الحفاظ على اجتماع الكلمة والحذر من كيد الأعداء في حربهم على غزة

أبو المثنى
1445/04/19 - 2023/11/03 06:14AM

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

واعلموا رحمكم الله أن دوام توبة العبد وكثرتها أمارة خير وهدي مقتفى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ» و قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» ومن قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، غفر له، وإن كان قد فر من الزحف " مع أن الفرارَ عند التقاء الصفوف كبيرة من كبائر الذنوب ، فتوبوا أيها الناس ولا تملوا من كثرة الاستغفار

واعلموا رحمكم الله أن في طيات المحن للأمة منح وعطايا ، ومن منح المحن ما جعله الله في قلوب بعض عصاة بني آدم من التوبة والأوبة ومراجعة النفس والإقلاع عن عوائد الشر ، ومن المنح أن يقل الشر العام وتحتشم بعض الأنفس فتكفَ عن لهوها وشرها حشمة وحياء لما يقع من نازلة للأمة في الأرض المقدسة ، وهذا أمارة خير في هذه الأنفس ، فالعبد مهما بلغ به البعد عن الله إلا أن في قلبه أبواب من أبواب الخير ، تطرقها أحداث الزمان فتكون له عضة وعبرة وتوبة وأوبة والشقي من وعض فلم يتّعض.

والمخرج لأمة الإسلام وعزُّها يكون بطاعة الله وتربية النفس على معالي الأمور ، وأما ما يراد لشباب الإسلام وفتيات المسلمين من التغريب والانحلال فهو زيادة في تراجعها ونكساتها وذلها ، وصدق الملهم عمر حين قال لأبي عبيدة " إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " والله سبحانه وتعالى قال: " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا".

واعلموا أيها المسلمون أن الحق والباطل يتدافعان إلى قيام الساعة ، والأمر إذا استبان ، وعرف الحق من الباطل وبان ، فإن الخطب يسير فيجعل الله لأهل الحق أناسا ينصرونه ولأهل الباطل من أراد به الخذلان ، ولكن الشأن أيها المؤمنون حين يلتبس الحق بالباطل فيكون الأمر بين شر وأشر منه وبين خير وأخير منه ، فمن الفقه للعبد أن يأخذ بأخف الشرين ويطلبَ أخير الخيرين ، وكثير من الأمور العامة ملتبس أمرها ، يظهر لنا فيها بعض الحقيقة ويخفى عنا بعضها ولا يدركها على حقيقتها إلا من ولي أمر العامة من العلماء والأمراء ومن أتاه الله بصيرة بخطط الأعداء ومكرهم ، وليس خاف عليكم أيها المؤمنون أن الأعداء يتربصون بالمسلمين الدوائر ، ويحيكون المؤامرات لإضعاف المسلمين على ما فيهم من ضعف ، وليس لهم همّ إلا تحقيق مصالحهم ولو على حساب الدماء والأشلاء ، فهم من زمن ليس باليسير يفتعلون الذرائع لتفتيت قوة المسلمين ولإحداث حالة من الفوضى لتقسيم بلادهم وتمزيقها بخارطة الدم ، لضمان مصالحهم والسيطرة على الثروات ، وكثير من المسلمين لا يدرك مكرهم فيحقق أهدافهم من حيث لا يشعر ، ويسير في ركاب خططهم وهو لا يدري ، فلم يكتف هؤلاء الأعداء باستعمارهم لكثير من بلاد المسلمين وأخذ ثرواتها ، ولم يكتفوا بتقسيم بلاد السودان ، وإحداث الفوضى في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، بل لهم أطماع في غيرها من بلاد المسلمين وثرواتهم ، فالواجب علينا أيها المؤمنون أن نحذر من مكر هؤلاء الكفار وأن نحذر ممن يريد زعزعة الأمن أو احداث الشقاق بين المسلمين ، أو إثارة العصبيات والنعرات ، أو الدعوة إلى حزبية مقيته ، فعلينا جميعا أن نفوّت الفرصة عليهم باجتماع الكلمة ووحدة الصف والالتفاف حول علمائنا وأمرائنا من صناع القرار مع النصح والإرشاد والدعاء الدائم لهم بالرشد والسداد ، حتى يجنبنا اللهُ مكرَ عدونا ، ويكفينا ما ألمَّ ببعض بلاد المسلمين من النزاع والشقاق والضعف والدمار والله المستعان.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم إن ربي رحيم ودود

 

 

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وأنعم علينا بالايمان أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأشهد ألا إله إلا هو وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد أيها المؤمنون:

فأوصي نفسي وإياكم أيها المؤمنون بتهذيب النفس وتزكيتها على الدوام ، والحرص التام على تنشئة الأبناء والبنات تنشئة إيمانية مرتبطة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على منهج سلفنا الصالح ، والحفاظ عليهم من سوق الأفكار المسمومة والتي تغذي التطرف والقتل وسفك الدماء أو تدعو إلى التحلل والانحلال ، والعالم اليوم يسير بالأفكار ، ومنشأ هذه الأفكار هو الإعلام والذي كان محصورا في أزمنة مضت على وريقات وإذاعات وأما اليوم فهو بين أيدي أطفالنا ، وأعداء الإسلام من اليهود وغيرهم ينشطون في مواقع التواصل ويؤسسون تنظيمات ومنظمات تعنى بتغذية الأفكار ونشرها ، يتكلمون بلغتنا وكأنهم من بني جلدتنا ، فينشرون التطرف والانحلال ويثيرون النعرات ويوقدون الفتن ، ويصورون الأمر على غير ما هو عليه ، ومع هذا ولله الحمد والمنة فقد وجد من المسلمين من يكشف أمرهم وينسف جهودهم ويبين الحق من الباطل.

فالحذر الحذر من مكر الأعداء ومن كيد المنافقين ، وعلينا أن نشتغل في أنفسنا بما ينفعها ، فما خلقت هذه الأنفس إلا لعبادة الله ، وأن نرتقي بوعينا وأن نكون يدا على من عادنا بغير حق ، وأن نعزز فينا أخوة الإيمان ، وأخوة الدين ، بلا عصيبات أو قبليات أو أجناس فكلنا لآدم وأدم من تراب ، والله يعز هذا الدين بمن شاء ، فقد كان ألد أعداء الدين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من أشرف أشراف العرب ، ومن مات منهم على الكفر فهو من حطب جهنم وبلال العبد الحبشي نصر هذا الدين فسبق إلى الجنة وشهد له النبي بذلك ، والله سبحانه وتعالى قد أبان في كتابه في آيات كريمات سنة الاستبدال ، فأي أمة أعرضت عن أمر الله استبدلها الله بغيرها ، ومن عجيب أمر هذه الآيات أنها ذُكرت في حال مشابهة لحال الأمة اليوم ، يقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"

فإما أن نكون أيها المؤمنون في أول ركب أمة الإسلام وفي مقدمتها بإيماننا وصلاحنا وائتمارنا بأمر الله ، أو يأت اللهُ بغيرنا وخير منا فينصرون هذا الدين ويعلون شأنه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين ودمر أعداءك أعداء الدين واجعل بلدنا هذا آمنا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم إنا نعوذ بك من مكر الأعداء وكيدهم ، اللهم رد كيدهم عنا وكف شرهم عن بلاد المسلمين ، اللهم اجمع كلمة المسلمين ، اللهم اجمع كلمة المسلمين ، ووحد صفوفهم وقوهم واجعلهم يدا واحدة على عدوهم.

اللهم اغفر لأبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغارا ، اللهم واحفظ عليننا إيماننا واحفظ أبناءنا ونسائنا وفتياتنا من كيد عدونا.

اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

المرفقات

1698981230_الحفاظ على اجتماع الكلمة والحذر من كيد الأعداء في حربهم على غزة.docx

المشاهدات 751 | التعليقات 0