عناصر الخطبة
1/ وجوب أداء الحج لمن استطاع 2/ توجب المسارعة للحج في هذه الأزمنة 3/ حث النبي صلى الله عليه وسلم للتعجل للحج 4/ فضائل الحج 5/ الدعوة للتسجيل في الحج المخفض عن طريق الشبكةاقتباس
هَكَذَا جَاءَتِ الأَخبَارُ في كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ آمِرَةً بِالحَجِّ مُوجِبَةً لَهُ عَلَى مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً، وَلَقَد تَهَيَّأَ الحَجُّ في هَذِهِ الأَزمِنَةِ لِكَثِيرٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَخَاصَّةً في هَذِهِ البِلادِ، وَتَيَسَّرَت لَهُمُ السُّبُلُ وَزَالَت عَنهُمُ العَوَائِقُ وَانتَفَتِ المَوَانِعُ، مِمَّا يُوجِبُ عَلَيهِمُ المُبَادَرَةَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ عَلَيهِم، وَيَجعَلُهُم آثِمِينَ بِتَأخِيرِهَا أَوِ التَّرَاخِي في أَدَائِهَا، مُتَعَرِّضِينَ لأَن يَكفُرُوا بِاللهِ القَائِلِ ..
أَمَّا بَعدُ، فَـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ).
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: خَلَقَ اللهُ النَّاسَ لِعِبَادَتِهِ وَطَاعَتِهِ، وَبَيَّنَ لَهُم أَركَانَ دِينِهِ وَفَرَائِضَهُ، وَأَرسَلَ إِلَيهِم رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ، فَبَلَّغَ عَن رَبِّهِ رَسَالَتَهُ، وَأَدَّى مُهِمَّتَهُ وَنَصَحَ أُمَّتَهُ، وَتَرَكَهُم عَلَى مِثلِ البَيضَاءِ لَيلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنهَا إِلاَّ هَالِكٌ، فَهَدَى اللهُ بِفَضلِهِ أَقوَامًا أَحَبُّوا الهُدَى وَقَبِلُوهُ، وَزَادَهُم إِيمَانًا وَآتَاهُم تَقوَاهُم، فَسَارَعُوا وَسَابَقُوا، وَاستَكثَرُوا مِنَ الخَيرِ وَتَنَافَسُوا، وَتَزَوَّدُوا مِمَّا يُصلِحُ قُلُوبَهُم وَيُقَرِّبُهُم إِلى رَبِّهِم، وَوَكَلَ بِعَدلِهِ آخَرِينَ إِلى أَنفُسِهِم، فَتَبَاطَؤُوا وَتَقَاعَسُوا، وَتَكَاسَلُوا وَتَأَخَّرُوا، وَاشتَغَلُوا بِجَمعِ الدُّنيَا وَالتَّنَافُسِ عَلَى حُطَامِهَا، وَجَعَلُوا هَمَّهُم نَيلَ عَاجِلِ الشَّهَوَاتِ وَتَحقِيقَ دَاني الرَّغبَاتِ (وَلَو أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقِيلَ اقعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ)
وَقَد وَكَّلَ -سُبحَانَهُ- بِالفَرِيقَينِ حَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعلَمُونَ مَا يَفعَلُونَ (فَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ * وَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
يُقَالُ هَذَا -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- وَنَحنُ في وَسَطِ هَذِهِ الأَشهُرِ العَظِيمَةِ الَّتي جَعَلَهَا اللهُ -تَعَالى- مَوَاقِيتَ لِلحَجِّ حِينَ أَوجَبَهُ فَقَالَ: (الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ).
أَجَل -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- إِنَّ الحَجَّ هُوَ خَامِسُ أَركَانِ الدِّينِ العَظِيمَةِ، أَوجَبَهُ اللهُ -تَعَالى- عَلَى النَّاسِ جَمِيعًا فَقَالَ: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) وَقَالَ -تَعَالى- آمِرًا نَبِيَّهُ إِبرَاهِيمَ الخَلِيلَ -عَلَيهِ السَّلامُ- أَن يُؤَذِّنَ بِذَلِكَ: (وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم).
وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "بُنِيَ الإِسلامُ عَلَى خَمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَومِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيتِ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ. وَرَوَى مُسلِمٌ وَغَيرُهُ عَن أَبي هُرَيرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، قَد فَرَضَ اللهُ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا". هَكَذَا جَاءَتِ الأَخبَارُ في كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ آمِرَةً بِالحَجِّ مُوجِبَةً لَهُ عَلَى مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً.
وَلَقَد تَهَيَّأَ الحَجُّ في هَذِهِ الأَزمِنَةِ لِكَثِيرٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَخَاصَّةً في هَذِهِ البِلادِ، وَتَيَسَّرَت لَهُمُ السُّبُلُ وَزَالَت عَنهُمُ العَوَائِقُ وَانتَفَتِ المَوَانِعُ، مِمَّا يُوجِبُ عَلَيهِمُ المُبَادَرَةَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ عَلَيهِم، وَيَجعَلُهُم آثِمِينَ بِتَأخِيرِهَا أَوِ التَّرَاخِي في أَدَائِهَا، مُتَعَرِّضِينَ لأَن يَكفُرُوا بِاللهِ القَائِلِ -سُبحَانَهُ-: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنِ العَالَمِينَ).
وَمَعَ هَذَا تَمُرُّ السَّنَوَاتُ تِلوَ السَّنَوَاتِ، وَتَبيَضُّ عَوَارِضُ كَثِيرِينَ وَتَشتَعِلُ رُؤُوسُهُم شَيبًا، وَهُم لم يُفَكِّرُوا في الحَجِّ ولم يَخِفُّوا لأَدَائِهِ، يَظَلُّونَ يَتَبَاطَؤُونَ وَيَتَكَاسَلُونَ وَيَتَشَاغَلُونَ، وَتَضعُفُ أَجسَادُهُم وَتَذهُبُ قُوَاهُم، وَتَتَغَيَّرُ عَلَيهِمُ الأَحوَاُل وَتَتَقَلَّبُ بِهِمُ الأَزمِنَةُ، وَقَد لا يُحِسُّ أَحَدُهُم بِعِظَمِ ذَنبِهِ وَهَولِ مُصِيبَتِهِ، في حِينِ تَتَقَطَّعُ قُلُوبُ مُسلِمِينَ في دِيَارٍ بَعِيدَةٍ حَسَرَاتٍ، وَتَنَهَلُّ أَعيُنُهُم بِأَحَرِّ العَبَرَاتِ (حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) وَأَسَفًا لِعَدَمِ استِطَاعَتِهِمُ الحَجَّ مَعَ شَوقِهِم الشَّدِيدِ إِلَيهِ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: لَقَدِ اهتَمَّ نَبِيُّكُم -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِالحَجِّ اهتِمَامًا عَظِيمًا، وَحَثَّ عَلَيهِ حَثًّا كَرِيمًا، وَمِن ثَمَّ نَرَاهُ قَد نَدَبَ إِلى تَعجِيلِهِ، وَجَعَلَهُ مِن أَفضَلِ الأَعمَالِ وَأَحَبِّهَا إِلى اللهِ، بَل عَدَّهُ جِهَادًا في سَبِيلِ اللهِ، وَأَخبَرَ أَنَّ الحُجَّاجُ ضُيُوفٌ لِرَبِّهِم، وَأَنَّهُ بِحَجِّهِم تُكَفَّرُ خَطَايَاهُم وَتُغفَرُ ذُنُوبُهُم، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ، وَتَعرِضُ الحَاجَةُ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
وَعِندَ أَحمَدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ: "تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ" وَعَن أَبي هُرَيرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفضَلُ ؟ فَقَالَ: "إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: "الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبرُورٌ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وَعَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهَا- قَالَت: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نُرَى الجِهَادَ أَفضَلَ الأَعمَالِ، أَفَلا نُجَاهِدُ ؟! فَقَالَ: "لَكُنَّ أَفضَلُ الجِهَادِ حَجٌّ مَبرُورٌ" رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَغَيرُهُ.
وَعَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنِّي جَبَانٌ وَإِنِّي ضَعِيفٌ، فَقَالَ: "هَلُمَّ إِلى جِهَادٍ لا شَوكَةَ فِيهِ الحَجُّ" رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "الحُجَّاجُ وَالعُمَّارُ وَفدُ اللهِ، إِنْ دَعَوهُ أَجَابَهُم، وَإِنِ استَغفَرُوهُ غَفَرَ لَهُم" رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَابنُ مَاجَه وَغَيرُهُمَا وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "العُمرَةُ إِلى العُمرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينَهُمَا، وَالحَجُّ المَبرُورُ لَيسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةُ" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَفي الصَّحِيحَينِ أَنَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَن حَجَّ هَذَا البَيتَ فَلَم يَرفُثْ وَلم يَفسُقْ رَجَعَ كَيَومَ وَلَدَتهُ أُمُّهُ" إِنَّهُ لَعَجَبٌ أَن يَكُونَ في الحَجِّ كُلُّ هَذَا التَّرغِيبِ وَالحَثِّ، ثم يَرغَبُ عَنهُ أَقوَاٌم مِمَّن أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ وَالأَمنِ وَوَفرَةِ الأَموَالِ، وَيَنصَرِفُونَ إِلى رَحَلاتٍ وَأَسفَارٍ إِلى سَائِرِ البِلادِ وَالأَمصَارِ، وَقَد يَكُونُ مِنهَا شَيءٌ إِلى بِلادِ الكُفَّارِ، يَتَحَمَّلُونَ بِسَبَبِهِ التَّعَبَ وَيَحمِلُونَ الذُّنُوبَ وَالأَوزَارَ، في حِينِ أَنَّ تَعَبَهُم وَنَفَقَتَهُم في الحَجِّ مَكتُوبَةٌ لَهُم عِندَ رَبِّهِم، مَحفُوظَةٌ لَدَيهِ في مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِم، وَمَعَ هَذَا يُفَرِّطُونَ فِيهَا؛ فَعَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لها في عُمرَتِهَا: "إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجرِ عَلَى قَدرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ" رَوَاهُ الحَاكِمُ وَصَحَّحَه الأَلبَانيُّ.
أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- وَلْنَكُنْ عَلَى أَركَانِ دِينِنَا أَحرَصَ مِنَّا عَلَى مَا سِوَاهَا، فَإِنَّهَا أَحَبُّ شَيءٍ إِلى رَبِّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالى- وَقَد قَالَ -سُبحَانَهُ- في الحَدِيثِ القُدسِيِّ الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُهُ عَلَيهِ".
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: (يَسأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِن أَبوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ)
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالى- وَأَطِيعُوهُ وَلا تُعصُوهُ (وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ)
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: مِن تَنظِيمَاتِ الجِهَاتِ المَعنِيَّةِ بِشَأنِ الحَجِّ في بِلادِنَا، أَن جَعَلَت لِلحَجِّ مَسَارًا آلِيًّا، يَكُونُ التَّسجِيلُ فِيهِ عَن طَرِيقِ الشَّبَكَةِ العَالَمِيَّةِ لِلمَعلُومَاتِ، في بَوَّابَةٍ حَدَّدَتهَا لِهَذَا الشَّأنِ العَظِيمِ، في بَرَامِجَ ثَلاثَةٍ: عَامٍّ وَمُيَسَّرٍ وَمُخَفَّضٍ، وَهَذِهِ هِيَ الخَطوَةُ الأُولى لِمَن أَرَادَ الحَجَّ وَنَوَاهُ، تَتبَعُهَا خُطُوَاتٌ تَكمِيلِيَّةٌ أُخرَى، وَمِمَّا قَد يَجهَلُهُ بَعضُ النَّاسِ الَّذِينَ يُسَوِّفُونَ وَيَتَأَخَّرُونَ عَنِ التَّسجِيلِ، أَنَّ تَأَخُّرَهُم يُفَوِّتُ عَلَيهِمُ المُستَوَى المُنَاسِبَ لَهُم، ثم لَعَلَّ أَحَدَهُم إِذَا انتَبَهَ وَأَرَادَ الحَجَّ بَعدَ ذَلِكَ، يُفَاجَأُ بِالبَابِ السَّهلِ وَقَد أُغلِقَ، وَالحَمَلاتِ المُنَاسِبَةِ لِمُستَوَاهُ قَد اكتَفَت وَأَغلَقَت أبوَابَ الاستِقبَالِ، فَيُضطَرُّ لِلبَحثِ عَن أَبوَابٍ أُخرَى قَد تَكُونُ مُغلَقَةً أَو مُتَعَسِّرَةً، أَو غَيرَ مُنَاسِبَةٍ لِوَضعِهِ المَادِيِّ، فَالبِدَارَ البِدَارَ يَا مَن أَرَدَتَ الحَجَّ، وَلَتَسأَلْ عَن مَوقِعِ التَّسجِيلِ في الشَّبَكَةِ، فَإِنَّهُ سَيُفتَحُ يَومَ الخَمِيسِ القَادِمِ السَّاعَةَ الثَّامِنَةَ صَبَاحًا، وَغَالِبًا مَا تَنتَهِي المَقَاعِدُ المُخَفَّضَةُ في سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ؛ لِشِدَّةِ إِقبَالِ النَّاسِ عَلَيهَا، فَلْيُسَارِعْ مَن وَجَبَ عَلَيهِ الحَجَّ وَلْيُبَادِرْ، وَلْيَحذَرِ التَّسوِيفَ وَالتَّأجِيلَ.
تَقَبَّلَ اللهُ مِنَ المُسلِمِينَ صَالِحَ الأَعمَالِ، وَوَفَّقَهُم لِلتَّزَوُّدِ بِالبَاقِيَاتِ قَبلَ حُلُولِ الآجَالِ، وَتَجَاوَزَ عَنِ الجَمِيعِ الخَطَأَ وَالزَّلاَّتِ، وَأَقَالَ عَثَرَاتِهِم وَمَحَا عَنهُمُ السَّيِّئَاتِ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم