التحذير من التكاسل عن الصلاة

عايد القزلان التميمي
1445/02/27 - 2023/09/12 10:29AM
الحمد لله الذي فرض الصلاة على عباده وأمرهم بإقامتها وحسن أدائها، وجعلها فرقانا بين الإيمان والكفر، وناهية عن الفحشاء والمنكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد فيا عباد الله: اتقوا الله - تعالى -
واحذروا الذّنوب والمعاصي وعقوبات التكاسل عن الصلاة وأدائها مع الجماعة في المساجد، وتلك علامات المنافقين الذي أخبر الله عنهم بأنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كُسالى، وأنهم في الدّرك الأسفل من النار.
قال الله - سبحانه وتعالى - مخبرًا عن أصحاب الجحيم: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾
وقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).
وقال جلّ وعلا: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾
قال ابن عباس - رضِي الله عنهما -: "ليس معنى أضاعوها تركوها بالكليَّة، ولكن أخَّروها عن وقتها"،
وقال سعيد بن المسيَّب - رحمه الله -: "هو ألاَّ يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا يصلي العصر إلى المغرب، ولا يصلي المغرب إلى العشاء، ولا يصلي العشاء إلى الفجر، ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس!".
فمَن مات وهو مصرٌّ على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغي، وهو وادٍ في جهنم بعيد قعرُه، خبيث طعمُه.
عباد الله وقال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾
قال سعيد بن المسيَّب: "كانوا يسمعون حيَّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، فلا يُجيبون وهم أصحَّاء سالمون"، فيا من يترك، ويا من يتكاسل عن أدائها في أوقاتها، ويا مَن يتخلف عن أدائها مع الجماعة، احذروا الوعيد الشديد والنار ، وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، ولا تغترُّوا بالدنيا فمآلها إلى الزوال والفناء، ولن يَسلَمَ العبد منها إلا بتقديم عملٍ صالح يَجِده أمامَه في دار القرار.
أيّها المسلمون ، إنّ وقتَ الصلاة قد عظَّمه الله في كتابه، وعظَّمه نبيُّكم صلى الله عليه وسلم في سنّته، فعظِّموا ما عظَّم الله، فإنَّ تعظيمَه من شعائر الله،  ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ  
أيّها المسلمون ، إنَّ نبيّنا صلى الله عليه وسلم كان يعظّم وقتَ الصلاة حقَّ التعظيم، شغله المشركون يومَ الأحزاب عن صلاة العصر حتّى غربتِ الشمس، فقال: ((شغلونا، ملأ الله قبورهم وبيوتَهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتّى غربت الشمس))، ثم قام فصلى العصر، ثم صلّى بعدها المغرب
فاتقوا الله يا عباد الله، في صلاتكم في الركن الثاني من أركان الإِسلام، لا تَهدِموا إسلامكم بإضاعة رُكن من أركانه،
واتقوا الله فيمَن تحت أيديكم مِن الأهل والأولاد، فكلُّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
واحذروا العقوباتِ العاجلةَ في الدنيا، واتعظوا بغيركم ممَّن أضاع أمر الله وارْتَكب محارمه .
بارك الله لي ولكم ....
 الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة قلوب الأخيار، وهي طريق السعادة في دار القرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله حق في البر والجو والبحار، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، بادر إلى الصلاة بسكينة ووقار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار،.
أما بعد
فيا عباد الله إن الصلوات الخمس محطات وفُرصٌ يومية، منحها الله سبحانه وتعالى لعبادِه ليُطَهِّرُوا بها أنفسهم من الذنوب والخطايا التي يرتكبونها،
ودليل ذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم والترمذي من حديث أبي هريرة: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغش الكبائر))،
ولقد وعد الرحمن عز وجل مُقيم الصلاة بأنه لا يخاف ولا يحزن فقال عز من قائل: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ))،
كما وعدهم سبحانه بأن لا يضيع أجرهم، بل يحفظه لهم كما حفظوا صلاتهم وحفظوا أوامر الله عز وجل، يقول سبحانه: (( وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ))
فالصلاة الصلاة يا من ترغب في الجنان، والمسجد المسجد يا من ترغب في الأمان، يقول سبحانه:  وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ   وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
فحافظوا ـ بارك الله فيكم ـ على صلاتكم، تنالوا العز والثواب الحسن من الله في الدنيا والآخرة.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ....      
المرفقات

1694503774_التحذير من التكاسل عن الصلاة.docx

المشاهدات 524 | التعليقات 0