عناصر الخطبة
1/ المقصود بآخر الزمان 2/ مرويات آخر الزمان بين المبشرات والمحذرات 3/ ذكر بعض أشراط الساعة 4/ مجموعة من المساوئ التي تكون في آخر الزمان 5/ جهل أكثر الناس بالمعلوم من الدين بالضرورة 6/ فضائل ومبشرات ومحاسن آخر الزمان 7/ صور من محاسن آخر الزمان.اقتباس
ولا نُغفل الحرب ضد تعلم الدين، وسياسة تجهيل الشعوب بالإسلام تحت ستار مكافحة الإرهاب، ومن مظاهر ذلك تغيير المناهج وتقليص مواد الدين، وقفل المعاهد والمدارس الشرعية، ومضايقة أهل السنة ودعم أهل البدعة، ونحو ذلك مما يساهم في إبعاد الناس عن العلم الشرعي.. وقد شهد هذا الزمن موت كثير من العلماء الربانيين الذين كانوا منارات يُهتدى بها من ظلمات الشهوات والشبهات، كما شهد الرؤوس الجهال الذين يتجرؤون على الفتوى بغير علم، ولا يزال يشهد مظاهر ضعف العلم ونقصه في التماس العلم عند...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: كثيراً ما نسمع ويذكر في بعض الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن هذا سيحدث في آخر الزمان، وأن هذا من علامات آخر الزمان. وهذا يقال غالباً إذا حصل أمر سيء أو منفر. فهل هذا صحيح؟
نعم صحيح، لكن الجواب ناقص. فآخر الزمان المقصود به زمان الدنيا الذي يكون بين يدي الساعة، وهذا الزمان ثبت بشأنه أحاديث صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بحصول أمور منفرة. لكن هناك أحاديث أخرى صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن آخر الزمان فيها أمور مبشرة.
أيها المسلمون: سيظهر في آخر الزمان مساوئ كثيرة جداً، وردت بها السنة النبوية، وجمعها العلماء في كتب أشراط الساعة، فلنقف على بعضها:
عن أبي موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-، قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بين يدي الساعة أياماً ينـزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهَرْج. والهَرْج القتل" (رواه البخاري).
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويُشْرَب الخمرُ، ويذهب الرجال وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد". (رواه مسلم).
وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف". (رواه البخاري).
تضمنت هذه النصوص مجموعة من المساوئ التي تكون في آخر الزمان، ويرتبط بعضها ببعض، وهي كما يلي:
أولاً: فُشُوُّ الجهل وقلة العلم: وقد بدأ النقص في العلم من بعد أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، وانتقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه عز وجل، ولا يزال ينقص إلى أن يُرفع بالكلية، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يدرس الإسلام كما يدرس وَشْي الثوب حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة، ويُسْرَى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها".
وقد ظهر هذا النقص في هذا الزمن بصورة واضحة جداً حتى جهل أكثر الناس المعلوم من الدين بالضرورة، ومن تأمل النصوص ونظر في الواقع أدرك أن هذا النقص إنما هو نتيجة حتمية لأسباب كثيرة لعل من أبرزها موت العلماء، ويدل عليه ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-ما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". (رواه مسلم).
وحصل النقص في العلم أيضاً بعدم الإخلاص في طلب العلم، وقد حصل هذا عندما رُبط العلم الشرعي بالمال في كثير من البلاد، فنـزع الله منه الخشية والبركة والنفع والعمل إلا ما شاء الله فمات العلم في القلوب، فهو لا يتجاوز التراقي والحناجر، وقد شهد هذا الزمن موت كثير من العلماء الربانيين الذين كانوا منارات يُهتدى بها من ظلمات الشهوات والشبهات، كما شهد الرؤوس الجهال الذين يتجرؤون على الفتوى بغير علم، والله المستعان، ولا يزال يشهد مظاهر ضعف العلم ونقصه في التماس العلم عند الأصاغر، واتخاذ القرآن مزامير، وتقديم الرجل ليس بالفقيه ولا بالعالم، وإنما يُقدم من أجل صوته ونحو ذلك.
ولا نُغفل الحرب ضد تعلم الدين، وسياسة تجهيل الشعوب بالإسلام تحت ستار مكافحة الإرهاب، ومن مظاهر ذلك تغيير المناهج وتقليص مواد الدين، وقفل المعاهد والمدارس الشرعية، ومضايقة أهل السنة ودعم أهل البدعة، ونحو ذلك مما يساهم في إبعاد الناس عن العلم الشرعي، ومما يدل على ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فيما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سَيَلي أموركم بعدي رجال يُطفئون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها" فقلت: يا رسول الله! إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال: "تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل؟! لا طاعة لمن عصى الله".
ثانياً: مما تضمنته النصوص المتقدمة ممن مساوئ آخر الزمان: فشو الزنى وكثرته: حتى أصبحت تجارة البغاء تشكِّل ربحاً هائلاً ومورداً ضخماً من موارد المال في بعض البلاد، وقد هيأ المجرمون وسائله ودواعيه حتى أصبح أسهل مما يتصور.
ولا يزال يزداد ويكثر حتى تموت الغيرة في النفوس، وتسقط آخر مرتبة من مراتب الإنكار، فيُقارف الزنى علانية على قارعة الطريق، كما ثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده! لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها خلف هذا الحائط".
ثالثاً: من مساوئ آخر الزمان: ظهور الأغاني والمعازف: وقد وقعت هذه العلامة في العصور السابقة، وهي الآن أشد انتشاراً وتنوعاً، وقد استهان بحرمتها كثير من الناس، بل ممن ينتسبون إلى أهل العلم، نسأل الله السلامة، وبات التهديد بالمسخ والقذف والخسف قريباً، ما دامت الأمة لاهية تستحل ما حرَّم الله عليها من تعاطي أسباب الفسق والفجور. وقد ازداد هذا البلاء حتى تجاوز مرحلة السماع والاستمتاع إلى التقنين والتقعيد، والتخطيط والتنظيم، وجلب الخبراء، وفتح المعاهد، وصياغة المناهج، حتى أصبحت فناً يدرَّس وعملاً يمارس، فأي ظهور بعد هذا الظهور؟!.
رابعاً: من مساوئ آخر الزمان: استحلال الخمر وكثرة شربها وتداولها بين الناس: حتى أصبحت أمراً مألوفاً يقدم مع الطعام، ويوزع في الفنادق، وهو نديم المسافر في رحلاته، ورفيق الضال في سهراته وخلواته، وتُلحق به المخدرات بجميع أنواعها التي ابتليت بها البشرية فأصبحت شبحاً يهدد أمن الدول وحياة الأفراد.
خامساً: الاستخفاف بالدم وكثرة القتل: وهذا أيضاً من مساوئ آخر الزمان، وقد استخف الناس اليوم بالدم عندما مكّنوا المجرمين من قيادة الأمم حيث أشعلوا الحروب الطاحنة في كل مكان، ويزعمون أنهم دعاة سلام، ومن الاستخفاف الخفي بالدم تلك الفتاوى التي تُحل قتل الدعاة والعلماء وغيرهم من البشر بغير ذنب، ومن تأمل النصوص الواردة في هذا الشأن استطاع أن يضع يده على الأسباب الحقيقية لفشو تلك الظاهرة الخطيرة، وهي كثيرة من أهمها غياب العقول وضعفها، كما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بين يدي الساعة الهَرْج، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه" قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: "إنه ليُنـزع عقول أهل ذلك ويخلف لهم هباءً من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء".
سادساً: من مساوئ آخر الزمان: العقوق: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم".
لقد كثر العقوق وقطيعة الرحم في أزماننا هذه والله المستعان، وقد تظاهرت النصوص على كثرته في آخر الزمان، ومن ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة مرفوعاً: "إذا اتُّخِذَ الفيء دولاً .. وذكر فيه: "وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه". ومن ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال خصالاً ستاً" وذكر منها: "وقطيعة الرحم".
أيها المسلمون: وفي هذا الزمن ظهر العقوق وتعددت أنواعه واستهلكت مراتبه كلها، من كلمة التضجر (أُفّ) إلى الاعتداء على النفس والمال والعرض والله المستعان.
وقد ظهر اليوم عقوق يتفق مع حضارة هذا الزمن وتقدمه، نتيجة لغياب الرؤية الشرعية السليمة، ومن مظاهره ما نراه اليوم من انقلاب مفهوم الخدمة، حتى أصبحت الأم المسنّة تقوم بخدمة البنت الشابة بحجة المذاكرة والدراسة والاختبارات، فإذا أنهت الجامعة وتخرجت وتوظفت بعد ذلك، رمت أطفالها في حضن أمها لتستمر عملية العقوق إلى ما شاء الله.
فنسأل الله -جل وتعالى- أن يصلح أحوالنا ..
بارك الله ..
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: ورغم كثرة المساوئ والمنفرات التي تقع في آخر الزمان فإن هناك فضائل ومبشرات ومحاسن كثيرة تفتح باب الأمل للمسلم، وتزيد في يقينه وثقته بنصر الله تعالى، وقد جاءت تلك المبشرات في كثير من النصوص النبوية، فمن ذلك:
أولاً: ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" فقالت عائشة -رضي الله عنها-: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُون) [التوبة: 33]، أن ذلك تاماً! قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله".
وكذلك ما أورده الألباني في الصحيحة: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر". في هذين النصين الكريمين بشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الأمة ستعود إلى دينها بإذن الله –تعالى-، وسيدخل هذا الدين الحواضر والبوادي، وسيظهر على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك يوم تكون الأمة أهلاً لذلك تعمل للدين وتضحي من أجله.
ثانياً: من محاسن آخر الزمان: ما رواه أبو قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- وسئل: أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية؟ الحديث وفيه: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مدينة هرقل تفتح أولاً". يعني القسطنطينية.
وما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى ينـزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج لهم جيش من المدينة.." الحديث وفيه: "فيفتحون قسطنطينية" (رواه مسلم).
وما رواه أبو هريرة أيضاً قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟!" قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق" (رواه مسلم).
وما رواه أبو هريرة أيضاً قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه شجر اليهود" (رواه مسلم).
هذه النصوص الكثيرة وغيرها تبشر بعودة الجهاد في سبيل الله في آخر الزمان، وكثرة الفتوحات، وتطهير الأرض من نجاسة اليهود وخبثهم، ولعل ما نراه اليوم من جهاد لليهود وإن كان على ضعف يكون بارقة أمل، وبوابة إلى جهاد أعظم يؤذن بنصر قريب إن شاء الله.
ثالثاً: من محاسن آخر الزمان: ما رواه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون ملكاً عاضّاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعُها إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت".
في هذا الحديث الصحيح بشارة عظيمة بوقوع خلافة راشدة على منهاج النبوة، ولكنها لن تقوم إلا بما قامت به الخلافات الراشدة الأولى.
رابعاً: من محاسن آخر الزمان: ما رواه المستورد القرشي -رضي الله عنه- عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تقوم الساعة والروم أكثرُ الناس"، فقال له عمرو بن العاص: أبصر ما تقول! قال: أقول ما سمعت من رسول الله. قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك" (رواه مسلم).
استنبط العلماء من هذا الحديث أن الروم يسلمون في آخر الزمان، وذلك من المبشرات ولا شك. ولعل المراكز والدعوات الإسلامية التي تنتشر في بلاد الكفار على أيدي الدعاة والعلماء مقدمات لهذه البشارة العظيمة.
خامساً: من محاسن آخر الزمان: ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تذهب الدنيا حتى يملك العربَ رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي". هذا الحديث من المبشرات بالمهدي، حيث تواترت النصوص الصحيحة بخروجه وصفاته ومدة حكمه، وهي مستوفاة في كتب السنة، والمراد أنه من مبشرات آخر الزمان.
ومثله ما رواه أبو أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً يدق الصليب ويذبح الخنـزير ويضع الجزية، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنـزع حُمة كلُ ذات حُمة حتى يُدخِل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتضرب الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتُسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بدريهمات". وقوله: "وتكون الأرض كفاثور الفضة": قال الجوهري: "(الفاثور) : الخوان يتخذ من الرخام ونحوه". وقال ابن الأثير: "(الفاثور): الخوان، وقيل: هو طست أو جام من فضة أو ذهب".
وكذلك ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لعيش بعد المسيح! يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاحَّ ولا تحاسد ولا تباغض".
ومن المبشرات التي تكون في آخر الزمان ما تقدم في الحديثين من نزول عيسى -عليه السلام-، وما يتبع ذلك من الخيرات والبركات المذكورة.
اللهم ..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم