عناصر الخطبة
1/في أحداث غزوة بدر عظات وثبات للمجاهدين 2/المرابطة والجهاد نعمة تستحق الشكر 3/يوم العيد يوم المرحمة والتواد والتواصل 4/المؤمن صابر محتسب على كل ما يصيبه 5/إنما العيد لمن أطاع الله رب العبيد 6/حكم المياه العادمة التي يرش بها المصلون في الأقصى 7/بعض أحكام وآداب زكاة الفطر وصلاة العيد 8/خصوصية العيد في المسجد الأقصى وأكنافهاقتباس
اجعلوا عيدَكم إدخالًا للسرور على اليتامى والفقراء، وأبناء الأسرى والشهداء، فالله أكبر ما تحرَّر الأسرى، اللهُ أكبرُ ما اندحَر الظلمُ عن المسجد الأقصى، الله أكبر ما توحَّد صفُّ المسلمين وظهَر، الله أكبر ما علا الإسلامُ والكفر اندَحَر...
الخطبة الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله -تعالى- وبركاته
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
والحمد لله على نعمة التمام، تمام الرباط في أقصانا، وتمام الصيام فيه والقيام، نشهد أن الله العلي الأكبر، جعَل صيامَنا رباطَنا، وجعَل عيدَنا عهدًا وثباتًا، ونشهد أن سيدنا محمَّدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ما استهل صبح وأسفر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، أمَر ببناء الأقصى مسجدًا منذ غابر الأعصر، الله أكبر، فالمسجد الأقصى للمسلمين، ولا حقَّ فيه لغيرهم ومظهر، الله أكبر، نسأله سبحانه أن يحفظ لنا هذا البيتَ المطهَّرَ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
في السابع عشر من رمضان، انتهت غزوة بدر الكبرى، التي استُشهد فيها أربعة عشر صنديدًا من صناديد الصحابة، وجُرِحَ فيها العديد منهم، وبعد أيام حلَّ عيد الفطر فيهم، بعد أن دفنوا شهداءهم، وداوَوْا جرحاهم، ورغم كل هذا فقد أمَرَهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن يُظهِروا فرحَهم بالعيد، وأَذِنَ للجواري بالغناء، ولم يعلِّمْنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الحدادَ على الشهداء؛ لأنهم أحياء، ولم يأمرنا بتنكيس الرايات؛ لأن رايات الإسلام لا تُنكَّسُ، ولم ينهنا عن الاحتفال بعيدنا والفرح به؛ لأن عيدنا شعيرة من شعائر ديننا، وتعطيلها حرام، فنحن نفرح بالإفطار من رمضان، ونفرح يومَ القيامة بالجنان والرضوان، ونحن اليوم نستقبل عيد الفطر، وعلى نهج نبينا -صلى الله عليه وسلم- نسير، ندفن شهداءنا، ونداوي جرحانا، وننتظر الحرية لأسرانا، ونرابط في مسرانا، ونفرح بعيدنا، رغم ما أصابنا، فالله أكبر ما يضرنا ما أصابنا من لأواء، الله أكبر، ما أذَّن المؤذنُ في الأقصى ورفع النداء، الله أكبر، نحن به -سبحانه- أهل العزة والكبرياء.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر، نشكو إليه ضَعْف قوتنا، الله أكبر نشكو إليه قلة حيلتنا، الله أكبر نشكو إليه تخاذل حكامنا وأمتنا، الله أكبر، جعَلَنا مرابطين، الله أكبر جعَلَنا على الحق ظاهرين.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يوم عيد الفطر هو يوم العفو والمرحمة وهو يوم أهل الفضل الذين يساقون من المحشر إلى الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب، فتسألهم الملائكة: مَنْ أنتُم؟ فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون لهم: وما فضلُكم؟ فيقولون: إذا ظُلِمْنا صَبَرْنا، وإذا أُسِيئَ إلينا عَفَوْنَا، وإذا جُهِلَ علينا حَلُمْنَا، فيقال لهم: "ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين".
فيا أهل بيت المقدس وأكنافه: أتِمُّوا فرحكم بعيدكم هذا، بالعفو عن المسيئين، والحِلْم عن الجاهلين، والصبر على مَنْ ظلَمَكم من الناس، فالله أكبر ما حلم مسلم وصبر، الله أكبر ما عفا مؤمن وغفر، الله أكبر ما علا مسلمٌ نفسَه وقهَر.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر، نحتسب عند الله ما أصابنا، الله أكبر، نرفض تهجيرنا من ديارنا وأراضينا، الله أكبر نرفض قتل أطفالنا والتنكيل بنا في مدننا وقرانا، الله أكبر لا نرضى انتهاك حرمة أقصانا الذي لم يسبق له مثيل، فالله أكبر ربُّ إسرافيل وميكائيل وجبرائيل، الله أكبر هو وحدَه حسبنا ونعم الوكيل.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
لا أدري -واللهِ- هل أهنئكم بالعيد بإتمام نعمة الصيام والرباط والقيام؟ أم نعزِّي أنفسَنا بما آلَتْ إليه أحوالُ العرب والمسلمين، من التطبيع والردة على الأعقاب؟ تعالَوْا يا أهل بيت المقدس وأكنافه، نعزِّي أنفسَنا من الحكام الذين لم يصدر منهم موقفٌ مشرِّفٌ إزاءَ ما حصَل من استباحة لحرمة أقصانا ورحابه ومُصلَّياته، والاعتداء على المصلين فيه، تعالَوْا يا أهل بيت المقدس وأكنافه، نعزي أنفسنا من جامعة الدول العربية، الهزيلة البين هزيلها، العوراء البيِّن عوَرُها، العرجاء البيِّن عرَجُها، تَعالَوْا نعزِّي أنفسَنا من سُبات الأمة وغفلتها، التي كان شغلها الشاغل في رمضان: هل يُجزِئ إخراجُ زكاة الفطر طعامًا أم نقدًا؟ وتناست قضاياها الكبرى.
كَبِّرْ على ميتِ الأحياءِ في أسفٍ *** مَنْ لا يميِّز بين النِّدِّ والحَطَبِ
كَبِّرْ على علماءِ السوءِ في ندمٍ *** بمدحِهم لطغاةِ الأرضِ في رَغَبِ
كَبِّرْ على خائنٍ ضاعَتْ رجولتُهُ *** لبيعه ثرى الإسراء والنَّسَب
فالله أكبر على كل مَنْ طغى واستكبر، الله أكبر ما ارتفع صوتٌ بالحق وجهَر، الله أكبر على كل مَنْ باع وخان وسمسَر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، بدأ عيدنا بالصلاة والتكبير، وهو إعلان منا أن عيدنا عبودية لله -تعالى-، فاجعلوا أيامكم كلها عيدًا بطاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالعيد لمن تمسَّك بالدِّين، ولمن كان من المرابِطِينَ، ولمن كان من البارِّينَ الواصلينَ، فتمسَّكُوا بما كنتُم عليه في رمضان، واجعلوا يومَ عيدكم يومَ جمع شملكم، ويومَ تأليف قلوبكم، ويومَ صلة أرحامكم.
اجعلوا عيدكم إدخالًا للسرور على اليتامى والفقراء، وأبناء الأسرى والشهداء، فالله أكبر ما تحرَّر الأسرى، الله أكبر ما اندحَر الظلمُ عن المسجد الأقصى، الله أكبر ما توحَّد صفُّ المسلمين وظهَر، الله أكبر ما علا الإسلام والكفر اندحر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله، ونشهد أن الله أكبر، وأن الله أعظم، وأن الله أقدر، ونشهد أن سيدنا محمَّدًا عبد الله ورسوله، دعا إلى الطاعات وأمَر، ونهى عن المعاصي وزجَر، فصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
أيها المؤمنون: المياه العادمة التي يعتدى بها عليكم لا تنجِّس الثيابَ والبدنَ، فمن أصابته هذه المياه العادمة تبقى ثيابه طاهرة، وبدنه طاهرًا؛ لأن هذه المياه ليست نجسة، بل طاهرة؛ لأنها مكوَّنة من الخميرة والصودا وبعض المواد الكبريتية، بل وحتى ولو كانت هذه المياه نجسة، فقد قال بعض الفقهاء بجواز الصلاة بالثوب النجس عند التعذر، ولا تُعاد الصلاة بعد ذلك.
فالله أكبر على ما شرَع من ديننا ويسَّر، الله أكبر على ما ابتلانا به وقدَّر، الله أكبر أكرَمَنا بهذا الدين المظفَّر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر ينجي المستضعَفين، الله أكبر يربط على قلوب المؤمنين، الله أكبر يُهلِك الفكرةَ ويذلُّ المنافقين، الله أكبر من الخونة والظلمة والناكصين.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
أيها المؤمنون: من لم يُخرِج صدقةَ الفطر فليُسارِعْ إلى إخراجها، فصدقة الفطر واجبة عن المسلم وعمن يعول من الرجال والنساء والصغار والكبار، ومن لم يُخرِجْها فليُسارع إلى إخراجها، قبل غروب شمس هذا اليوم، ويُستحَبُّ لمن فاتته صلاة العيد أن يقضيها على هيئتها، وبنفس العدد من التكبيرات، ومن كان قاطعًا لرحمه فليُبادِرْ إلى وصلها، ومَنْ كانت في رقبته مظلمة لمسلم فليتحلَّلْ منها، هذا يوم عيدكم، فاملؤوه فرحًا وسرورًا، وزيِّنُوه بالتواصل وبالزيارات، وتذكَّروا أن عيدنا طاعة وعبادة، فاتقوا الله في عيدكم ولا تُفسِدوه بالمعاصي، فعيدُنا شعيرةٌ من شعائر الإسلام، فعظِّموا شعائرَه، فاللهُ أكبرُ ما لبست مسلمةٌ جلبابَها إيمانًا واحتسابًا، الله أكبر ما قرَع المسلمون بتوبتهم أبوابَ الجنة بابًا بابًا.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
يا مسلمون: عيدكم في المسجد الأقصى لا ينتهي؛ فهو عيد رباط إلى يوم القيامة، فشدوا إليه الرحال، وكونوا معه على وصال.
يا أهل بيت المقدس وأكنافه: أنتم اليوم خير المسلمين على الإطلاق، الملائكة تدعو وتستغفر لكم، والله يباهي الملائكة بكم، فسلامٌ عليكم، حين تغدون إلى أقصاكم وتروحون، وسلامٌ عليكم حين تصبرون وتُصابِرون، وسلامٌ عليكم بما كنتم على الحق ظاهرينَ، وعلى اللأواء صابرينَ.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر يحصي الكافرين عددًا، ويُهلِكم بددًا، ولا يُبقي منهم أحدًا، الله أكبر نجعله في نحور أعدائنا، ونعوذ به من شرورهم، الله أكبر يردُّ عنا وعن أقصانا كيدَ الكائدين، وتآمُرَ المنافقينَ، وتخاذُلَ المتخاذلينَ.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
انصرِفوا إلى بيوتكم سالمينَ مأجورينَ، وتقبَّل اللهُ منكم صيامَكم وثباتَكم وطاعاتِكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم