عناصر الخطبة
1/شأن عيد الأضحى 2/أعمال يوم العيد وأيام التشريق 3/نصيحة للنساءاقتباس
أرأيتُمْ كيفَ أنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ ابْتَلَى فِيْهِ خَلِيْلَهُ، وَفَدَى فِيْهِ مِنَ الذَّبْحِ نَبِيَّهُ، وجَعَلَهُ مِنَ العَشْرِ خَاتَمَ الأيامِ المَعْلُومَاتِ، ومُتَقَدَّمَ الأَيَامِ المَعْدُودَاتِ، يَوْمٌ حَرَامٌ، مِنْ أيّامٍ عِظَامٍ، في شَهْرٍ حَرَامٍ...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
الحَمْدُ للهِ الذِيْ جَعَلَ لَنَا دِيْنًا هُوَ خَيْرُ الأَدْيَانِ، وَأَنْزَلَ لَنَا كِتَابًا هُوَ خَيْرُ الكُتُبِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُوْلاً هُوَ خَيْرُ الرُّسُلِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. أَمَّا بَعْدُ:
اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا
فنحمدُ اللهَ أننا نَنعَمُ بالإسلامِ ببلادِ الإسلامِ، نَنعَمُ بأمانٍ ورخاءٍ، وجلاءٍ للوباءِ، وتلاحمٍ وتراحمٍ: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)[العنكبوت:67].
وبعدَ عامٍ من العَطايا عادَ عيدُ الضَحايا، فهَذَا يَوْمُ الْأَضْحَى، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَيَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ؛ لِأَنَّ الْحَجَّ يَفُوتُ بِطُلُوعِ فَجْرِ يَوْمِنا.
وعيدُ الأضحَى أكبرُ العيدَينِ.. بصلاةِ العيدِ وبالنحرِ، والنحرُ أفضلُ من زكاةِ الفِطْرِ. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ. بَلْ حتَّى يَوْمُ عَرَفَةَ إنَّما هوَ مُقَدِّمَةٌ لِيَوْمِ النَّحْرِ.. فَعَمَلُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَالطُّهُورِ وَالِاغْتِسَالِ بَيْنَ يَدَيْ هَذَا الْيَوْمِ.
ألا فلنفرَحْ بفضلِ اللهِ علينا أننا نعيشُ يومًا أقسَمَ اللهُ بفَجْرِهِ، وبلَيْلَتِهِ وبنهارِهِ. قالَ ربُّنا –جلَّ ربًا وعزَّ إلهاً-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)[الفجر:1-3]. (وَالْفَجْرِ) هُوَ فَجْرُ يَوْمِنا هَذَا، وَهُوَ خَاتِمَةُ اللَّيَالِي الْعَشْرِ. وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ. فأقسَمَ بهذا اليومِ مرتينِ. (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)[الفجر:4] هيَ ليلةُ البارحةَ؛ فإنّها مِنْ أَفْضَلِ لَيَالِيْ العَامِ، ومَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ فِيْ لَيْلَةٍ؛ أَدْحَرَ وَلَا أَحْقَرَ وَلَا أَغْيَظَ مِنْهُ فِيهَا.
وفي يومِنا هذَا العظيمِ تُوجدُ أعظمُ العِباداتِ، وهيَ المناسِكُ والنَسَائِكُ والصلواتُ، ولهذا قيلَ لخاتَمِ الرُسُلِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:2].
أرأيتُمْ كيفَ أنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ ابْتَلَى فِيْهِ خَلِيْلَهُ، وَفَدَى فِيْهِ مِنَ الذَّبْحِ نَبِيَّهُ، وجَعَلَهُ مِنَ العَشْرِ خَاتَمَ الأيامِ المَعْلُومَاتِ، ومُتَقَدَّمَ الأَيَامِ المَعْدُودَاتِ، يَوْمٌ حَرَامٌ، مِنْ أيّامٍ عِظَامٍ، في شَهْرٍ حَرَامٍ: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الحج:28].
ومَن وَسّعَ اللهُ عليهِ فذَبَحَ أَضاحِيَه فليُكثِرْ من حَمدِهِ وشكرِهِ، ومن قُدِرَ عليهِ رزقُهُ فليَصبِر ولا يَتَسخَّطْ (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)[الطلاق:7].
وعطاءُ ربِنا يَمتدُ بلا حَدٍ، ويَزيدُ بلا عَدٍ، فبعدَ العيدِ أيامٌ مُعَظَّماتٌ، ألا وهنَ اللاتيْ قَالَ عنهُنَ نبيُنا -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ. رواهُ مُسلم. فلا يجوزُ صَومُها؛ لأنَ المسلمينَ أضيافُ اللهِ فيها وكما أنَّها أيامُ أكلٍ، فهيَ أيامُ ذِكرٍ بالتكبيرِ المطلقِ، والمقيدِ عَقِبَ الصلواتِ، وبالذكرِ عندَ الذبحِ، وعندَ الأكلِ، وقد قَلَّلَها ربُنا فسمَّاها بالأيامِ المعدوداتِ فقالَ: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)[البقرة:203].
فاللهُ أكبرُ على ما هديتَنا والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي كفَى ووَقَى وهدَى، والصلاةُ والسلامُ على إمامِ الهُدَى، أما بعدُ: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا.
مَعَاشِرَ النِّسَاءِ: أوصيكُنَّ بوصيةِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لنساءِ الصحابةِ؛ ففي الصحيحينِ أنَّه كَانَ يَوْمَ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ يَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ.. ثُمَّ يَخْطُبَ، وَيَقُولُ: "تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا" ثُمَّ يَأْتَيْ النِّسَاءَ فَيَعِظُهُنَّ وَيُذَكِّرُهُنَّ، وَيَأْمُرُهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، يَهْوِينَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، يَدْفَعْنَ إِلَى بِلاَلٍ [حَتَّى مَلَأَ ثَوْبَهُ](رواه البخاري ومسلم).
فالنساءُ بالصدقاتِ سبّاقاتٌ، والصدقاتُ لخطايا اللسانِ مكفِّراتٌ، ولِمَعَرَّةِ التقصيرِ بحقِ الزوجِ مخفِفاتٌ، فأَنْفِقْنَ وَلَا تَخْشَيْنَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا، وتَصَدَّقْنَ مِن بُيوتِ أزواجِكُنَّ بإذنِهِمْ، وبِلحمِ الأضاحِي تصدَقْنَ وأهدِيْنَ.
فاللهم اقْبَلْ ما وَهَبْتَنا مِنْ ضَحَايَانَا، وارزُقْنا تَقوَى القُلُوبِ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
اللهم لكَ الحمدُ كالذي تقولُ وخيرًا مما نقولُ.
اللهم لكَ صَلاتُنا ونُسكُنُا ومَحيانا ومَماتُنا، وإليكَ مآبُنا، ولكَ رَبَّنا تُراثُنا.
اللهم إنا عاجزونَ عن شُكركَ، فنُحيلُ إلى عِلمكَ وفضلِكَ.
اللهمَّ وارحمْنا ووالدِينا، وهبْ لنا من أزواجِنا وذرياتِنا قرةَ أعينٍ.
اللهم وفقْ وسدِّدْ وليَ أمرِنا ووليَ عهدِه لهُداكَ. واجعلْ عمَلَهما في رضاكَ. واجزِهمْ على التيسيرِ على المسلمينَ، وعلى خدمةِ الحجيجِ والحرمينِ.
اللهم احفظْ دينَنَا وبلادَنا وأدِمْ أمنَنا، وادحرْ أعداءَنا، وأجبْ دعاءَنا.
اللهم احفظْ مرابطينا ومجاهدينا، وحجاجَنا ومنظمي حُجاجِنا.
اللهم صلِ وسلمْ على محمدٍ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم