عناصر الخطبة
1/عظمة منزلة لا إله إلا الله 2/بعض فضائل وخصائص لا إله إلا الله 3/وجوب معرفة قدر ومكانة لا إله إلا الله 4/شروط الانتفاع بكلمة التوحيداقتباس
عباد الله: إن أعظمَ الكلمات على الإطلاقِ وأجلَّها وأرفعَها شأنًا وأعلاها مكانةً كلمةُ: التوحيدِ لا إله إلا اللهُ، تلك الكلمةُ العظيمةُ التي لأجلِها قامت السمواتُ والأرضُ، ولأجلِها خُلِقت المخلوقاتُ، لأجلِها أُنزِلتْ كتُبُ الله -جلَّ وعلا-، ولأجلِها أُرسِلتْ الرسلُ، ولأجلِها خُلِقتْ الجنَّةُ، فمَن كان من أهل لا إله إلا اللهُ كان من أهل الجنّةِ، ومَن نكَصَ عنها كان من أهل النار. إنها كلمةٌ عظيمة لها فضائلُ عظيمةٌ، ومزايا جمَّةٌ، لا يمكن عدُّها، وليس من السهل حصرُها واستقصاؤها، فمِن ...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مضلّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّه وخليلُه، وأمينُه على وحيِه، ومبلِّغُ الناسِ شرعَه، فصلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: معاشر المؤمنين -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه مراقبةَ مَن يعلم أنّ ربَّه يسمعُه ويراه.
عباد الله: إن أعظمَ الكلمات على الإطلاقِ وأجلَّها وأرفعَها شأنًا وأعلاها مكانةً كلمةُ: التوحيدِ لا إله إلا اللهُ، تلك الكلمةُ العظيمةُ التي لأجلِها قامت السمواتُ والأرضُ، ولأجلِها خُلِقت المخلوقاتُ، لأجلِها أُنزِلتْ كتُبُ الله -جلَّ وعلا-، ولأجلِها أُرسِلتْ الرسلُ، ولأجلِها خُلِقتْ الجنَّةُ، فمَن كان من أهل لا إله إلا اللهُ كان من أهل الجنّةِ، ومَن نكَصَ عنها كان من أهل النار.
عباد الله: إنها كلمةٌ عظيمة لها فضائلُ عظيمةٌ، ومزايا جمَّةٌ، لا يمكن عدُّها، وليس من السهل حصرُها واستقصاؤها، فمِن فضائلِ هذه الكلمةِ العظيمةِ -عباد الله-: أنَّ اللهَ -عز وجل- نعتَها في القرآنِ بنعُوتٍ عظيمةٍ تدلُّ على عِظَمِ شأنِها، وجلالةِ أمرِها.
ومن ذلكم -عباد الله-: أنَّ الله -عز وجل- وصَفها بالكلمةِ الطيّبة في قوله جلَّ وعلا: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)[إبراهيم: 24].
ووصَفها بالقولِ الثابتِ في قوله جل وعلا: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ)[إبراهيم: 27].
ووصَفها جلَّ وعلا بكلمةِ التقوى في قوله جلَّ وعلا: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا)[الفتح: 26].
ووصفها جلَّ وعلا بدعوة الحقِّ في قوله سبحانه: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)[الرعد: 14].
ووصَفها جلَّ وعلا بالعُروةِ الوُثقى، وذلك في قوله سبحانه: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا)[البقرة: 256]، إلى غير ذلكم من الصفاتِ العظيمةِ، والمزايا الكريمةِ، والنُّعوتِ المباركةِ التي نُعِتتْ بها هذه الكلمة؛ كلمةِ التوحيدِ لا إله إلا اللهُ.
وهي -عباد الله- أولُ كلمةٍ تَقْرعُ سمْعَ الأقوام من أنبيائهم، فأولُّ ما يبدأ الأنبياءُ أقوامَهم بالدعوة يبدؤونهم بهذه الكلمةِ العظيمةِ، فهي زُبْدةُ دعوةِ النبيّين، وخُلاصةُ رسالتِهم.
وهي -عباد الله- أجلُّ نِعَمِ الله على عباده، وأفضلُ مِنَنه، ولِهذا بدأ بها سبحانه في سورةِ النحل المعروفةِ بسورةِ النِّعَم، قال الله -تعالى-: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)[النحل:1-2] .
وهي الكلمةُ -عباد الله- التي جعلها إبراهيم الخليل -عليه السلام- باقيةً في عَقِبه؛ كما قال الله -عز وجل-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الزخرف: 26-28].
عباد الله: ولقد جاء في السُّنّةِ النبوية أحاديثُ كثيرةٌ عن نبيِّنا -عليه الصلاة والسلام- في بيانِ فضلِ هذه الكلمة، وعِظَمِ شأنِها مِمَّا يَضيقُ المقام بذكرها وعدِّها، فمِن ذلكم -عباد الله-: أنَّ نبينا -عليه الصلاة والسلام- عدَّها أفضلَ الذكرِ، وأعلا شأنها؛ كما في الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
وأخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ هذه الكلمة هي خيرُ كلمةٍ قالها نبيٌّ، كما جاء في الترمذي وغيره عنه صلواتُ الله وسلامُه عليه أنّه قال: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
ومن فضائلها في السُّنّة -عباد الله-: أنّ نبيّنا -عليه الصلاة والسلام- أخبر أنّها لو وُضِعتْ في كِفّةٍ، والسمواتُ السبعُ، والأرَضونَ السبعُ في كِفّةٍ لمَالتْ بهنّ لا إله إلا اللهُ، ففي المسندِ بإسنادٍ ثابتٍ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لِابْنِهِ: ... آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
وأخبر عليه الصلاة والسلام كما في المسْند وسنن ابن ماجه وغيرهما بِثَقَلِ لا إله إلا اللهُ في الميزان، ففي الحديثِ عنه صلواتُ الله وسلامُه عليه أنّه قال: "يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوس الْخَلَائِقِ فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ -عز وجل-: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عَنْ ذَلِكَ حَسَنَةٌ؟ فَيُهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ".
عباد الله: إنَّ الواجبَ علينا أُمَّةَ الإسلام أنَّ نعرِفَ لهذه النِّعمةِ قدرَها ومكانتَها: أنْ عرَّفَنا ربُّنا -جلَّ وعلا- بلا إله إلا اللهُ، قال سفيانُ بنُ عُيينةَ -رحمه الله-: "ما أَنعمَ اللهُ على عبْدٍ من عبادِه نِعمةً أعظمَ من أنْ عرَّفَه بلا إله إلا اللهُ"، فللّهِ الحمدُ أولاً وآخرًا، وله الشكرُ ظاهرًا وباطنًا؛ أنْ عرَّفَنا لا إله إلا اللهُ، وأنْ جعلَنا من أهلها.
اللهمَّ أحينا من أهل لا إله إلا اللهُ، وتوفّنا على هذه الكلمةِ، واجعلها آخرَ كلمةٍ نقولها في هذه الحياةِ.
أقولُ هذا القول، وأستغفر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله عظيمِ الإحسانِ، واسعِ الفضلِ والجودِ والامتنانِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: عباد الله: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا - رعاكم الله- أنّ هذه الكلمةَ العظيمةَ ليست بنافعةٍ لقائِلها ما لم يُحقِّق ضوابطَها المعلومةَ في كتاب اللهِ -عز وجل- وسُنَّةِ نبيّهِ -صلواتُ الله وسلامُه عليه-، قيل لوَهْبٍ -رحمه الله -تعالى-: "أَليستْ لا إله إلا اللهُ مفتاحُ الجنةِ؟ قال: بلى؛ ولكنْ ما مِن مفتاحٍ إلا وله أسنان، فإذا جئتَ بمفتاحٍ له أسنان فُتِحَ لك، وإلا لم يُفتَح" يشيرُ بذلك إلى أهميةِ شروطِ لا إله إلا الله، وعِظَمِ مكانةِ ضابِطِها وقيودِها المعلومةِ في كتاب اللهِ وسُنّةِ نبيّه -صلواتُ الله وسلامُه عليه-، وهي -عباد الله-: العلمُ بمعناها المنافي للجهلِ، كما قال اللهُ تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)[محمد: 19].
واليقينُ بها المنافي للشَكِّ، كما قال اللهُ -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)[الحجرات: 15] أي: أيقَنوا ولمْ يشكُّوا.
مع الإخلاصِ -عباد الله- كما قال اللهُ -جلَّ وعلا-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[البيّنة: 5].
وأنْ يكونَ قائلُها صادِقًا يقولُها بقلبِه ولسانِه فيُواطئ القلبُ اللسانَ، ولهذا قال الله -عز وجل- في ذمِّ المنافقين: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)[المنافقون: 1] أي: أنَّ ما قالوه بألسنتهم ليس قائمًا ولا ثابتًا في قلوبِهم.
ولا بُدَّ -عباد الله- من محبةِ اللهِ، ومحبةِ هذه الكلمة، ومحبةِ ما يحبُّه الله -عز وجل-، وتقديمُ محبتِه جلَّ وعلا على كلِّ المحابِّ، قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[البقرة: 165].
ولا بُدَّ -عباد الله- من القَبول لهذه الكلمةِ، خلافًا لِحال مَن قال اللهُ عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)[الصافات: 35-36].
ولا بُدَّ -عباد الله- من الانقيادِ لأوامرِ الله والاستسلامِ لشرعِ الله؛ فبذلكم -عباد الله- يكون قائلُ: لا إله إلا اللهُ من أهلها حقًا وصِدقًا، وقد قال أهلُ العلمِ -رحمهم الله تعالى-: "لا بُدَّ في لا إله إلا اللهُ من أمورٍ ثلاثةٍ: العلمُ والعملُ والصدقُ؛ فبالعلمِ ينجو من طريقةِ النصارى الذين يعملون ولا يعلمون، وبالعملِ ينجو من طريقةِ اليهود الذين يعلمون ولا يعملون، وبالصدقِ -عباد الله- ينجو من طريقةِ المنافقين الذين يُظهِرون ما لا يُبطِنون".
وإنَّا لنسألُ اللهَ -عز وجل- أنْ يجعلنا أجمعين من أهلِ لا إله إلا اللهُ حقًّا وصدقًا، إنَّه جلَّ وعلا سميعُ الدعاءِ وأهلُ الرجاءِ، وهو حسبُنا ونِعمَ الوكيل.
وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على محمدِ بن عبدِ الله كما أمركم الله في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. وارضَ اللهمّ عن الخلفاءِ الراشدين، وعن الصحابةِ أجمعين، اللهمَّ وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتَنا وولاة أمورِنا، اللهمَّ وفِّق وليَّ أمرنا لِهُداك، واجعل عملَه في رضاك.
اللهمّ آتِ نفوسَنا تقواها، زكِّها أنت خير مَن زكّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهمَّ وأصلح لنا شأنَنا كلَّه.
ربَّنا إنا ظلمنا أنفسَنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم