دروس وعبر من سيرة الخليل إبراهيم

عبدالباري بن عواض الثبيتي

2023-06-09 - 1444/11/20 2023-06-09 - 1444/11/20
عناصر الخطبة
1/ثقة خليل الله عليه السلام في ربه تعالى 2/توكل السيدة هاجر أم إسماعيل على ربها 3/حسن جزاء الله لإبراهيم وزوجه 4/دعوات الخليل لمكة والبيت الحرام 5/المكانة السامية للحوار الهادئ المتزن 6/تواضع الخليل إبراهيم وضرورة تأسي المسلمين به

اقتباس

لا شكَّ أن غياب لغة الحوار من أبرز أسباب صدود غير المسلمين عن الإسلام؛ حاوَر إبراهيمُ -عليه السلام- زوجَه وابنَه إسماعيل؛ ليؤكِّد لنا أن الحوارَ منهجُ حياةٍ، وهو الغذاءُ المتجدِّدُ الذي يُقوِّي الوثاقَ بين الزوج وزوجته، وقاعدةُ بناءِ علاقةِ الوالدينِ مع أبنائهما...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، جعل الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، أحمده -سبحانه- وأشكره، بُكرةً وأصيلًا، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، ربًّا رحيمًا عظيمًا، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسلَه اللهُ هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين نالوا شرفًا وفضلًا عظيمًا.

 

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].

 

في سِيَر الأنبياء دروسٌ وعبرٌ، وسيرةُ خليل الله إبراهيم -عليه السلام- لها ارتباطٌ وثيقٌ في بعض صفحاتها، بموسم الحج وبيت الله الحرام، جاء إبراهيم -عليه السلام- بابنه إسماعيل وأمه حتى وضَعَهُما في المكان الذي بُني به البيت من بعدُ، عند دوحة فوق زمزم، في أعلى المسجد، لا يبدو فيه أي مظهر من مظاهر الحياة، لا بشر ولا ماء، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء من ماء، ثم قفَل إبراهيم راجعًا من حيث قدم، فتَبِعَتْه أمُّ إسماعيل فقالَتْ: "يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيء؟!"، تُرَدِّدُ ذلك مرارًا وهو لا يلتفتُ إليها، حتى قالت: "آللَّهُ أمرَكَ بهذا؟ قال: نَعَمْ، قالت: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا".

 

موقفٌ مذهلٌ، وحدثٌ عجيبٌ، وسموُّ ثباتٍ في ساعة ابتلاء، لا يبلغه إلا العظماءُ؛ العظماء بإيمانهم، ويقينهم، وتوكلهم، كلماتٌ قصيرةُ المبنى، عميقةُ المدلول والمعنى، "آلله أمرَكَ بهذا؟ إذن لا يضيعنا"؛ تقول هذا في الوقت الذي تُوقِنُ فيه أنَّ زوجَها سيذهب ويتركها في صحراء مُقفِرة، لا أنيسَ فيها ولا شيءَ؛ ومَنْ قرأ القصةَ غيرَ مؤمن؛ فإنَّه يراها ضربًا من الخيال، لا تستوعبها العقولُ؛ لكنَّ القلوبَ المفعمةَ بالإيمان، تستوعِب أنَّ مَنْ توكَّل على الله حقَّ التوكل، فإنَّ اللهَ يَحفَظُه ويَكفِيه ويَحمِيه ويَرزُقُه، لا يسعنا أن نتجاوز هذه العبارة المليئة باليقين والدروس العلمية، حتى نطمئن أنا قد أخذنا ولو بنصيب منها، ولنعلم أن الله لم يكن ليضيع عباده وأولياءه، فهذا القلب الممتلئ يقينًا بخالقه، وتصديقًا بوعده، له تاريخ عميق مع خالقه، عرف الله في الرخاء، فعرفه في الشدة، وقام في قلبه، أن الصحراء ليست موحِشة مع الأنس بالله، وليست مقفرة بالتوكل على الله.

 

لقد لَقِيَتْ أمُّ إسماعيلَ جزاءَ حُسنِ ظنِّها بربِّها؛ بل وللناس كُلِّهم؛ فنبَع ماءُ زمزمَ بينَ يديها؛ هذا الماء الذي صار طعامَ طُعْمٍ، وشفاءَ سُقْمٍ، وخلَّد اللهُ ذِكرَها في العالمينَ؛ فكُلَّما سعى الناسُ بين الصفا والمروة تعبُّدًا لله وتنسُّكًا؛ تَلُوحُ لهم هذه القصةُ، تكريمًا لها ورفعةً لشأنها.

 

ولكَ أن تتأملَ موقفَ أُمِّ إسماعيلَ وثقتَها بربها؛ لم يتسلَّلِ الخوفُ إلى قلبها، رغمَ المكان الموحِش الخالي من الطعام والشراب والبَشَر؛ فإن قارنتَ ذلك بنا اليومَ وحولَنا كلُّ شيء؛ تعجبتَ أنَّه يُساوِرُنا الحزنُ والقلقُ خوفًا على الزرق والأولاد والمستقبل؛ خوفًا من المرض، خوفًا من الغد والمجهول؛ وأساسُ ذلك ضَعفُ اليقينِ والتوكلِّ على الله.

 

أمَر اللهُ خليلَه إبراهيم -عليه السلام- ببناء البيت، فجعَل ابنُه إسماعيلُ يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، فكان بناءُ الكعبة مجردَ حجارة لا تضرُّ ولا تنفعُ؛ وإنَّما استمدَّتْ شرعيتَها من شرع الله وأمرِه بتعظيم البيت وبالطواف حولَه، ولولَا أنَّ اللهَ شرَع تقبيلَ الحجر الأسود، كما علَّمَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ما فعلناه؛ لأنَّ الحجرَ لا يضرُّ ولا ينفعُ ولا هو معبودٌ، قال عمر -رضي الله عنه-: "إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ"، وهذا شأنُ كلِّ ما شُرِعَ زيارتُه من مساجد، وقبور، وبقاع، وأماكن الغزوات، لا يُتجاوَزُ فيها الحدُّ الذي شُرعت لأجله زيارتُها، من حصول العظة والعِبرة والتذكرة؛ فهي لا تَعدُو أن تكون حجارةً وترابًا لا ضرَّ فيها ولا نفعَ.

 

بناءُ بيتِ اللهِ الحرامِ؛ عملٌ عظيمٌ، ومنصبٌ رفيعٌ، وعملٌ صالحٌ، وشرفٌ لا يُدانيه شرفٌ، نالَه إبراهيمُ وابنُه إسماعيلُ -عليهما السلام-؛ وهُمَا في أثناء ذلك وبعدَه يَلهَجان بالدعاء: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، تضرُّعٌ وانكسارٌ مع أداء أجَلّ الأعمال الصالحة؛ وهذا حالُ أهلِ الإيمانِ والتقوى، لا يُدِلُّون بأعمالهم على الله -تبارك وتعالى-، ولا يمنُّون بطاعتهم، وكأنهم يُحسِنون إلى ربهم بحجٍّ أو عمرةٍ أو صلاةٍ أو صدقةٍ، بل ينبغي على المؤمن أن يتقالَّ كلَّ عمل يبذله في سبيل الله؛ فمدارُ الأعمالِ الصالحةِ على القبول، وهذا مقصودُ العملِ وغايتُه؛ ومِنَ الغَبنِ أن يعملَ الإنسانُ أعمالًا صالحةً فيَسمَح للرياء أن يتسلَّل إليها ويقتلعَ أجرَها وثوابَها من جذورها، ويجعلها هباء منثورًا.

 

لقد نالَتْ مكةُ وبيتُ اللهِ الحرامُ نصيبًا وافرًا من دعوات خليل الله إبراهيم -عليه السلام-؛ رفعَتْ شأنَها، وأعلَتْ مقامَها وهيَّأَتْها لأمر عظيم، (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إِبْرَاهِيمَ: 37].

 

دعوةٌ تجاوزت السحبَ والأفلاكَ وأقطارَ السماوات، واستقرَّت عند مليكٍ مقتدرٍ؛ فهذه الأفئدة تهفو قبلَ الأجساد، والأشواقُ تَسبِق الخطواتِ؛ تتقاطَر الجموعُ من كل حدَبٍ وصوبٍ بحبٍّ يُهَوِّن كلَّ مشقةٍ، ولذةٍ تُذِيب كلَّ عقبةٍ، في ملتقًى إسلاميٍّ لا نظيرَ له، الفوارقُ تلاشَتْ، والعنصرياتُ ذابَتْ، والأجناسُ تلاقَتْ، والألسنُ على تنوُّع لغاتها تَلهَج بلغةٍ واحدةٍ لربٍّ واحدٍ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.

 

وحتى يحققَ هذا الجمعُ المباركُ مقصدَه ويؤدِّي نسكَه؛ دعا النبيُّ الكريمُ إبراهيمُ الخليلُ ربَّه: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[الْبَقَرَةِ: 126]؛ فاستجاب اللهُ دعاءه فجعَل مكةَ مكانًا يأنَس إليه الناسُ، ويأمَنون من الخوف والآفات، فما وصل إليها جبار إلا قصمه الله؛ لأن الأمن شأنه عظيم، وإذا انتفى الأمن تعطلت المصالح الدينيَّة والدنيويَّة.

 

خليلُ اللهِ إبراهيمُ -عليه السلام- صالَ وجالَ في أرض الله الواسعة يدعو إلى التوحيد، يُرسِّخ العقيدةَ، حاوَر -عليه السلام- النمرودَ الذي أدعى الألوهيةَ عندما قال: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)[الْبَقَرَةِ: 258]، وحاوَر أباه المشرِكَ، وتلطَّفَ معه في العبارة، فكان في ندائه له يقول: (يَا أَبَتِ)[مَرْيَمَ: 42]، وحاوَر قومَه المشركينَ ونوَّع معهم في الخطاب، وتنزَّل معهم في الجدال؛ ليُثبِّت فيهم وحدانيةَ الله، فصَّل القرآنُ الكريمُ تلك الحواراتِ، آياتٍ تُتلى وقصصًا تُروى ودروسًا تُستَقى.

 

نَستلِهم من دعوة إبراهيم -عليه السلام-، ما أكَّد عليه القرآنُ أن الحوار هو المسلَكُ الأَسمَى في دعوة غير المسلمين؛ ولو قام المسلمون القادرون منهم بنشرِ رسالةِ الإسلامِ وكَشْفِ الحُجُبِ عنها، لكان له شأنٌ آخَرُ؛ فالإسلامُ دينُ الفطرةِ، والأدلةُ على وحدانيةِ اللهِ مبثوثةٌ في الكتاب المقروء والمنظور، والحُجَجُ بيِّنةٌ، والبراهينُ ناصعةٌ جليةٌ؛ لكنَّها تتطلَّب رجالًا صادقينَ، أهلَ علمٍ يحملونها ويُحاورون بأسلوبٍ رصينٍ وحكمةٍ رشيدةٍ، كما حاوَر إبراهيمُ -عليه السلام- بلغة هادئة، وألفاظ بليغة، وبراهينَ علميَّة عقلية، والعالم اليوم يئن من ويلات الحروب والنزاعات والصراعات، والقتل والتدمير، وهو في أشد الحاجة إلى التعريف بالإسلام، دين السلام والرحمة، والمحبة والألفة، الدين الذي يعطي الإنسان حقوقه وكرامته، بل ويجعله محور هذا الكون، ويعزز الأمن بشموله، الذي يقود إلى البناء والتنميَّة والرخاء والسعادة والحياة الطيبة.

 

ولا شكَّ أن غياب لغة الحوار من أبرز أسباب صدود غير المسلمين عن الإسلام؛ حاوَر إبراهيمُ -عليه السلام- زوجَه وابنَه إسماعيل؛ ليؤكِّد لنا أن الحوارَ منهجُ حياةٍ، وهو الغذاءُ المتجدِّدُ الذي يُقوِّي الوثاقَ بين الزوج وزوجته، وقاعدةُ بناءِ علاقةِ الوالدينِ مع أبنائهما، وغيابُ لغةِ الحوارِ الهادئِ العلميِّ اللطيفِ أفرَز مظاهرَ؛ منها: تمرُّد الأولاد، وزيادةُ نِسَبِ الطلاقِ والخُلع؛ ولعلَّ هذا الواقعَ يستحثُّ أهلَ الحلِّ والعَقدِ والفِكرِ إلى تصدُّر المشهدِ، وحَمْلِ زمامِ المبادَرةِ لحمايةِ المجتمعِ والوطنِ والأمةِ من آثارِ التفكُّكِ الأُسريِّ.

 

دينُ إبراهيم -عليه السلام- دينُ الأنبياء جميعًا، الحنيفية السمحاء، والتوحيد الخالص، قال الله -تعالى-: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 67].

 

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفِر اللهَ فاستغفِروه، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، ولي الصابرين، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعدُ: فأُوصيكم ونفسي بتقوى الله.

 

كلُّ هذه المعاني التي سجَّلَها التاريخُ في حياة إبراهيم -عليه السلام- الأوَّاهُ، الحليمُ، وسيرتُه الحافلةُ بالبذل والتضحية والطاعة، ومع ذلك يطلب اللَّحَاق بالصالحين، فيقول في دعائه: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[الشُّعَرَاءِ: 83]، يتواضع في نكران الذات، يتأدب مع ربه، فاللهمَّ توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.

 

ألَا وصلُّوا -عبادَ اللهِ- على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، ودمر اللهم أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين.

 

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، نسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم إنا نسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير الفلاح، وخير العمل، وخير الدعاء برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلًى إلا عافيتَه، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم احفظ رجال أمننا، واحفظ حدودنا، واحفظنا بحفظك يا رب العالمين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك، واجعل عملَه في رضاكَ يا رب العالمين، ووفق ولي عهده لما تحب وترضى يا أرحم الراحمين، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك يا أرحم الراحمين.

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

 

 

المرفقات

دروس وعبر من سيرة الخليل إبراهيم.doc

دروس وعبر من سيرة الخليل إبراهيم.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات