عناصر الخطبة
1/من آداب الطعام: عدم النفخ فيه, سلت القصعة, حمد الله بعد الانتهاء, غسل اليدين.اقتباس
ومن آداب الطعام: سلت القصعة وهي الصحن والإناء الذي يوضع فيه الطعام, والسلت: مسحها وأكل ما بقي فيها من الطعام؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- في صحيح مسلم أنَّه قال: "وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ"، وقَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ", وهذا ديدن بعض كبار السنِّ ممَّن أدركناهم...
الْخُطبَةُ الْأُولَى:
الحمد لله القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)[البقرة: 172], وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليماً، أمَّا بعد:
فيا أيها المسلمون: كان الكلام في الجمعة الماضية عن شيء من آداب الطعام؛ من غسل اليدين قبل الطعام, ووجوب التسمية, والأكل ممَّا يلي، والأكل باليمين، والنهي عن الأكل بالشمال، وحصول البركة بالتسمية؛ وبالاجتماع على الطعام, وبالأكل من حافتي الطعام لا من وسطه، وعدم البدء بالأكل قبل أن يذهب بخاره، وعدم الإسراف في الأكل أو ملء البطن بالطعام، وعدم عيب الطعام، وعدم الأكل متكئاً، ورفع اللقمة إن وقعت وإماطة ما بها من الأذى, وأكلها وعدم تركها للشيطان، والأكل بثلاثة أصابع، ولعق الأصابع قبل مسحها بالمنديل.
واستكمالاً لما سبق في الجمعة الماضية نقول: ومن آداب الطعام:
عدم النفخ فيه أو في الشراب؛ لما في النفخ فيه من تقذُّر الناس لذلك فيعافه الطاعم له؛ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ"(رواه الإمام أحمد وصححه الألباني).
ومن آداب الطعام: سلت القصعة وهي الصحن والإناء الذي يوضع فيه الطعام, والسلت: مسحها وأكل ما بقي فيها من الطعام؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- في صحيح مسلم أنَّه قال: "وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ"، وقَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ", وهذا ديدن بعض كبار السنِّ ممَّن أدركناهم وممَّن وفَّقهم الله؛ فإنَّهم يحرصون على سلت ما تبَّقى في صحفة وآنية طعامهم؛ اتِّباعاً للسنة، وحفظاً للنعمة وكرامة لها.
وللمضِيف أن يُخبر عن نوع الطعام إن لم يعرفه الضيوف؛ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ خالد بن الوليد -رضي الله عنه- أخبره: "أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَيْمُونَةَ، وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهم-، فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا، قَدْ قَدِمَتْ بِهِ أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ قَلَّمَا يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ وَيُسَمَّى لَهُ، فَأَهْوَى رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الحُضُورِ: أَخْبِرْنَ رَسُولَ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَدَّمْتُنَّ لَهُ، هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ الله!؛ فَرَفَعَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ الله؟! قَالَ: "لاَ؛ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ", قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ إِلَيَّ"(رواه الشيخان).
ومن آداب الطعام: حمد الله بعد الانتهاء منه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا, أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا"(أخرجه مسلم), قال النووي -رحمه الله-: "الْأَكْلَةُ هُنَا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَهِيَ المرة الواحدة من الأكل كالغداء والعشاء، وفيه استحباب حمد الله -تَعَالَى- عَقِبَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ صِفَةَ التَّحْمِيدِ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ, غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُودَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا"، وَجَاءَ غَيْرُ ذَلِكَ، ولو اقتصر عَلَى الْحَمْدِ لله حَصَّلَ أَصْلُ السُّنَّةِ"(شرح النووي على مسلم), وفي رواية عند البخاري: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ -وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ- قَالَ: "الحَمْدُ لله الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مَكْفُورٍ".
عباد الله: ومن آداب الطعام: غسل اليدين, والمضمضة بعد الطعام؛ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ دَعَا بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَأَكَلْنَا، "فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَتَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا"(رواه البخاري).
عباد الله: من أراد أن يأكل تمراً عتيقاً، فله أن يُخرج السوس منه؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتَمْرٍ عَتِيقٍ "فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ؛ يُخْرِجُ السُّوسَ مِنْهُ"(رواه أبو داود وصححه الألباني).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب, فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم