عناصر الخطبة
1/نعمة اللباس وأنواعه والغاية منه 2/تحريم كشف العورة والنظر إليها 3/ضابط عورة الرجل أمام الرجال والنساء وبعض الأخطاء في ذلك 4/ضابط عورة المرأة أمام النساء والرجال وبعض الأخطاء في ذلك 5/التوسط والاعتدال في اللباس 6/حكم الإسبال في الثياب أو السراويل 7/حكم لبس الملابس التي فيها صلبان ونحو ذلك 8/حكم لبس ما فيه صور لذوات الأرواحاقتباس
عباد الله: إنَّ اللباس من الزينة المباحة، التي ينبغي على كل مسلم التوسط والاعتدال فيها، فلا يحسُن بالمسلم الذي أنْعَم الله -تعالى- عليه بالقُدْرَة على شراء ثَوْبٍ حسنٍ نظيف أن يلبس رديء الثياب، أو الممزق والمرقع منها، كما لا يحسُن به أن يقتني الثياب باهظة الثمن والمبالغ فيها، لما في ذلك من الإسراف والمخيلة، وكَسْرِ قلوب...
الخطبة الأولى:
الحمد لله...
أما بعد:
فإنا نقرأ في كتاب الله المجيد: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا)[الأعراف: 26- 27].
فإنه لما خلق الله -تعالى- آدم -عليه الصلاة والسلام-، ثم خلق من ضلعه زوجه، كانت عورتاهما مستورة عنهما بستر من الله، فلما أغواهما الشيطان بيمينه الكاذبة، وأكلا من الشجرة التي نهيا عنها، بدت لهما وعورتاهما، فهرعا يقطِّعان من ورق أشجار الجنة ما يسترا به عورتاهما، فنعمة الحياء والستر واللباس فطرة في بني الإنسان.
واللباس نوعان: لباس ضروري، وهو ما يستر العورات: (لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ)[الأعراف: 26].
ولباس زينة: (وَرِيشًا) [الأعراف: 26].
وفوق هذا كله: لباس الإيمان والتقوى والورع: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ)[الأعراف: 26].
عباد الله: يتبين لنا من قول الله - تعالى -: (لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ)[الأعراف: 26].
أنَّ الغاية من اللباس: ستر العورات، ثم الوقاية من الحرِّ والبرْد، والتزين بها، وأنَّ ستر العورة من أَوْجَبِ ما أَوْجَبَهُ الله -تعالى- على المسلم، سواء كان في صلاة أو غيرها، بل لا تصح الصلاة لمن تنكشف عورته.
فعن مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ -رضي الله عنه- قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ فَقَالَ: "احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ قَالَ: "إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَاهَا" قُلْتُ: فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: "فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحَى مِنَ النَّاسِ"[رواه أحمد وأبو داود الترمذي وابن ماجة وغيرهم].
وكما يحرم كشف العورة، فإنه يحرم النظر إليها، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ..."[رواه مسلم].
ومعلوم: أنَّ عورة الرجل التي أمَر الله بسترها من السُّرَّةِ إلى الرُّكْبَة، والفَخِذُ من العورة، عَنْ جَرْهَدٍ رضي الله عنه- أَنَّ النِّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ: "غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ"[رواه مالك وأحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم].
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخْذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ: "يَا مَعْمَرُ، غَطِّ فَخْذَكَ؛ فَإِنَّ الْفَخْذَ عَوْرَةٌ"[رواه البيهقي والطبراني وغيرهما].
وما يقابل السرة من الظهر والجانبين يدخل معها في العورة، وكذلك الركبة يدخل معها ما خلفها، وهذا يتساهل فيه كثير من الناس في صلاتهم فيصلي بقميص قصير يستره قائمًا، فإذ ركع أو سجد انكشف موضع العورة من خلفه، بل إن بعضهم لتنحسر سراويله عن أجزاء من سوءته أثناء سجوده وركوعه، فليتق الله أولئك خشية أن تبطل صلاتهم.
ويتساهل كثير من الشباب أثناء اللعب، أو في نزهاتهم، فيلبسون السراويل القصيرة، فتنكشف الركيتين وأجزاء من الفخذين.
ولا شك أن هذا غلط كبير، ومخالفة صريحة؛ لحديث البشير النذير -صلى الله عليه وسلم- الذي أمر بتغطية الفخذين.
وأمَّا لُبْسَ الملابس الضيقة التي تجسد الأعضاء، أو الرقيقة التي تظهر ما تحتها مخالف للباس ذوي المروءة الذين يتمسكون بدين ربهم، ومما يتنزه عنه الأتقياء، وإنما يلبسه من لا خَلاقَ لهم.
أما المرأة، فإنها عورة كلها أمام الرجال الأجانب.
وأما عن محارمها من الرجال، فيجوز لها أن تظهر ما يبدو منها غالبًا؛ كالوجه والشعر والرقبة والذراعين والقدمين ونحوها؛ لقوله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)[النور: 31].
وعورة المرأة أمام النساء كعورتها أمام الرجال من محارمها، فيجوز لها أن تكشف ما يبدو منها غالبًا؛ كما سبق، والدليل على ذلك: أن الله -تبارك وتعالى- قال: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)[النور: 31].
ثم عدد الله -تعالى- من يجوز للمرأة أن تبدي له هذه الزينة الظاهرة، فقال: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ)[النور: 31].
فساوى ما يجوز كشفه أمام النساء بما يجوز كشفه أمام المحارم من الرجال، كالأب والابن والأخ ونحوه.
وبذلك يعلم خطر ما يفعله كثير من النساء اليوم من لبس ما يكشف السَّاق والفَخِذ، أو الصَّدر، أو الظَّهر ونحوه أمام النساء بحجة أن عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة.
وهذا غلط كبير مخالف للقرآن فَشَا وانتشر بين الناس.
كما أن ما الملابس الضيقة التي تلبسها النساء، سواء أمام النساء أو محارمها من الرجال، فإنه مخالف لما ينبغي أن تتحلى به المرأة المسلمة المتمسكة بدين ربها؛ فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ، مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا".
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: "وفسرت بأنهن يلبسن ملابس خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة، وفسرت بأنهن يلبسن ملابس ضيقة فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة" ا. هـ.
عباد الله: إنَّ اللباس من الزينة المباحة، التي ينبغي على كل مسلم التوسط والاعتدال فيها، فلا يحسُن بالمسلم الذي أنْعَم الله -تعالى- عليه بالقُدْرَة على شراء ثَوْبٍ حسنٍ نظيف أن يلبس رديء الثياب، أو الممزق والمرقع منها، كما لا يحسُن به أن يقتني الثياب باهظة الثمن والمبالغ فيها، لما في ذلك من الإسراف والمخيلة، وكَسْرِ قلوب الفقراء.
يقول ربنا -تبارك وتعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)[الفرقان: 67].
قال البخاري في صحيحه: "قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ".
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ".
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قد قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فإنَّه ينبغي للمسلم أن يتَّقِيَ الله في لباسه، فلا يلبس الرِّجالُ من الثياب أو السراويل ما طالَ منها فنزلَ إلى ما تحت الكعبين، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ".
وَرُوِيَ عَنْ الفاروق عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ فُضُولَ الثِّيَابِ -يعني ما طال منها- وَيَقُولُ: "فُضُولُ الثِّيَابِ فِي النَّارِ".
ودخل فتى على عمر -رضي الله عنه- وهو في مرض الموت، وكان مسبلاً لإزاره، فقال له: "ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك". وفي رواية: "أنقى لثوبك". "وأتقى لربك".
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: "وأحاديث النهي عن الإسبال بلغت مبلغ التواتر المعنوي" ا. هـ. ولا شك أن الإسبال يدخل في الإزار والثوب والبنطال وغيرها.
وأما إذا كان الإسبال بقصد التكبر والخيلاء، فإنه أعظم إثمًا، وعدَّه كثير من أهل العلم من الكبائر، في الصحيحين عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ يَنْظُرُ اللهُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا".
وعن ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ".
وروى أبو داوود والنسائي وابن ماجة وغيرهم عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
ومن المحرمات في اللباس أيضًا: لبس الملابس التي فيها الصلبان ونحوها، كبعض القمصان الرياضية التي تحتوي الصليب ضمن شعار النادي، أو الدولة، وغيرها، روى أبوداود عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: "لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ، إِلَّا نَقَضَه".
كما يحرم: لبس ما فيه صور لذوات الأرواح، روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَامَ عَلَى البَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟" قَالَتْ: فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ". وَقَالَ: "إِنَّ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلاَئِكَةُ".
ألا فاتقوا الله -عباد الله-: واجعلوا حياتكم وفق ما أمر الله، لتنالوا في آخرتكم ما وعد الله.
يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: اعلموا أن الله -تعالى- قد أمرنا بالصلاة على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجعل للصلاة عليه في هذا اليوم، والإكثار منها مزية على غيره من الأيام.
فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم