عناصر الخطبة
1/نبذة لأول من استخدم مادة التبغ في التدخين وجاء به إلى بلاد المسلمين 2/بعض مكونات مادة دخان السجائر وأضراره 3/التدخين من أكبر الأخطار الصحية التي شهدها العالم على مر التاريخاقتباس
أَيهَا الْأَخُ الْمُبَارَكُ: اعلم أن الدُخَانَ ليسَ بِغِذَاءِ يغْنِي أَوْ يُسمِنُ مِنُ جُوعٍ، وَلَيسَ بشَرَابٍ هَنِيءٍ سَائِغٍ للشَارِبِينَ يُذهِبَ ظَمَأً أَو يَروِيَ غَلِيلاً، وَليس بدَّوَاءِ يَشْفِي مِنْ عِلةٍ يُصْبَرُ عَلَى مَرَارَتِهِ لأَجلِ فَائِدَتِهِ، وَليسَ بطِيبٍ يتَطَيَبُ بِهِ فتزْكُو النفُوْسُ بِشَمّهِ وَتَسْعَدُ؛ إِنَّهُ...
الخطبة الأولى:
أيها الأخ المبارك: مَهْلاً قبْلَ أَنْ تُشْعِلَ سِيْجَارَتَكَ: قل لي: هل تعرف من أين جاء التدخين إلى بلاد المسلمين؟ ومن الذي اخترعه؟
أول من استخدم مادة التبغ في التدخين: قبائل المايا في وسط أمريكا ثمّ الهنود الحمر في شمال أمريكا، حيث قاموا باستخدامه في الطقوس الدينية لديهم، وهي أمم وثنية.
وفي عام 1559م عين ملك فرنسا الدبلوماسي "جان نيكوت" سفيراً لدى البرتغال، فوجد نبتة التبغ، فأرسل منها شيئاً كعلاج لبعض الأمراض.
وفي عام 1560م قام بإرسال كمية من مسحوق التبغ إلى ملكة فرنسا، والوصية على العرش من أجل علاج آلام الرأس والصداع الحاد الذي كانت تعاني منه الملكة.
وحدد السفير الفرنسي بالبرتغال للملكة كيفية استخدام التبغ واستنشاقه؛ فكان هو من أدخل التبغ لفرنسا كعلاج، ومنها انتشر في أوروبا كلِها، وفي سنة 1828م سميت مادة: النيكوتين السامة الموجودة بالتبغ باسمه المشئوم.
وانتشر التدخين بشكلٍ كبير في أوروبا، وتعاطاه الناس بشكل كبير، فأصدرت الحكومات الأوروبية عام 1881م قوانيناً تحرم التدخين، وهذا دليل على استنكاره عندهم مع ما هم عليه من الكفر.
وبعد ذلك انتقل إلى بلادنا الإسلامية مع الاستعمار في أوائل القرن العشرين الميلادي.
إذًا، هو من آثار الاستعمار الأوربي للشرق الإسلامي، ولم يجلب الاستعمار لبلاد الإسلام إلا البلاء والدمار.
نعم، إن الأضرار السيئة التي يخلفها التدخين لا تخفى على أحد في هذا العصر، لكنه وبكل أسف ما زال يفتك بالعديد من أرواح الكبار والصغار، مع علم معظمهم أنهم يتحسون هذا السم الزعاف بأيديهم! ولم تأل وزارة الصحة جهدها للحد منه، ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنه حفاظاً على أرواحهم، وحماية لهم من الأمراض التي يسببها، ويوجد في بلادنا 1039 عيادة متخصصة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
ولا يقتصر مصطلح التدخين على تدخين السجائر فقط؛ بل يشمل السجائر الإلكترونية، والشيشة، وهي أدهَى وأمرّ، وأكثر أضراراً من تدخين السجائر الذي سمعتم أضرارها لاشتمالها على مواد سُمِّيةٍ وإن سُمْيَتْ بنكهاتٍ عطرية لأطيب الفواكه.
أَيهَا الْأَخُ الْمُبَارَكُ: اعلم أن الدُخَانَ ليسَ بِغِذَاءِ يغْنِي أَوْ يُسمِنُ مِنُ جُوعٍ، وَلَيسَ بشَرَابٍ هَنِيءٍ سَائِغٍ للشَارِبِينَ يُذهِبَ ظَمَأً أَو يَروِيَ غَلِيلاً، وَليس بدَّوَاءِ يَشْفِي مِنْ عِلةٍ يُصْبَرُ عَلَى مَرَارَتِهِ لأَجلِ فَائِدَتِهِ، وَليسَ بطِيبٍ يتَطَيَبُ بِهِ فتزْكُو النفُوْسُ بِشَمّهِ وَتَسْعَدُ؛ إِنَّهُ نَارٌ يُوقَدُها الْمُدَخِنُ لِيُحْرِقَ بِهَا المَالُ وَالْمُستَقبَلُ.
أَيهَا الْأَخُ الْمُبَارَكُ: اطلعت على نشرة نشرتها وزارة الصحة السعودية عن بعض مكونات السيجارة فهالني ما قرأت؟!
فهل تعلم: أن دخان السجائر يحتوي على أكثر من 2500 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل يعرف عنها أنها ضارة! وَأكثر من 60 مادة عُلِمَ أنها مسببةٌ للسرطان!
فَمِنْ مكونات السيجارة: النيكوتين، وهي مادة سامة جداً تدخل في تصنيع المبيدات الحشرية! والنيكوتين له دور كبير في زيادة أمراض القلب لدي المدخنين، وزيادة الإصابة بالجلطات الدماغية، فهو مادة قوية قابضة للأوعية الدموية؛ فيؤدي الى انقباض وتصلب الشرايين، وزيادة تجلط الدم، مما ينتج عنه انسداد في شرايين المخ، وحدوث السكتة الدماغية، حسب العديد من الأبحاث، ويعتبر النيكوتين العامل الأساسي المسؤول عن الإدمان الموجود بسجائر التبغ -نعوذ بالله من البلاء-.
وَاعلم أن مِنْ مُكَونَاتِ السِيْجَارَةِ كَذَلِكَ: القطران الذي توعد الله الكافرين به يوم القيامة بقوله: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ)[إبراهيم: 50] ومعنى: (سَرَابِيلُهُمْ) ثِيَابُهُم. وَالْقَطِرَانُ: دَهْنٌ مِنْ تَرْكِيبٍ كِيمْيَاوِيٍّ قَدِيمٍ عِنْدَ الْبَشَرِ يَصْنَعُ مِنْ غَلْيِ شَجَرِ الْأَرْزِ وَالسَّرْوِ وَالْأُبْهُلِ (وَهُوَ شَجَرٌ مِنْ فَصِيلَةِ الْعَرْعَرِ)، وَمِنْ شَجَرِ الْعَرْعَرِ، فيخرج منها ماء أَسْوَدُ يعلوه زبد خاثر أَسْوَدُ تُهنأ بِهِ الْإِبِلُ، أَيْ: تُطْلَى مِنَ الجَرَبِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَهُوَ لِبَاسُهُمْ قَبْلَ دُخُولِ النَّارِ ابْتِدَاءً بِالْعَذَابِ حَتَّى يَقَعُوا فِي النَّارِ، وهو أشدُ ما يكونُ إيلاماً لشدة حرارته ونتن ريحه، ويترسبُ الْقَطِرَانُ لِلِزُوجَتِهِ في الحويصلات الهوائية فتتعطل عملية تبادل الغازات فيها، كما أنه يحوي موادا شديدة الضرر، وأهمها: المواد الهيدروكربونية المحدثة للسرطان، ويسبب تصبغ الأصابع.
وَمِما تَحويهِ السِيْجَارَةُ فِي دُخَانِها كَذَلِكَ: الغاز السام المسمى أول أكسيد الكربون، وبارتفاع نسبة أول أكسيد الكربون في الدم يجعله يمتزج مع الهيموغلوبين أحد مكونات الدم، فتتقلص قدرة الدم على حمل الأكسيجين فتضعُفُ كفاءةُ جميعِ أجهزةِ الجسم، وتزيد مخاطر الإصابةِ بأمراض القلب.
سبحانك ربي! كيف لعاقلٍ يفكرُ بصحته وسلامته أن يتناول بيده هذا السم الزعاف بطوعه واختياره؟! وهو من يتخيرُ من الطعامِ الحلال أطيبه؟! ومن الشراب اللذيذ أعذبه؟! ثم تجده بغيابٍ من رُشده يشترى هذا البلاءَ بحرِ ماله، ثم يشعله بنفسه ليحرق به قلبَه ورئتيه وما خفي من أعضاءِ جسده!
نعم، إن الأضرار السيئة التي يخلفها التدخين لا تخفى على أحد في هذا العصر، لكنه وبكل أسف ما زال يفتك بالعديد من أرواح الكبار والصغار، مع علم معظمهم أنهم يتحسون هذا السم الزعاف بأيديهم! ولم تأل وزارة الصحة جهدها للحد منه، ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنه حفاظاً على أرواحهم، وحماية لهم من الأمراض التي يسببها، ويوجد في بلادنا 1039 عيادة متخصصة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
ولا يقتصر مصطلح التدخين على تدخين السجائر فقط؛ بل يشمل السجائر الإلكترونية، والشيشة، وهي أدهَى وأمرّ، وأكثر أضراراً من تدخين السجائر الذي سمعتم أضرارها لاشتمالها على مواد سُمِّيةٍ وإن سُمْيَتْ بنكهاتٍ عطرية لأطيب الفواكه.
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: أيُّها الإخوة: اتَّقوا اللهَ -تعالى- حقَّ التقوى.
أَيهَا الْأَخُ الْمُبَارَكُ: أصابني الذهول لما علمت أن تدخين التبغ ليس سبباً رئيسياً للوفاة فقط، بل يُعدُ من أكبر الأخطار الصحية العامة التي شهدها العالم على مر التاريخ! فبسبب التدخين يموت كل عام أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم أكثرهم ممن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه، ويقضي نحبه كذلك سنويًّا 2.100000 شخص حول العالم بسبب التدخين السلبي ويقصد به (العيش حول أشخاص مدخنين).
وفي بلادنا حرسها الله يموت سنوياً أكثر من ثلاثين ألف بسبب التدخين حسب الإحصائيات التي نشرتها جمعية نقا بالشرقية.
وتشير الدراسات: أن نحو نصف من يتعاطون دخان التبغ في الوقت الحالي سيهلكون في آخر المطاف، بسبب مرض له علاقة بالتبغ بقضاء الله وقدره، وصُعِقتُ لما قارنت بين وفيات كورونا منذ انتشر حتى يوم أمس فوجدتها ثلاثة ملايين وقرابة ستمائة ألف فقط، وهذا يدل دلالة واضحة أن التدخين أعظم خطراً من الوباء -كفانا الله البلاء-.
واعْلَم -أَجَارَكَ اللهُ-: أنَّ الدراسات أشارت إلى أن ما نسبته 99% من إجمالي أعداد الذين يعالَجون من آثار تعاطي المخدرات في مستشفيات ومجمعات الأمل للصحة النفسية في السعودية بدأوا حياتهم بتدخين سجائر التبغ -أَجَارَكُم اللهُ-، وأنفق على شراء الدخان في بلادنا عام 2015م 12.4 مليار ريال.
أَيهَا الْأَخُ الْمُبَارَكُ: لو سئل إنسان من عامة الناس: ما الحكم تدخين التبغ وهو يسمع بهذه الأضرار ويرى نتائج تناوله لبادرك بالقول بالتحريم.
وصلوا وسلموا على نبيكم...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم