عناصر الخطبة
1/بعض فضائل الإيمان واليقين والقلب السليم 2/مسائل وفوائد في العمل والاعتقاد والدنيا والآخرة 3/فضل الله تعالى بإرسال خير رسله لخير أمةاقتباس
النجاةُ عندَ اللهِ لأهل الإيمان، مَنْ قال بلسانه، وأخلَص بقلبه، وعَمِلَ بجوارحه، فلا إيمانَ إلا بقول، ولا قولَ إلا بعمل، ولا قولَ وعملَ إلا بنية، ولا قولَ وعملَ ونيةَ إلا بموافَقة السُّنة...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي ابتدأ الإنسان بنعمته، وصوره في الأرحام بحكمته، وأبرزه إلى رفقه وما يسره له من رزقه، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيمًا، نبهه بآثار صنعته، وأعذر إليه على ألسنة المرسلين الخيرة من خلقه، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، لا رب غيره ولا معبود بحق سواه، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصَفِيُّه من خَلقِه وخليلُه، بلغ الرسالة وأدَّى الأمانةَ ونصَح الأمةَ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك سيدنا محمد؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
واعلموا أنَّه ما استودَع اللهُ عبدًا خيرًا من قلبه، ولا استحفَظ فيه وديعة أعظمَ من إيمانه؛ فالقلبُ محلُّ نظرِ الربِّ، وخيرُ القلوبِ أوعاها للخير، وأعظمُ ذلك وأعزُّه وأعلاه وأغلاه الإيمان بالقلب والنطق باللسان، أن الله إله واحد لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير، لا والد له ولا صاحبة ولا شريك ولا ولد، هو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشُّورَى: 11]، يعتبر المتفكرون بآياته، ولا يتفكرون في حقيقة ذاته؛ (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 255]، العليم الخبير، المدبر القدير، السميع البصير، العلي الكبير، وهو -سبحانه- على العرش المجيد استوى، وعلى الملك المديد احتوى؛ (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)[طه: 98]، له الأسماء الحسنى، والصفات العلا.
كلَّم موسى -عليه السلام- بكلامه، وتجلَّى للجبل فصار دكًّا من جلاله، ومِنْ كلامِه القرآن، فهو كلام الله حقًّا، أنزَله بعلمه وأتمَّه صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأحكام، خلَق -سبحانه- الإنسانَ، ويعلم ما تُوسوس به نفسُه، وهو أقربُ إليه من حبل الوريد؛ (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الْأَنْعَامِ: 59].
عَلِمَ كلَّ شيء قبلَ كونه فجرى على قدره خيره وشره حلوه ومره، يضل من يشاء فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه، وسبق علمه به، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه وقدره، من شقي أو سعيد، -تعالى- أن يكون في ملكه ما لا يريد، أو يكون لأحد عنه غنى، رب العباد ورب أعمالهم، والمقدر لحركاتهم وآجالهم، بعث الرسل إليهم لإقامة الحجة عليهم، فعلموا بهم (أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)[الْحَجِّ: 7]، كما بدأهم يعودون، وأن الله -سبحانه- ضاعَف لعباده المؤمنين الحسنات، وصفَح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات، وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا إلى مشيئته، قال الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)[النِّسَاءِ: 48]، ومن عاقبه بناره أخرجه منها بإيمانه، فأدخله به جنته، خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه، وأكرَمَهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم؛ (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)[ق: 35]، وخلَق النارَ
فأعدَّها دارَ خلودٍ لمن كفَر به، وألحَدَ في آياته وكُتبه ورُسله، وجعَلَهم محجوبينَ عن رؤيته؛ (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 15]، يجيء -سبحانه وتعالى- يوم القيامة والملك صفًّا صفًّا، لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها، وتوضع الموازين لوزن العباد وأعمالهم، ويؤتون صحائفهم بأعمالهم؛ (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)[الِانْشِقَاقِ: 7-15].
والصراطُ حقٌّ، يَجُوزه العبادُ بقدر أعمالهم، فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم، وقوم أَوبَقَتْهم فيها أعمالُهم.
ومن رحمة الله بالمؤمنين في عرصات يوم الدين، حوض رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، تَرِدُه أمته، لا يظمأ مَنْ شَرِبَ منه، ويُذاد عنه من بدَّل الكفرَ بالإيمان، وغيَّر بالابتداع بعدَ الاتباع.
والنجاةُ عندَ اللهِ لأهل الإيمان، مَنْ قال بلسانه، وأخلَص بقلبه، وعَمِلَ بجوارحه، فلا إيمانَ إلا بقول، ولا قولَ إلا بعمل، ولا قولَ وعملَ إلا بنية، ولا قولَ وعملَ ونيةَ إلا بموافَقة السُّنة.
ولا يكفر أحدٌ من أهل القبلة بذنب، إلا بما لا يجتمع مع الإيمان مِنَ اعتقادٍ أو قولٍ أو فعلٍ؛ والشهداءُ أحياءُ عندَ ربهم يُرزَقون، وأرواحُ أهلِ السعادةِ باقيةٌ ناعمةٌ، وأرواحُ أهلِ الشقاوةِ معذَّبة بائسة، كلٌّ في برزخ إلى يوم يُبعَثون، والمؤمنون يفتنون في قبورهم، ويسألون عن ربهم ودينهم ورسولهم؛ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)[إِبْرَاهِيمَ: 27].
وخيرُ القرون القرنُ الذين رأوا رسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وآمَنُوا به، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم، وأفضلُ الصحابةِ الخلفاءُ الراشدون المهديون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، -رضوان الله عليهم- أجمعين؛ ولا يُذكَر أحدٌ من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا بأحسنِ ذِكرٍ، ويُمسَك عمَّا شجَر بينَهم، فهم أحقُّ الناس أن يُلتَمَس لهم أحسنُ المخارج، ويُظَنّ بهم أحسنُ المذاهب.
والطاعة لأئمة المسلمين من علمائهم وأمرائهم في غير معصية الله، والاتِّباع للسلف الصالح والاقتفاء لآثارهم والاستغفار لهم، وترك المراء والجدال في الدِّين، وتَرْك ما أحدَثه المحدِثون، كلُّ ذلك حتمٌ لازمٌ.
واعلموا أن أعلى العلوم وأفضلها وأقربها إلى الله -تعالى- علم دينه وشرائعه مما أمر به ونهى عنه، ودعا إليه وحض عليه، في كتابه المبين، وعلى لسان سيد المرسلين -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكذلك الفَهْم فيه، والتهمُّم برعايته، والعمل به، والعلم أفضل الأعمال، وأقرب العلماء إلى الله -تعالى- وأولاهم به أكثرهم له خشية، وفيما عنده رغبة، والعلم دليل إلى الخيرات وقائد إليها، واللجأ إلى كتاب الله -تعالى- وسُنَّة نبيِّه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، واتباع سبيل المؤمنين وخير القرون من خير أمة أخرجت للناس نجاة؛ ففي ذلك المفزع والعصمة، فالسلف الصالح هم القدوة في تأويل ما تأولوه، واستخراج ما استنبطوه، وإذا اختلفوا في الفروع والحوادث لم يخرج عن جماعتهم، وعلى ذلك أصول الأئمة الأربعة؛ أبي حنفية ومالك والشافعي وأحمد، وفروعهم -رحمهم الله-تعالى- ورضي عنهم، وألحقنا بهم في لطف وعافية ورحمة ورضا.
بارَك اللهُ لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، وألهمنا الحجة وألزمنا المحجة، حتى نلقاه وهو راض عَنَّا، أقول قَوْلي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولكم فاستغفِروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ المصور، (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)[الْفُرْقَانِ: 1-2]، وأشهد أل إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ على خير خلقك سيدنا محمد؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].
أما بعدُ: فإن اللهَ ختَم الرسالةَ والنذارةَ والنبوةَ بسيد الأولينَ والآخرينَ، وإمام المتقينَ، سيدنا ومولانا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا وخليل ربنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، المكي الأبطحي ولادةً ونورًا، وبعثةً وظهورًا، والمديني هجرةً وانتقالًا واستيطانًا، ودعوةً وقتالًا، ووفاةً وانتقالًا للملأ الأعلى، فطيَّب ظاهرَ أرضِ طَيبةَ مسكنًا، وطيَّب باطنَ ثراها مدفنًا، -صلى الله عليه وآله وسلم-، هو العاقب الحاشر المقفِّي، نبيّ التوبة والرحمة والملحمة، أرسَلَه اللهُ بالحق بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أنزَل عليه كتابَه الحكيمَ، وشرَح به دِينَه القويمَ، وهدَى به الصراطَ المستقيمَ؛ هو المحمَّد الأحمد، محمودٌ عند الله -تبارك وتعالى-، وعند ملائكته، وعندَ إخوانه من المرسلين، ومحمود عند أهل الأرض كلهم، فمن لم يَحمَد ذاتَه إيمانًا واختيارًا، حمد صفاتِه لزامًا واضطرارًا، وهو -صلى الله عليه وآله وسلم- مع اختصاصه مُسمَّى الحمد، بما لم يجتمع لغيره، فأمته الحمَّادون، الذين يَحمَدون اللهَ في السراء والضراء، وصلاتُه وصلاةُ أُمَّتِه مفتتَحةٌ بالحمد، وكذلك خُطبُه وكُتبُه ومصاحفُ أصحابه -رضوان الله عليهم-، وبيده -صلى الله عليه وآله وسلم- لواءُ الحمد يومَ القيامة، ، وإليه يفزع الخلقُ لفصل القضاء، فيسجدُ بينَ يدَيْ ربِّه، ويحمده بمحامدَ يفتحها اللهُ عليه حينَها، فيُؤذَن له في الشفاعة، وهو المقام المحمود الذي يَغبِطُه عليه الأوَّلون والآخِرون، فيحمده عليه حينئذ أهلُ الموقفِ، مُسلِمُهم وكافرُهم، أولُهم وآخِرُهم، فصلُّوا عبادَ اللهِ وسلِّمُوا تسليمًا على خير حامد ومحمود، بما ملأ الأرضَ من الْهُدَى والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وبما فتَح اللهُ به من القلوب، وكشَف به من الظلمة، واستنقَذ من أَسر الشياطين، حتى نلتُم به شرفَ الدنيا والآخرة.
اللهمَّ صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على آل إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، وعنَّا معهم برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءكَ أعداءَ الدينِ، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئِنًّا سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاةَ أمورنا، واجعَلْ ولايةَ المسلمين فيمَنْ خافَكَ واتقاكَ واتَّبَعَ رضاكَ يا ربَّ العالمينَ.
اللهمَّ وفِّق إمامَنا لهداكَ، واجعَلْ عملَه في رضاكَ، وارزقه البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، التي تدلُّه على الخير وتُعِينه عليه يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ ووليَّ عهده وإخوانَهم على الخير يا ربَّ العالمينَ.
اللهمَّ إنَّا عبيدُكَ بنو عبيدِكَ بنو إمائِكَ، نواصينا بيدِكَ، ماضٍ فينا حُكمُكَ، عدلٌ فينا قضاؤُكَ، نسألُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سميتَ به نفسَكَ، أو أنزلتَه في كتابِكَ، أو علمتَه أحدًا من خَلقِكَ، أو استأثرتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أن تجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلوبنا، ونورَ صدورنا، وجلاءَ أحزاننا، وذَهابَ همومنا وغمومنا، اللهمَّ ذكِّرْنا منه ما نُسِّينا، اللهمَّ عَلِّمْنا منه ما جَهِلْنا، اللهمَّ ارزقنا تلاوتَه آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ على الوجه الذي يُرضِيكَ عنَّا، اللهمَّ اجعلنا من أهل القرآن، الذين هم أهلُكَ وخاصتُكَ، اللهمَّ انفَعْنا وارفَعْنا بالقرآن العظيم، واجعَلْه لنا إمامًا وهاديًا إلى جناتك جنات النعيم.
اللهمَّ اغفر لنا ذنوبَنا وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامَنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهمَّ (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهمَّ اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، علانيتها وسرها.
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم