عناصر الخطبة
1/عظم العناية بأمر السرائر والعبادات الخفية 2/آثار عبادة السر 3/السلف وإسرار الطاعةاقتباس
عبادة السر طريق الخلاص من الذنوب والتخفُّف منها؛ فمن اتقى الله في الخفاء، لا يعصِه في العلانية، ومن تجرأ على عصيان الله في العلن، فهو في السر أجرأ...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرَضين، أرسل رُسَلَه حُجَّة على العالمين ليحيا من حيَّ عن بينة، ويهلِك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أمَّتَه على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره، واستنَّ بسُنَّتِهِ إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأُخراكم بتقوى الله -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2-3]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
عباد الله: دعوة دعا بها المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وتحرَّى فيها مواطن الإجابة، وحافظ عليها، فحفِظها عنه أصحابه وأزواجه، حريٌّ بمن علِم حرص نبيه -عليه الصلاة والسلام- على هذه الدعوات أن يحافظ عليها؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكْثِر أن يقول: يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك، قال أنس: فقلنا: يا رسول الله، آمنَّا بك وبما جئت به؛ فهل تخاف علينا؟ فقال: نعم، إن القلوب بين أُصْبُعين من أصابع الله -عز وجل- يُقلِّبها”.
لئن كان النبي خاف على صحابته؛ فالخوف علينا من الافتتان عن ديننا يجب أن يكون أكبر من ذلك.
قال الراوي: “يا مقلب القلوب”: تقليب الشيء تغير من حال إلى حال، والتقليب تصرُّف، وتقليب القلوب والبصائر صرفُها من رأي إلى رأي آخر، فالقلوب تتقلب من الإيمان إلى الكفر، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الطاعة إلى المعصية، ومن المعصية إلى الطاعة، فسَلُوا الله الثبات، وألحُّوا عليه، وجاهدوا أنفسكم، ثبَّتني الله وإياكم على صراطه المستقيم، وهَدْيِهِ القويم، حتى نلقاه -سبحانه-.
عباد الله: ومن أعظم ما يعين على الثبات العنايةُ بأمر السرائر والعبادات الخفية، فهي المثبِّتة، وهذا هو الْمِحَكُّ الذي تُعرض عليه الأعمال يوم القيامة؛ قال جل جلاله: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) [الطارق: 9]؛ يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- عن هذه الآية: “يقول مقاتل -رحمه الله-؛ أي: تظهر وتبدو، وبلوت الشيء إذا اختبرته ليظهر لك باطنه، وما خفِيَ منه، والسرائر جمع سريرة؛ وهي سرائر الله التي بينه وبين عبده في ظاهره وباطنه، فالإيمان من السرائر، وشرائعه من السرائر، فتُختَبَر في ذلك اليوم حتى يظهر خيرها من شرها، ومؤدِّيها من مضيِّعها، وما كان لله ممن لم يكن له”.
يقول عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: “يبدي الله يوم القيامة كل سرٍّ، فيكون زينًا في الوجوه، وشينًا فيها”؛ والمعنى: تختبر السرائر بإظهارها وإظهار مقتضياتها من الثواب والعقاب، والحمد والذم.
يقول الإمام الطبري -رحمه الله-: “عن قتادة في هذه الآية: إن هذه السرائر مختبرة، فأسرُّوا خيرًا، أو أعلنوه، إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله”.
يوم عظيم تصبح السرائر معلَنة، والبواطن ظاهرة، وما خَفِيَ في القلوب يظهر على الوجوه، يا رب سلِّم سلم، يا رب أصلح سرائر قلوبنا، وكن لنا معينًا ومؤيدًا يا أرحم الراحمين.
عباد الله: السريرة الحسنة والنية الصالحة تُعْظِم ثواب العمل، وإن كان في ظاهره قليلًا، والنية السيئة تبطل العمل، وإن كان في ظاهره عظيمًا.
عباد الله: عبادة السر زَورقٌ، من ركِبه نجا وطهر قلبه، وتذهب نفسه، فأخلص في عمله وقصده، العبادة في السر زينة الخلوات، فأكْثِروا من الأسرار؛ لتنالوا رضا الله -جل وعلا-؛ أما سمعت قول نبيك -صلى الله عليه وسلم-: “من استطاع منكم أن يكون له خَبْءٌ من عمل صالح، فليفعل”؟ أما سمعت خبرَ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أو ما عجبت مما تعجَّب منه ربك جل جلاله؛ يقول -عليه الصلاة والسلام-: “عجِب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وِطائِهِ ولِحافِهِ من بين حِبِّهِ وأهله إلى صلاته، فيقول الله -جل وعلا- لملائكته: انظروا إلى عبدي، ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته؛ رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابه، وعلم ما عليه في الانهزام، وما له في الرجوع، فرجع حتى هُرِيق دمه، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رجاءً فيما عندي، وشفقًا مما عندي حتى هُرِيق دمه”؛ (رواه الإمام أحمد، والطبري، وابن حبان، وحسنه الألباني رحمهم الله جميعًا).
عباد الله: عبادة السر وترك ذنوب الخلوات يرفع الله بها العبد، وهي من أعظم أسباب تكفير السيئات، وتعظيم الحسنات؛ قال تعالى: (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) [يس: 11].
عبادة السر هي السياج الذي يضعه الإنسان حول قلبه، معتصمًا بربه؛ فلا يشكو أحدٌ ضعفًا في علاقته بالله -جل وعلا- إلا وخلواته بربه نادرة؛ ولذا كان حبيبك -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليل، يناجي ربه، ويعتكف العشر الأواخر حتى يخلو به، ولا تَسَلْ عن حسن صلاته وطولها، وطول ركوعها وسجودها، وحسن مناجاته لربه تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل: 1-6].
لو لم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- نصيبٌ في الخلوة مع ربه، والقيام بين يديه لَما استطاع حمل هذه الأمانة العظيمة.
فيا من ثقُل عليه دينه وثقُلت عليه دنياه: استعِنْ بربِّك وناجِه، عبادة السر أعظم ما يطهر القلب من النفاق، ويدفع عن العبد وسوسة الشيطان في الرياء؛ فكلما وسوس لك الشيطان بأنك مراءٍ، فذكِّر نفسك بالأسرار التي بينك وبين الله -جل وعلا-، ولقد سأل رجلٌ حذيفةَ بن اليَمَان رضي الله عنه؛ صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمين سره: “هل أنا من المنافقين؟ قال: أتصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم، قال: اذهب فما جعلك الله منافقًا”.
عباد الله: عبادة السر هي الحبل المتين بين العبد وربه، وكلما كثُرت بين العبد وربه الأسرارُ، كانت العبودية أصدق، وأتم، والارتقاء في سُلَّمِ الولاية أقوى.
عباد الله: أصدق العمل عملُ الخفاء، فمن شكَّ في صدقه في عمل العلانية، فليعمل مثله في السر؛ فإن عبادة السر تُطهِّر العلانية، وتدل على تعظيم الله في القلب، ففي السر لا يشهدك إلا الله جل جلاله، ولقد بيَّن المصطفى -عليه الصلاة والسلام- أن من السبعة الذين يُظلِّهم الله بظلِّه يومَ لا ظل إلا ظله، “رجل ذكر الله خاليًا، ففاضت عيناه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”.
عبادة السر طريق الخلاص من الذنوب والتخفُّف منها؛ فمن اتقى الله في الخفاء، لا يعصِه في العلانية، ومن تجرأ على عصيان الله في العلن، فهو في السر أجرأ.
عباد الله: تنبَّهوا تنبَّهوا من مدخل عظيم من مداخل الشيطان؛ فكما يُخشَى على الإنسان من الرياء في عبادة العلن، فإنه يُخشَى عليه من عجب النفس بعبادة السر، فقد يحتقر غيره؛ ظنًّا أن سره خيرٌ من سرِّ غيره، فيهلِك.
وتنبه تنبه، أثقل أعمال الإنسان على الشيطان عبادة الخفاء، فإذا أخفاها بجوارحه، سوَّل له شيطانه إخبار الناس بلسانه، فتتحول من الخفاء إلى العلن بكلمة واحدة، إن حصل ذلك، فارجع وجاهد نفسك بإخفاء العمل مرة أخرى، فنحن في مجاهدة مع النفس إلى أن نموت.
عباد الله: لقد دأب المصطفى -عليه الصلاة والسلام- على حسن العبادة في الخلوة والعلن؛ فهو يقوم الليل، ويعتكف في العشر الأواخر، وصار على نهجه الصدِّيق والفاروق، يتفقدان أحوال الرعية دون أن يُعلَم عنهما، وكان زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه ينفق على مائة بيت في المدينة، يأتيهم في الليل بالطعام ولا يعرفون من الآتي بهم، حتى مات -رضي الله عنه-، ففقدوا ذلك.
وكان عبدالله بن المبارك -رحمه الله- يضع اللثام على وجهه في القتال؛ لئلا يُعرَف، وسُجن أحد أصحاب عبدالله بن المبارك رضي الله عنه بدَينٍ كان عليه، فذهب عبدالله بن المبارك إلى صاحب الدَّين، فقضى دَين صاحبه كاملًا، وحلفه ألَّا يخبر أحدًا من الناس ما دام حيًّا، فخرج الرجل الْمَدين من السجن وهو لا يعلم من سدَّد دَينه؛ ولذا كان الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يقول: “ما رفع الله ابن المبارك إلا بخبيئة كانت له”.
عباد الله: المهم ما هو السر الذي بينك وبين الله -جل وعلا-، أو الأسرار التي بينك وبين ربك -جل وعلا- التي لن تنكشف إلا يوم القيامة؟ كلما كثرت هذه الأسرار، زاد التوفيق، والعبادات الخفية، وخبايا الأعمال، وعبادات السر كثيرة، فمن كظم غيظًا لله جل جلاله، ولم يخبر به أحدًا، فهذه خبيئةُ عملٍ، ومن ستر عورة مسلم أو مسلمة؛ فهذه خبيئة عمل، ومن أعان مسكينًا أو تصدق عليه، فهذه خبيئة عمل، ومن سجد خاليًا لله -عز وجل- معظِّمًا لربه، فهذه خبيئة عمل، ومن ذكر ربه، ولم يخبر بذلك أحدًا، فهذه خبيئة عمل، ومن كان له وِردٌ من كتاب الله -جل وعلا- لا يخبر به أحدًا، فهذه خبيئة عمل، ومن صام صيامًا لا يعلم عنه به أحدٌ، فهذه خبايا أعمال، والمهم أن تكثر هذه الخبايا بينك وبين الله -جل وعلا-؛ حتى لا تنكشف هذه الخبايا إلا في اليوم الذي أنت محتاج فيه لكل حسنة: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89]، ولما كانت الصلاة في جوف الليل من أخفى الأعمال غالبًا، فتُخفى عن الناس، فلا يراك فيها أحد، وتتلذذ فيها بمناجاة الله -جل وعلا-؛ فقد رتب الله عليها عظيم الأجر، وأخفى الأجر العظيم الذي يناله المتهجِّدون بالليل؛ قال ربي جل جلاله: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) [السجدة: 16]، لا يرتاحون في نومهم يتقلبون ينتظرون الوقت الذي يقفون بين يدي ربهم، يتلون كلامه، ويركعون له، ويسجدون معظِّمين له؛ يقول الله: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 16-17].
اللهم أعنَّا على ما يرضيك، واغفر لنا يا رحمن يا رحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن من العبادات ما هو في العلن، والله أراد ذلك، فلا تتأخروا عن عبادات العلن؛ من حضور الجماعات والجُمَع، فليس هذا من الرياء في شيء، ومن العبادات ما هو في الخفاء، وعبادة الخفاء تطهِّر عبادات العلن وتزكِّيها، وتزكي النفس وتطهرها؛ يقول مسلم بن يسار -رحمه الله-: “ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله تبارك وتعالى”، ويقول الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه: “خذوا بحقكم من العزلة”، وقال مسرور رضي الله عنه ورحمه: “إن المرء لَحقيقٌ أن تكون له مجالسُ يخلو فيها؛ يذكر فيها ذنوبه، فيستغفر منها”.
وإلى أصحاب الأسرار، أقول: هنيئًا لكم، وأراكم الله ثواب أعمالكم، وإياكم أن تجزعوا إن ظهر من أعمالكم شيء رغمًا عنكم، وإن حرَصتم على إخفائها، فتلك عاجلُ بشرى، وإليكم كلام عثمان كالبلسم على قلوب الصالحين: “ما أسرَّ أحدٌ سريرة إلا أظهرها الله على صَفَحات وجهه، وفَلَتات لسانه”؛ فاستكثروا من خبايا الأعمال، واستكثروا من الأسرار بينكم وبين ربكم تبارك وتعالى؛ وتذكروا على الدوام قول ربكم: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) [الطارق: 9].
اللهم اجعلنا معظِّمين لأمرك مؤتمرين به، واجعلنا معظِّمين لِما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تُعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تدمر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن تواليَ من والاه، بقوتك يا جبار السماوات والأرض.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمننا وشبابنا ونساءنا بسوء وفتنة، اللهم اجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره دماره، يا سميع الدعاء، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازِهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازِهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا، فأطِلْ عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن سبق للآخرة، فارحمه رحمة من عندك تغنيهم عن رحمة من سواك.
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.
اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفِّقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.
اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا، وإخواننا وأخواتنا، ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.
اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها، لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك، اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير ما جزيت والدًا عن والده، اللهم كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180-182].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم