أريد خطبة مناسبة عن فضل العلماء وعزاء الأمة بوفاتهم

محمد عقل
1435/02/16 - 2013/12/19 17:55PM
بمناسبة مرور 3 أعوام على وفاة العلامة الدكتور نوح علي السلمان القضاة
اريد خطبة مناسبة عن فضل العلماء وعزاء الامة بوفاتهم
المشاهدات 4435 | التعليقات 7

العلاّمة الدكتور نوح علي سلمان القضاة أحد أبرز كبار علماء الشام عموما و الشافعيّة على وجه الخصوص ، المفتي العام السابق للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ، ولد سنة 1939م ببلدة عين جنا بمحافظة عجلون ، وتوفي رحمة الله عليه في مثل هذا اليوم و الشهر من سنة 2010م .
فرحمه الله رحمة واسعة و أسكنه الفردوس الأعلى .
و أحسبُ أستاذي محمد أنّ الإخوة لم يدلّوك على خطبة في الموضوع لخشيتِهم من كراهة تخصيص يوم الوفاة بالتأبين ، والله تعالى أعلم .
ويمكنك الاطلاع على الرابط التالي في الملتقى :
http://www.vb.khutabaa.com/archive/index.php/t-41.html

و أما عن نموذج الخطبة فهو :
http://www.vb.khutabaa.com/archive/index.php/t-42.html


هذه خطبة في وفاة الشيخ بن جبرين رحمه الله


الحمد لله المتفرّد بالبقاء، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، القاضي على خلقه في هذه الدار بالموت والفناء ، أحمده سبحانه جعل الموت مخلصاً للأتقياء و سوء منقلب للأشقياء ، ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة و الأولى. و أشهد ن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، خير الأنبياء، وسيّد الأصفياء أرسله لانفاذ أمره و انهاء عذره فأيده بالحجج الباهرة صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فما خاب من اتقاه ولا خاف من لاذ بكنفه وحماه
ومن خاف الوعيد قصر عليه البعيد ، و من طال أمله ضعف عمله ، و
كل ما هو آت قريب
أيها المسلمون، حفظ الدين أعظم مقاصد هذه الشريعة الغراء، وإن من أعظم أسباب حفظ الدين حفظه بالرجال المخلصين والعلماء العاملين، فوجودهم في الأمة حفظ لدينها، وصون لعزتها وكرامتها، وذود عن حياضها، فإنهم الحصن الحصين والسياج المتين الذي يحول بين هذا الدين وأعدائه المتربصين
.
وإن لله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة والقدرة النافذة في كونه وخلقه، وإن مما كتبه الله جلَّ وعلا على خلقه الموت والفناء،

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [العنكبوت: 57]، ويقول جلَّ وعلا: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إن أعظم بلاء للأمة أن تذهب خضراؤها وتنقشع زينتها وتختفي نضارتها وتغيب نجومها وتصبح تائهة هائمة. إن الأمة تزدان بصلحائها ونبلائها الذين يهدونها ويبصّرونها ويعيدون لها ذكرها وعزها وشرفهاإنهم لها الشموس الساطعة والمنارات اللامعة،يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون به أهل العمى، ويهدون به من ضل إلى الهدى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، ، فهم أهل خشية الله وهم مادة حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وقوت الضمائر، وزاد القرائح، ومهما صيغت النعوت والمدائح في فضائلهم فلن توفيهم حقهم.العالم للأمة بدرها الساري، وسلسالها الجاري، لا سيما أئمة الدين وعلماء الشريعة؛ ولذلك كان فقدهم من أعظم الرزايا، والبلية بموتهم من أعظم البلايا، فليست الرزية والبلية قلّة الطعام والشراب، وليست الرزيّة كثرة الأسقام والأوجاع، إن الرزية ذهاب البررة الأخيار الذين استضاءت بأنوارهم الأمة وزخرت بهم الملّة وازدانت بهم السنة. صح عند أحمد وغيره من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة)).
عباد الله : إن موت العلماء خطب جلل تتشنف له المسامع ، وتذرف له المدامع لأن بموتهم تطوى صفحات لامعة، وسجلات ناصعة، فرحيل العلماء ثلمة لا تسد ، ومصيبة لا تحد ، وفجيعة لا تنسى، ومع رحيلهم يكون قد هوى للعلم نجم، وانطفأ للمعرفة سراج، مصداق قول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جُهّالاً. فسئلوا فأفتوا بغير علم ؛ فضلوا وأضلوا." (متفق عليه ويُوضح ذلك ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { تظهر الفتن، ويكثر الهرج ، ويقبض العلم }فسمعه عمر فقال: ( إن قبض العلم ليس شيئاً يُنتزع من صدور الرجال ، ولكنه فناء العلماء )
ولقد أخبر
حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا( قال
: ) بموت علمائها وفقهائها(
وقال الحسن رحمه الله: " موت العالم ثلمة في الإسلام ،
لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار "
وفي ظهيرة يوم الإثنين الماضي ثلم في الإسلام ثلمة و نزل بالأمة خطب جلل وأمر عظيم لقد فجع المسلمون بنبأ وفاة فقيد الأمة والعالم سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، الذي وافاه الأجل المحتوم والقدر المحكوم بعد معاناة طويلة مع المرض فموته أبكى الكثير من الناس، وغشيتهم الدهشة والذهول كيف لاوهو ابن جبرين كيف لا وهوعلم من علماءالأمة كنيف مليءعلما وتاج شعَّ درًا أوت إليه أفئدة المؤمنين يطلبون علمه ويرومون فضله، ويأملون شفاعته وينشدون مشورته وبصيرته. كم اجتمع عنده الطالبون! وكم سأله الشاكون! أكثر من ثلاثين سنة لا يعرف طعامَ الغداء مع أهله، جعل كرمَه وخلقه مأوى الفقراء والمساكين والسائلين
فلقد ضرب أروع الأمثلة في التواضع ولين الجانب, فهو غاية في البساطة والتواضع في الحديث مع الجلساء،
لقد رحل الشيخ ابن جبرين عن هذه الدنيا بعدما ملأها علما، وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل والدعوة والاحتساب، وبعد أن عمر مساجد المملكة بدروسه العظيمة ومحاضراته القيمة، وبعد أن قُرِئت عليه المتون المتعددة والفنون المتنوعة، فشرحها شرح العالم البصير والمطلع الخبير، فأمتع النفوس، وشرح الصدور تراه وهو شيخ كبير تتناوشه الأمراض , يسافر في كل صيف يطوف المملكة من شرقها إلى غربها , ومن الجنوب إلى الشمال , يقطع الآف الكيلومترات , يبحث عن الناس في المدن , أو في البوادي يجلس بين الناس بكل حب وود ونقاء , يبين لهم أحكام الشريعة بوضوح ويسر , يراعي ظروفهم , ويتكلم بما يناسب عقولهم
والشيخ ابن جبرين من أشهر المفتين في العصر الحديث، وكان يرحمه الله شجًى في حلوق أهل البدع والخرافات، وسيفًا مسلطًا على رؤوس الزنادقة والملاحدة وللشيخ ما يزيد على ستين مؤلفا،فالشيخ يرحمه الله عَلَمٌ فذ، وفقيهٌ فحل، وداعية نَيِّر، وصاحب قلب طهور ونفس راضية وعلم غزير وإيمان وتقوى، نحسبه كذلك والله حسيبه، ونُحِبُّه في الله، فمن رأى الشيخ أو عرفه أحبَّهُ، وأحبّ تواضُعَه وتقواه وزهده وإعراضه عن الدنيا ونُكْرَانه لذاته، فحق للأمة أن تحزن لفقده يرحمه الله فمن يحيي مجلس العلم الذي كان يحييه ؟، ومن يفتي الناس في المستعصي من أمور دينهم بعده فتاويه ؟ومن ينير ظلمات الجهل للمدلجين السائرين من طلبته ومحبيه
عباد الله : إنَّ من حسن العزاء عند فقد العلماء: أن دين الله محفوظ ، وشريعته باقية، وخيره يفيض ولا يغيض فالفضل الإلهي والفيض الرباني ليس مقصورًا على بعض العباد دون بعض، ولا محصورًا في زمن دون زمن، فلا يخلو زمن وعصر من علماء يقيمهم في كل فترة من الزمن أئمة عدولاً ، أمناء مخلصين، علماء مصلحين، بصراء ناصحين، يدعون إلى الهدى، ويذبون عن الحمى، ويصبرون على الأذى. فيجب أن لا نفقد الأمل بالله عز وجل، فالذي أخرج لنا العالم الفلاني سيخرج لنا مثله أو أفضل منه، وما ذلك على الله بعزيز، توفي الإمام أحمد فقيّض الله لهذه الأمة شيخ الإسلام فهذه الأمة أمة ولود، والخير باق فيها إلى يوم القيامة، أمة الغيث لا يُدرى خيره أوله أم آخره، ولن نكون نحن أغير على الدين والملة من الله عز وجل، فهذا دينه، وهذه شريعته كما أن من حسن العزاء أن هؤلاء العلماء -رحمهم الله باقون بذكرهم.. أحياء بعلمهم، يلهج الناس بالثناء عليهم والدعاء لهم ويجتهدون في اقتفاء آثارهم ، وترسم خطاهم، علماً وعملاً، ودعوة ومنهاجاً وعزاؤنا في الطلاب الذين تركهم والعلماء الذين خرجهم هذا العالم الجليل، وهذه الكتب والرسائل التي سطرت علمه، فهو وإن رحل فإن علمه باقٍ وموجود فيناوهوممايبقى للإنسان أجره بعدموته

فما أحرانا أن نتعظ ونعتبر، وأن يعرف كل واحد منا دوره ومسؤوليته نحو دين الله تعالى، أما الشيخ فقد أفضى إلى ربه، ولا نملك له إلاأن ننشرعلمه وفضله ومناقبه والدعاء له
يا رب فاجمعنا معــــا ونبينا في جــنة تثنى عيون الحسد في جنة الفردوس فاكتبها لنا يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وارجوه إنه هو الغفور الرحيم ,

















الحمد لله نواصينا بيده، ماضٍ فينا حكمه، عدلٌ فينا قضاؤه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الدائم عطاؤه، العظيمة آلاؤه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، المتألق نوره وبهاؤه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ما ليلٌ سجى، وما صبح بدا، وسلم تسليماً أبدياً سرمداً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد
الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة:281] واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله إن تقدير مكانة العلماء أحياءً وأمواتاً إنما ينبع من تعظيم الشريعة التي احتفت بهم، والدين الذي كرمهم وحفل بهم: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [العنكبوت:49]
ألا واعلموا -رحمكم الله- أن من أفضل أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله، كما قال ربكم جل في علاه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين!


هذه خطبة بعنوان (وقفات مع موت العلماء)

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/172488


بارك الله في كل الاخوة والأحبة

الاخ الذي ذكر موضوع التأبين جزاه الله خيرا:
المقصود ان نذكر الناس بفضل العلماء واحترامهم وتوقيرهم، وخصوصا اننا في الاردن قد قلت هيبة العلماء.
فأنا أريد خطبة تذكر الناس بفضلهم في هذا الدين العظيم، ومن كثرة الاحداث المترامية لست أرى وقتا مناسبا لأخطب عن هذا الموضوع غلا فـي ذكرى وفاة أحد العلماء.
ونسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.


أستاذي الحبيب محمد عقل ؛ زادك ربّي حرصًا على الحقّ والخير و دعوةً إليه ، و رفع الله مقام الأردن الشقيق بلاد الشام العتيق :
رَبطُ المجتمع بالعلم و العلماء يحتاج إلى " استراتيجيّة " متكاملة الإجراءات والخطوات و المقاييس ، وإنّما كان المقصود التنبيه إلى أنّ تخصيص يوم الوفاة ( العلاّمة نوح علي سلمان توفّي رحمة الله عليه في يوم 19 ديسمبر / كانون الأول 2010م ، يعني في ما يوافق جمعة اليوم تمامًا ! ؛ فأحببت فقط تنبيهكم - حفظكم الله - إلى أن تذكير الناس بالعلم والعلماء شيء و أن يكون هذا " بالتحديد " في يوم الوفاة شيءٌ آخر ، وهو ما يُعرفُ بالتأبين أو التذكار :

و التأبين أو التذكار : اجتماعٌ - ولو في خطبة او مسجد - في مثل تاريخ الوفاة تلقى فيه كلماتٌ يجمعُ فيها بين الذكرى والتذكير للتخليد والتمجيد ، وهو عين ما يقومُ به الرؤساء و بعض الجماعات و العائلات لتأبين القادة والشهداء و العظماء ، وهو سنّةٌ نصرانيّة لا أساس لها في دين الإسلام ، وفيها من الغلوّ في العلماء والصالحين ما فيها ، وقد تلتحق بالنياحة المنهي عنها شرعًا ، و فيها من التشبّه ما لا يخفى ولو من طرفٍ خفي ، ولا يحصلُ بها ربطٌ للناس بالعلم ، لأنّ العلم الصحيحَ يأباها ويدفعها .
و أرجو من الأخ الحبيب محمد أن يعلم أني لا أنكر على قصده الشريف أبدًا ؛ فهذا القصد يجمعنا جميعًا ، فكلنا نحب العلماء و نأسفُ على رحيلهم أشدّ الأسف ؛ ولكن الحديث في النيّات غير الحديث في الوسائل و صورة الفعل .


جزى ربي خيرا كل المبادرين إلى تلبية طلب الأخ الحبيب محمد عقل شاكرين لكم حسن التفاعل
وهذا الرابط لعله يستفيد منه
https://khutabaa.com/forums/موضوع/142201