةِ شَاؤُولُ الْيَهُوْدِيُّ الَّذِيْ أَظْهَرَ اعْتِنَاقَ الْنَّصْرَانِيَّةِ وَتُسَمَّى بِبُولُسَ، وَأَفْسَدَ دَيْنَ الْنَّصَارَى مِنْ دَاخِلِهِ.

فِلَّمَا بَعَثَ اللهُ تَعَالَى مُحَمَّدَاً ^، وَأَظْهَرَ دِيْنَهُ عَلَى الْدِّيْنِ كُلِّهِ، وَانْتَشَرَتْ دَعَوْتُهُ فِي الْأَرْضِ، عَزَمَ عَبْدُ الله بْنُ سَبَأٍ الْيَهُوْدِيُّ أَنْ يَكُوْنَ هُوَ بُوْلُسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِإِفْسَادِ عَقِيْدَتِهَا مِنْ دَاخِلِهَا، فَحَاوَلَ عَزْلَ الْصَّحَابَةِ عَنْ نَبِيِّهِمْ ^، وَأحْدَثَ الْطَّعْنَ فِيْهِمْ، وَجَرَّأَ الْجَهَلَةَ عَلَيْهِمْ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِيَعْزِلَ نَقَلَةَ الْدِّيْنِ عَنْ مُبَلِغِهِ؛ لِيَتَسَنَّى لَهُ تَحْرِيْفُهُ كَمَا حَرَّفَ سَلَفُهُ دِيْنَ الْنَّصَارَى.

إِنَّ الْنِّفَاقَ فِيْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِنْ كَانَ عَقِيْدَةً مُلَخَّصُهَا إِظْهَارُ المُنَافِقِ خِلَافَ مَا يُبْطِنُ؛ فَإِنَّهُ فِيْ دَوَافِعِهِ عَلَى نَوْعَيْنِ: نِفَاقِ مَصَالِحَ، وَهُوَ نِفَاقُ ابْنِ سَلُوْلٍ وَمَنْ مَعَهُ، وَنَشَأَ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَنِفَاقِ عَقَائِدَ وَهُوَ نِفَاقُ ابْنُ سَبَأٍ وَمَنْ تَبِعَهُ، وَهُوَ الْأَخْطَرُ لِأَنَّ أَصْحَابَهُ مُكْتَفِيْنَ بِعَقَائِدِهِمْ عَنْ سَوَادِ الْأُمَّةِ، وَنَشَأَ فِيْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكِلَا نَوْعَيِّ الْنِّفَاقِ مَوْجُوْدٌ فِيْ الْأُمَّةِ مِنْذُ حُدُوْثِهِمَا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَتُمَثِّلُ التَّيَّارَاتُ الْعَلْمَانِيَّةِ فِيْ زَمَنِنَا الْنِّفَاقَ المَصْلَحِيَّ الَّذِيْ أَحْدَثَهُ ابْنُ سَلُوْلٍ. وَالمُنْتَحِلُونَ لَهُ يَتَغَيَّرُوْنَ وَيَتَلَوَّنُوْنَ بِاخْتِلَافِ مِيْزَانِ الْقُوَى بَيْنَ أَهْلِ الْإِيْمَانِ وَأَعْدَائِهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ يَكُوْنُوْنَ مَعَ مَصَالِحِهِمْ الْآنِيَةِ. كَمَا تُمَثِّلُ الْطَّوَائِفُ الْبَاطِنِيَّةُ الْبِدْعِيَّةُ الْنِّفَاقَ الَّذِيْ دَافِعُهُ عَقَدِيٌّ، وَلَا يَتَزَحْزَحُ أَصْحَابُهُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِمْ إِلَّا بِتَوْبَةٍ، وَإِلَّا فَإِنَّهُمْ إِنْ كَانُوْا فِيْ حَالِ ضَعْفٍ أَخْفَوْهَا وَاسْتَخْدَمُوا الْتَّقِيَّةَ الَّتِيْ هِيَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ دِيْنِهِمْ، وَإِنْ اسْتَقْوَوا أَظْهَرُوْهُا وَدَعَوْا إِلَيْهَا.

وَلَئِنْ كَانَ أَرْبَابُ الْنِّفَاقِ المَصْلَحِيِّ الْسَّلُوْلِيِّ قَدْ طَعَنُوْا فِيْ عِرْضِ الْنَّبِيِّ ^ فِيْ حَادِثَةِ الْإِفْكِ المَشْهُوْرَةِ لِيَنَالُوْا مِنْهُ، وَيَصْرِفُوا الْنَّاسَ عَنْهُ، فَفَضَحَهُمْ اللهُ تَعَالَى فِيْ قُرْآنٍ يُتْلَى إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَبَرَّأَ الْصِّدِّيقَةَ الْطَّاهِرَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ.. لَئِنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَرْبَابُ الْنِّفَاقِ الَمصْلَحِيِّ الْسَّلُوْلِيِّ فَإِنَّ كَثِيْرَاً مِنْ أَرْبَابِ الْنِّفَاقِ الْعَقَدِيِّ الْسَّبَئِيِّ لَا زَالُوا يَطْعَنُونَ فِيْ عِرْضِ الْنَّبِيِّ ^ بِاتِّهَامِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَفِعْلُهُمْ أَشَدُّ خَطَرَاً مِنْ فِعْلِ ابْنِ سَلُوْلٍ وَأَتْبَاعِهِ؛ لِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِمْ؛ وَلِأَنَّ فِعْلَ ابْنِ سَلُوْلٍ قَدْ فُضِحَ فِي القُرْآنِ، فَانْتَهَتْ فِرْيَتُهُ بِذَلِكَ.

إِنَّ الْرَّافِضَةَ وَمَنْ وَافَقَهُمْ قَدْ مَهَّدُوْا الْطَّرِيْقَ لِلْطَّعْنِ فِيْ عِرْضِ الْنَّبِيِّ ^ بِإِجْرَاءَاتٍ فِكْرِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةِ مُتَعَدِّدَةٍ:

فَهُمْ قَدْ أَخْرَجُوا أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ مِنْ آَلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ^ وَمِنْ عِتْرَتِهِ؛ لِيَتَسَنَّى لَهُمْ سَبُّهُنَّ وَشَتْمُهُنَّ وَقَذْفُهُنَّ، ثُمَّ اخْتَرَعُوا أَقْذَعَ الْأَلْفَاظِ وَأَحَطَّ الْقَصَصِ وَأَشَدَّهَا تَنْفِيْرَاً فَأَلْصَقُوهَا بِأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ؛ لِيَتَرَبَّى أَطْفَالُهُمْ عَلَيْهَا، وَتَمْتَلِئَ قُلُوْبُهُمْ بِالضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَاءِ عَلىْهِنَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ.

وَإِذَا قُدِحَ فِيْ أَذْهَانِ أَتْبَاعِهِمْ تَسَاؤُلَاتٌ مِنْ مِثْلِ: إِذَا كُنَّ بِهَذَا الْسُّوْءِ فَكَيْفَ رَضِيَهُنَّ الْنَّبِيُّ ^ أَزْوَاجَاً لَهُ؟ وَكَيْفَ أَقَرَّهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ، وَمَا كَانَ اللهُ تَعَالَىْ لِيَخْتَارَ لِنَبِيِّهِ إِلَّا خَيْرَ الْنِّسَاءِ؟ كَانَتْ كُتُبُهُمْ وَرِوَايَاتُهُمْ وَافْتَرَاءَاتُهُمْ قَدْ عَالَجَتْ هَذِهِ الْقَضِيَّةَ تَارَةً بِادِّعَاءِ أَنَّ الْنَّبِيِّ ^ قَدْ طَلَّقَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ قَبْلَ وَفَاتِهِ، أَوْ جَعَلَ أَمْرَهُنَّ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَطَلَّقَهُنَّ، وَتَارَةً بِزَعْمِ أَنَّهُنَّ مُجَرَّدُ سَرَايَا وَإِمَاءٍ تَسْرَّى بِهِنَّ وَلَسْنَ زَوْجَاتٍ لَهُ، وَيَخْتَلِقُونَ مِنَ الرِّوَايَاتِ مَا يُؤَيِّدُ كَذِبَهُمْ.

إِنَّهُمْ قَدْ مَهَّدُوا الْطَّرِيْقَ لِثَلْبِهِنَّ، وَالْحَطِّ عَلَيْهِنَّ، وَرَبَّوْا أَتْبَاعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَلَا سِيَّمَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا الَّتِيْ كْفَرُوْهَا، وَاسْتَحَلُّوْا لَعْنَهَا، وَادَّعَوا أَنَّهَا تَكْذِبُ عَلَى الْنَّبِيِّ ^، وَخَصُوْهَا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْنَّارِ؛ فَلَا عَجَبَ حِيْنَئِذٍ أَنْ يَظْهَرَ فِيْهِمْ مَنْ يَقْذِفُهَا فِيْ عِرْضِهَا، وَيَدَّعِي أَنَّ قَائِمَهُمُ المُنْتَظَرَ بَعْدَ عَوْدَتِهِ سَيُحْيِّيهَا وَيُقِيْمُ الْحَدَّ عَلَيْهَا ، وَلَهُمْ فِيْ ذَلِكَ رِوَايَاتٌ تَنْضَحُ بِالقَذَارَةِ وَالْخِسَّةِ وَالْحَقَارَةِ، وَأَفْرَدُوا كُتُبَاً لِلْطَّعْنِ فِيْ عِرْضِ الْنَّبِيِّ ^ -عَامَلَهُمْ اللهُ تَعَالَىْ بِمَا يَسْتَحِقُّوْنَ- وَزَعَمُوْا أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ مِنْهَا بَعْدَ وَفَاةِ الْنَّبِيِّ ^؛ لَيَفِرُّوْا مِنْ تَكْذِيْبِ الْقُرْآنِ لِأَهْلِ الْإِفْكِ، فَكَانُوْا أَشَدَّ خُبْثَاً مِنْ أَهْلِ الْإِفْكِ الْأَوَّلِ، وَأَمْضَى أَثَرَاً فِيْ أَتْبَاعِهِمْ، وَرَضِيَ اللهُ تَعَالَىْ عَنْ عَائِشَةَ وَأَرْضَاهَا إِذْ ابْتُلِيَتْ بإِفْكَينِ، وَطُعِنَتْ فِيْ شَرَفِهَا مِنْ كِلَا الْطَّائِفَتَيْنِ المُنَافْقَتَينِ: طَائِفَةِ ابْنِ سَلُوْلٍ، وَطَائِفَةِ ابْنِ سَبَأٍ، وَوَالله مَا قَدَّرَ اللهُ تَعَالَىْ ذَلِكَ عَلَيْهَا إِلَّا رِفْعَةً لدَرَجَاتِهَا، وَعُلُوَّاً لِمَنْزِلَتِهَا؛ لِمَكَانَتِهَا مِنَ الْنَّبِيِّ^، ولِمَقَامِهَا فِي الْإِسْلَامِ، فَهِيَ أَحْفَظُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَعْلَمُهُنَّ وَأَفَقَهُهُنَّ، فَجَمَعَ اللهُ تَعَالَىْ لَهَا الْفِقْهَ وَالْحِفْظَ وَمَحَبَّةَ أَفْضَلِ الْخَلْقِ، فَلَا يُوَالِيْهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ، وَلَا يُعَادِيهَا إِلَّا مَنْ يُبْغِضُ اللهَ وَرَسُوْلَهُ [أُوْلَئِكَ حِزْبُ الْشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الْشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُوْنَ] {الْمُجَادَلَةِ:19}.

بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ...


الْخُطْبَةُ الْثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهُ تَعَالَى وَأَطِيْعُوْهُ [وَاتَّقُوا يَوْمَاً تُرْجَعُوْنَ فِيْهِ إِلَىَ الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُوْنَ]
{الْبَقَرَةِ:281}.

أَيُّهَا الُمسْلِمُوْنَ: هَذِهِ الِابْتِلاءَاتُ العَظِيمَةُ الَّتِيْ تُحِيْطُ بِأَهْلِ الْإِيْمَانِ فِيْ هَذَا الْزَّمَنِ، مِنْ أَذِيَّةِ الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِيْنَ لَهُمْ فِيْ رَبِّهِمْ جَلَّ جَلَالُهُ، وَفِيْ نَبِيِّهِمْ ^، وَفِيْ صَحْبِهِ الْكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَفِيْ أُمَّهَاتِ الُمؤْمِنِيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ، وَفِيْ كِتَابهِمْ المُنَزَّلِ، وَفِيْ دِيَنِهِمُ الَّذِيْ ارْتَضَاهُ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ، وَفِيْ شَعَائِرِهِمُ الَّتِيْ أُمِرُوَا بِإِظْهَارِهَا...كُلُّ هَذِهِ الِابْتِلاءَاتِ فِيْهَا مِنْ الْخَيْرِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى [فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوْا شَيْئا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيْهِ خَيْرَاً كَثِيْرَاً] {الْنِّسَاءِ:19}.

لَقَدْ كَانَ فِيْهَا مِنَ الْخَيْرِ كَشْفُ حَقِيْقَةِ المُنَافِقِيْنَ الَّذِيْنَ اغْتَرَّ بِهِمُ الْجَهَلَةُ وَالْرُّعَاعُ مِنَ المُسْلِمِيْنَ.. سَوَاءٌ أَهْلُ الْنِّفَاقِ الْسَّبَئِيِّ الَّذِيْنَ أَحْدَثُوْا هَذِهِ الْفِرْيَةَ، وَآذَوُا المُؤْمِنِيْنَ بِهَا، أَمْ أَهْلُ الْنِّفَاقِ الْسَّلُوْلِيِّ الَّذِيْنَ كَانُوْا فِيْ مَوَاقِفِهِمْ مَعَ إِخْوَانِهِمُ أَهْلِ الْنِّفَاقِ الْسَّبَئِيِّ رَغْمَ أَنَّهُمْ لَا يَدِيْنُوْنَ بِدِيْنِهِمْ، وَلَا يَتَمَذْهَبُونَ بِمَذْهَبِهِم، وَلَكِنَّهُمْ مَعَ المَصْلَحَةِ حَيْثُ كَانَتْ، فَلَمَّا كَانَتْ مَصْلَحَتُهُمْ فِيْ ضَرْبِ التَّيَّارِ الْأَثَرِيِّ الَّذِيْ يُسَمُّوْنَهُ الْوَهَّابِيَّ وَقَفُوا مَعَ أَهْلِ الْنِّفَاقِ الْسَّبَئِيِّ لِأَجْلِ ذَلِكَ..

كَمَا أَظْهَرَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ حَقِيْقَةَ مَنْ يَدَّعُونَ وِلَايَةَ الْنَّبِيِّ ^، وَوِلَايَةَ أَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ مِنَ المُتَصَوِّفَةِ، الَّذِيْنَ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ مَوَاقِفُ فِيْ نُصْرَةِ الْنَّبِيِّ ^ لَا أَيَّامَ الْرُّسُومِ الْسَّاخِرَةِ بِهِ، وَلَا أَيَّامَ الْطَّعْنِ فِيْ عِرْضِهِ الْشَّرِيفِ ^، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ادُعَاءَهُمْ تَوَلِّيْهِ لَا تُصَدِّقُهُ أَفْعَالُهمْ، وَلَا يَدُلُّ عَلَيْهِ سُلُوْكُهُمْ، إِذْ حَصَرُوْه فِيْ المَوَالِدِ وَالاحْتِفَالَاتِ الْبِدْعِيَّةِ الَّتِيْ يَتَأَكَّلُونَ بِهَا، فَلَمَّا طُعِنَ فِيْهِ وَفِيْ عِرْضِهِ الْشَّرِيفِ تَخَلَّوْا عَنْهُ، فَهُمْ يُرِيْدُوْنَهُ فِيْ الْسَّرَّاءِ وَلَا يُرِيْدُوْنَهُ فِيْ الْضَّرَّاءِ.. يُرِيْدُوْنَهُ حَالَ الْتَّأَكُّلِ بِهِ، وَلَا يُرِيْدُوْنَ تَحَمُّلَ تَبِعَاتِ الْدِّفَاعِ عَنْهُ، فَكَانُوا مُؤْمِنِيْنَ بِهِ عَلَى حَرْفٍ.

وَظَهَرَ مَنْ يَتَوَلَّاهُ حَقِيْقَةً مِنْ أَهْلِ سُنَّتِهِ، وَأَتْبَاعِ أَثَرِهِ.. الَّذِيْنَ مَا رَأَوُا عِرْضَهُ الْشَّرِيفَ يُنَالُ مِنْهُ إِلَّا انْتَفَضُوا مُنْكِرِيْنَ بِمَا يَسْتَطِيْعُوْنَ مِنْ إِنْكَارٍ، وَمَنْ أَرَادَ مَعْرِفَةَ حَقِيْقَةَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعْرِضْ المَوَاقِعَ الأَلَكْترُونِيَّةَ الصُّوْفِيَّةَ وَاللِّيبْرَالِيَّةَ، وَيُقَارِنْهَا فِيْ الْدِّفَاعِ عَنْ عِرْضِ الْنَّبِيِّ ^ بِالمَواقِعِ الَّتِيْ يُسَمُّوْنَهَا وَهَّابِيَّةً.

وَأَظْهَرَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ حَقِيْقَةَ عُبَّادِ الْصَّلِيبِ حِيْنَ كَانُوْا وَلَا يَزَالُونَ يُؤْوُونَ الْطَّاعِنِينَ فِي الْإِسْلَامِ، وَيُظْهِرُونَ أَمْرَهَمْ، وَيَرْفَعُوْنَ شَأْنَهُمْ، وَيُؤَيْدُونَهُمْ مَادِيَّاً وَمَعْنَوِيَّاً تَحْتَ شِعَارَاتِ حُرِّيَّةِ الْرَّأْيِّ وَحُرِّيَّةِ الْدِّيْنِ، فِيْ الْوَقْتِ الَّذِيْ لَمْ تَشْفَعْ فِيْهِ هَذِهِ المُفْرَدَاتُ الْخَادِعَةُ لِمَنْ يُبَيِّنُ حَقِيقَةَ الْصَّهَايِنَةِ أَوْ يُشَكِّكُ فِيْ المَحَارِقِ الْنَّازِيَّةِ أَوْ يُقَلِّلُ مِنْ أَعْدَادِ ضَحَايَاهَا، وَقَدْ أُخِذَ بِذَلِكَ مُؤَرِخُونَ وَأَكَادِيْمِّيُّونَ وَكُتَّابٌ غَرْبِيِّوْنَ وَسُجِنُوا وَغَرِّمُوا.. مِمَّا يَثْبِتُ أَنَّ الْحَضَارَةَ الْغَرْبِيَّةَ المُعَاصِرَةِ وَإِنْ بَدَتْ قَوِّيَّةً فَهِيَ أَسَيْرَةٌ لِرِجَالِ الْأَعْمَالِ وَالمَالِ وَالْإِعْلَامِ الْيَهُوْدِيِّ، وَأَنَّ اللِّيبْرَالِيِّينَ الْعَرَبَ أُسَرَاءُ لِهَذِهِ الْحَضَارَةِ المَأْسُورَةِ، كَمَا أَنَّ أَهْلَ الْفِرَقِ الْبَاطِنِيَّةِ مَأْسُوْرُوْنَ لِأَئِمَّتِهِمُ المُبْتَدِعَةِ الدَّجَالِينَ، وَلَا أَحْرَارَ حَقَّاً إِلَّا أَهْلُ الْتَّوْحِيْدِ الْخَالِصِ الَّذِيْنَ عَبَّدُوْا أَنْفُسَهُمْ لله تَعَالَىْ، وَلَمْ يُعَبِّدُوهَا لِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ مَهْمَا كَانَ، وَهَبُّوا لِنُصْرَةِ نَبِيِّهِمْ ^، وَالْدِّفَاعِ عَنْ عِرْضِهِ الْشَّرِيفِ، وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى حَرْبِهِمْ، وَلَنْ يَضُرُوهُمْ إِلَّا أَذَىً [وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِيْنَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنْصُوْرُوْنَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ] {الْصَّفَاتِ:171-173} [إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوْا فِيْ الْحَيَاةِ الْدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُوْمُ الْأَشْهَادُ] {غَافِرِ:51} [كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِيْ إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيْزٌ] {الْمُجَادَلَةِ:21}..

وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى نَبِيِّكُمْ...


المرفقات

الدولة الصفوية 7.doc

الدولة الصفوية 7.doc

المشاهدات 6549 | التعليقات 14

للطرفة والإحماض والترفيه عن أخي مرور الكرام
أقول للشيخ إبراهيم الحقيل
رجعنا للموسوعات !!! :D
متى ستنهي هذه الموسوعة ؟؟ :eek:.
لا بد أن يكون عمرك ألف سنة إلا خمسين عاماً.

:D:D:D



شيخنا وحبيبنا ورئيسنا ...

باسم إخوانك الخطباء المتضامنين مع حملة رفع الظلم عن النساء نتقدم إليك بطلب بسيط وأجره عظيم وملخصه ...

جعل موضوع ظلم المرأة من ضمن الموضوعات الموسوعية التي تعمل عليها وتعالجها من جميع جوانبها في خطبك في عشر خطب أو أكثر أو أقل حسبما ترون .

آمل أن ينال الطلب موافقتكم واستحسانكم.
ولكم منا ومن أخواتكم المظلومات صادق الدعاء .

تأمل تعليق خطيبة النساء على الحملة واحكم بنفسك .


خطيبة النساء | الله أكبر!!
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. حملة طيبة مباركة لم تسمع بمثلها النساء في بلدي ووالله وبالله وتالله لن تقرأ امرأة مستضعفة مظلومة هذا العنوان إلا وستذرف عيناها قبل قراءة الموضوع؛ وقد جربتُهن في مناسبات كهذه دموعها تسبقها في التعبير حين تبشر بخطوات ستتخذ لفك كربتها. فكيف بخطوة يقودها خيرة رجالنا؟!!
نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وباسمه العظيم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب أن ينصر كل ناصر للمرأة بقول أو عمل او خطبة او مقالةاو غير ذلك وان يجعل له من كل هم فرجا وأن يرفع قدره بالدنيا بالعمل الصالح الخالص ويرفع قدره في الآخرة بمنازل الأبرار الأخيار وان يجزيه عن كل مستضعفة وصغارها خير الجزاء وأوفاه وأكرمه وأطيبه. والحمد لله رب العالمين.




شكر الله تعالى لك يا شيخ ماجد، لكن أخاف أن لكم تحفظ على الموضوعات الموسوعية...
عموما هذا موجود عندي وابتدأته بمشروعين:
1- ظلم المرأة باسم تحريرها، وأظن فيه خمس خطب أو أقل أو أكثر نسيت، لكنها غير مسلسلة الأرقام، وإنما كل واحدة بموضوع مستقل، ومنها اثنتان أو ثلاث عن مؤتمرات المرأة، وبعضها في الكتاب المطبوع.
2- عن ظلم المرأة من ذويها وهو أخص، وبدأته بخطبة عن حقوق البنات على آبائهن، ولم أضع لها رقما لأنه كان عندي مشروع جمع الموضوعات، وطلبت من بعض الجهات المختصة معلومات فخذلوني فأرجأته إلى أن تتوفر المعلومات التي أريد، لكن بحملتكم المباركة قد عاد الموضوع جذعا، ويحتمل أن تكفيه عشر خطب أو نحوها، لا أدري لكن وتضامنا مع حملتكم سأجمع ما في الباب وأعجل به، حتى لا نكون من المتقاعسين المخذلين، ولعله يتيسر شيء قريبا بإذن الله تعالى الجمعة القادمة أو التي تليها، ونسأل الله تعالى الإعانة والقبول وأن يجزيكم خيرا على جهودكم المباركة...
وبذكر إحماضاتك ترى في الجعبة ما يخصك فلا تحرك على نفسك يا شيخ ماجد..


إبراهيم بن محمد الحقيل;4439 wrote:
شكر الله تعالى لك يا شيخ ماجد، لكن أخاف أن لكم تحفظ على الموضوعات الموسوعية...

أنا معك في الأعمال الموسوعية قلباً وقالباً كفكرة وأما التفصيلات فهي محل اجتهاد.

عموما هذا موجود عندي وابتدأته بمشروعين:
1- ظلم المرأة باسم تحريرها، وأظن فيه خمس خطب أو أقل أو أكثر نسيت، لكنها غير مسلسلة الأرقام، وإنما كل واحدة بموضوع مستقل، ومنها اثنتان أو ثلاث عن مؤتمرات المرأة، وبعضها في الكتاب المطبوع.
2- عن ظلم المرأة من ذويها وهو أخص، وبدأته بخطبة عن حقوق البنات على آبائهن، ولم أضع لها رقما لأنه كان عندي مشروع جمع الموضوعات، وطلبت من بعض الجهات المختصة معلومات فخذلوني فأرجأته إلى أن تتوفر المعلومات التي أريد،

يمكن تطلب المعلومات في موضوع الحملة على الصفحة الرئيسية وأتوقع يقوم الأخوات بالمساعدة فيها وتوفيرها وخصوصاً خطيبة النساء ونصيرة النساء وغيرهن .


لكن بحملتكم المباركة قد عاد الموضوع جذعا، ويحتمل أن تكفيه عشر خطب أو نحوها، لا أدري لكن وتضامنا مع حملتكم سأجمع ما في الباب وأعجل به، حتى لا نكون من المتقاعسين المخذلين، ولعله يتيسر شيء قريبا بإذن الله تعالى الجمعة القادمة أو التي تليها،

أسأل الله أن يجزيك خيراً ويسدد قلمك وينور قلبك


ونسأل الله تعالى الإعانة والقبول وأن يجزيكم خيرا على جهودكم المباركة...

آمين وإياكم

وبذكر إحماضاتك ترى في الجعبة ما يخصك فلا تحرك على نفسك يا شيخ ماجد..


عادي أنا لا أخاف من النقد لأني أعلم أن خطئي أكثر من صوابي



شكر الله لكم شيخنا


الشيخ إبراهيم يقول :
وبذكر إحماضاتك ترى في الجعبة ما يخصك فلا تحرك على نفسك يا شيخ ماجد..


ونقول : اللهم حوالينا ولا علينا ... اللهم على العصاة والمجرمين والضالين وأهل المنكر ات .


اللهم اجعله عليهم صيبا نافعا وأيده بروح القدس كما أيدت حسان ...


يا شيخ ماجد: إن شاء الله تعالى أن صوابك أكثر من خطئك فلا تبالغ في الإزراء بنفسك..
عندي سؤالان بالنسبة لحملة رفع الظلم عن المرأة انقدح في ذهني البارحة وأنا أستعرض كتبا كثيرة في المرأة:
1- حقوق المرأة الشرعية هل تدخل ضمن موضوعات الحملة؟؟ يعني بيانها وتفصيلها، أظن نعم وأنتظر الجواب منكم، ووجه دخولها أن بخس المرأة حقوقها الشرعية هو من ظلمها كما أن التعدي عليها هو من ظلمها، والظلم قد يكون عن جهل بحقوقها فبيانها مما يؤدي إلى رفع الظلم عنها، هل فهمي صحيح؟؟ أم أن موضوع الحملة مختص بظلمها دون بيان حقوقها؟؟
2- ما يتعلق برد العدوان الغربي والعلماني على المرأة يبدو لي أنه ذو شقين:
أ- منعها من ممارسة حقوقها الشرعية، والتضييق عليها في سبيل ذلك، مثل منع الحجاب والنقاب، ومضايقة المنقبات.....الخ
ب- دعاوى تحريرها وتغريبها..
فهل هذه الموضوعات كلها داخلة في الحملة.. ليتكم تبينون: هل لموضوعاتكم حدود؟ وما حدودها؟ أم هي مفتوحة بحسب ما يراه الخطيب أو الكاتب ظلما على المرأة؟؟ مع استحضار أن سبب الحملة هو استجابة لصرخة امرأة، وصرختها كانت في منع الحقوق الخاصة بها في المجتمع المسلم،،
شكر الله تعالى لكم ووفقكم وسددكم وأعانكم..


الأخ الفاضل والحبيب الكريم: مرور الكرام، تقبل الله تعالى دعاءك، وشكر لك تعليقك، لكن لا تخليني بعبع تخوف الناس به بهذه التعليقات، تراي ضعيف مسكين ولا أقوى على زعل الإخوان، ولا والله أقصد أذية أحد أو إحراجه أو الانتصار عليه، ولو بانت لي الحجة مع أحد فإني إن شاء الله تعالى أجد من نفسي قدرة على التسليم له والرجوع عما أخطأت فيه، ولا أجد أي حرج من إظهار ذلك أمام الناس..هذا ما أظنه في نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم..


قد أتى الشيخ إبراهيم ـ وفقه الله ـ على تساؤلات وقعت في صدري أو قريبًا منها حين طلب الشيخ ماجد منا المشاركة في هذه الحملة ، والآن أضم مع صوت الشيخ إبراهيم صوتًا آخر ينادي بتحديد المطلوب ، ليشارك كل منا بما يستطيع في هذه الحملة ، ونسأل الله للجميع مزيد التوفيق والتسديد ، وأن يفتح علينا بما ينفع .


جزء من الخبر ... شبكة ملتقى الخطباء تدشن حملتها لرفع الظلم عن النساء

ومن جانبه قال المدير العام لشبكة ملتقى الخطباء الشيخ ماجد بن عبد الرحمن آل فريان المحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: "إن من أهم الأهداف التي انطلقت الحملة من أجلها: بيان مفهوم ظلم المرأة وصوره وحجمه ورفع الظلم عنها، وإخراج الصور التي لا تدخل فيه مثل الستر والقوامة والولاية والمحرم، وتوحيد جهود الخطباء حول القضية، وجمع أكبر قدر ممكن من المواد المتفرقة التي كتبها الخطباء والدعاة وإتاحتها للخطباء".


وأضاف "آل فريان": "إن استنهاض همم الخطباء والدعاة لإشباع الموضوع بالخطب التي تتحدث عن جميع جوانبه هو أحد أهم أهداف الحملة، التي نبغي من خلالها تغيير الصورة الذهنية النمطية لدى بعض الرجال عن المرأة، وأنها ليست كائنًا من الدرجة الثانية يُستساغ للرجل أكل حقوقها في أي وقت وبأي دافع، إضافة إلى تعريف النساء بحقوقهن، وعدم استحيائهن من المطالبة بها مع التزامهن بالأدب مع الآباء والأزواج أو الأقارب عمومًا حين طلبها".


وأشار "آل فريان" إلى ضرورة "بيان حق المرأة في الإسلام -أمًّا وزوجة وبنتًا- من الكتاب والسنة وهدي الصحابة والسلف الصالحين، وبيان حكم الشرع في الظلم عامة وظلم النساء خاصة ومدى تشديد الشريعة فيه، بالإضافة إلى إظهار ما تحت الرماد من الصور الخفية للظلم التي يتجرع النساء مرارتها، واستنكارها وبيان حكم الشريعة فيها".


وأكد أن من أهم أهداف الحملة "التأكيد على المؤسسات القضائية في الإسراع في تنفيذ الأحكام الصادرة عنها، كأحكام الطلاق والنفقة وغيرها، وعدم المماطلة أو التباطؤ الذي يزيد من شعور النساء في المجتمع بالظلم والتعسف".


وقال: "إن هناك بعض الفئات في المجتمع تستغل بعض الممارسات الذكورية ضد المرأة للطعن في الإسلام بزعم أن هذه السلوكيات المشينة من الشرع، أو أقرها الدين، في حين أن الإسلام بريء من مثل هذه الممارسات القمعية في حق المرأة".


تعليق نقلته من الموقع عن إحدى الأخوات


نورة السعيد | بادرة رائعة

بادرة ممتازة جدا من المشائخ لأن أكثر المشائخ للأسف ما يتكلم بجد إلا عن قيادة السيارة وعن الرياضة في المدارس وعن الاختلاط وسفرها بلا محرم وعن تبرجها وتلقاه يتكلم بشدة وهمة وإذا تكلم عن الظلم عليها تكلم ببرود وسلبية ويحط ألف سؤال واحتمال للتشكيك في صحة القصة وهذي الطريقة (وبصراحة أقولها) خلت بعض النساء عندنا يكرهون بعض مواعظهم ويشعرون بالحيف وعدم الصدق في اهتمامهم بالمرأة. سامحوني نقلت الواقع وندعوا الله لكم التوفيق والبركة في هذه الحملة وجزاكم الله خير.


@إبراهيم بن محمد الحقيل 4454 wrote:

الأخ الفاضل والحبيب الكريم: مرور الكرام، تقبل الله تعالى دعاءك، وشكر لك تعليقك، لكن لا تخليني بعبع تخوف الناس به بهذه التعليقات، تراي ضعيف مسكين ولا أقوى على زعل الإخوان، ولا والله أقصد أذية أحد أو إحراجه أو الانتصار عليه، ولو بانت لي الحجة مع أحد فإني إن شاء الله تعالى أجد من نفسي قدرة على التسليم له والرجوع عما أخطأت فيه، ولا أجد أي حرج من إظهار ذلك أمام الناس..هذا ما أظنه في نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم..



أيها الخطيب الأريب والأديب اللبيب والشيخ الجليل والعالم النبيل إبراهيم الحقيل :

يشهد الله أني أحبك وأقدرك وأنا لم أرك ...
لأن كل من علمناه على منهج محمد بن عبدالله أحببناه وقدرناه وعزرناه ... وشهدنا له بالصلاح والفلاح والنجاح ولا نزكي أحدا على الله ...


واعلم ومثلك يعلم (بالكسر) ولا يعلم(بالفتح) أنه لا مرور الكرام ولا غيره يستطيع أن يجعل أحدا من الناس ملاكا ولا بعبعا ...

فهذا شيء يملكه كل إنسان بتوفيق الله له أو خذلانه للبعيد عني و عنك ...

وصدق القائل :
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه .*. ففي صالح الأخلاق نفسك فاجعل


ومسألة الموسوعية التي صار الشيخ ماجد يحمض بها الظاهر أنني قصدت بها شيئا وفهمت أنت منها شيئا والدليل أن الشيخ ماجد في إحدى مشاركاته أعلاه قال : أنا معك في الأعمال الموسوعية قلباً وقالباً كفكرة وأما التفصيلات فهي محل اجتهاد ...
فحتى الشيخ ماجد له استثناء ...
وأنا قصدت التفصيلات أو بمعنى آخر قصدت التفتيت المبالغ فيه للموضوع وجعل الخطبة وكأنها بحث سيقدم لجامعة أو سيحكم
فهذا التفتيت في رأيي لا يستطيع المستمع أن يخرج منه بفائدة له كمستمع عادي أو عامي ... وكون هناك بعض المستمعين يقرأون أو يشاهدون الفضائيات أو يدخلون في الشبكة وعندهم ثقافة أو أنهم متخصصون هذا لا يسوغ للخطيب أن يلقي بثقله كمتخصص في الشريعة مثلا فيبالغ في التفصيل ويأتي بالخلافات ويرجح ويعلل ...

وأنا أذكر أنني إذا قرأت بعض الخطب كأني أقرأ في الموسوعة الكويتية للفقه أو موسوعة نضرة النعيم ، هات مسائل وحشد للأدلة والأقوال وقال فلان وقال فلان ... وتخلو الخطبة من عامل التأثير الأقوى وهو الصياغة الخطابية البليفة وحسن السبك وجودته ...


الآن الواحد منا إذا قرأ في كتب الفقه المتخصصة وقالوا وقلنا ولهم ولنا بدون أن يجعل مع ذلك قراءة في كتب الوعظ فإنه يشعر بقسوة في قلبه وكأنه في مجابهة مع خصوم حقيقيين وليس مع إخوان مجتهدين ...

فيا أخي الشيخ إبراهيم الشيخ ماجد قال إنك تميل إلى طريقة المناطقة والجدليين وهذي لا تصلح للمنتديات التي يكتب فيها مثلك من العلماء ومثلي من الصعاليك .... :p:p

وأنت على ما يظهر لي طريقتك تجميع الموضوعات المتشابهة تحت عنوان عام رئيسي لتسير على خطة تجعلك على ذكر دائم بهذا الموضوع الرئيسي لتجمع موضوعاته الفرعية تحت عنوان واحد ... وهذا أمر جميل ولا نخالف فيه ولا نعيبك عليه بل نحن ندعو الخطباء إليه مع أنه تفنى أعمار خطباء ومستمعين دون الوصول إلى ساحل بحره ... وقد يذهب بالخطيب تتبعه للموضوعات الفرعية تحت الموضوع الرئيسي لأجل أن يكمل الموسوعة :D قد يذهب به إلى أن ينشغل عن الموضوعات التي يحتاجها الناس في ساعتهم وواقعهم ...

ما أردت الوصول إليه بعد تأمل :confused: وتفكير :cool: أن الموسوعية لا تكفيها ألف سنة إلا خمسين عاما :D:D وحتى ولو ضاعفناها لا تكفي :eek::eek:

على كل لا مشاحة في الطرق ولا العناوين ولا المصطلحات ما دام الهدف نفع الأمة وإخراج من كان في ظلمات الجهل إلى نور العلم ...



اللهم انفعنا وارفعنا وامنعنا واسمعنا ... إنك سميع مجيب ...