وقفات مع أزمة السودان

الشيخ محمد بن مبارك الشرافي

2023-05-12 - 1444/10/22 2023-05-11 - 1444/10/21
عناصر الخطبة
1/ وقفات مع أزمة السودان 2/اطلاق مباردة المملكة العربية السعودية لحملة (ساهم)

اقتباس

الْوَقْفَةُ السَّادِسَةُ: مَعَ أَزْمَةِ إِخْوَانِنَا فِي السُّودَانِ، أَنَّ بِلادَنَا اَلْمَمْلَكَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ اَلسُّعُودِيَّةَ كعادتها فِي إِغَاثَةِ اَلْمَنْكُوبِينَ، وَمَدِّ يَدِ اَلْعَوْنِ وَالْمُسَاعَدَةِ لِإِخْوَةٍ لَنَا فِي اَلدِّينِ قَدْ أَطْلَقَتْ حَمْلَةً عَبْرَ مِنَصَّةِ (سَاهِمَ)، فَعَلَيْنَا جَمِيعًا، كُلٌّ بِحَسَبِهِ مُسَاعَدَةَ إِخْوَانِنَا، احْتِسَابًا لِلْأَجْرِ وَاسْتِجَابَةً لِنَدَاءِ وَلِيِّ الْأَمْرِ

الخُطْبَة الأُولَى:

 

إنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

 

أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ وَقَفَاتٌ مَعَ مَا يَحْصُلُ فِي دَوْلَةِ السُّودَانِ، عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا الْقَائِلَ وَالسَّامِعَ وَأَنْ يَجْعَلَهَا خَالِصَةً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ.

 

الْوَقْفَةُ الأُولَى: إِنَّ هَذِهِ الدَّوْلَةَ بَلَدٌ مُسْلِمٌ شَقِيقٌ لَهُ وَلِأَهْلِهِ حَقُّ الْأُخُوَّةِ الدِّينِيَّةِ وَحَقُّ الْعُرُوبَةِ وَالْجِوَارِ، وَيَسْكُنُهُ أَكْثَرُ مِنْ 45 مليون نَسَمَة, الْغَالِبِيَّةُ الْعُظْمَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ السُّنَّةِ، وَهَذَا الْبَلَدُ يُجَاوِرُ بِلادَنَا مِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ، وَيْفِصُلُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الْبَحْرُ الْأَحْمَرُ.

 

الْوَقْفَةُ الثَّانِيَةُ: إِنَّ عِلاقَتَنَا بِهَذَا الْبَلَدِ الشَّقِيقِ تَمْتَدُّ عَبْرَ التَّارِيخِ، مُنْذُ بِدَايَةِ الْإِسْلامِ فِي مَكَّةَ، حَيْثُ هَاجَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهِجْرَةَ الْأُولَى إِلَى بِلادِ الْحَبَشَةِ، وَهِيَ تَشْمَلُ بِلادَ السُّودَانِ الآنَ وَمَا حَوْلَهُ، يَقُولُ ابْنُ هِشَامٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي السِّيرَةِ : فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُصِيبُ أَصْحَابَهُ مِنَ الْبَلاءِ وَمَا هُوَ فِيه مِنَ الْعَافِيَةِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللهِ، وَمِنْ عَمِّهِ أَبي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَمْنَعَهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْبَلاءِ، قَالَ لَهُمْ "لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ, فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ, وَهِيَ أَرْضُ صِدْقٍ حَتَّى يَجْعَلَ اللهُ لَكُمْ فَرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ"، فَخَرَجَ عِنْدَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، مَخَافَةَ الْفِتَنَةِ، وَفِرَارًا إِلَى اللهِ  بِدِينِهِمْ، فَكَانَتْ أَوَّلَ هِجْرَةٍ فِي الْإِسْلامِ.

 

ثُمَّ بَعْدَ الْهِجْرَةِ جَاءَ أَهْلُ السُّودَانِ إِلَى الْمَدِينَةِ مُسْلِمِينَ لِيَرَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَعَلَّمُوا مِنْهُ، فَاحْتَفَى بِهِمْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَعَادَتِهِ مَعَ الْوُفُودِ، حَتَّى إِنَّهُ أَذِنَ لَهُمْ فِي يَوْمِ الْعِيدِ أَنْ يَلْعَبُوا فِي الْمَسْجِدِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ اللَّعِبَ بِالْحِرَابِ وَالرِّمَاحِ، يَقْذِفُونَهَا فِي الْهَوَاءِ ثُمَّ يَلْتَقِطُونَهَا, لِلتَّدَرُّبِ عَلَى الْحَرْبِ وَالْقُوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ, عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي, وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي المَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 

الْوَقْفَةُ الثَّالِثَةُ: امْتَدَّتْ عِلاقَتُنَا فِي بِلادِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ مَعَ أَهْلِ السُّودَانِ فِي الْعَصْرِ الْحَاضِرِ، حَيْثُ قَدِمُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إِلَى بِلادِنَا لِلْعَمَلِ, إِمَّا فِي الْأَعْمَالِ الْعَامَّةِ أَوْ فِي الْجَامِعَاتِ وَالْمَدَارِسِ كَمُعَلِّمِينَ وَأَسَاتِذَةٍ, أَوْ فِي الْمُسْتَشْفَيَاتِ كَأَطِبَّاءَ وَأَخِّصَائِيِّينَ.

 

وَالْحَقُّ يُقَالُ: إِنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَلَدِ تَمَيَّزُوا بِالصِّدْقِ وَالْجِدِّ وَحُسْنِ الْخُلُقِ، حَتَّى صَارَ يُضْرَبُ بِهِمُ الْمَثَلَ فِي الْأَمَانَةِ، حَتَّى تَوَلَّوْا فِي الْبُنُوكِ وَالْمَوَاقِعِ الْمَالِيَّةِ التِّجَارِيَّةِ وَظِيفَةَ الْمُحَاسِبِ أَوْ أَمِينِ الصُّنْدُوقِ لَمَّا عَرَفَ النَّاسُ مِنْهُمُ الثِّقَةَ وَالأَمَانَةَ وَعَدَمَ الْخِيَانَةِ.

 

الْوَقْفَةُ الرَّابِعَةُ: إِنَّ السُّودَانَ بَلَدٌ غَنِيٌّ فِي الْوَاقِعِ وَبِهِ ثَرَواتٌ هَائِلَةٌ، سَوَاءٌ كَانْتَ زِرَاعِيَّةً أَوْ حَيَوانِيَّةً أَوْ مَعَادِنَ، حَتَّى كَانَ يُسَمَّى: سَلَّةَ الْعَالَمِ الْغِذِائِيَّةَ، وَفِيهِ نَهْرُ النِّيلِ الْمُمْتَدُّ مِنْ جَنُوبِ الْبِلادِ إِلَى شَمَالِهَا، وَيُوجَدُ فِيهِ الذَّهَبُ الْأَحْمَرُ بِكِمِّيَاتٍ هَائِلَةٍ، بَلْ إِنَّ 80 بِالْمائِةِ مِنْ الصَّمْغِ الْعَالَمِيِّ يُنْتَجُ فِي السُّودَانِ، وَلَكِنْ بِسَبَبِ الظُّرُوفِ التِي أَحَاطَتْ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَهْلِهِ لَمْ تَحْصُلْ تِلْكَ الاسْتِفَادَةُ مِنْ هَذِهِ الثَّرَوَاتِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالِ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: أَمَّا الْوَقْفَةُ الْخَامِسَةُ: فَإِنَّهُ حَصَلَ مَا لا يَخْفَى عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَرْبِ الْأَهْلِيَّةِ التِي انْدَلَعَتْ فِي أَوَاخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْقَرِيبِ، بَيْنَ أَهْلِ السُّودَانِ, بِسَبَبِ جِهَاتٍ خَبِيثَةٍ خَارِجِيَّةٍ وَرُبَّمَا بَعْضِ الْجِهَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ التِي لا تُرِيدُ الْخَيْرَ لِهَذَا الْبَلَدِ وَأَهْلِهِ وَلا تُرِيدُ لَهُمُ الاسْتِقْرَارَ، وَلَسْنَا بِصَدَدِ الْكَلامِ عَلَى هَذَا، لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ شَأْنِنَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَوُلاةِ أَمْرِنَا وَفَّقَهُمُ اللهُ, وَعَلَى رَأْسِهِمْ خَادِمِ الْحَرَمَيْنِ الِمَلِكِ سَلْمَانَ وَوَلِيِّ عَهْدِهِ حَفِظَهُمَا اللهُ، كَانُوا وَلا يَزَالُونَ حَرِيصِينِ عَلَى وَأْدِ الْفِتْنَةِ وَإِطْفَاءِ الْحَرْبِ، وَهُمْ بِحَمْدِ اللهِ يَعْمَلُونَ عَلَى ذَلِكَ، عَسَى اللهُ أَنْ يُكَلِّلَ جُهُودَهُمْ بِالنَّجَاحِ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُطْفِئَ هَذِهِ الْفِتْنَةِ وَأَنْ يَحْفَظَ دِمَاءَ إِخْوَانِنَا وَأَمْوَالَهُمْ وَأَهَالِيهِمْ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتغفرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ.

 

أَمَّا بَعْدُ:

 

فَالْوَقْفَةُ السَّادِسَةُ: مَعَ أَزْمَةِ إِخْوَانِنَا فِي السُّودَانِ، أَنَّ بِلادَنَا اَلْمَمْلَكَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ اَلسُّعُودِيَّةَ كعادتها فِي إِغَاثَةِ اَلْمَنْكُوبِينَ، وَمَدِّ يَدِ اَلْعَوْنِ وَالْمُسَاعَدَةِ لِإِخْوَةٍ لَنَا فِي اَلدِّينِ قَدْ أَطْلَقَتْ حَمْلَةً عَبْرَ مِنَصَّةِ (سَاهِمَ)، فَعَلَيْنَا جَمِيعًا، كُلٌّ بِحَسَبِهِ مُسَاعَدَةَ إِخْوَانِنَا، احْتِسَابًا لِلْأَجْرِ وَاسْتِجَابَةً لِنَدَاءِ وَلِيِّ الْأَمْرِ، بَلْ قَبْلَ ذَلِكَ وَبَعْدَهُ اتِّبَاعًا لِهَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاقِفِ.

 

فعَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ (اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ), "تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ", حَتَّى قَالَ: "وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ" رَوَاهُ مُسْلِم.

 

وَتَذَكَّرُوا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، قَوْلَ اللهِ تَعَالَى (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)، فَصَدَقَتُكَ تُعِينُ بِهَا إِخْوَانَكَ وَتَبْقَى لَكَ ذُخْرًا عِنْدَ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

 

فَأَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنِ اسْتَمَعَ الْقَوْلَ فَاتَّبَعَ أَحْسَنَهُ، اللَّهُمَّ احْفَظْ إِخْوَانَنَا أَهْلَ السُّودَانِ، اللَّهُمَّ احْفَظْ دِينَهُمْ وَأَمْنَهُمْ وَأَبْدَانَهُمْ وَأَرْوَاحَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَهَالِيهِمْ وَأَوْلادَهُمْ، اللَّهُمَّ أَطْفِئِ الْفِتْنَةَ بَيْنَهُمْ, وَارْزُقْهُمُ التَّآلُفَ عَلَى الْحَقِّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى فِعْلِ الصَّالِحَاتِ، وَتَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً، فَاقْبِضْنَا إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعِينَ وَلا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَل، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 

المرفقات

وقفات مع أزمة السودان.pdf

وقفات مع أزمة السودان.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات