عناصر الخطبة
1/الإسلام دين كامل 2/من محاسن دين الإسلام 3/الإسلام دين عالمي 4/موافقة الإسلام للعقل والفطرةاقتباس
الإسلامُ -إخوتي- دِينٌ واضِحٌ ميسور، وسَهْلُ الفَهمِ لكلِّ أحد، وهو دِينٌ مفتوح، لا يُغلق في وجه مَنْ يُريد الدخولَ فيه، ويدعو إلى أحسنِ الأخلاقِ والأعمال، ويَحمي مُعتنقيه من الفوضى والضَّياع والتَّخبُّط، ويكفل لهم الراحةَ النَّفْسية والفِكْرية، ويرتقي بالعقولِ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، الله أكبر ما لبَّى الملبُّون، الله أكبر ما سَجَدَ السَّاجدون، الله أكبر ما ضَحَّى المُضحُّون.
عباد الله: في عِيدِ المسلمين الأكبر، يحسن بنا أنْ نَتَذاكَرَ مَحاسِنَ الدِّينِ العظيم، الذي أكْمَلَه اللهُ -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3] ، فهو دِينُ الفِطرة؛ (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)[الروم: 30]، ودِينُ السَّلامِ والأمان، ولن تجد البشريةُ السعادةَ إلاَّ بتطبيق الإسلام؛ لأنَّ اللهَ -تعالى- أعلم بما يُصْلِحُ عِبادَه؛ (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[المُلك: 14].
ومن مَحاسِنِ الدِّينِ العَظِيم أنَّه دِينٌ كامل في عقيدته وشرائعه، فليس دِيناً فِكريًّا فحسب، بل هو كامِلٌ في كُلِّ شيء، مُشتمِل على العقائد الصحيحة، والأعمالِ الصالحة، والمُعاملاتِ الحَكيمة، والأخلاق الجميلة. ويُعنَى بالعواطف الإنسانية، ويُوجِّهها الوِجهة الصحيحة، فتكون أداة خيرٍ وتعمير، لا إفساد وتدمير، ويُعنى بالعقل، ويأمر بالتَّفكُّر، ويذم الجهلَ، والتقليدَ الأعمى، وهو دِين فردٍ وجماعة، ودينُ آخِرَةٍ وأُولى.
والمسلمون جميعاً إِخْوةٌ في الدِّين، لا تُفَرِّقهم طَبَقِيَّة، ولا عُنصرية، ولا عَصبيةٍ لجنسٍ أو لونٍ أو عِرق، ومعيارُ تفاضلِهم بالتقوى، والإسلامُ دِينُ محبةٍ، واجتماعٍ، وأُلفةٍ، ورحمة، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"(رواه مسلم).
الإسلامُ -إخوتي- دِينٌ واضِحٌ ميسور، وسَهْلُ الفَهمِ لكلِّ أحد، وهو دِينٌ مفتوح، لا يُغلق في وجه مَنْ يُريد الدخولَ فيه، ويدعو إلى أحسنِ الأخلاقِ والأعمال، ويَحمي مُعتنقيه من الفوضى والضَّياع والتَّخبُّط، ويكفل لهم الراحةَ النَّفْسية والفِكْرية، ويرتقي بالعقولِ والعلومِ والنفوس، فأهْلُه خيرُ الناس، وأعقلُ الناس، وأزكى الناس، وهو أبعد ما يكون عن التناقض، قال -تعالى-: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[النساء: 82].
والإسلامُ يَحفَظُ العقولَ؛ ولهذا حرَّمَ الخمرَ، والمخدِّراتِ، وكلَّ ما يُؤدِّي إلى فساد العقل، والإسلام يحفظ الأموالَ؛ ولهذا حثَّ على الأمانة، وأثنى على أهلها، ووعَدَهم بِطِيبِ العَيش، ودخولِ الجنة، وحرَّم السرقة، وتوعَّدَ فاعِلَها بالعقوبة.
والإسلامُ يَحفَظُ الأنفُسَ؛ ولهذا حرَّمَ قتلَ النفس بغير حق، وعاقَبَ قاتِلَ النفس -بغير الحق- بأنْ يُقتَل، ولِوَرَثَةِ القَتِيل الحق في العفو، أو أخْذِ الدية، وهذا من التَّخفيف والرحمة، وحَثَّ الإسلامُ على العفو، ورتَّب عليه الجزاءَ العظيم، والثوابَ الجزيل من الله -تعالى-.
والإسلامُ يَحفَظُ الصِّحةَ، قال -تعالى-: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأعراف: 31]؛ ولهذا حرَّم الخمرَ، التي تُضعِفُ القلب، وتَفْرِي الكُلْيةَ، وتُمزِّق الكَبِد، وحرَّم الفواحِشَ من زِنًا ولِواط، ولا يخفى ما فيهما من الأضرار الكثيرة. وحرَّم لحمَ الخِنزير، الذي يُولِّد في الجِسم أدواءً كثيرة.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: يتَّفق الإسلامُ مع الحقائق العِلمية، فلا يُمكِن أنْ تتعارضَ الحقائقُ العِلميةُ الصحيحة مع النُّصوصِ الشرعيةِ الصَّريحة، وقد تضافرت البراهينُ الحِسيَّة، والعِلميَّة، والتجريبيَّة على صِدْق ما جاء به الإسلامُ حتى في أشدِّ المسائل بُعداً عن المحسوس، وأعظمِها إنكاراً في العصور السابقة، بل إنَّ العلوم الطبِيعية تؤيِّد الإسلامَ، وتُؤكِّد صِحَّتَه على غير عِلمٍ من ذَوِيها؛ لأنهم (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)[الروم: 7].
وتأمَّلْ أَخي الكريم، وتأمَّلِي أُختي الكريمة: تَلْقِيحَ الأشجارِ الذي لم يُكتُشفْ إلاَّ منذ عهد قريب، وقد نصَّ عليه القرآنُ منذ زَمَنٍ بعيد: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)[الحجر: 22] ، (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ)[الذاريات: 49] ، (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا)[يس: 36]، فالقرآن يُخبِرُنا أنَّ في كُلِّ نَباتٍ ذَكَراً وأُنثى.
والإسلامُ -أيها الكرام- يكفلُ الحريات ويضبطها، فحرية التفكير في الإسلام مكفولةٌ، ومضبوطةٌ بضوابط الشَّرع الحكيم، فلا يجعلها مُطلقة، سائمة في مراتع البَغْي والتَّعدِّي على حُريات الآخرين.
وقد مَنَحَ اللهُ -تعالى- الإنسانَ الحواسَّ؛ لِيُفَكِّر ويَعْقِل ويَصِل إلى الحقِّ والصواب، وهو مأمورٌ بالتفكُّر والتَّفكير، ومسؤولٌ عن إهمال حواسِّه وتعطيلِها، كما أنه مسؤولٌ عن استخدامها فيما يَضُر وبالجملة فالإسلام دِين كمالٍ ورِفعة، ودِينُ هدايةٍ وسُمُو.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
أعادَهُ اللهُ علينا، وعلى وُلاةِ أَمْرِنا، وعلى المسلمين بالأَمنِ والإِيمان، والعَفْوِ والعافية، وتقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكم صالِحَ الأعمال، وكلَّ عامٍ وأنتمْ بخيرٍ وعافيةٍ في الدِّين والدُّنيا.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم