صواريخ الحوثي نحو المملكة أخطار وأبعاد - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

اقتباس

وجوب إدراك خطورة الأعداء وحقدهم الدفين على بلاد الحرمين، لما أكرمها الله بهذه الشعائر العظام والمآثر الجسام؛ حتى قال قائلهم: إن مكة والمدينة محتلة من اليهود وأنهم يريدون تحريرها؛ حتى تمادوا ببغيهم وزحفوا بقواتهم نحو...

في عام 1991م نشأت فكرة الحركة الحوثية تحت مسمى (تنظيم الشباب المؤمن) في بعض مناطق محافظة صعدة التي تبعد عن العاصمة صنعاء 240كم شمالاً؛ واتخذها المؤسس الهالك بدر الدرين الحوثي، كمنتدى للأنشطة الثقافية حسب زعمه، وكانت النشأة لهذه الفكرة الخبيثة بعد انشقاق مؤسسه عن حزب الحق الذي تأسس عام 1990م، أي بعد إعلان الوحدة اليمنية التي سمح دستورها بالتعددية السياسية والحزبية، وقامت هذه البذرة الخبيثة بجهود بدر الدين الحوثي بزعم جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت لوائه! وبالتالي دعم حزب الحق بصفته يمثل المذهب الزيدي.

 

واستمرت الحركة الحوثية تمارس أنشطة مختلفة في المجال الثقافي والاجتماعي بغية التوسع وكسب ولاءات ضعفة الناس وجهلتهم؛ مستغلة ظروفهم الاقتصادية والمعيشية؛ حتى نهاية حرب 1994م سافر زعيم الحركة بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى طهران وقد اختاراها بحكم التقارب الفكري، وهو الأمر الذي يرجع إليه انتشار بعض الأفكار الغريبة بين أنصار الحوثي, وظهور حسين اليماني الممهد للمهدي حد زعمهم، الذي ساهم في تجميع الشباب حول حسين بدر الدين الحوثي الذي عاد من إيران بتلك الأفكار إلى  اليمن، في حين مكث والده هناك إلى عام 2002 م وفي تلك المرحلة زادت الأطماع لدى الجرثومة الإيرانية؛ ففتحت خدمة المنح الدراسية للطلاب اليمنيين المبتعثين من قبل هذه الحركة الخبيثة.

 

وفي عام 2004م تحولت الحركة الحوثية إلى ميلشيات عسكرية ذات بعد أيديولوجي، وخاضت ستة حروب مع الجيش اليمني خلال أربعة أعوام حتى كشفت التقارير في عام 2009م بأن الحركة الحوثية أصبحت تملك أسلحة متطورة كانت تصلهم من إيران التي كانت ولا تزال تكيد بالبلاد العربية عامة واليمن والمملكة العربية السعودية خاصة، ولما كانت نسبة المؤشرات تتزايد على امتلاك هذه الحركة كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة كان حقا مشروعا للمملكة العربية السعودية أن تحمي حدودها من هذه المليشيات الإجرامية.

 

وبعد أن أخمدت نيران الفتنة، بقيت الحركة الحوثية تنقض كل الاتفاقات والعهود بينها وبين الحكومة اليمنية والشقيقة الكبرى للجمهورية اليمنية المملكة العربية السعودية، وتمارس مكرها الكبير وشرها المستطير ضد أهل السنة وأعلامهم من الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- وكبار أئمة التابعين كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ومن جاء بعده ممن نحسب أنهم التزموا المنهج القويم والصراط المستقيم كمحمد بن عبدالوهاب في المملكة العربية السعودية ومقبل بن هادي الوادعي في اليمن وغيرهما من أهل العلم والدعوة.

 

وفي خضم هذا المكر المتواصل الذي تزول من الجبال ضد أهل السنة والجماعة وجدت هذه الجماعة تأييدا خارجيا ممن تنادي بالعداء لهم، ورغم أن هذا الدعم كان على استحياء، إلا أنه مكَّن هذه الجماعة المجرمة من تهجير أهل السنة في اليمن وهدم مساجدهم واحتلال مراكزهم وجامعاتهم، بل والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني الذي دعت إليه المنظمات الدولية والحكومة اليمنية المنتخبة من الشعب اليمني؛ حتى بلغ بها الحقد على الإسلام السني المحافظ الذي ترعاه المملكة العربية السعودية إلى استهداف قبلة المسلمين وكعبة البيت الحرام بالصواريخ التي لم يسبقهم بها الصليبيون ولا الصهاينة.

 

ولمتسائل أن يسأل لماذا استهداف المملكة العربية السعودية التي تحتضن الملايين من أبناء الجالية اليمنية؟ ثم لماذا كانت وجهة صواريخ الغدر والخيانة نحو مكة المكرمة والكعبة المشرفة؟ هل أزعجهم في مكة حماها الله استقبالها لضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام؟! أم أن الذي أغاضهم هو صلاة المسلمين إليها وتعلق قلوبهم بزيارتها؟! فإن قالوا لم نستهدف مكة بل قصدنا غيرها؛ فيقال لهم إن لم تكونوا قاصدين مكة فقد قصدتم قاصديها من الزوار والمعتمرين.

 

إخوة الإيمان: لم نجد تفسيرا لصواريخهم الموجهة نحو مكة المكرمة، إلا الحرب على كعبة الله وبيته الحرام وقاصيده، والحرب على دعوة أهل السنة والجماعة، وقد صرح حسين الخراساني أحد رموز الجمهورية الإيرانية في كتابه الإسلام على ضوء التشيع؛ حيث قال: "إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها".

 

ألا تكفي هذه البراهين والدلائل على خبث الحركة الحوثة ومن يقف وراءها، ولعلنا في هذه السطور القليلة نجمل الحديث في وقفات حول استهداف الحوثي للمملكة ومتعلقات ذلك، وهي كالتالي:

الوقفة الأولى: يجب أن نعلم يقينا أن ما يحصل في هذه الدنيا من خير وشر، ومن سلم وحرب، وحياة وموت هو بتقدير الله ومشيئته وعلمه؛ حيث كتب ذلك قبل خلقه السماوات والأرض، قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحديد:22]؛ وهذا هو مقتضى الإيمان بالقضاء والقدر؛ ويرجع هذه كله غالبا إلى ما جنته أيدينا وما اقترفته جوارحنا، كما قال سبحانه: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30].

 

الوقفة الثانية: ينبغي أن نشكر الله -تعالى- على نعمة الأمن التي هي من أعظم النعم، ولا أجل من أن يأمن العبد على دينه ونفسه وأهله وماله، وقد ذكَّر الله قريشا بما امتن عليهم من نعمة الأمن؛ فقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت:67]، وَقَالَ -عز وجل- (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)[سورة قريش].

ولو نظرنا إلى دول حولنا لوجدنا الكثير منهم فقدوا هذه النعمة وكيف هو عيشهم وحالهم؟! مما يستدعي علينا ذلك إلى الحفاظ على هذه النعمة وشكر المنعم بها سبحانه.

 

الوقفة الثالثة: إدراك خطورة الأعداء وحقدهم الدفين على بلاد الحرمين، لما أكرمها الله بهذه الشعائر العظام والمآثر الجسام، ولما تمثله من المرجعية السنية؛ حتى قال قائلهم: إن مكة والمدينة محتلة من اليهود وأنهم يريدون تحريرها؛ حتى تمادوا ببغيهم وزحفوا بقواتهم نحو الحدود السعودية اليمنية مستعرضين بما يملكونه من قوة توفرها لهم الدول الأم للتشيع إيران، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وسيكفينا شرهم بحوله.

 

الوقفة الرابعة: وجوب التهيؤ والاستعداد لنصرة الحق والدفاع عن الدين والعرض والمقدسات وحماية الأوطان، كما أرشد إلى ذلك الباري سبحانه؛ فقال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) [الأنفال: 60].

 

الوقفة الخامسة: تقوى الله -تعالى- في السر والعلن ولزوم طاعته والبعد عن معصيته، قال تعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آل عمران 120]، وَقَالَ تَعَالَى(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[ يونس:62، 63]، وَقَالَ تَعَالَى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41].

 

الوقفة السادسة: فيما نعيشه من هذا العداء والاستهداف ذكرى لتذكر أسوأ منه يعيشه إخواننا المسلمون الذين يتعرضون للصواريخ والقنابل السامة والحارقة والقصف العشوائي؛ سواء في سوريا الجريحة أو العراق أو اليمن وبورما وفلسطين، وغيرها من الدول التي تعاني حربا وقتلا وسجنا وتهجيرا وفقرا وغيرها؛ بحيث نكون عونا لكل مظلوم وأن ننصر الحق وأهله حيث كان.

 

وفي الختام: رسالة إلى عموم الأمة حكام ومحكومين، تمسكوا بدينكم وارجعوا إلى ربكم، واحذروا عدوكم، واستيقظوا من سباتكم، واعلموا أن مكر الرافضة بكم كبير وشرهم مستطير، وأنهم يستهدفون دينكم ومقدساتكم وصحابة رسولكم -صلى الله عليه وسلم- من خلال تشويه سيرتهم والإساءة إليهم والطعن في مكانتهم وفضلهم ومقامهم، وعليكم أن توحدوا صفوفكم وأن تجمعوا كلمتكم، وتيقنوا أن هذه الحركة الخبيثة لها أطماع كبيرة واسعة لن تتوقف حيث هي الآن، بل أطماع من جندها الاستيلاء على جزيرة العرب واستبدال عقيدتها وزعزعة أمنها ووحدتها الإسلامية والعربية.

 

خطباؤنا الكرام: هذه مقدمة يسيرة عن استهداف الحوثي للمملكة وأبعاد ذلك، وبرفقتها عدد من الخطب لنخبة من الخطباء، نرجو الله أن يعلي كلمة أهل السنة في كل مكان ويقمع أهل البدعة.

العنوان

صواريخ الحوثي وأسرار قوة المسلمين

2018/04/04 4887 570 19

هذا الدين ظاهر فلا يقعن في قلبك شك في أن الله -تعالى- ناصره ومؤيده، اعلم أن الله -تعالى- إن ابتلى المسلمين فإنما يبتليهم لأجل أن يعظم أجورهم ويتخذ منهم شهداء، ولأجل أن يتعود المسلمون على البذل والتضحية والتعب؛ لأن الدين ينصر على سواعد الرجال..

المرفقات

صواريخ الحوثي وأسرار قوة المسلمين


العنوان

عشر وقفات مع صواريخ الغدر

2018/04/02 3503 509 8

تَذَكُّرُوا إِخْوَانَكُمْ الذِينَ كُلَّ سَاعَةٍ عَلَيْهِمْ صَوَارِيخُ وَقَنَابِلُ؛ سَوَاءٌ فِي سُورِيَا الْجَرِيحَةِ أَمْ غَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ التِي تَسَلَّطَ عَلَيْهَا الْأَعْدَاءُ فَعَاثُوا فِي الْأَرْضِ فَسَادَاً وَفِي الْمُسْلِمِينَ قَتْلَاً وَتَشْرِيدَاً، هَدَمُوا الْبُيُوتَ، وَأَحْرَقُوا الْمَزَارِعَ، وَقَطَعُوا الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ. تَذَكُّرُوا إِخْوَانَكُمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَبِبَعْثِ الْمُسَاعَدَاتِ بِالطُّرُق ِالرَّسْمِيَّةِ الصَّحِيحَةِ؛ لِكَيْ تَصِلَ إِلَيْهِمْ، سَاعِدُوهُمْ وَآوُوهُمْ...

المرفقات

عشر وقفات مع صواريخ الغدر


العنوان

صاروخ نذير

2018/04/02 2235 378 32

هَذَا خَبَرُ الصَّادِقِ المَصدُوقِ وَبُشرَى لأُمَّتِهِ أَنَّ دِيَارَ الإِسلامِ سَتَبقَى في أَيدِي المُسلِمِينَ؛ فالجَزِيرَةُ العَرَبِيَّةُ جَزِيرَةُ الإِسلامِ وَمَأرِزُ الإِيمَانِ؛ بِحِجَازِهَا وَنَجدِهَا وَيَمَنِهَا، بَاقِيَةٌ بِالإِسلامِ وَلِلإِسلامِ -بِإِذنِ اللهِ تعالى-، وَلن يَعُودَ إِلَيها الشِّركُ بِعَامَّةٍ بِفَضلِ اللهِ؛ كما قَالَ نَبِيُّنا -صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الشَّيطَانَ قَد أَيِسَ أَن يَعبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ"...

المرفقات

صاروخ نذير


العنوان

صواريخ الحوثي على المملكة (الأخطار والأبعاد)

2018/04/04 4436 538 27

ويكفي للتدليلِ على ذلك ما قاموا به في حقّ بلادِنا حاضنةِ الإسلامِ الأولى ومأوى أفئدةِ أهلِ السّنةِ والجماعةِ من إطلاقِ هذهِ الصواريخِ تجاهَهَا، وما قاموا به -أيضاً- من جرائمَ ومجازرَ يوميةٍ متواصلةٍ في حربِهم الطّائفيةِ الإجراميةِ التي شنّوها بلا هوادةٍ على المواطنينَ من أهلِ السّنّةِ في اليمنِ، واستخدموا..

المرفقات

صواريخ الحوثي على المملكة (الأخطار والأبعاد)


العنوان

يا رب نصرك على الحوثي

2018/04/02 3059 423 5

بلادنا مستهدفة في دينها وعقيدتها وشبابها ونسائها وأرضها وقيمها؛ فقد غاظهم اجتماعَ الكلمة والطاعة لولاة أمرها، والسماعَ لعلمائها، وأننا جمعنا بين التطوّر والتحديث، وحافظنا على القيم والتوحيد -بحمد الله- من خلال مناهج تعليم نقيّة مستمدّة من الكتاب والسنة؛ فهنا أرضُ الحرمين الشريفين قبلةُ المسلمين...

المرفقات

يا رب نصرك على الحوثي


العنوان

الرافضة في الخليج حقد يتجدد - خطب مختارة

2017/07/06 11849 0 115

إن ما يحدث في البحرين ليس مجرد اعتناق لمذهب مخالف لمذهب السنة، وإنما هي حالة من الطائفية والاستقواء بالخارج؛ لتحقيق أطماع طائفة معينة في الاستيلاء على الحكم ومقدرات الدولة على حساب طائفة أخرى حاكمة وتتمتع بأغلبية، ليست مسألة حقوق مهدرة يسعى المواطنون في تحصيلها، وإنما هي مسألة تسلُّق على الأحداث وانتهاز لفرص ثورة الشعوب المجاورة على ..

المرفقات

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات