عناصر الخطبة
1/دعاء النبي لمن بلَّغ سنته 2/من فضائل وثمرات العمل بالسنة 3/فضل الاشتغال بالعبادة وقت الفتن 4/الاعتصام بالكتاب والسنة نجاةاقتباس
وهذا يدلُّنا على فَضْلِ تبليغ السُّنن، وتبليغِ العلم الشرعي، وتبليغِ الحقِّ؛ ولهذا كان نبيُّنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- له مِثْلُ أجورِ أُمَّتِه، منذ بَعَثَه اللهُ إلى قيام الساعة؛ لأنه هو الذي دلَّ الناسَ على الحقِّ والهدى، فله أجورُ أعمالِه، وله مِثْلُ أجورِ أُمَّتِه...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المسلمون: يقول حبيبنا وقدوتنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حتى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى مَنْ هو أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيسَ بِفَقِيهٍ"(صحيح، رواه أبو داود)، فإذا كانت هذه دعوة من رسول الله لِمَنْ سمع الحديث وحَفِظَه، فما بالنا بِمَنْ أخذ الحديثَ وعمل به ودعا إليه، لا شك أنَّ جزاءه أفضل وأعظم بكثير.
ومن أعظم فضائل العمل بالسنة: نيل محبة الله -تعالى-: محبةُ اللهِ للعبد هي أجلُّ نعمةٍ أنعم بها عليه، ومن لوازم محبَّة العبد لربِّه متابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال -سبحانه-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31].
فهذه الآية هي الميزان التي يُعرف بها مَنْ أحبَّ الله حقيقة، ومَن ادَّعى ذلك دعوى مُجردة، فقال -سبحانه-: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ) أي: إنْ ادَّعيتم هذه المرتبة العالية، والرُّتبة التي ليس فوقها رتبة، فلا يكفي فيها مُجرَّد الدَّعوى، بل لا بد من الصِّدق فيها، وعلامةُ الصدق اتِّباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدِّين وفروعه، في الظاهر والباطن.
فمَن اتَّبع الرَّسولَ -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله؛ أحبَّه اللهُ، ورحِمَه، وسدَّده في جميع حركاته وسَكناته، وجازاه جزاء المُحِبِّين، وغفر له ذنوبه، وستر عيوبه، ويكفي في ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ"(رواه البخاري).
وبهذه الآية يُوزَنُ جميعُ الخلق أفراداً وجماعات، فعلى حسب حظِّهم من اتِّباع الرسول يكون إيمانُهم وحُبُّهم لله، وما نقص من ذلك نقص.
ومن فضائل العمل بالسنة: أنَّ المحافظة على النوافل تسدُّ نقص الفريضة: قال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ: الصَّلاَةُ، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا -جَلَّ وَعَزَّ- لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلاَةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ"(صحيح، رواه أبو داود،)، وجه الدلالة: ظهر في الحديث الشريف أنَّ المحافظة على السنن النبوية في الصلاة النافلة بأنواعها مفيد في سد نقص الفريضة، كما أنَّ فيه تشريفاً للسنة النبوية بأنْ رفَعَها إلى درجة الفريضة التي افترضها الله -سبحانه وتعالى-.
ومن بركات العمل بالسُّنة ولا سيما وقت الفتن وغربة الدِّين: أن العامل بالسُّنة والمُتمسِّك بها والمُحافظ عليها له مِثلُ أجر خمسين صحابيًّا: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ"(صحيح، رواه أبو داود)، وفي رواية: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: "لاَ، بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ"(صحيح، رواه الترمذي)، وجه الدلالة: عِظَمُ أجرِ العاملين بالسنة النبوية في أيام الصبرِ والفتنِ، وغربةِ الدِّين، وفسادِ الزمان؛ حتى بلغ أجر خمسين صحابياً.
وليس في الحديث دليلٌ على أفضلية غيرِ الصحابة على الصحابة؛ لأنَّ فَضْل الصُّحبة لا يعدله فَضْل، قال ابن حجر -رحمه الله-: "حديثُ: "لِلعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُم" لا يدلُّ على أفضلية غير الصحابة على الصحابة؛ لأنَّ مُجرَّد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة، وأيضاً فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل، فأمَّا ما فاز به مَنْ شاهَدَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- من زيادة فضيلة المُشاهدة فلا يعدله فيها أحدٌ"(فتح الباري).
من فضائل الاشتغال بالعبادة المشروعة وقت الفتن: ما قاله النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"(رواه مسلم)، وجه الدلالة: عِظَمُ أجرِ المُتشاغل بالعبادة المشروعة وقت الفتنِ، واختلاطِ أمور الناس، وغفلتِهم؛ حتى أنه ينال أجر الهجرة إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال النووي -رحمه الله-: "الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَةُ، وَاخْتِلاطُ أُمُورِ النَّاس، وَسَبَبُ كَثْرَةِ فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا، وَلاَ يَتَفَرَّغ لَهَا إِلاَّ أَفْرَاد"(شرح النووي على صحيح مسلم)، "وإذا عَمَّت الفتنُ اشتغلت القلوب، وإذا تعبَّد حينئذٍ مُتعبِّدٌ، دلَّ على قوة اشتغالِ قلبه بالله -عزَّ وجلَّ- فيكثر أجرُه"( كشف المشكل لابن الجوزي).
ومن فضائل العمل بالسنة والدعوة إليها: أن الدَّاعي إلى السُّنة والهدى والخير له مِثلُ أجرِ فاعله: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً؛ فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ"(رواه مسلم)، وفي روايةٍ: "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ -سَوَاء كَانَ الْعَمَلُ فِي حَيَاتِه أَوْ بَعْد مَوْتِه-؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ"(رواه مسلم)، وفي حديث آخر: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا"(رواه مسلم).
أيها الإخوة الكرام: وهذا يدلُّنا على فَضْلِ تبليغ السُّنن، وتبليغِ العلم الشرعي، وتبليغِ الحقِّ؛ ولهذا كان نبيُّنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- له مِثْلُ أجورِ أُمَّتِه، منذ بَعَثَه اللهُ إلى قيام الساعة؛ لأنه هو الذي دلَّ الناسَ على الحقِّ والهدى، فله أجورُ أعمالِه، وله مِثْلُ أجورِ أُمَّتِه، وبهذا يتبيَّن كونه خيرَ الناس، وأنه سيِّدُ الخلق، وأنه أفضلُ البشر.
وأحقُّ الناسِ وأسعَدُ الناسِ بعد رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بهذا الثوابِ هم أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، الذين تلقَّوا السُّنن عنه وحَفِظُوها، وأدُّوها إلى من بعدهم، وهكذا مَنْ جاء بعدهم مِمَّنْ أخَذَ عنهم، ودلَّ على الحقِّ والهدى الذي جاء عن طريقهم، فإنه يُؤْجَرُ مِثْلَ أُجورِ كلِّ مَن استفادَ خيراً بسببه، وبسببِ توجيهِه وإرشادِه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
عباد الله: ومن فضائل التمسُّك بالسُّنة والاعتصام بها: السلامة من الابتداع في الدِّين: أهل السنة على يقين تام بأنَّ الدِّين قد اكتمل بلا نقصانٍ، وأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قد بَلَّغ ما أُرسِلَ به بلا كتمان، وبما يُغني عن الابتداع في الدين، قال الزهري -رحمه الله-: "الاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاة"(رواه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة).
وممَّا تميَّز به أهل السنة عن غيرهم الرد على البدع في كلِّ زمان، حيث حرصوا أشد الحرص على سلامة دينهم ومنهجهم الذي ارتضاه لهم ربُّهم وسَنَّه لهم رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وألاَّ يصيب هذا المنبع الصافي كدر الهوى والابتداع، فكلَّما حدثت بدعة ردُّوا عليها وبيَّنوا فسادها.
وما تفشوا البِدَعُ وتنتشر إلاَّ في المجتمعات التي خبا فيها نور السنة، وانتشر فيها ظلام البدعة؛ ولذا قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "مَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِنْ عَامٍ إِلاَّ أَحْدَثُوا فِيهِ بِدْعَةً، وَأَمَاتُوا فِيهِ سُنَّةً، حَتَّى تَحْيَا البِدَعُ، وَتَمُوتُ السُّنَنُ"(رواه المروزي في السنة)، وقال عبد الله بن منازل -رحمه الله-: "لم يُضَيِّعْ أحدٌ فريضةً من الفرائض إلاَّ ابتلاه اللهُ بتضييع السُّنَن، ولم يُبْتَلَ بتضييعِ السُّنَنِ أحدٌ إلاَّ يُوشك أنْ يُبْتَلى بالبدع"(الاعتصام).
ومن فضائل التمسُّك بالسُّنة وبمنهج أهل السنة: العصمة من التَّفرُّق والاختلاف المذموم: لمَّا كان منهج أهل السنة يدعو إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة، كان من ثمرات التمسُّك به العصمة من التَّفرُّق والاختلاف المذموم الذي وقع فيه أهل الأهواء والبدع والضلالات.
وسبب اتفاق أهل السنة أنهم أخذوا دينَهم من الكتاب والسُّنة، فهم مُجتمِعون على الحق، حريصون على جَمْعِ الناس على كلمة الحق، وأمَّا أهل الأهواء والبدع فأخذوا دينهم من المعقولات والآراء المُجرَّدة عن الدليل الصحيح، والقائمة على الهوى؛ فأورثهم ذلك افتراقاً واختلافاً عظيماً، ومَصْدَاقُ ذلك ما جاء عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- أنه سأل ابنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قائلاً له: "كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الأُمَّةُ، وَكِتَابُهَا وَاحِدٌ، وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ، وَقِبْلَتُهَا وَاحِدَةٌ؟! فقَالَ له ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّما أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ فَقَرَأْنَاهُ، وَعَلِمْنَا فِيمَ نَزَلَ؟ وَإِنَّهُ يَكُونُ بَعْدَنَا أَقْوَامٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يَعْرِفُونَ فِيمَ نَزَلَ؟ لكُلِّ قَوْمٍ فِيهِ رَأْيٌ، فَإِذَا كَانَ لِقَوْمٍ فِيهِ رَأْيٌ اخْتَلَفُوا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا اقْتَتَلُوا"(رواه أبو عبيد في فضائل القرآن).
ومن أبرز علامات أهل البدع الفُرقة والاختلاف، كما قال -سبحانه-: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[آل عمران: 107]، فالسبب الرَّئيس في تفرُّق واختلاف أهل الأهواء والبدع والضلال أنهم تركوا البيِّنات الواضحات المحكمات من الكتاب والسنة؛ فتفرَّقوا واختلفوا في الدنيا، واستحقوا العذاب الأليم في الآخرة،
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وَلِهَذَا وُصِفَت الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ بِأَنَّهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُمْ الْجُمْهُورُ الأكْبَرُ وَالسَّوَادُ الأعْظَمُ، وَأَمَّا الْفِرَقُ الْبَاقِيَةُ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشُّذُوذِ وَالتَّفَرُّقِ وَالْبِدَعِ وَالأهْوَاءِ، وَلا تَبْلُغُ الْفِرْقَةُ مِنْ هَؤُلاءِ قَرِيبًا مِنْ مَبْلَغِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ، فَضْلاً عَنْ أَنْ تَكُونَ بِقَدْرِهَا، بَلْ قَدْ تَكُونُ الْفِرْقَةُ مِنْهَا فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ، وَشِعَارُ هَذِهِ الْفِرَقِ مُفَارَقَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإجْمَاعِ"(مجموع الفتاوى)، وصدق -رحمه الله تعالى-، فمن تأمل في الفرق المنحرفة على مدى التاريخ يجدها تجتمع على كل شيء إلاَّ الكتاب والسنة والإجماع.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم