التحذير من التبليغيين-6-5-1443هـ-مستفادةٌ من خطبةِ الشيخِ محمد الشرافي
محمد بن سامر
التحذير من التبليغيين-6-5-1443هـ-مستفادةٌ من خطبةِ الشيخِ محمد الشرافي
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستغفره، ونعوذ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عليه وآلهِ صلاتُه وسلامُه وبركاتُه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
وبَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الهدْى هَدْى مُحَمَّدٍ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.
وبعدُ: فيا إخواني الكرامُ:
اعْلَمُوا أَنَّ الْبِدْعَةَ: هِيَ الإحْدَاثُ فِي الدِّينِ عَلَى خِلافِ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-وأَصْحَابُهُ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-مِنْ عَقِيدَةٍ أَوْ عَمَلٍ، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ لِقَوْلِ اللهِ-تَعَالَى-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-قَالَ: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ من شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا! قَالَ: نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ».
هَكَذَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ ورضي اللهُ عنهم-يَخَافُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم الْفِتَنَ وَلِذَلِكَ سَأَلُوا عَنْهَا لِيَحْذَرُوا مِنْهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ-عَزَّ وَجَلَّ-قَدْ قَضَى بِحِكْمَتِهِ الْبَالِغَةِ أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ الإسْلامِيَّةَ سَوْفَ تَفْتَرِقُ بَعْدَ مَوْتِ نَبِيِّهَا-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-إِلَى فِرَقٍ شَتًّى، كُلُّها ضَالةٌ إلا واحدةٌ وهي الـمُتَمَسِكةُ بكتابِ اللهِ وسنةِ رسولِهِ-عليهِ وآلِهِ الصلاةُ والسلامُ-قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ: الْجَمَاعَةُ، مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي».
وكَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-التَحْذِيرُ مِن الْبِدَعِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ فيَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الهدْى هَدْى مُحَمَّدٍ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ».
وَقَدْ وَقَعْتْ هَذِهِ الوَصِيَّةُ مَوْقِعَهَا فِي الصَّحَابَةِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-فلَمْ تَقَعْ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بِدْعَةٌ حَتَّى لَقُوا رَبَّهَم، بَلْ كَانُوا يُحَذِّرُونَ مِنْ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، وَيُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ فَعَلَهَا وَإِنْ حَسُنَتْ نِيَّتُهُ، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ»، وَقالَ عبدُاللهِ بْنِ عَبَّاسٍ-رَضَيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «مَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِنْ عَامٍ إِلَّا أَحْدَثُوا فِيهِ بِدْعَةً، وَأَمَاتُوا فِيهِ سُنَّةً، حَتَّى تُحْيَى الْبِدَعُ وَتَمُوتَ السُّنَنُ».
وَإِنَّ مِنَ الْجَمَاعَاتِ الموجُوْدَةَ فِي السَّاحَةِ، وعِنْدَهَا أَخْطَاءٌ وَانْحِرَافَاتٌ فِي الْعَقِيْدَةِ وَالمنْهَجِ جَمَاعَةَ التَّبْلِيْغِ أو الأحبابِ، وَقَبْلَ أَنْ نُبَيِّنَ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ مُخَالَفَاتٍ، تَعَالَوا نَسْمَعُ كَلَامَ الْعُلَمَاءِ فِيْهِمْ، لِنَكُوْنَ عَلَى بَصِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا.
قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ-رَحِمَهُ اللهُ-: «جَمَاعَةُ التَّبْلِيغِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ بِصِيرَةٌ فِي مَسَائِلِ الْعَقِيدَةِ، فَلا يَجُوزُ الْخُرُوجُ مَعَهُمْ إِلَّا لِمَنْ لَدَيْهِ عِلْمٌ وَبِصيرةٌ بِالْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، التِي عَلَيْهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ حَتَّى يُرْشِدَهُمْ وَيَنْصَحَهُمْ».
وَقَالَ الشيخُ محمدُ بن عُثَيْمِينَ-رَحِمَهُ اللهُ-: «بَلَغَنِي عَنْ زُعَمَاءِ هَؤُلاءِ الْجَمَاعَةِ فِي الْأَقْطَارِ الْإِسْلَامِيَّةِ خَارِجَ بِلَادِنَا أَنَّهُمْ عَلَى انْحِرَافٍ فِي الْعَقِيدَةِ، فَإِذَا صَحَّ ذَلِكَ فَإِنَّ الْوَاجِبَ التَّحْذِيرُ مِنْهُمْ وَالاقْتِصَارُ عَلَى الدَّعْوَةِ دَاخِلَ بِلَادِنَا عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ».
وَقَالَ الشَّيْخُ صَالِحٌ الْفُوزَانُ-حَفِظَهُ اللهُ-: «الْخُرُوجُ فِي سَبِيلِ اللهِ لَيْسَ هُوَ الْخُرُوجُ الذِي يَعْنُونَهُ الآنَ، الْخُرُوجُ فِي سَبِيلِ اللهِ هُوَ الْخُرُوجُ لِلْغَزْوِ، أَمَّا مَا يُسَمُّونَهُ الآنَ بِالْخُرُوجِ فَهَذَا بِدْعَةٌ».
أستغفر اللهَ لي ولكم وللمسلمين...
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:
فَقَدْ وقعتْ جماعةُ التبليغِ-هدانا اللهُ وإياهم-في أخطاءٍ:
1.عَدَمُ اهْتَمَامِهِمْ بِالْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ الواجبِ، فَكثيرٌ منهم جاهلونَ، ونتيجةً لذلك يَكُونُونَ عُرْضَةً لِلْوُقُوعِ فِي الْبِدَعِ، بَلْ يُصَرِّحُونَ وَيَقُولُونَ: «لَسْنَا فِي حَاجَةِ الْعِلْمِ، بَلْ فِي حَاجَةِ الْإِيمَانِ»، ويقالُ لهم: هَلْ هُنَاكَ إِيمَانٌ دُونَ عِلْمٍ؟ ثُمَّ هُمْ لا يَدْعُونَ لِحُضُورِ الدُّرُوسِ أَوِ الْمُحَاضَرَاتِ فِي الْغَالِبِ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ ضَابِطٌ لِتَوْجِيهِ الشَّابِ إِذَا اسْتَقَامَ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَلُزُومِ الْعُلَمَاءِ الْمَوْثُوقِينَ، وَلِذَلِكَ تَجِدُ الْوَاحِدَ مِنْهُمْ يخرجُ سنواتٍ كثيرةً، وَلَكِنَّهُ صِفْرُ الْيَدَيْنِ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ لا يَسْتَطِيعُ خُطْبَةَ الْجُمْعَةِ مَعَ أَنَّهُ مِنْ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ، وقد حَاوَلَ بَعْضُ الشيوخِ مَعَ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ لِيَجْعَلَ لهم مَنْهَجًا عِلْمِيًّا فِي التَّعْلِيْمِ، بَدَلَ الاقْتِصَارِ عَلَى الْعَشْرِ السُّوَرِ القصارِ، وَرِيَاضِ الصَّالِحِينَ، وَكِتَابِ حَيَاةِ الصَّحَابَةِ، فَرَفَضُوا.
2.يفسرونَ بعضَ الأشياءِ عَلَى غَيْرِ الوَجْهِ الصَّحِيحِ، كَمَا فسروا مَعْنَى (لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)، بأنه إِخْرَاجُ الْيَقِينِ الْفَاسِدِ بالمخلوقينَ وَإِدْخَالُ الْيَقِينِ الصَّحِيحِ باللهِ، وَهَذَا مَعْنًى نَاقِصٌ.
3.انْتِشَارُ الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ وَالْمَوْضُوعَةِ بَيْنَهُمْ، لأنهم سَمِعُوهَا مِنْ عُلَمَائهم، وَصَارُوا يُرَدِّدُونَهَا مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ بِصِحَّتِهَا، وَلَوْ نَبَّهَهُمْ أَحَدٌ عَلَى ضَعْفِهَا غَضِبُوا عَلَيْهِ.
4.مَا يَقَعُ مِنْ بَعْضِهِمْ مِنَ الْإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ وَالْغُرُورِ، وَيُؤَدِّي بِهِ ذَلِكَ إِلَى احتقارِ غَيْرِهِ–بَلْ وَالتَّطَاوُلِ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ وَوَصْفِهِمْ بِأَنَّهُمْ نَائِمُونَ– وَيَقُولُونَ: الْعَالـِمُ كَالْبِئْرِ إِذَا أَرَدْتَ الْمَاءَ فَتَأْتِي إِلَيْهَا لِتَشْرَبَ، وَأَمَّا الدُّعَاةُ–يَعْنُونَ أنفسَهم– فَهُمْ كَالسَّحَابِ، يَسِيرُ إِلَى أَمَاكِنِ النَّاسِ لِيَسْقِيَهُمْ، وَلا شَكَّ أَنَّ هَذَا تَنْفِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَتَزْكِيَةٌ لِلْجُهَّالِ، وَعِنْدَهُمْ عِبَارَاتٌ يَتَنَاقُلُونَهَا لِلتَّزْهِيدِ فِي الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ وذمهم وَمِنْهَا: «الْجُهْدُ جُهْدُ الْأَقْدَامِ لا جُهْدُ الْأَقْلَامِ».
5.اعْتِمَادُهُمْ كَثِيرًا عَلَى الْقِصَصِ وَالْمَنَامَاتِ، حَتَّى إِنَّ مُؤَسِّسَ الْجَمَاعَةِ مُحَمَّد إِلْيَاس إِنَّمَا قَامَ بِالدَّعْوَةِ لِأَنَّهُ–حَسْبَ زَعْمِهِ– جَاءَهُ آتٍ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ: إِنَّا سَنَسْتَخْدِمُكَ-يَعْنِي فِي نَشْرِ الدِّينِ-! فَهَلْ نَحْتَاجُ لِلْمَنَامَاتِ لِنَدْعُوَ إِلَى اللهِ.
6.أَنَّ كثيرًا منهم لا يَقْبَلُونَ النُّصْحَ–فِي الْغَالِبِ-ويتحسسون منه، وَيُسَمُّونَ مَنْ يُنَاصِحُهُمْ بِكَثْرِةٍ: مُعَارِضًا لِلدَّعْوَةِ.
7.يَأْخُذُونَ مِنْ كَلَامِ الْعالمِ مَا يُوَافِقُهُمْ، وَيَتْرُكُونَ مَا يُعَارِضُهم، كنَقْلِهِمْ كَلامَ الشَّيْخِ ابْنِ بَازٍ-رَحِمَهُ اللهُ-حِيْنَ كَانَ يُؤَيِّدَهُم، وَتَركِهم كَلامَهُ الْأَخِيرَ فِي التَّحْذِيرِ مِنْهُمْ.
8.أَنَّ مِقْيَاسَ الصَّلَاحِ عِنْدَهُمْ الْخُرُوجُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ، فالذِي لا يَخْرُجُ يُعْتَبَرُ نَاقِصًا مَهْمَا بَلَغَ فِي الْعِلْمِ وَالدَّعْوَةِ وَنَفْعِ النَّاسِ.
9.رَبْطُهُمْ لِلنَّاسِ بِالْبَاكِسْتَانِ وَالْهِنْدِ وَإِذَا ذَكَرُوا الْعُلَمَاءَ فَالْمُرَادُ عُلُمَاءُ التَّبْلِيغِ، وَأَمَّا عُلَمُاءُ السُّنَّةِ فَلَيْسُوا بِعُلَمَاءَ يُرْبَطُ النَّاسُ بِهِمْ لِأَنَّهُمْ لا يَخْرُجُونَ، فَهُمْ -عندهم-كُسَالَى ولَيْسُوا بقُدْوَةً.
وَأَخِيْرًا فَاعْلَمُوا أَنَّ كَثِيْرًا مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مَعَهُمْ، ثُمَّ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ أَخْطَاءٍ وَمُخَالَفَاتٍ، تَرَكَهُمْ وَاتَّجَهَ لِلْعِلْمِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ عَلَى الطَّرِيْقَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ لِيَنْجُوَ بِنَفْسِهِ مِنَ الْبِدْعَةِ وَالتَّحَزُّبِ.
يا حيُّ يا قيومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنَّا من الظالمينَ، أسألكَ بأسمائِك الحُسْنَى، وصفاتِك العُلَى، اللهم أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا وعنهم سيِئها، اللهم اغفرْ لوالدينا وارحمْهم واجعلْهم في الفردوسِ الأعلى من الجنةِ وإيانا والمسلمينَ، اللهم إنَّي أسألك لي وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، وأَسْأَلُكَ لي ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، والدينِ والدنيا والأهلِ والمالِ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمينَ، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيلُ لا إلهَ إلَّا هوَ عليهِ توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ، اللهُمَّ عليك بأعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ والظالمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ، اللهُمَّ إنَّا نجعلُكَ في نـُحورِهم، ونعوذُ بكَ مِنْ شرورِهم، اللهُمَّ اسقنا وأغثنا(ثلاثًا).
اللهم صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ وأنبياءِ اللهِ ورسلِه وآلِهِ وصحبِهِ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.
المرفقات
1639070709_التحذير من التبليغيين-6-5-1443هـ-مستفادةٌ من خطبةِ الشيخِ محمد الشرافي.docx
1639070715_التحذير من التبليغيين-6-5-1443هـ-مستفادةٌ من خطبةِ الشيخِ محمد الشرافي.pdf