عناصر الخطبة
1/فضل شهر الله المحرم 2/من دروس قصة موسى عليه السلام مع فرعون 3/فضل صيام عاشوراء والتحذير من الابتداع فيه.اقتباس
وَشَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ؛ هُوَ أَفْضَلُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ, قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: "قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ اللهَ افْتَتَحَ السَّنَةَ بِشَهْرٍ حَرَامٍ، وَخَتَمَهَا بِشَهْرٍ حَرَامٍ؛ فَلَيْسَ شَهْرٌ فِي السَّنَةِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْظَمَ عِنْدَ...
الْخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- فَضَّلَ بَعْضَ الشُّهُورِ عَلَى بَعْضٍ, وَمِنَ الشُّهُورِ الَّتِي فَضَّلَهَا اللهُ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ؛ قَالَ -تَعَالَى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)[التوبة:36]؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ): هُوَ تَرْكُ الطَّاعَةِ وَفِعْلُ الْمَعْصِيَةِ، وَقَالَ قَتَادَةُ -رَحِمَهُ اللهُ-: "إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا"، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ).
وَشَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ؛ هُوَ أَفْضَلُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ, قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: "قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ اللهَ افْتَتَحَ السَّنَةَ بِشَهْرٍ حَرَامٍ، وَخَتَمَهَا بِشَهْرٍ حَرَامٍ؛ فَلَيْسَ شَهْرٌ فِي السَّنَةِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْظَمَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْمُحَرَّمِ, وَكَانَ يُسَمَّى شَهْرَ اللهِ الْأَصَمَّ مِنْ شِدَّةِ تَحْرِيمِهِ".
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ فَضَّلَ اللهُ صِيَامَ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ، وَجَعَلَهُ فِي الْفَضْلِ بَعْدَ فَضْلِ صِيَامِ رَمَضَانَ؛ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ: صَلَاةُ اللَّيْلِ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
وَفِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُحَرَّمِ نَصَرَ اللهُ نَبِيَّهُ مُوسَى -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ بِمُعْجِزَةٍ إِلَهِيَّةٍ؛ بِأَنْ جَعَلَ الْبَحْرَ يَبَسًا لِمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَقَوْمِهِ, وَأَغْرَقَ الطَّاغُوتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ, وَجَعَلَهُمْ عِبْرَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ, قَالَ -تَعَالَى-: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى)[طه: 77 – 79], لَمَّا كَذَّبَ آلُ فِرْعَوْنَ بِآيَاتِ اللهِ أَخَذَهُمُ اللهُ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِمْ؛ قَالَ -تَعَالَى-: (كدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال: 52].
وَقِصَّةُ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَعَ فِرْعَوْنَ مَلِيئَةٌ بِالْعِبَرِ وَالدُّرُوسِ وَالْعِظَاتِ؛ لِذَلِكَ كَثُرَ وُرُودُهَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ, مِنْهَا:
أَنَّهُ مَهْمَا اسْتَكْبَرَ الْمُسْتَكْبِرُونَ, وَظَلَمُوا وَفَسَقُوا وَأَفْسَدُوا وَكَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَذَّبُوا بِهَا؛ فَإِنَّ مَصِيرَهُمْ إِلَى الْهَزِيمَةِ وَالصَّغَارِ, وَحُلُولِ الْعَذَابِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَمِنْ دُرُوسِ هَذِهِ الْقِصَّةِ: أَهَمِّيَّةُ الصَّبْرِ؛ فَقَدِ ابْتُلِيَ قَوْمُ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِظُلْمِ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ لَهُمْ, وَكَانَ ابْتِلَاءً عَظِيمًا, فِرْعَوْنُ يُقَتِّلُ أَبْنَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَتَّخِذُ مِنْ بَنَاتِهِمْ خَدَمًا, فِي تَعْذِيبٍ مُهِينٍ لَهُمْ, فَلَمَّا اشْتَكَوْا حَالَهُمْ إِلَى مُوسَى -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَمَرَهُمْ بِالِاسْتِعَانَةِ بِاللهِ وَبِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ, وَأَمَرَهُمْ بِالصَّبْرِ؛ (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 128- 129]؛ فَلَمَّا امْتَثَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِأَمْرِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- نَصَرَهُمُ اللهُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ, وَنَجَّاهُمْ مِنْ طُغْيَانِهِمْ.
وَمِنَ الْفَوَائِدِ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ: أَنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا رَأَى عِنَادَ وَاسْتِكْبَارَ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ دَعَا عَلَيْهِمْ فَاسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ؛ (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[يونس: 88-89].
وَمِنْ دُرُوسِ هَذِهِ الْقِصَّةِ: أَنَّ الْكَفَرَةَ مَهْمَا حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُورِ اللهِ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَطِيعُوا, وَمَهْمَا شَنُّوا مِنْ حُرُوبٍ عَلَى الدِّينِ وَأَهْلِهِ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ, وَمَهْمَا عَمِلُوا عَلَى تَشْرِيدِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَوْطَانِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَقْدِرُوا عَلَى نَزْعِ الْإِسْلَامِ مِنْ قُلُوبِهِمْ.
وَمِنْ دُرُوسِ هَذِهِ الْقِصَّةِ: عَدَمُ الْيَأْسِ عِنْدَمَا يَتَأَخَّرُ النَّصْرُ؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْصُرُ مَنْ يَنْصُرُهُ, قَالَ -تَعَالَى-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد: 7].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يُسْتَحَبُّ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ, فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ رَأَى الْيَهُودَ يَصُومُونَهُ, فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ" فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
وَقَدْ وَرَدَ فِي فَضْلِ صِيَامِهِ: أَنَّهُ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ, قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ, وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللهِ: فَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالَةِ مَنْ أَحْدَثَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِدَعًا زَيَّنَهَا الشَّيْطَانُ لَهُمْ, قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ-: "فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ؛ مِنِ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا، وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنَ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ، وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ، وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ، وَالتَّعَصُّبُ، وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ، وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، وَكَثْرَةُ الْكَذِبِ وَالْفِتَنِ فِي الدُّنْيَا, وَلَمْ يَعْرِفْ طَوَائِفُ الْإِسْلَامِ أَكْثَرَ كَذِبًا وَفِتَنًا وَمُعَاوَنَةً لِلْكُفَّارِ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ، مِنْ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الضَّالَّةِ الْغَاوِيَةِ؛ فَإِنَّهُمْ شَرٌّ مِنَ الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ".
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم