عناصر الخطبة
1/شكوى خباب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- 2/تبشير النبي أصحابه بالنصر والتمكين 3/غزو التتار للمسلمين وأفعالهم الشنيعة 4/الصبر طريق النصراقتباس
فاصبروا -يا عباد الله- وصابروا، والزموا طريقَ الحقِّ ولا تتزعزعوا، وإن اللهَ ناصرٌ دينَه، معزٌ أولياءَه عاجلا أو آجلا، والنصرُ قد نراه نحن بأعيننا، وقد يؤخرُه اللهُ لأبنائِنا، ولكنَّ المهم أن نذهبَ إلى الله ونحن على الطريق، غير مبدلين ولا مغيرين...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
أما بعد: تحت وطأةِ التعذيب، وبعد تجرّعِ شدّةِ الآلام، وتحمّلِ طولِ المعاناة، يأتي خبَّابُ بن الأَرَتّ -رضي الله عنه- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إليه هو وأصحابُه وقد أنهكهم التعبُ، وكاد الصبرُ منهم أن ينفذ؛ أتوا شاكين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريدون الخلاص، يقول خباب -رضي الله عنه-: " شَكَوْنَا إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا له: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟".
وهنا لا يقفُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عندَ ظاهرِ الطلب، الذي هو طلبٌ مشروعٌ بالدعاء والنصر على الأعداء، ولكنه يتجاوزُ ذلك إلى ما وراءَه، فيلمس النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من هذه الشكوى أن صبرَ الأصحابِ على وشك النفاذ، وأن خيوطَ الجزعِ بدأت تتسربُ في القلوب، فكان لا بد من كلماتٍ تملؤُ إناءَ الصبرِ من جديد، وتُهَتِّكُ خيوطَ الجزعِ فلا تجدُ لها سبيلا إلى الصدور، يردُّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على هذه الشكوى فيقول: "كانَ الرَّجُلُ فِيمَن قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فِيهِ، فيُجَاءُ بالمِنْشَارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُشَقُّ باثْنَتَيْنِ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، ويُمْشَطُ بأَمْشَاطِ الحَدِيدِ ما دُونَ لَحْمِهِ مِن عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ".
هذا هو البيان الأول، التمكينُ لا يأتي إلا بعدَ البلاء، والنصرُ لا يتمُّ إلا بعدَ الوطءِ على أشواكِ الألم، سُنّةَ اللهِ (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)[الأحزاب: 62]، فحين يثبتُ أهلُ الإيمان على هذا الدين، مهما عَظُمَ عليهم البلاء، ومهما نالوا في سبيل ذلك من شدائدِ اللَّأْواء، حين يلزم أهلُ الإيمانِ طريقَ الصبرِ والمصابرة فلا يتراجعون، ولا يبدِّلون، ولا يتشكّكون، عندها يأتي النصرُ والتمكين.
يكمل النبي -صلى الله عليه وسلم- البيانَ فيقول: "واللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هذا الأمْرَ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخَافُ إلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"، هذا وعدُ الله ووعدُ رسوله، وصدق اللهُ ورسولُه، وسيأتي حقا ولكننا قومٌ متعجلون؛ (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[البقرة: 214].
لقد وعد النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا الوعد، والمسلمون في مكة يُضْطَّهدون من عتاةِ قريش، ولم يكن لهم يومئذٍ دولةٌ ولا جيشٌ، ولا عدةٌ ولا عتادٌ، كلُّ المقاييسِ البشريةِ والحساباتِ الأرضيةِ لم تكن تتوقع بأن يسيطرَ المسلمون على مكة التي يعيشون فيها، وهم في غاية الذلِّ والقهر، فكيف يُتَصَوَّرُ أن تكونَ اليمنُ في أقصى جنوب الجزيرةِ تحت حكمِهم وملكِهم؟!.
هذه حساباتُ البشر، وتلك وعودُ الصدقِ من الله ورسوله، فأيهما كان أدقّ؟ وأيهما تحققَ في واقع البشر؟ لم يمتِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- حتى دانت للمسلمين اليمنُ وعمانُ والبحرين والجزيرةُ كلها، وتحقق وعدُ الله؛ (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)[النساء: 122].
ثم ماذا حدثَ بعد ذلك؟ هل تتوقعون أن سنةَ البلاءِ انتهت، وأن طريقَ الإسلامِ صار مفروشا بالورود؟ لا والله!، لقد تواطأت أممُ العالم على حربِ المسلمين طوالَ عصورِ التاريخ، وتقلبت أمة الإسلام بين النصر والهزيمة، وبين التمكين والتنكيل؛ (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)[آل عمران: 140].
لكنَّ الأمرَ الثابتَ الذي لم ينخرمْ طوال تلك القرون، أن أمةَ الإسلامِ مهما ذاقت من النَّكباتِ والويلات، كانت في كلِّ مرةٍ تخرجُ عاليةً شامخة، لم تُجْتَثَّ جذورُها، ولم يمتْ أبناؤُها، ولم ينفذِ الخيرُ من مكنونِها.
وإليكم هذا المثال في نكْبةٍ كانت من أعظمِ نكباتِ الإسلام: "كانَ مؤرِّخُ الإسلامِ ابنُ الأثير يرصدُ حوادثَ التَّاريخ ويؤرِّخُها في كتابه (الكامل في التَّاريخ) بشكلٍ طبيعيٍّ، حتى وصلَ إلى حادثةٍ تردَّد كثيرًا في ذكرها، ولـمَّا قرَّر ذكرها مُكرهًا، قدَّم لها بهذه المقدِّمة التي تفيضُ كمدًا وألـمًا، فقال: "لقد بقيتُ عدّةَ سنين معرِضاً عن ذكرِ هذه الحادثةِ؛ استعظامًا لها، كارِهًا لذكرها، فمَن الذي يسهُلُ عليه أن يكتُبَ نعيَ الإسلامِ والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكرُ ذلك؟ فيا ليتَ أمي لم تلِدني!، يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا!، هي الحادثةُ العظمى، والمصيبة الكبرى، التي عَقِمَت الليالي والأيامُ عن مثلِها، عمَّت الخلائقَ، وخصَّت المسلمين، فلو قال قائل: إنَّ العالَم منذُ خَلَقَ اللهُ -تعالى- آدمَ إلى الآن لم يُبتَلَوا بمثلِها لكان صادقًا؛ فإنَّ التواريخَ لم تتضمَّن ما يقارِبها، ولا ما يدانيها".
هذه الحادثة المفجعة التي عناها ابنُ الأثير هي حادثةُ المغول والتتار، وكيفَ أنَّهم اجتاحوا ديار المسلمين واحدةً بعد الأخرى؛ فأحالوها خرابًا بعد عَمار، وأنقاضًا بعدَ بناء؟! فقد جاء التتار في سنة ستِّ مائة من الهجرة على بلاد المسلمين بجيشٍ كالليل يهيجُ كالسيل؛ فقتلوا الرجالَ، وذبحوا الأطفالَ، وفجروا بالنساءِ، ثم أخرجوا الأجنَّةَ من بطون أمهاتِهم فقتلوهم ومثّلوا بهم!.
ولقد ماتَ ابنُ الأثير في سنة ستِّ مائة وثلاثين، ولم يُكملْ لنا بقيةَ قصةِ التتار، وتولَّى إكمالَها لنا مِن بعده ابنُ كثيرٍ، فذكر في كتابه (البدايةُ والنهاية)، استمرارَ قتلِهم في المسلمين واجتياحِهم لديارهم واحدةً بعد الأخرى، إلى أن جاءت الكارثةُ الكبرى في سنة ستِّ مائة وستٍّ وخمسين، حين وصل التتارُ إلى أعظمِ حصنٍ وتجمّع للمسلمين في ذلك الحين، وهو حصنُ بغدادُ عاصمةُ المسلمين، ففعلوا بها الأفاعيل؛ قتلوا الخليفة، وهدموا المساجد، وألقوا بالمصاحف، بل ألقوا بجميعِ مكتبةِ بغدادَ -والتي فيها خُلاصة علوم المسلمين على مر القرون- ألقوها في نهرِ دجلة حتى تحوّل لونُه إلى السوادِ مِنْ كثرة ما أُلقي فيه مِنْ الحِبر والمداد!، قتلوا الرجالَ والنساءَ والأطفالَ، حتى بلغ عددُ القتلى كما ذكر ابنُ كثير في أقل تقدير: ألفَ ألف، يعني مليون شخص، وقيل: مليون وثمان مئة ألف، كل هذا في أربعين يومًا فقط، وليس بقنبلة ولا بقذائف، بل بالطعن والسيوف والذبح!.
بعد هذه الحوادث العظيمة، وهذه المجازر الكبيرة التي استمرت ما يقرب من ستين سنة، كان الكثيرُ يظنُّ أنَّ هذه نهايةُ الإسلام، وأنَّ الإسلامَ قد انكسرت شوكتُه للأبد، ولن تقومَ له قائمةٌ بعد اليوم؛ فماذا حصلَ بعد ذلك؟.
لم تمر سنتان بعدها إلا وانتصر الإسلام، ففي سنة ستِّ مائة وثمان وخمسين التقى القائدُ قُطُزْ بجيشِ التتارِ في معركة عين جالوت؛ فهزمهم شرّ هزيمة، وانكسر جيش التتار انكسارًا عظيمًا بعدها، وانقشعوا عن بلاد الإسلام وانكسرت شوكَتُهم، بل دخلَ بعد ذلك كثيرٌ منهم في الإسلام، وأصبحوا قادةً له وفتحوا المشرق والمغرب!.
هذه الحادثةُ العظيمةُ تؤكد لنا أنَّ هذه الأُمَّةَ قد تنكسرُ ولكنها لا تنتهي، وقد تمرضُ ولكنها لا تموت، فالمستقبل للإسلام والعاقبة للمتقين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[النور: 55 - 57].
بارك الله لي ولكم..
الخطبة الثانية:
أما بعد:
عباد الله: قصصُ انتصاراتِ المسلمين بعد شدّةِ النكباتِ التي تحلُّ بهم، ليست فقط من قصصِ الماضي السحيق، التي لا نقرؤها إلا في كتبِ ابنِ الأثير وابن كثير؛ ففي الزمنِ المعاصرِ القريب، لو تأملتَ حالَ أمةِ الإسلام قبلَ حوالي مئةِ عامٍ من الآن، لوجدتَّ أن جُلَّ بلدان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كانت تئِنُّ تحت وطأةِ الاحتلالِ والاستعمارِ من دولِ القوى العظمى، ولم يسلمْ من ذلك إلا قلةٌ من بلدان الإسلام.
لقد حاربت تلك القوى العظمى المسلمين عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفكريا وثقافيا، فماذا كانت النتيجة في النهاية؟ هل استطاعت تلك الدولُ الاستعماريةُ أن تقتلعَ جذورَ الإسلام، أو تقتلَ جذوةَ الإيمان في قلوب أهله؟ لا والله، بل ذاقَ الاستعمارُ من أهلِ الإسلام المرَّ والعلقم، وظلوا شوكةً في حلوقِ الطغاة، حتى طردوا المحتلين من بلاد الإسلام، وما خرج الاستعمارُ إلا والمسلمون أشدُّ قوة، وأعظمُ تمسكاً بدينهم وعقيدتهم.
فخاب المستعمرون وخسروا، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا، وكما قال -سبحانه- مبينا مصيرَ جهودِ أهلِ الكفر في كل زمانٍ ومكانٍ؛ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)[الأنفال: 36].
يقول تميمٌ الداريُّ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأمرُ مَا بَلَغَ الليلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَر وَلَا وَبَر إِلَّا أَدْخَلَهُ هَذَا الدِّينَ، بعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ"، فَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ: "قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الخيرَ والشرفَ والعزَّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلَّ وَالصَّغَارَ وَالْجِزْيَةَ".
إن وعدَ الحق آتٍ لا محالة، ولكن النصرَ لا يأتي إلا بعد تجرع مرارة الصبر، قال -سبحانه-: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)[الروم: 60].
فاصبروا -يا عباد الله- وصابروا، والزموا طريقَ الحقِّ ولا تتزعزعوا، وإن اللهَ ناصرٌ دينَه، معزٌ أولياءَه عاجلا أو آجلا، والنصرُ قد نراه نحن بأعيننا، وقد يؤخرُه اللهُ لأبنائِنا، ولكنَّ المهم أن نذهبَ إلى الله ونحن على الطريق، غير مبدلين ولا مغيرين؛ (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الزخرف: 41 - 43].
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، مجريَ السحاب، سَرِيعَ الْحِسَابِ، هازمَ الأحزاب، اللهم اهْزِمِ أحزاب الكفر، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين في فلسطين، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا، وظهيرا ومعينا، ربنا أفرغ عليهم صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم