عناصر الخطبة
1/ شهر رمضان موسِم للخيرات والبركات 2/ أيام معدُودات تنقضِي سريعًا 3/ الحث على اغتنام كل لحظةٍ فيه بطاعة الله تعالى 4/ رمضان شهر التوبة والأَوبة إلى الله - جلَّ وعلا – 5/ فضلِ الجِهاد والرِّباط في سبيلِ الله.اقتباس
هذا أوانُ التوبة والاستِغفار، والأَوبَة والانكِسار، فمَن لم يتُب في شهر رمضان، فمتى يتُوب؟! ومَن لم يرجِع عن الذُّنوبِ والخطايَا في شهر الغُفران، فمتى يرجِع ويَؤُوب؟! ومَن لم يتعرَّض لنَفَحات أرحَم الراحمين في شهر الرَّحمات، فمتى يتعرَّضُ لذلك؟!.. فالسعيدُ مَن اغتنَمَ مواسِمَ الشهور والأيام والساعات، وتقرَّبَ فيها إلى مولاه بِما فيها مِن وظائِفِ الطاعات، فعسَى أن تُصيبَه نَفحَةٌ مِن تلك النَّفَحَات، فيسعَدُ بها سعادةً...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله واهِبِ النِّعَم والعطِيَّات، أمرَ عبادَه بفعلِ الخيرات، وحثَّهم على المُسارَعة إلى الطاعات، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه، وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الممات.
أما بعدُ .. معاشر المؤمنين: أُوصِي نفسِي وإياكم بتقوَى الله - عزَّ وجل -، فهي وصيَّةُ الله تعالى للأولين والآخرين (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131].
أمةَ الإسلام: بالأمسِ القريبِ ابتهَجَت قلوبُنا بدخُول شهر رمضان، وها هو اليوم قد انقَضَى منه شَطرُه، واكتَمَلَ بدرُه، وما هو إلا كما قال الله - عزَّ وجل -: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 184]، تُصامُ تِباعًا، وتنقَضِي سِراعًا. فتزوَّدُوا - يا عباد الله -؛ فإنَّ خيرَ الزاد التقوَى.
أيها المُسلمون: شرَعَ الله لنا صيامَ رمضان لغايةٍ عظيمةٍ، وهو الحكيمُ - جلَّ جلالُه، وتقدَّسَت أسماؤُه -، فرمضان مدرسةٌ خُلُقيَّة، وإصلاحٌ وتزكِية، يمتنِعُ فيه المرءُ عن بعضِ المُباحات فضلًا عن المُحرَّمات؛ طاعةً وامتِثالًا لأمرِ الله، وتحقيقًا لتقواه.
والصيامُ خصَّه الله بفضلٍ عظيمٍ فنسَبَه إلى نفسِه دُون سائرِ العبادات، وهو سِرٌّ بين العبدِ وربِّه لا يطَّلِعُ عليه إلا الله؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله - عزَّ وجل -: كلُّ عملِ ابنِ آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزِي به».
فأضافَ - جلَّ جلالُه - الجزاءَ إلى نفسِه الكريمة، وهو - سبحانه - أكرمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجوَدين، والعطِيَّةُ بقَدر مُعطِيها؛ فيكون أجرُ الصيام عظيمًا كثيرًا بلا حسابٍ.
ورمضانُ - يا عباد الله - هو شهرُ الخيرات، فيه تُصفَّدُ الشياطين، وتُغلَّقُ أبوابُ النِّيران، وتُفتَّحُ فيه أبوابُ الجِنان، والقرآنُ يُتلَى، والملائكةُ تتنزَّل.
إنه شهرُ الرحمةِ والخيرِ والبركةِ والغُفران، شهرُ ضياءِ المساجِد وذِكرِ الرحمن، شهرُ العظمة والجمال والبهاء، والتدبُّر والإنابة والدعاء، مَن صامَ نهارَه إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبِه، ومَن قامَ ليلَه إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبِه، فيه ليلةٌ هي خيرٌ مِن ألف شهر، مَن قامَها إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبِه.
وفي "سنن الترمذي" بسنَدٍ صحيحٍ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان أولُ ليلةٍ مِن شهر رمضان صُفِّدَت الشياطينُ ومرَدَة الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النار فلم يُفتَح منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّة فلم يُغلَق منها باب، ويُنادِي مُنادٍ: يا باغِيَ الخير أقبِل، ويا باغِيَ الشرِّ أقصِر، ولله عُتقاءُ مِن النَّار، وذلك كل ليلة».
وأبوابُ الخير - يا عباد الله - في هذا الشهر كثيرةٌ: صيامٌ وقيامٌ، وصِلةٌ للأرحام، وكفالةٌ للأيتام، وصدقةٌ وبِرٌّ وإحسانٌ، وعِيادةٌ للمرضَى، وتلاوةٌ للقُرآن، وإطعامٌ للمساكِين. فتفقَّدُوا - يا عباد الله - حالَ إخوانِكم المُسلمين، وأعِينُوهم على أمورِ دينِهم ودُنياهم، وتلطَّفُوا في ذلك؛ فإن منهم مَن قال الله فيهم: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا) [البقرة: 273].
وفي "الصحيحين" عن أبي مُوسَى الأشعريِّ - رضي الله عنه -، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «على كلِّ مُسلمٍ صدقة»، قيل: أرأيتَ إن لم يجِد؟ قال: «يعتَمِلُ بيدَيه فينفَعُ نفسَه ويتصدَّق»، قيل: أرأيتَ إن لم يستطِع؟ قال: «يُعينُ ذا الحاجةِ الملهُوف»، قال: قيل له: أرأيتَ إن لم يستطِع؟ قال: «يأمرُ بالمعروف أو الخير»، قال: أرأيتَ إن لم يفعَل؟ قال: «يُمسِكُ عن الشرِّ؛ فإنها صدقةٌ».
وشهرُ رمضان وإن كان موسِمًا لسائر الخيرات، إلا أنه للقرآن في رمضان مزِيَّةٌ وخصوصيَّةٌ، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].
ولذلك كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجوَدَ بالخير من الرِّيح المُرسَلة، وكان أجوَدُ ما يكون في رمضان حين يلقَاه حبريلُ فيُدارِسُه القرآن، فيتدبَّر آياتِه، ويقِفُ عند مواعِظِه، ويتأمَّلُ أسرارَه وأحكامَه.
ففي "الصحيحين" عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجوَدَ الناس، وكان أجوَدُ ما يكونُ في رمضان حين يلقَاهُ جبريلُ، وكان جبريلُ يلقَاهُ في كل ليلةٍ مِن رمضان فيُدارِسُه القرآن، فلرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقَاهُ جبريل أجوَدُ بالخير مِن الرِّيح المُرسَلَة".
وإذا اجتمعَ الصيامُ مع القرآن أدرَكَت المُسلمَ يوم القيامة شفاعتان، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 34- 37].
ففي "مُستدرك الحاكم" بسندٍ صحيحٍ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصِّيامُ والقرآن يشفَعَان للعبدِ، يقولُ الصيام: ربِّ إنِّي منَعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنَّهار، فشفِّعني فيه، ويقولُ القرآن: منَعتُه النَّومَ بالليل، فيُشفَّعان».
وفي "صحيح مسلم" عن أبي أُمامة الباهِلِيِّ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اقرأوا القرآنَ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفِيعًا لأصحابِه، اقرأوا الزهراوَين البقرةَ وآل عمران؛ فإنهما تأتِيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيَايتان - أي: سحابتان -، أو كأنهما فِرقان مِن طيرٍ صَوافٍّ - أي: جماعتان مِن طيرٍ صَوافٍّ - تُحاجَّان عن أصحابِهما».
قال ابنُ رجبٍ - رحمه الله -: "واعلَم أن المُؤمن يجتمِعُ له في شهر رمضان جِهادان لنفسِه: جِهادٌ بالنهار على الصيام، وجِهادٌ بالليل على القيام؛ فمَن جمعَ بين هذَين الجِهادَين، ووفَّى بحُقوقِهما، وصبَر عليهما وُفِّيَ أجرَه بغيرِ حسابٍ". اهـ كلامُه - رحمه الله -.
وإذا كان هذا فضلُ الصائِمِين في رمضان؛ فإن المُرابِطِين على الثُّغور أكبَرُ فضلًا وأعظمُ أجرًا، فهنيئًا للمُرابِطِين على ثُغور بلاد الحرمين الشريفين، نعم، هنيئًا للمُرابِطِين على ثُغور بلاد الحرمين الشريفين؛ لما اجتمَعَ لهم مِن فضلِ الزمانِ والمكان، وقد وردَت البِشاراتُ العظيمةُ بما أعدَّه الله تعالى للمُرابِطِين في سبيلِه.
ففي "صحيح مسلم" عن سَلمان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «رِباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ مِن صيامِ شهرٍ وقِيامِه، وإن ماتَ جرَى عليه عملُه الذي كان يعملُه، وأُجرِي عليه رِزقُه، وأمِنَ الفتَّان» أي: أمِنَ فتنةَ القبرِ وعذابَه.
قال الإمامُ السَّرخسِيُّ - رحمه الله -: "ومعنَى هذا الوعدِ في حقِّ مَن ماتَ مُرابِطًا - والله أعلم -: أنه في حياتِه كان يُؤمِّنُ المُسلمين بعملِه، فيُجازَى في قَبرِه بالأمنِ مِما يخافُ مِنه".
وفي "صحيح البخاري" عن سهلِ بن سعدٍ الساعديِّ - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رِباطُ يَومٍ في سبيلِ الله خيرٌ مِن الدنيا وما عليها، وموضِعُ سَوطِ أحدِكم مِن الجنَّة خيرٌ مِن الدنيا وما عليها، والرَّوحةُ يرُوحُها العبدُ في سبيلِ الله أو الغَدوَة خيرٌ مِن الدنيا وما عليها».
وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: "لأَن أُرابِطَ ليلةً في سبيلِ الله أحبُّ إلَيَّ مِن أن أقُومَ ليلةَ القَدر عند الحجر الأسوَد".
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "المُرابطةُ بالثُّغور أفضلُ مِن المُجاوَرَة في المساجِدِ الثلاثة، كما نصَّ على ذلك أئمةُ الإسلام عامَّة، وهذا مُتَّفقٌ عليه بين السَّلَف".
أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران: 133- 136].
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه كما يُحبُّ ربُّنا ويرضَى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ .. معاشر المُؤمنين: أخرج ابنُ حبان في "صحيحه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه وأرضاه -، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صعِدَ المنبَرَ فقال: «آمين، آمين، آمين»، قيل: يا رسولَ الله! إنَّك حين صعِدتَّ المنبَرَ قُلتَ: آمين، آمين، آمين، قال: «إن جبريلَ أتاني فقال: مَن أدركَ شهرَ رمضان ولم يُغفَر له فدخلَ النار فأبعَدَه الله، قُل: آمين، فقُلتُ: آمين».
فما ظنُّك - أخي المُبارك - بدُعاءٍ يدعُو به جبريلُ - عليه السلام -، ويُؤمِّنُ عليه خليلُ ربِّ العالمين؟!
فيا أيها المُؤمنون: هذا أوانُ التوبة والاستِغفار، والأَوبَة والانكِسار، فمَن لم يتُب في شهر رمضان، فمتى يتُوب؟! ومَن لم يرجِع عن الذُّنوبِ والخطايَا في شهر الغُفران، فمتى يرجِع ويَؤُوب؟! ومَن لم يتعرَّض لنَفَحات أرحَم الراحمين في شهر الرَّحمات، فمتى يتعرَّضُ لذلك؟!
روَى الطبرانيُّ بسنَدٍ حسنٍ، عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «افعَلُوا الخيرَ دهرَكم، وتعرَّضُوا لنَفَحات رحمةِ الله؛ فإن لله نفَحَاتٍ من رحمته يُصيبُ بها مَن يشاءُ مِن عبادِه».
قال ابنُ رجبٍ - رحمه الله -: "وما مِن هذه المواسِم الفاضِلَة موسِمٌ إلا ولله –تعالى- فيه وظيفةٌ مِن وظائِفِ طاعتِه، يُتقرَّبُ بها إليه، ولله فيه لطيفةٌ مِن لطائِفِ نَفَحَاته يُصيبُ بها مَن يعودُ بفضلِهِ ورحمتِه عليه".
فالسعيدُ مَن اغتنَمَ مواسِمَ الشهور والأيام والساعات، وتقرَّبَ فيها إلى مولاه بِما فيها مِن وظائِفِ الطاعات، فعسَى أن تُصيبَه نَفحَةٌ مِن تلك النَّفَحَات، فيسعَدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدها مِن النَّار وما فيها مِن اللَّفَحَات.
فهذه نَفَحاتُ الرحمن قد تنزَّلَت، وهذه نسَمَاتُ الجِنان قد هبَّت، وجديرٌ بالعاقِلِ أن يُشمِّرَ ويجتهِد، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
ثم اعلَمُوا - معاشِرَ المُؤمنين - أن الله أمرَكم بأمرٍ كريمٍ، ابتَدَأَ فيه بنفسِه فقال - عزَّ مِن قائِلٍ -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخُلفاء الراشِدِين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائِرِ الصحابةِ والتابِعِين، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وجُودِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، واحمِ حَوزةَ الدين، واجعَل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، رخاءً سخاءً، وسائرَ بلادِ المُسلمين.
اللهم أصلِح أحوالَ إخوانِنا المُسلمين في كل مكانٍ برحمتِك وفضلِك وجُودِك يا منَّان، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم تقبَّل صِيامَنا، وقِيامَنا، وسائرَ أعمالِنا.
اللهم إنا نسألُك بفضلِك ومِنَّتِك، وجُودِك وكرَمِك أن تحفَظَ بلادَ المُسلمين من كل شرٍّ يا أرحم الراحمين، اللهم احفَظ بلادَ الحرمين، اللهم احفَظ بلادَ الحرمين، اللهم احفَظها بحفظِك، واكلأها برِعايتِك وعنايتِك، اللهم أدِم أمنَها ورخاءَها واستِقرارَها.
اللهم مَن أرادَ بلادَ الحرمين بسُوءٍ فاجعَل كيدَه في نَحرِه، واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قويُّ يا عزيزُ، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق خادمَ الحرمَين لما تُحبُّ وترضَى، واجزِه عن الإسلام والمُسلمين خيرَ الجزاء، اللهم وفِّق جميعَ وُلاةِ أمور المسلمين لِما فيه خيرٌ لبلادِهم وشُعوبِهم يا أرحم الراحمين.
اللهم انصُر جنودَنا المُرابِطين على حُدودِ بلادِنا، اللهم أيِّدهم بتأيِيدِك، واحفَظهم بحفظِك، اللهم سدِّد رَميَهم، اللهم ثبِّت أقدامَهم، اللهم كُن لهم مُعِينًا ونصِيرًا، اللهم رُدَّهم إلى أهلِيهم سالِمين غانِمين برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفِر للمُسلمين والمُسلِمات، والمُؤمنين والمُؤمنات الأحياء منهم والأموات برحمتِك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكُروا اللهَ يذكُركم، واشكُرُوه على نِعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبَر، والله يعلَمُ ما تصنَعُون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم